مراقبون لـ"خبر": من يقتل اليمنيين وينهب مرتباتهم ويفجر منازل خصومه ودور العبادة لن ينصر غزة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
يرى مراقبون أن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، لن تنصر غزة مهما كانت ذرائعها وادعاءاتها، لأن سجلها حافل بالإجرام والغطرسة وأعمال النهب والتفجير وتقييد الحريات، وانتهاكات في مختلف المحافظات، وهذا يؤكد متاجرتها بالقضية الفلسطينية بشكل عام وأحداث غزة بشكل خاص.
المراقبون أكدوا لوكالة خبر، أن أي جماعة تمارس القمع وتنتهك حقوق الإنسان، وتفجر منازل الخصوم ودور العبادة، وتنهب مرتبات اليمنيين، وتعتدي على المواطنين وتفرض عليهم جبايات وإتاوات غير قانونية، لن تستطيع الانتصار لأي قضية مهما كانت مزاعمها وادعاءاتها، لأن من يسعى لنصرة شيء يجب أن يكون سجله نظيفاً من أي أعمال إجرامية.
وقالوا، إن مليشيا الحوثي التي ارتكبت كل تلك الأعمال الإجرامية لن تستطيع أن تنصر أو تنتصر لغزة التي يُعتدى عليها من قبل الكيان الصهيوني الإسرائيلي المتغطرس، التي تتشابه في إجرامها مع إجرام الجماعة الحوثية التي عملت منذ حرب صعدة الأولى على التنكيل باليمنيين وممارسة القتل بأشكال وذرائع متعددة.
وبين المراقبون، أن مليشيا الحوثي لم تستطع أن تنصر قضية يمنية داخلية، فما بالكم بقضية غزة والعدوان الإسرائيلي عليها، والواقع اليمني شاهد على ذلك، بما فيها عدد من الدول العربية والأجنبية التي سعت من أجل الوصول إلى حل لعدد من القضايا اليمنية التي ما تزال عالقة حتى اللحظة.
وسرد المراقبون العديد من القضايا اليمنية التي لم تستطع مليشيا الحوثي أن تنتصر لها، كونها المعتدي الرئيسي والمتسبب الأول لتلك القضايا، وأبرزها قضية مرتبات اليمنيين المنقطعة منذ العام 2016م، والتي ترفض المليشيات الحوثية صرفها، رغم جنيها مليارات الريالات شهرياً، من ضرائب وجمارك وجبايات وإتاوات وغيرها، وهي بذلك تعمل على تجويع اليمنيين.
وأضافوا، إن تفجير منازل الخصوم قضية أخرى يجب أن تتوقف، ولكن المليشيا ترفض ذلك وتستمر في تفجيرها، علاوة على تفجير عشرات المساجد، بمزاعم أنها تتبع السلفيين، رغم أنها دور عبادة، إضافة إلى قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، والتي تستمر فيها، بالرغم أنها قضية ينبغي أن تحلها أو تنتصر لها، والأبرز من ذلك إنهاء معاناة اليمنيين وإيقاف سياسة التجويع ضد الشعب اليمني.
وأوضح المراقبون لوكالة خبر، أن من ينتصر لغزة لا يقتل أو ينهب أو يفجر المنازل والمساجد، ويعتدي على المواطنين، أو حتى يمارس سياسة العنصرية والتطرف، ضد مختلف شرائح المجتمع اليمني، في إشارة إلى ما تنتهجه المليشيات الحوثية، وأن من لم ينتصر لأي قضية داخلية صغيرة كانت أو كبيرة، فلن يستطيع نصرة غزة.
وأشاروا إلى أن ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً من أعمال في البحر الأحمر، وعمليات تحشيد وتجنيد في مناطقها، ووقفات ومظاهرات، إنما هو لصالحها فقط، وليس لأجل غزة، وإنما غزة بالنسبة لهم ليست إلا وسيلة لنيل رضا وتعاطف أبناء الشعب اليمني، وقد كشف ذلك تحشيدات الجماعة للشباب المجندين مؤخراً نحو جبهات يمنية داخلية.
ونوهوا إلى أن مليشيا الحوثي نفذت حملة تبرعات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وقالت فيها إن الحملة لدعم الأسر الفلسطينية في غزة التي أصبحت بدون مأوى وغذاء، إلا أنها قامت بعد ذلك بتحويل التبرعات التي بذلها وقدمها اليمنيون، لصالح طيران إيران المسير وصواريخ إيرانية الصنع، وأن اليمنيين لو كانوا يعرفون أنها للطيران المسير لما قدموها.
وبحسب ما يراه المراقبون، فإن مليشيا الحوثي تستغل الأحداث في غزة لصالحها، وأنها تحقق أهدافها بذريعة غزة، وتجند الشباب باسم غزة، وهو ما يؤكد على المتاجرة الحوثية الإيرانية بقضية فلسطين عامة وغزة خاصة، وأن على اليمنيين أن يدركوا تلك الأكاذيب الحوثية وأن لا ينجروا وراء أي شائعات حوثية مهما كانت.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان ودور المقاومة في مواجهة التحديات (قراءة تحليلية)
يمانيون../
لا يزال لبنان يُواجه تحدياتٍ مصيرية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، مما يُبرز الحاجة الماسة إلى المقاومة كصمام أمان لحماية البلاد. العدوان الإسرائيلي يتجاوز كل القوانين الدولية، متجاهلاً الجيش اللبناني، واتفاقات الهدنة، واللجان الدولية. دمار القرى، نسف المنازل، وتجريف المزارع هي أفعال تكشف حقد الاحتلال وطبيعته العدوانية، وتؤكد أهمية وجود مقاومة قوية لردع هذا الطغيان.
العدوان الإسرائيلي: خروقات مستمرة وتحدٍ للسيادة
منذ إعلان وقف إطلاق النار الهش، لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن خروقاته التي تجاوزت 200 خرق، شملت نسف منازل، تجريف مزارع، واستهداف المدنيين. هذه الاعتداءات، التي تتجاوز كل الأعراف الدولية، تؤكد أن الاحتلال يحاول تحقيق أهدافه بالقوة، حيث فشل في ذلك أثناء الحرب.
العدوان الإسرائيلي ليس فقط عدواناً على لبنان، بل هو اعتداء على القرارات الدولية والمجتمع الدولي برمته، كما أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم. في ظل هذه الهجمة المستمرة، تُظهر المقاومة اللبنانية استعدادًا كاملًا لمواجهة أي تمدد إسرائيلي، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال اختبار صبر المقاومة.
المقاومة اللبنانية: قوة الصمود والردع
منذ حرب 2006، أثبتت المقاومة اللبنانية أنها الحصن المنيع الذي يحمي لبنان من استباحة أراضيه. تصريحات قادة حزب الله تعكس رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لمواجهة الاحتلال. كما أشار نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، فإن الصبر الذي التزمت به المقاومة خلال الفترة الماضية لم يكن إلا لإعطاء فرصة للوسطاء، مؤكداً أن اليوم الحادي والستين بعد الهدنة سيحمل تحولاً كبيراً إذا استمر الاحتلال في خروقاته.
هذه الرسائل الحاسمة تُبرز أن المقاومة ليست في موقف ضعف، بل تمتلك القدرات اللازمة للردع. المخزون الصاروخي، والاستعداد العسكري، والدعم الشعبي هي عوامل تجعل المقاومة جاهزة لكل السيناريوهات. كما أكد قادة المقاومة أن خطوطهم الحمراء، بما فيها سلاح المقاومة وحماية السيادة اللبنانية، ليست قابلة للمساومة.
وفي ظل هذا الواقع المعقد، تُعد المقاومة اللبنانية الركيزة الأساسية لحماية البلاد. كما أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة، إيهاب حمادة، فإن المقاومة لم تضعف، بل أصبحت أكثر قوةً وصلابة. ورسائل حزب الله واضحة: أي تمدد إسرائيلي في لبنان أو سوريا سيُواجه بردٍ حاسم.
دور الدولة اللبنانية: بين التحديات والالتزامات
الدولة اللبنانية، بدورها، تواجه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على سيادة البلاد. رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أكد في جلسة خاصة لمجلس الوزراء التزام الجيش اللبناني بتطبيق القرار 1701، الذي يدعو إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني.
إلا أن الواقع يشير إلى غياب جدية المجتمع الدولي في إجبار الاحتلال على الالتزام بهذا القرار. مع تواصل الخروقات، تصبح المقاومة هي الضامن الفعلي لحماية الجنوب اللبناني. التحديات التي تواجهها الدولة لا تقتصر على العدوان الإسرائيلي، بل تمتد إلى الأزمات الداخلية، بما في ذلك أزمة النزوح السوري وتأثيرها على البنية الاجتماعية والاقتصادية.
أزمة النزوح السوري: تحدٍ إضافي للبنان
إلى جانب التهديدات الإسرائيلية، يواجه لبنان أزمة إنسانية بسبب تدفق النازحين السوريين عبر الحدود غير الشرعية. الأرقام تشير إلى دخول نحو 85 ألف نازح، منهم 65 ألف سوري. هذه الأزمة تُلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد اللبناني، وتُفاقم الضغط على البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وزير الشؤون الاجتماعية، هيكتور حجار، أكد ضرورة معالجة هذا الوضع بشكل عاجل، داعيًا المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها، وضمان عودة النازحين إلى بلدهم. التداخل بين الأزمات الإنسانية والأمنية يُعقّد المشهد اللبناني، ويُبرز الحاجة إلى استراتيجية شاملة تُوازن بين حماية الحدود وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
المجتمع الدولي: بين الصمت والتواطؤ
الصمت الدولي أمام الخروقات الإسرائيلية يُثير تساؤلات حول جدية التزام المجتمع الدولي بحماية لبنان. الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان تُشرفان على تنفيذ وقف إطلاق النار، لم تُظهرا موقفًا حازمًا تجاه الاحتلال. هذا التواطؤ الضمني يُبرز أهمية اعتماد لبنان على قوته الذاتية ومقاومته الشعبية في مواجهة التحديات.
الخاتمة: خيار بين السيادة والخضوع
لبنان اليوم في مرحلة مفصلية. العدوان الإسرائيلي والخروقات المتواصلة تهدد استقراره، بينما تُلقي الأزمات الداخلية بثقلها على مستقبل البلاد. المقاومة أثبتت أنها العمود الفقري لحماية السيادة اللبنانية، ولكن الدور المطلوب من الدولة والمجتمع الدولي لا يزال دون المستوى المطلوب.
الرسالة واضحة: الكرامة والسيادة ليستا قابلتين للتفاوض. المقاومة ستظل الحصن المنيع، ولكن على الدولة أن تُعزز موقفها داخليًا ودوليًا، وتُعيد ترتيب أولوياتها بما يخدم مصالح الشعب اللبناني.
في هذا الصراع، الزمن لا يرحم، والتاريخ يُكتب الآن. الخيار أمام لبنان إما أن يبقى صامداً وقويًا في وجه الاحتلال، أو أن يتحول إلى ساحة مفتوحة للعدوان. الشعب اللبناني، الذي صمد في وجه الاحتلال لعقود، يُثبت كل يوم أن السيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بنضالٍ مستمر وإرادةٍ لا تنكسر.
—————————————
تقرير : ماجد الكحلاني