بعد الضربات الأمريكية على العراق وسوريا.. تصاعد التوترات والأزمات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
عرض برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، تقريرا تلفزيونيا بعنوان: "بعد الضربات الأمريكية على العراق وسوريا.. تصاعد التوترات والأزمات في الشرق الأوسط".
وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعيش حلقة مفرغة من التوترات في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 4 أشهر، والذي امتدت أبعاده خارج حدود الأراضي الفلسطينية، وأشعل جبهات متعددة في المنطقة، آخر فصول هذه التوترات تمثلت في شن الولايات المتحدة ضربات متتالية على أكثر من 85 هدفا في 7 مواقع داخل سوريا والعراق.
وأوضح التقرير أن خطورة الموقف لم تتوقف عند الغارات الأمريكية فحسب، بل حملت ردود الفعل في الداخل الأمريكي مؤشرات على اتجاه واشنطن إلى مزيد من التصعيد، حيث أكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الضربات مجرد بداية، ردا على الهجوم الذي استهدف قاعدة " التنف " الأمريكية على الحدود السورية الأردنية وتسبب في مقتل 3 جنود أمريكيين.
https://www.youtube.com/watch?v=pIofILMIvSI&ab_channel=AlQAheraNews
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية الأزمات في الشرق الأوسط الضربات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب لغزة.. مقامرة سياسية بعواقب كارثية
رأى الباحث السياسي أحمد أبو دوح، زميل مشارك في "برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية"، أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن غزة قد غيّر بالفعل معادلات الشرق الأوسط، سواء كان مقترحاً جاداً أم مجرد مناورة تفاوضية.
الخطة ألحقت أضراراً لا يمكن إصلاحها بعملية السلام
وقال الباحث في مقاله بموقع "تشاتام هاوس" البحثي البريطاني، إن هذه الخطة تهدد بنسف مفاوضات تبادل الأسرى وتدمير ما تبقى من عملية السلام الهشة.
وأثارت تصريحات ترامب بشأن "امتلاك" غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" موجة من الغضب العالمي، بما في ذلك تحذيرات من الأمين العام للأم المتحدة حول احتمال حدوث تطهير عرقي.
وبينما حاول البيت الأبيض التراجع عن بعض جوانب الخطة، فإن إصرار ترامب على أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة يؤكد نوايا إسرائيل إبقاء سيطرتها على القطاع، مما قد يدفع حركة حماس إلى الانسحاب من المفاوضات وتجدد المواجهات العسكرية.
وأشار الباحث إلى أن خطة ترامب منحت دفعة سياسية قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يستطيع الآن تقديم نفسه لأنصاره من اليمين المتطرف باعتباره الزعيم الوحيد القادر على تحقيق رؤيتهم بمباركة أمريكية.
وبدلاً من دعم حل الدولتين، تُمهد الخطة الطريق لاقتلاع الفلسطينيين من غزة، مما ينهي أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وهذا بالضبط ما يسعى إليه نتانياهو منذ سنوات، دون أن يبالي بالعواقب.
وأوضح الكاتب أن الخطة قد تكون جزءاً من صفقة أكبر تعترف فيها الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية بالكامل، وهو أمر كان من المستحيل تخيله في السياسة الأمريكية سابقاً، لكنه أصبح الآن احتمالاً واقعياً بفضل تحالف ترامب-نتانياهو.
'If Trump’s eye-popping intervention was a bargaining tactic, as some searching for logic in the proposal claim, it has already failed. Enormous damage has been done to the fragile peace process and US prestige,' writes @AAboudouh.
Read the analysis ⤵️https://t.co/GDIrdQWKkd
بالنسبة للدول العربية، يقول الباحث، إن هذه الخطة ليست مجرد كلمات فارغة، بل تمثل تهديداً وجودياً مباشراً.
وأضاف "تعتبر مصر والأردن، اللتان حافظتا على معاهدات سلام مع إسرائيل، تهجير الفلسطينيين وصفة للفوضى وعدم الاستقرار، قد تؤدي إلى انهيار معاهدات السلام بالكامل.
وحذت مصر بالفعل من أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين خارج غزة ستُنهي معاهدة السلام مع إسرائيل.
وتابع الكاتب أن هذه التصريحات ليست مجرد تهديدات دبلوماسية، بل موقف وطني تتوحد خلفه جميع القوى السياسية المصرية، بما في ذلك المعارضة والإعلام.
أما في الأردن، حيث يشكل الفلسطينيون غالبية السكان، حذر أبو دوح من أن هذه الخطوة قد تشعل اضطرابات غير مسبوقة تهدد استقرار المملكة بأكملها.
Trump’s Gaza proposal is obviously morally grotesque, but it’s also politically catastrophic
This move would completely upend the US alliance network in the Middle East, which it has SPENT DECADES building up
This a dangerous Pandora’s box to open pic.twitter.com/F6DXGMVDVr
كما رفضت جميع دول الخليج العربي، وعلى رأسها الإمارات والسعودية خطة ترامب.
سياسة دون رؤيةوانتقد الباحث الخطة باعتبارها تناقضاً صارخاً لكل الأهداف التي زعمت إدارة ترامب السعي لتحقيقها في المنطقة، فبدلاً من تعزيز الاستقرار، ستؤدي هذه الخطة إلى إشعال جولة جديدة من العنف في غزة، وتعريض اتفاقيات السلام الإسرائيلية مع الدول العربية للخطر، وإعطاء إيران فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
كما أن تنفيذ هذه الخطة سيمنح الصين وروسيا فرصة لتقديم نفسيهما كحماة للحقوق الفلسطينية، مما سيؤدي إلى تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة لصالح خصوم واشنطن. ووصفت حركة حماس الخطة بأنها "صب للزيت على النار"، مبررةً تأجيلها لعملية الإفراج عن الأسرى.
ورأى الكاتب أن هدف نتانياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي أعمق من مجرد التعامل مع أزمة غزة، إذ اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية في السعودية، بحجة أن المملكة "تمتلك الكثير من الأراضي"، وهو تصريح يكشف مدى استهتاره بمستقبل الفلسطينيين واستعداده للتضحية بأي مسار للسلام مع الدول العربية مقابل تحقيق أهدافه التوسعية.
لكن التأثير الأكبر، حسب الكاتب، سيكون على الولايات المتحدة نفسها. فعلى المدى الطويل، ستدرك واشنطن أن دعمها غير المشروط لحكومة نتانياهو يلحق ضرراً بمصالحها الإقليمية أكثر من أي تهديد آخر.
ومع تصاعد الإدراك بأن ولاية ترامب الثانية قد تكون بمنزلة "كرة هدم" لما تبقى من النظام الإقليمي، تزداد المخاوف من أن السنوات الأربع القادمة ستكون مليئة بالفوضى والدماء والدمار.
ويختم الكاتب بالقول "سواءً كانت خطة ترامب خطوة محسوبة أو مجرد ارتجال متهور، فأنها ألحقت أضراراً لا يمكن إصلاحها بعملية السلام، وبمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وباستقرار المنطقة بأكملها".