نجاح نسخة تلفزيون الواقع من لعبة الحبار جماهيريا.. فلماذا اعترض المشتركون؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
على النقيض من أحداث المسلسل الكوري الجنوبي، لم تشهد نسخة تلفزيون الواقع من "لعبة الحبار: التحدي" (Squid Game: The Challenge) أي وفيات أو دماء، بل اتسمت منافساتها بالسلمية واعتمد الكثير منها على الحظ. ورغم سلميته، نجح العمل في إشعال فتيل التشويق والإثارة، سواء عبر إثارة الانتباه، أو الرعب النفسي، أو حتى الجدل.
A post shared by Squid Game (@squidgamenetflix)
أكبر جائزة مالية في تاريخ تلفزيون الواقعبدأت الحكاية حين حقق الموسم الأول من مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) نجاحاً باهراً، فقررت منصة "نتفليكس" استغلال الشعبية الجارفة للعمل وإنتاج مشروع جديد يتضمن تحويله من دراما خيالية إلى عرض من عروض تلفزيون الواقع مكون من 10 حلقات بعنوان "لعبة الحبار: التحدي" مما أثار فضول وحماس محبي العمل.
وعلى غرار المسلسل الأصلي، شملت التحديات مجموعة من الألعاب، بعضها شوهد مسبقا بالموسم الأول وبعضها الآخر جاء جديدا تماما، وضمت المسابقة 456 لاعبا من مختلف أرجاء العالم بشرط إجادتهم التحدث بالإنجليزية، في حين بلغت الجائزة 4.56 ملايين دولار يحصل عليها متسابق واحد بالنهاية، وهي الجائزة المالية الأضخم في تاريخ تلفزيون الواقع.
بين الجشع والرأسماليةلم تكن التحديات مؤلمة بقدر ما بدت مزعجة ومثيرة للتوتر، خاصة مع ما استجد من إمكانية تعرّض اللاعبين للإقصاء وإجبار الجميع -بشكل غير مباشر- على عمل تحالفات واتباع إستراتيجيات انتهازية بل وخيانة بعضهم بعضا كلما لزم الأمر، إذ تطلبت غالبية الألعاب الجديدة الاضطرار إلى أخذ قرارات مصيرية حاسمة وقاسية تستلزم القضاء على المنافسين.
وفي حين قد يبدو ذلك مثاليا ومفيدا للحبكة في الأعمال الدرامية، فإنه مثير للتوتر بتلفزيون الواقع كونك تشاهد أشخاصا عاديين مثلك يتخطون كل الحدود اللائقة والإنسانية من أجل المال.
وهي التفصيلة نفسها التي جعلت بعض المتابعين ينفرون من العمل رغم إعجابهم بالمسلسل، إيمانا منهم بأن تحويل العمل الدرامي إلى نسخة واقعية يناقض رسالته بالأساس التي سخرت من قدر الأشياء العبثية والمختلة أو المميتة التي قد يضع بها الشخص نفسه لسداد ديونه، في إشارة واضحة لما قد يفعله اليأس المطلق بالإنسان في ظل غياب الأخلاق وتضخم الرأسمالية.
الحظ يلعب لعبتهومع ذلك فقد نجح العمل بتحقيق بعض الأرقام القياسية، فمن جهة حاز على إجمالي أكثر من 224 مليون ساعة مشاهدة خلال أول 21 يوما من العرض وهو الرقم الأكبر بين برامج تلفزيون الواقع، ومن جهة أخرى استطاع أن يحتل المركز الأول ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة في 76 دولة على مستوى العالم.
وعلى خلاف المسلسل الذي كان السيناريو فيه مُعداً مسبقا، فإن هذه النسخة اعتمدت على ارتجال المشاركين وردود فعلهم غير المتوقعة والأهم سلوكياتهم الشخصية المتفردة، مما جعل النتيجة لا يمكن توقعها على الإطلاق، خاصة أن بعض الألعاب اعتمدت على الحظ مثل رمي النرد أو اختيار مفتاح عشوائي من عشرات المفاتيح أو اختيار زر ما للضغط عليه أو لعبة "ورقة وحجر ومقص".
وهو الأمر الذي وإن سمح ببقاء الإثارة في أوجها طوال 10 حلقات، فإنه تسبب بامتعاض بعض المشاهدين الذين فسروا ذلك بأن صانعي العمل فضلوا الاستسهال على بذل ما يكفي من جهد لتقديم تحديات جذابة.
دعاوى قضائية ضد "نتفليكس"رغم أن ما ظهر على الشاشة كان يوحي بأن أحدا لم يتأذّ، لكن ليس هذا ما جرى في حقيقة الأمر، وهو ما انكشف بعد خروج بعض المشاركين عن صمتهم معلنين نيتهم رفع دعوى ضد "نتفليكس" ومقاضاة شركة الإنتاج جراء تجاوز حدود السلامة، مما نتج عنه إلحاق إصابات بهم أثناء المنافسة.
ومن أبرز الشكاوى التعرّض إلى تلف بالأعصاب نتيجة لانخفاض درجة حرارة الجسم أثناء التصوير بسبب برودة الجو في يناير/كانون الثاني 2023 وتحديدا أثناء لعبة "الضوء الأخضر والضوء الأحمر" التي استغرق تصويرها حوالي نصف يوم في برد الشتاء القارس، إذ بلغت درجة الحرارة -3 درجة مئوية.
ووفقا لما نُشر في صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن أحد المشاركين شبه الأمر بساحة حرب، حتى أن المتسابقين كانوا يسقطون أرضا كالذباب ويتم نقلهم بواسطة المسعفين، وبالطبع لم يتمكن أحد من التعليق أو الامتعاض خوفا من الطرد أو الإقصاء، وهو ما نفته "نتفليكس" جملة وتفصيلا.
وبخلاف الإصابات الجسمانية، قرر بعض المشاركين المجهولين الحديث عن سلبيات أخرى -وهو ما يتناقض مع اتفاقية عدم الإفشاء التي وقعوا عليها قبل التصوير- مؤكدين أن الطعام الذي كانوا يحصلون عليه لم يكن جيد المذاق أو كافيا للإشباع.
أما الاعتراف الأخطر فأفاد بأن "نتفليكس" قامت بتعديل بعض التحديات ليفوز بها اللاعبون الأكثر استعدادا لمواجهة الكاميرا، وهو ما لم تعلق عليه الشركة المنتجة حتى الآن.
View this post on InstagramA post shared by Netflix US (@netflix)
موسم جديد في الطريقعلى صعيد آخر، بدأ تصوير الموسم الثاني من "لعبة الحبار" في يوليو/تموز 2023، ومن المتوقّع أن يُعرض في وقت لاحق من العام 2024.
ويعود في هذا الموسم البطل سونغ جي هون (لي جونغ جاي) الوحيد الذي خرج حيا من التحديات الدموية، للعب من جديد والانتقام وإيقاف اللعبة المميتة قبل أن يفاجأ بأن الكثيرين شاركوا مرة أخرى وإذا به يعود إلى نقطة الصفر في المنافسة.
يتميز الموسم القادم بأن البطولة تجمع بين الذكور والإناث بشكل متساو، وهو ما لم يجر بالمرة الأولى، كذلك ستضاف تحديات جديدة لمزيد من التشويق.
ومن النجوم الذين انضموا حديثا للمسلسل بارك سونغ هون، ويانغ دونغ جون، وكانغ أي سيم، وإيم سي وان، وكانغ ها نيول، وبارك جيو يونغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تلفزیون الواقع لعبة الحبار وهو ما
إقرأ أيضاً:
وزير العدل يستعرض أهم مستجدات مدونة الأسرة بعد جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك
زنقة20ا الرباط
قال وزير العدل عبد اللطيف وهبي، إن مضامين مراجعة مدونة الأسرة، تهْدف إلى تجاوز بعض النقائص والاختلالات، التي ظهرت عند تطبيقها القضائي، ومواءمة مقتضياتها مع تطور المجتمع المغربي وديناميته، وما تفرضه متطلبات التنمية المستدامة، وكذا ملاءمتها مع التطورات التشريعية، بما في ذلك الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها بلادنا.
وأضاف وهبي، صباح اليوم الثلاثاء في لقاء تواصلي مع وسائل الإعلام الوطنية بحضور رذيس الحكومة عزيز اخنوش وعدد من الوزراء والمسؤولين، خصص لعرض المضامين الرئيسية لمراجعة مدونة الأسرة بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط “نحن اليوم، أمام مراجعة جوهرية لنص مدونة الأسرة، تستجيب للمبادئ والمرجعيات، كما حددتها الرسالة الملكية السامية، ووفق الضوابط والحدود التي وَضَعتها؛ غايتها إنجاز صيغة جديدة لمدونة الأسرة تُناسب مغرب اليوم، قادرة على الاستجابة للتطورات المجتمعية التي يشهدها، في حِرص شديد على أن تكفل مقتضياتها، في الآن ذاته، تعزيز مكانة المرأة وحقوقها، وحماية حقوق الأطفال، والمُحافظة على كرامة الرجل”.
وهكذا، يشير وهبي، فإن من بين ما تم اعتماده، تأسيسا على مقترحات الهيئة والرأي الشرعي للمجلس العلمي الأعلى، يمكن الإشارة، على الخصوص، إلى إمكانية توثيق الخِطبة، واعتماد عقد الزواج لوحده لإثبات الزوجية كقاعدة، مع تحديد الحالات الاستثنائية لاعتماد سماع دعوى الزوجية، وتعزيز ضمانات زواج الشخص في وضعية إعاقة، مع مراجعة للإجراءات الشكلية والإدارية المطلوبة لتوثيق عقد الزواج”.
كما تم اعتماد، يضيف وهبي، إمكانية عقد الزواج، بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج، دون حضور الشاهدين المسلمين في حال تعذر ذلك؛ بالإضافة إلى تحديد أهلية الزواج بالنسبة للفَتى والفَتاة في 18 سنة شمسية كاملة، مع وضع استثناء للقاعدة المذكورة، يُحدد فيها سن القاصر في 17 سنة، مع تأطيره بعدة شروط تضمن بقاءه، عند التطبيق، في دائرة “الاستثناء”؛
وأوضح وهبي انه تم اعتماد إجبارية استطلاع رأْي الزوجة أثناء تَوثيق عقد الزواج، حول اشتراطها عدم التزوج عليها، من عدمه، والتنصيص على ذلك في عقد الزواج. وفي حال اشتراط عدم التزوج عليها، فلا يحق للزوج التعدد وفاء منه بالشرط؛وفي حال غياب هذا الاشتراط، فإن “المبرر الموضوعي الاستثنائي” للتعدد، سيُصبح محصورا في: إصابة الزوجة الأولى بالعقم، أو بمرض مانِع من المعاشرة الزوجية، أو حالات أخرى، يُقدرها القاضي وفق معايير قانونية محددة، تكون في الدرجة نفسها من الموضوعية والاستثنائية.
واكد وهبي أنه تم الإعتماد على إحداث هيئة، غير قضائية، للصلح والوساطة، يكون تدخلها مطلوبا، مبدئيا، في غير حالة الطلاق الاتفاقي، مع حصر مَهَمتها في محاولة الإصلاح بين الزوجين، والتوفيق بينهما في ما يترتب عن الطلاق من آثار؛
وتم أيضا، يشير وهبي، جعْل الطلاق الاتفاقي موضوع تعاقد مباشر بين الزوجين، دون الحاجة لسلوك مسطرة قضائية، وتقليص أنواع الطلاق والتطليق، بحكم أن التطليق للشقاق يُغطي جُلها، وتحديد أجل ستة (6) أشهر كأجل أقصى للبت في دعاوى الطلاق والتطليق؛
كما تم وفق وهبي، تأطير جديد لتدبير الأموال المكتسبة أثناء العلاقة الزوجية، مع تثْمين عمل الزوجة داخل المنزل، واعتباره مساهمة في تنمية الأموال المكتسبة خلال قيام العلاقة الزوجية؛ واعتماد الوسائل الالكترونية الحديثة للتبليغ في قضايا الطلاق والتطليق، مع قَبول الوكالة في هذه القضايا باستثناء مرحلة الصلح والوساطة.
وتابع أنه تم اعتبار حضانة الأطفال حقا مشتركا بين الزوجين أثناء قيام العلاقة الزوجية، مع إمكانية امتداده، في حال الاتفاق، بعد انفصام العلاقة الزوجية، وتعزيز الحق في سُكْنى المحضون، بالإضافة إلى وضع ضوابط جديدة فيما يخص زيارة المحضون أو السفر به؛ وعدم سقوط حضانة الأم المطلقة على أبنائها بالرغم من زواجها؛
وحسب وهبي تم وضع معايير مرجعية وقيمية تُراعى في تقدير النفقة، وكذا آليات إجرائية تساهم في تسريع وتيرة تبليغ وتنفيذ أحكامها؛
وقال المتحدث ذاته انه تم الاعتماد على جعل “النيابة القانونية” مشتركة بين الزوجين في حال قيام العلاقة الزوجية وبعد انفصامها. وفي الحالات التي لا يَتَأتى فيها الاتفاق بين الزوجين، على أعمال النيابة القانونية المشتركة، يُرجع، في ذلك، إلى قاضي الأسرة للبت في الخلاف الناشئ، في ضوء معايير وغايات يحددها القانون.
واضاف أنه تم تحديد الإجراءات القانونية التي يتعين على المحكمة سلْكها من أجل ترشيد القاصر، وتعزيز الحماية القانونية لأمواله، وفرض الرقابة القضائية على التصرفات التي يُجريها وليه أو وصيه أو المقدم عليه؛
وتم إقرار. ووفق وهبي حق الزوج أو الزوجة بالاحتفاظ ببيت الزوجية، في حالة وفاة الزوج الآخر، وفق شروط يحددها القانون.
وتم الإعتماد على تفعيل مقترح المجلس العلمي الأعلى، بخصوص موضوع “إرث البنات”، القاضي بإمكانية أن يهب المرء قيد حياته ما يشاء من أمواله للوارثات، مع قيام الحيازة الحُكمية مقام الحيازة الفِعلية. يقول وهبي.
وأشار إلى أنه تم الاعتماد على فتح إمكانية الوصية والهبة أمام الزوجين، في حال اختلاف الدين.
وبالنظر إلى أن الأمر يتعلق بمراجعة عميقة لمدونة الأسرة، أكد وزير العدل، أنه سيتم تبني صياغة بعبارات حديثة، من خلال استبدال بعض المصطلحات سيما إذا تَوقف العمل بها في منظومتنا القانونية والقضائية.