على النقيض من أحداث المسلسل الكوري الجنوبي، لم تشهد نسخة تلفزيون الواقع من "لعبة الحبار: التحدي" (Squid Game: The Challenge) أي وفيات أو دماء، بل اتسمت منافساتها بالسلمية واعتمد الكثير منها على الحظ. ورغم سلميته، نجح العمل في إشعال فتيل التشويق والإثارة، سواء عبر إثارة الانتباه، أو الرعب النفسي، أو حتى الجدل.

View this post on Instagram

A post shared by Squid Game (@squidgamenetflix)

أكبر جائزة مالية في تاريخ تلفزيون الواقع

بدأت الحكاية حين حقق الموسم الأول من مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) نجاحاً باهراً، فقررت منصة "نتفليكس" استغلال الشعبية الجارفة للعمل وإنتاج مشروع جديد يتضمن تحويله من دراما خيالية إلى عرض من عروض تلفزيون الواقع مكون من 10 حلقات بعنوان "لعبة الحبار: التحدي" مما أثار فضول وحماس محبي العمل.

وعلى غرار المسلسل الأصلي، شملت التحديات مجموعة من الألعاب، بعضها شوهد مسبقا بالموسم الأول وبعضها الآخر جاء جديدا تماما، وضمت المسابقة 456 لاعبا من مختلف أرجاء العالم بشرط إجادتهم التحدث بالإنجليزية، في حين بلغت الجائزة 4.56 ملايين دولار يحصل عليها متسابق واحد بالنهاية، وهي الجائزة المالية الأضخم في تاريخ تلفزيون الواقع.

بين الجشع والرأسمالية

لم تكن التحديات مؤلمة بقدر ما بدت مزعجة ومثيرة للتوتر، خاصة مع ما استجد من إمكانية تعرّض اللاعبين للإقصاء وإجبار الجميع -بشكل غير مباشر- على عمل تحالفات واتباع إستراتيجيات انتهازية بل وخيانة بعضهم بعضا كلما لزم الأمر، إذ تطلبت غالبية الألعاب الجديدة الاضطرار إلى أخذ قرارات مصيرية حاسمة وقاسية تستلزم القضاء على المنافسين.

وفي حين قد يبدو ذلك مثاليا ومفيدا للحبكة في الأعمال الدرامية، فإنه مثير للتوتر بتلفزيون الواقع كونك تشاهد أشخاصا عاديين مثلك يتخطون كل الحدود اللائقة والإنسانية من أجل المال.

وهي التفصيلة نفسها التي جعلت بعض المتابعين ينفرون من العمل رغم إعجابهم بالمسلسل، إيمانا منهم بأن تحويل العمل الدرامي إلى نسخة واقعية يناقض رسالته بالأساس التي سخرت من قدر الأشياء العبثية والمختلة أو المميتة التي قد يضع بها الشخص نفسه لسداد ديونه، في إشارة واضحة لما قد يفعله اليأس المطلق بالإنسان في ظل غياب الأخلاق وتضخم الرأسمالية.

الحظ يلعب لعبته

ومع ذلك فقد نجح العمل بتحقيق بعض الأرقام القياسية، فمن جهة حاز على إجمالي أكثر من 224 مليون ساعة مشاهدة خلال أول 21 يوما من العرض وهو الرقم الأكبر بين برامج تلفزيون الواقع، ومن جهة أخرى استطاع أن يحتل المركز الأول ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة في 76 دولة على مستوى العالم.

وعلى خلاف المسلسل الذي كان السيناريو فيه مُعداً مسبقا، فإن هذه النسخة اعتمدت على ارتجال المشاركين وردود فعلهم غير المتوقعة والأهم سلوكياتهم الشخصية المتفردة، مما جعل النتيجة لا يمكن توقعها على الإطلاق، خاصة أن بعض الألعاب اعتمدت على الحظ مثل رمي النرد أو اختيار مفتاح عشوائي من عشرات المفاتيح أو اختيار زر ما للضغط عليه أو لعبة "ورقة وحجر ومقص".

وهو الأمر الذي وإن سمح ببقاء الإثارة في أوجها طوال 10 حلقات، فإنه تسبب بامتعاض بعض المشاهدين الذين فسروا ذلك بأن صانعي العمل فضلوا الاستسهال على بذل ما يكفي من جهد لتقديم تحديات جذابة.

دعاوى قضائية ضد "نتفليكس"

رغم أن ما ظهر على الشاشة كان يوحي بأن أحدا لم يتأذّ، لكن ليس هذا ما جرى في حقيقة الأمر، وهو ما انكشف بعد خروج بعض المشاركين عن صمتهم معلنين نيتهم رفع دعوى ضد "نتفليكس" ومقاضاة شركة الإنتاج جراء تجاوز حدود السلامة، مما نتج عنه إلحاق إصابات بهم أثناء المنافسة.

ومن أبرز الشكاوى التعرّض إلى تلف بالأعصاب نتيجة لانخفاض درجة حرارة الجسم أثناء التصوير بسبب برودة الجو في يناير/كانون الثاني 2023 وتحديدا أثناء لعبة "الضوء الأخضر والضوء الأحمر" التي استغرق تصويرها حوالي نصف يوم في برد الشتاء القارس، إذ بلغت درجة الحرارة -3 درجة مئوية.

ووفقا لما نُشر في صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن أحد المشاركين شبه الأمر بساحة حرب، حتى أن المتسابقين كانوا يسقطون أرضا كالذباب ويتم نقلهم بواسطة المسعفين، وبالطبع لم يتمكن أحد من التعليق أو الامتعاض خوفا من الطرد أو الإقصاء، وهو ما نفته "نتفليكس" جملة وتفصيلا.

وبخلاف الإصابات الجسمانية، قرر بعض المشاركين المجهولين الحديث عن سلبيات أخرى -وهو ما يتناقض مع اتفاقية عدم الإفشاء التي وقعوا عليها قبل التصوير- مؤكدين أن الطعام الذي كانوا يحصلون عليه لم يكن جيد المذاق أو كافيا للإشباع.

أما الاعتراف الأخطر فأفاد بأن "نتفليكس" قامت بتعديل بعض التحديات ليفوز بها اللاعبون الأكثر استعدادا لمواجهة الكاميرا، وهو ما لم تعلق عليه الشركة المنتجة حتى الآن.

View this post on Instagram

A post shared by Netflix US (@netflix)

موسم جديد في الطريق

على صعيد آخر، بدأ تصوير الموسم الثاني من "لعبة الحبار" في يوليو/تموز 2023، ومن المتوقّع أن يُعرض في وقت لاحق من العام 2024.

ويعود في هذا الموسم البطل سونغ جي هون (لي جونغ جاي) الوحيد الذي خرج حيا من التحديات الدموية، للعب من جديد والانتقام وإيقاف اللعبة المميتة قبل أن يفاجأ بأن الكثيرين شاركوا مرة أخرى وإذا به يعود إلى نقطة الصفر في المنافسة.

يتميز الموسم القادم بأن البطولة تجمع بين الذكور والإناث بشكل متساو، وهو ما لم يجر بالمرة الأولى، كذلك ستضاف تحديات جديدة لمزيد من التشويق.

ومن النجوم الذين انضموا حديثا للمسلسل بارك سونغ هون، ويانغ دونغ جون، وكانغ أي سيم، وإيم سي وان، وكانغ ها نيول، وبارك جيو يونغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تلفزیون الواقع لعبة الحبار وهو ما

إقرأ أيضاً:

لعبة الإنتربول !

مناظير الخميس 26 سبتمبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* قال النائب العام لحكومة بورتسودان في حوار مع قناة (الجزيرة مباشر) القطرية، إن النيابة العامة تملك أدلة تثبت تورط رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وقادة تحالف "تقدم" في جرائم حرب وإبادة جماعية، وعندما سأله مذيع البرنامج الأستاذ (احمد طه) عن هذه الأدلة، إرتبك وتلعثم وأخذ يتحدث تارة عن وجود 20 الف بلاغ مسجل ضدهم من مواطنين، وتارة انه لا يمكن ان يفصح عن أدلته في أجهزة الاعلام، وعندما قاطعه الأستاذ أحمد "لماذا اتهمهم في أجهزة الاعلام؟ أُسقط في يده، وعجز عن الإجابة!

* تمنع المادة (3 ) من قانون الإنتربول أو البوليس الدولى والإسم الكامل له (المنظمة الدولية للشرطة الجنائية) من التدخل في المسائل ذات الطابع السياسي أو العسكري أو الديني أو العنصري، إلا أن بعض الدول مثل الصين وايران وروسيا إستغلتها في السابق لمطاردة المعارضين السياسيين الامر الذي ادى لتعرض المنظمة لنقد حاد والقيام بحركة اصلاح داخلية كبيرة بقيادة منظمة الامن والتعاون الاوروبية ومعاونة البرلمان الاوروبي، جعلتها اكثر دقة في التعامل مع الطلبات التي ترد إليها من بعض الدول الأعضاء لإصدار نشرات حمراء، ومنذ ذلك الحين (2021 ) إختفت النشرات الحمراء التي تصدرها ضد المعارضين السياسيين إلا إذا كانت الطلبات مدعومة بأدلة جنائية جلية ومقنعة بمعايير معينة، فضلا عن ذلك لا بد من خضوعها لوقت كافٍ في التحقيق والتمحيص قبل الموافقة عليها واصدار النشرة الحمراء وتعميمها على الدول الاعضاء ونشرها في موقع الانتربول على الإنترنت !

* جرت العادة أن يتم التنسيق والتعاون بين وحدات الشرطة المحلية للدول الأعضاء بواسطة نشرات بألوان مختلفة تُرسل عبر البوليس الدولي (الإنتربول)، وتنقسم الى ثمانية انواع، وهى الصفراء الخاصة بالأشخاص المفقودين، والزرقاء التي تطلب جمع معلومات عن أحد أو بعض الأشخاص، والخضراء التي تُحذر من شخص او أشخاص إرتكبوا جرائم ومن المرجح أن يعيدوا إرتكابها في بلدان أخرى، والسوداء التي تطلب جمع معلومات عن جهة او جهات غير محددة الهوية، والبرتقالية للتحذير من حدث أو شخص معين يمثل تهديدا مُلحاً على السلامة العامة، والبنفسجية لتوفير معلومات حول طرق العمل والادوات والاجهزة والوسائل المستخدمة بواسطة المجرمين، والحمراء لطلب القبض على احد او بعض المطلوبين وترحيلهم، وتُقدم الأخيرة للسكرتارية العامة للإنتربول لفحصها وتمحيصها قبل تمريرها للدول الأعضاء.

* لا تكفي النشرة الحمراء وحدها للقبض على الشخص المطلوب وتسليمه للدولة العضو، لمجرد أنها دولة عضو في المنظمة، فالكثير من الدول قد ترفض او تتجاهل تنفيذ الطلب لعدم وجود اتفاقية تسليم المجرمين بينها وبين الدولة المعنية، وهنالك الكثير من السوابق في هذا المجال، بالإضافة الى ذلك قد تحول بعض العقبات دون تسليم الشخص حتى في حالة وجود اتفاقية تسليم مجرمين بين الدولتين، مثل طبيعة ونوع العلاقات بين الدولتين في وقت صدور النشرة، أو لأي سبب من الأسباب!

* وبالمناسبة، فإن أى شخص لديه خدمة إنترنت يستطيع أن يدخل الى موقع الإنتربول ( https://www.interpol.int/ar ) ويطلِّع على أسماء الأشخاص المطلوبين بواسطة النشرة الحمراء، ويمكنه كذلك أن يعرف إن كان أى شخص مطلوبا أم لا، وذلك بإدخال اسمه الاول والاسم العائلي واسم الدولة التي ينتمي إليها ..إلخ، وعادة ما ينشر الموقع أسماء وصور آخر 160 – 200 شخص مطلوبين بنشرات حمرات والاشخاص المفقودين، ولا يحتاج طالب الخدمة لفعل اي شئ سوى قراءة الاسماء ومشاهدة الصور !

* حتى يوم أمس لحظة كتابة هذا المقال، لم يكن إسم حمدوك أو المجموعة التي يتهمها النائب العام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ابادة جماعية ..إلخ، موجودا على موقع الإنتربول، ولمزيد من التأكد قمتُ بإدخال بيانات حمدوك وآخرين ولم يظهر اسم أى منهم ضمن المطلوبين حتى الآن، ومن المؤكد انه لن يظهر لاحقا حسب ادعاءات النائب العام، وأشك كثيرا في أن النائب العام طلب أو سيطلب من الانتربول اصدار نشرات حمراء ضدهم، لانه يعلم تمام العلم أن طلبه سيرفض مما سيضعه في موقف حرج للغاية، أو في (فتيل) كما يقول مرتادو مواقع التواصل الإجتماعي، إلا إذا كان يظن ان الإنتربول الدولي ألعوبة في يده، يفعل بها ما يشاء ويحركها كما يريد!

   

مقالات مشابهة

  • انسحاب وغضب كبير.. لاعبو الزمالك يعترضون على حكم السوبر الأفريقي
  • بعد إلغاء اشتراطات قانون 2021.. ما ضوابط البناء التي سيتم العمل بها الفترة المقبلة؟
  • بعد طرح حلقاته اليوم عبر نتفليكس.. "البحث عن علا 2 " يتصدر ترند جوجل
  • سر 15 دقيقة صمت لجماهير روما باليوروبا ليج
  • طريقة مبتكرة من جماهير روما للاعتراض على الإدارة
  • لعبة الإنتربول !
  • الخارجية الإماراتية تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفيرة مالي
  • حازم إيهاب يكشف عن الصعوبات التي واجهته في مسلسل "انترفيو"
  • نتفليكس تطرح الإعلان الرسمي لبرنامج الواقع "الحب أعمى حبيبي"
  • من خلف القضبان.. شخصية رئيسية في مسلسل وحوش تتهم نتفليكس بالكذب