نظمت قاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة لمناقشة كتاب «الألم والأمل.. مشرط الجراح وضفائر الدم»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب للدكتور جمال مصطفى سعيد، أستاذ جراحة الأورام بكلية الطب بجامعة القاهرة، والذي ناقشه كل من الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، والكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق، وبحضور الدكتور جلال السعيد، وزير النقل ومحافظ القاهرة الأسبق، والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأدار الندوة الكاتب والمفكر أحمد الجمال.

فى البداية، ناشد الكاتب أحمد الجمال، كل الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية بأن يقرأوا عامة، وكتاب «الألم والأمل.. مشرط الجراح وضفائر الدم» بشكل خاص، مقدمًا تعريفًا عن الدكتور جمال مصطفى سعيد، وعن مناقشين الندوة.

وأوضح أن الدكتور جمال سعيد، متمسك بكل القيم والموروثات الاجتماعية الإيجابية، وطبيب في الجراحة العامة والأورام، وقدم الكتاب لشغفه الفريد في محاولة علاج العديد من الأمراض عن طريق الاستبصار لما وراء الظاهرة، مناشدا الحكمة والقيم الرفيعة على رأسها التواضع فمن ذاق عرف متحدثا عن مشاركة السعيد في الصالونات الفكرية الثقافية متضمن العديد من القضايا المختلفة والتوعية الطبية.

وقال الدكتور محمد صابر عرب، إن كتاب «الألم والأمل.. مشرط الجراح وضفائر الدم» للدكتور جمال مصطفى سعيد، استطاع أن يقدمه بأسلوبه السهل الممتنع والتي لا تعرف سوى التفوق ما بين الطب والهندسة وتحصيل أعلى الدرجات العلمية مثل الدكتوراه فى هذين المجالين، مقدما التحية لوالدته العظيمة.

المال ليس كل شيء

وقال الدكتور عرب إن الكتاب يتناول حكاية الشاب أكمل الذي عانى مع المرض، وحوار الكاتب مع والدته التي قدمت رسالة عظيمة للابن قائلة: المال ليس كل شيء ومن هنا بدأت رحلة العطف والإنسانية للدكتور الذي لقب بطبيب الفقراء الذي يؤدي عمله بصدق وإخلاص شديدين.

وأضاف الإعلامى حمدي رزق، أن الكاتب جراح وهذا بذاته تحد كبير فإن الكاتب يمسك بالقلم ولكن الطبيب يمسك بالمشرط، وبدأ الكتاب بجملة رائعة لنجيب محفوظ إذا مات القول ذهبت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة وإذا ذهب الضمير مات كل شيء، فأما عن الضمير فهو أهم ما يميز الكاتب فى تعاملاته الطبية الإنسانية.

وعن تناوله الأدبي، أوضح «رزق»، أن الكاتب لم يستخدم الألفاظ الغريبة والتراكيب اللغوية المعقدة بل تناول أسلوب البساطة والوضوح؛ فإن مصرنا المحروسة ستظل هكذا محروسة بإذن ربها طالما يقطنها الصالحين ذات الضمائر النقية مثل الطبيب مجدي يعقوب والطبيب مصطفى السعيد، مشيرا إلى أن كل قصة تصلح أن تكون مسلسلا أو مسرحية في مسرح الحياة الشاسع الواسع.

وأشار إلى أنه عندما تقرأ الكتاب تجد نفسك أمام مرآة إنسانية، حكايات تقطر ألما وأملا، مروية بمهارة كاتب مسيطر على لغته وعباراته وأدواته بنفس المقدرة التي يمسك به مشرطه ويمزق به أوصال «الأورام».

رسم صور كاشفة لدواخل البشر

وبالرغم من جمال اللغة إلا أن فلسفة الكتاب أهم ألف مرة، فالكاتب يرسم صورا إنسانية عميقة كاشفة لدواخل البشر وطبائعهم وثقافتهم وتقاليدهم مع الحياة، صورا فى غاية الصدق، فالبشر فى حالة الضعف بلا أقنعة، كائنات عارية المشاعر والأخلاق والطباع، جلد تصرفاتهم على عظام حقائقهم، إذا جاز التعبير.

فيما أعرب الكاتب الدكتور جمال مصطفي سعيد، عن شكره لرئيس هيئة المصرية العامة للكتاب والقائمين على تنظيم الندوة موضحا أن من كتب مقدمة الكتاب الأستاذ أحمد الجمال الذى تكمن قيمته فى مقدمته، متحدثا عن أهمية الأمل في الحياة لأنه يزيد المناعة التي تلعب بدورها في العلاج النسبي لمرض السرطان اللعين، كما أن الأغلبية العظمى تنظر للأطباء وهيئة التمريض على أنهم ملائكة الرحمة، ثم تناول رحلة عناءه في دراسته الطبية خلال فترة سفره للولايات المتحدة الأمريكية تلك التجربة التي رسخت فيه مبدأ التواضع الذي جعله لا يميز في عمله بين الوزير والغفير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس

إقرأ أيضاً:

مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل

توفي السلطان مصطفى الثالث في مثل هذا اليوم من عام 1774، بعد فترة حكم حافلة بالإنجازات والتحديات. وُلد مصطفى في 31 يناير 1717 بمدينة القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، وتدرّج في مناصب الدولة حتى تولى الخلافة بعد وفاة ابن عمه عثمان الثالث، وكان يبلغ من العمر 42 عامًا.
 

بداية حكمه والتحديات السياسية
 

عند توليه العرش، عين الوزير راغب باشا صدرًا أعظم للدولة، وهو رجل ذو معرفة واسعة بشؤون الحكم. شارك الاثنان رؤية مشتركة حول تصاعد الخطر الروسي، مما دفع السلطان مصطفى الثالث إلى التركيز على إصلاح الجيش العثماني وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات. أبرم اتفاقية عسكرية مع بروسيا لضمان الدعم في حال اندلاع حروب مع النمسا أو روسيا.

إصلاحات داخلية وإنجازات

عمل مصطفى الثالث بالتعاون مع راغب باشا على تعزيز التجارة البحرية والبرية، وطرح مشروع طموح لحفر خليج يربط نهر دجلة بإسطنبول لتعزيز التجارة ومنع الغلاء والمجاعات. كما أسس مكتبات عامة ومستشفيات للحد من انتشار الأوبئة في المناطق الحدودية، إلا أن وفاة راغب باشا حالت دون استكمال بعض هذه المشاريع.
 

تطوير الجيش وتقوية الدفاعات

استعان السلطان بالبارون دي توت المجري، الذي ساهم في بناء قلاع مسلحة على ضفتي الدرنديل لحماية إسطنبول من الهجمات البحرية. كما أنشأ ورشًا لصب المدافع، وأسس مدارس حديثة لتخريج ضباط متخصصين في المدفعية والبحرية. أظهرت هذه الإصلاحات نتائج ملموسة، حيث حقق الجيش العثماني انتصارات بحرية، أبرزها هزيمة الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس.

التعليم والهندسة

أولى السلطان اهتمامًا كبيرًا بالتعليم العسكري، فأسس مركزًا لتدريب ضباط البحرية، والذي تطور لاحقًا ليصبح جامعة إسطنبول التقنية، إحدى أبرز الجامعات الهندسية في الشرق الأوسط اليوم.
 

التحديات العسكرية مع روسيا

شهدت فترة حكم مصطفى الثالث اشتعال الحروب مع روسيا، حيث كانت المعارك سجالًا بين الطرفين. تمكن العثمانيون بقيادة القائد عثمان باشا من تحقيق انتصارات بارزة، واستعادوا بعض المدن المحتلة، مما دفع السلطان إلى منحه لقب غازي.
 

المشاريع العمرانية والدينية

لم تقتصر إنجازات السلطان على الجانب العسكري، بل شملت إنشاء المدارس والتكايا، بالإضافة إلى تشييد جامع كبير على قبر والدته على الضفة الشرقية لإسطنبول، وترميم جامع محمد الفاتح بعد تعرضه لأضرار جسيمة بسبب زلزال.

وفاته وإرثه

توفي السلطان مصطفى الثالث عام 1187 هـ / 1774م، تاركًا خلفه إرثًا من الإصلاحات والإنجازات التي ساعدت الدولة العثمانية في مواجهة تحديات عصره. خلفه في الحكم أخوه عبد الحميد الأول.


 

مقالات مشابهة

  • مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل
  • «أم عمارة» قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف تشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • أحمد جمال سعيد لـ«الوفد»:نجاح «وتر حساس» فاق توقعاتى.. وتخوفت من تناقضات الشخصية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. دمى الراحلين
  • «أخ وصديق».. مصطفى بكري ينعى الدكتور يحيى القزاز بكلمات مؤثرة
  • أخ وصديق.. مصطفى بكري ينعى الدكتور يحيى القزاز بكلمات مؤثرة
  • قريبا .. "أم عمارة" قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب
  • الدكتور طالب الرفاعي ورحلة في الإبداع الأدبي بمعرض جدة للكتاب
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. إلى كندة سائد المعايطة