«الرواية النسوية العربية» ندوة في الصالون الثقافي بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
ضمن محور قضايا ثقافية، استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة بعنوان «الرواية النسوية العربية»، بمشاركة الكاتبة سلوى بكر، وأميرة غنيم من تونس، والدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والكاتبة علوية صبح من لبنان، والدكتورة إكرام البدوي، وأدارت الندوة فاطمة لحسيني من المغرب.
في البداية، قالت الكاتبة الروائية سلوى بكر إن عنوان الندوة «الرواية االنسوية العربية» هو عنوان سيئ السمعة، ولا يدفع الكثير من الناس وخصوصا الرجال، إلى الاقتراب كثيرا مما تكتبه المرأة والسبب هو الرجال لأنه تم تعريف الرواية النسوية بكل من ينتهي اسمها بتاء مربوطة ومن كرس لذلك النقد الذكوري.
قضايا النساء ومشكلاتهاوأوضحت سلوى بكر، أن الرواية النسوية هي التي تعبر عن قضايا النساء ومشكلاتها، وتُكتب بتقنيات تدور حول موقع النساء في العالم.
وتابعت سلوى بكر: النساء في المجتمعات العربية يخضعن لتقسيم اجتماعي قديم تجاوزته الإنسانية، هذا التقسيم يتمثل في أن المرأة خلقت لوظائف الحياة من حمل وإنجاب وغيرها في حين أن الإبداع للرجل، موضحة: نحن النساء نحاكم بمنظومة قيمية قديمة مهما كانت بارزة في مجالاتها عالمة أو أديبة.
فيما قالت أميرة غنيم من تونس، إنها تتفق مع الكاتبة سلوى بكر أن مصطلح أدب النسوية أصبح سيئ السمعة، وهذا نقد مبني على فهم خاطئ لأن الأدب النسوي ليس الذي تكتبه النساء بل الأدب الذي يناقش قضايا النساء، وبناء على ذلك فالأدب النسوي يكتبه النساء والرجال.
وحول تجربتها في الكتابة قالت: عندما أكتب أضع نصب عيني القضايا التي أكتب عنها ولا أضع في اعتباري القارئ، ولا أشعر أن ما أكتبه درجة ثانية، لأن الأدب يصنف بحسب القضايا التي يطرحها وليس بحسب من يكتبه الرجال أو النساء.
وأقصد أن أضع في نصوصي أفكارا رجالية لتفكيك أفكار الرجل عن المرأة وأفضح العقلية الذكورية حول المرأة في المجتمعات العربية.
فيما أكدت الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن مصطلح نسوي مثير للجدل مثله مثل كل مصطلح أجنبي، وأن الرواية النسوية ليست التي كتبتها المرأة بل التي كتبت عن المرأة وتعني بقضايا المرأة، بغض النظر عن من كتبها رجال أو نساء.
فيما تحدثت الدكتورة إكرام البدوي عن مشكلة العقل العربي في النظرة للمرأة وأنه يتم النظر لها على أنها إنسان ناقص، كما أنها لا تورث في أماكن كثيرة رغم أنها شرعا وقانونا تورث، ودور الأدب أن يلقي الدور على هذه القضايا.
فيما قالت علوية صبح الكاتبة والناقدة اللبنانية: بالنسبة لي أنا كاتبة نسوية لكن دون أيديولوجيا، موضحة أن الكتابة النسوية هي التي تحاول أن تكتب عن المرأة كما تريد أن تعبر عن ذاتها هي وليس أن تصور نظرة الرجل لها، لذلك طرحت في كتاباتي قضايا مثل الأمومة والجسد وغيرها من القضايا.
وأوضحت أنه عندما كان هناك أحزاب سياسية في منتصف القرن الماضي عملوا اتحادات نسائية؛ ولكن كان من يوجه ويقرر هو الرجل والمرأة أداة لتنفيذ المشروع السياسي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس سلوى بکر
إقرأ أيضاً:
"التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" ندوة بمعرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت قاعة العرض، الندوة الأخيرة ضمن محور "مصريات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.
في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وتناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسى العلاج.
وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.
كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.
وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.
سلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وتتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.
كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.
تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.
وتناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.
في ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.
وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.