85 هدفا خلال 30 دقيقة.. التفاصيل الكاملة للضربات الأمريكية في العراق وسوريا
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
شنت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي ضربات جوية كبيرة على عشرات الأهداف في أنحاء العراق وسوريا ردا على هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن الشهر الماضي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وتعد تلك الضربات هي الأكبر من حيث العدد والنطاق مقارنة بالضربات السابقة التي تم شنها منذ أكتوبر، عندما بدأت الجماعات المسلحة المدعومة في عدد من البلدان العربية، في مهاجمة القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة .
ومع تحذير الولايات المتحدة من مزيد من الضربات في المستقبل، نشرت شبكة CNN الأمريكية، تقريرا، جاء فيه أسباب تلك الضربات، والأهداف التي تم ضربها، وآثار تلك الهجمات.
ما الذي أثار الإضرابات؟
بحسب الشبكة الأمريكية، جاءت الضربات الأمريكية ردا على هجوم بطائرة بدون طيار شنه مسلحون، قيل أنهم مدعومون من إيران، على موقع عسكري أمريكي في الأردن في 28 يناير، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة أكثر من 40 آخرين، ويمثل هذا الهجوم أسوأ خسارة في أرواح العسكريين الأمريكيين في المنطقة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وأول خسائر في صفوف الجيش الأمريكي منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن حينها بمحاسبة كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها، وتحدثت واشنطن أن الهجوم في الأردن، يمثل تصعيدًا كبيرًا في التوترات بين الولايات المتحدة والجماعات المدعومة من إيران التي تهاجم القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث تزعم واشنطن أن هذه الجماعات تمولها وتدربها إيران، وتعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن تصرفات إسرائيل من خلال تزويد الدولة اليهودية بالأسلحة وفشلها في فرض وقف لإطلاق النار.
الضربات بأمر مباشر من الرئيس الأمريكى
وأوضحت الشبكة أنه بعد تلقى المسؤولين الأمريكيين في واشنطن أنباء تفيد بقصف البرج 22 في الأردن، عُرضت على بايدن مجموعة من الخيارات للانتقام، ووافق عليها، حسبما قالت مصادر متعددة لشبكة CNN، وأعطى بايدن الضوء الأخضر على وجه التحديد للمجموعة الأولى من الضربات في العراق وسوريا التي تم تنفيذها يوم الجمعة الماضي في اجتماع غرفة العمليات مع كبار مستشاري الأمن القومي يوم الاثنين.
وفي الاجتماع نفسه، تم إبلاغ الرئيس بتقييم مفاده أن الجماعات المسلحة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني هي المسؤولة عن هجوم الطائرات بدون طيار يوم الأحد، وفقًا للمصادر، ومنذ أكتوبر، عندما بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس، نفذ الجيش الأمريكي عدة ضربات استهدفت مستودعات الأسلحة التابعة لمن أسمتهم بـ"وكلاء إيران" في العراق وسوريا، لكن لم تردع أي من تلك الضربات المسلحين، الذين أدت هجماتهم الـ 165 إلى إصابة أكثر من 120 من أفراد الخدمة الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة، ومع ذلك، لم تسفر أي من الهجمات الأخرى عن مقتل أفراد من الخدمة الأمريكية ــ مما اضطر بايدن وفريق الأمن القومي التابع له إلى الرد بقوة أكبر بعد الهجوم الأخير.
ماذا وأين ضربت الولايات المتحدة؟
وفقا لما قالته الولايات المتحدة، فإن الهجوم استمر 30 دقيقة، وأصاب 85 هدفا في سبعة مواقع في العراق وسوريا، وقال البيت الأبيض إن طائرات من بينها قاذفات بي-1 استخدمت في العملية، فيما قال البيت الأبيض إنه تم إطلاق أكثر من 125 ذخيرة موجهة بدقة، مضيفا أن الضربات كانت “ناجحة”.
من جانبها قالت الحكومة العراقية يوم الجمعة إن الضربات الأمريكية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصا في العراق، بينهم مدنيون، وإصابة 25 آخرين، وقال مسؤولون عراقيون إن الهجمات أصابت مناطق قريبة من الحدود مع سوريا، واستهدفت منشآت تستخدمها قوات الحشد الشعبي المرتبطة بإيران - أو وحدات الحشد الشعبي - في مدينة القائم العراقية.
ووحدات الحشد الشعبي هي قوة شبه عسكرية ذات أغلبية شيعية مدعومة من إيران ومقرها في العراق، وعلى عكس الجماعات الأخرى المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة، فإن وحدات الحشد الشعبي مرتبطة بالحكومة العراقية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكتل الشيعية المتحالفة مع إيران التي هيمنت لسنوات على السياسة في العراق، وفي عام 2016، أقر البرلمان العراقي مشروع قانون يعترف بوحدات الحشد الشعبي ككيان حكومي يعمل إلى جانب الجيش العراقي، فالمنظمة عبارة عن مظلة، تعمل تحت جناحها عدة قوى - بما في ذلك كتائب حزب الله القوية في العراق.
هل علمت العراق بالهجوم؟.. وهل يمكن ضرب إيران
وقال قائمقام القائم، تركي المحلاوي، إن الغارات أصابت ثلاثة منازل تستخدمها فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران كمستودعات للأسلحة، وكانت الولايات المتحدة ضربت أهدافا هناك الشهر الماضي، وبينما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن واشنطن أبلغت الحكومة العراقية بخططها قبل تنفيذ الضربات، نفت الحكومة العراقية هذا الادعاء، قائلة إن الولايات المتحدة “تضلل الرأي العام الدولي”.
وقالت وكالة الأنباء السورية سانا إن الغارات الجوية استهدفت المناطق الشرقية من دير الزور والبوكمال والميادين ومحيطها على الحدود السورية العراقية.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تعرف الآن عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، لكن الجيش السوري قال يوم السبت إن الضربات أسفرت عن مقتل مدنيين وجنود وتسببت في “أضرار كبيرة” للبنية التحتية.
وحتى الآن لم تضرب الولايات المتحدة الأراضي الإيرانية، حيث أكد مسؤول كبير في الإدارة لشبكة CNN أن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك، وستركز فقط على أهداف خارج البلاد، وقال مدير هيئة الأركان المشتركة، اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، إن مواقع الضربات تم اختيارها "مع فكرة أنه من المحتمل أن يكون هناك ضحايا" في صفوف الحرس الثوري الإيراني وأفراد الميليشيات الذين يستخدمونها.
ماذا كان رد الفعل؟
من جانبها أدانت العراق وسوريا الهجوم الأمريكي ووصفه بأنه انتهاك لسيادتهما مما قد يؤدي إلى تأجيج الصراع الإقليمي، وقالت وزارة الخارجية السورية إنها "تدين هذا الانتهاك الأمريكي السافر"، مضيفة أنها "ترفض رفضا قاطعا كافة الذرائع والأكاذيب التي تروجها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الهجوم".
كما حذرت سوريا من أن الهجوم الأمريكي يمكن أن “يؤجج الصراع في الشرق الأوسط بطريقة خطيرة للغاية”، وفي الوقت نفسه، شجب متحدث باسم القوات المسلحة العراقية الهجمات ووصفها بأنها "انتهاك للسيادة العراقية".
وفي ترديد لكلا الأمرين، حذرت إيران من أن الضربات لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان يوم الجمعة إن “إيران تعتبر الهجمات انتهاكا لسيادة العراق وسوريا ووحدة أراضيهما والقانون الدولي وانتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف البيان أن الهجوم هو "عمل مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الحكومة الأمريكية، ولن يكون له أي نتيجة سوى تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
ماذا حدث بعد ذلك؟
وبحسب الشبكة الأمريكية، من المرجح أن تستمر الضربات الأمريكية، لكن لا الولايات المتحدة ولا إيران تريد حرباً أوسع نطاقاً، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا يوم الجمعة هي "بداية ردنا"، مضيفا أن بايدن "وجه باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف".
لكن أوستن وبايدن كررا أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب إقليمية أوسع، وقال بايدن في بيان يوم الجمعة عقب الضربات على العراق وسوريا: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم”، ولكن ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا: إذا قمت بإيذاء أميركي، فسنرد»، وكانت الضربات الأمريكية يوم الجمعة أكثر أهمية من الهجمات السابقة على الميليشيات المدعومة من إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي ركزت في المقام الأول على تخزين الأسلحة أو مرافق التدريب.
وكتب تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة، في يوم X، أن الضربات الجوية كانت "أكبر بكثير من أي إجراء تم اتخاذه من قبل ضد وكلاء إيران".
وأضاف أن "انفجارات ثانوية ضخمة على جانبي الحدود يشير إلى تعرض مستودعات كبيرة للصواريخ/الصواريخ للقصف”، ولكن إدارة بايدن تخيط إبرة - فهي تريد ردع ووقف المزيد من الهجمات مع تجنب صراع واسع النطاق مع إيران في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی جمیع أنحاء المنطقة الضربات الأمریکیة المدعومة من إیران الولایات المتحدة الحکومة العراقیة فی العراق وسوریا الأمریکیة فی الحشد الشعبی یوم الجمعة فی الأردن عن مقتل فی غزة
إقرأ أيضاً:
باحث أمريكي: المزاج الوطني المتوتر في إيران قد يعقرل الجهود الأمريكية للتفاوض
قال مستشار الأبحاث في معهد واشنطن، باتريك كلاوسون، إن تصاعد التوترات الداخلية في إيران قد يعرقل أي جهود أمريكية للتفاوض معها، مشيرا إلى أن الإصلاحيين لم يكونوا أكثر كفاءة ممن وصفهم بأنهم "متشددين" في معالجة الأزمات الاقتصادية وأزمة الطاقة، ما أدى إلى تقويض شرعيتهم في إعادة فتح المفاوضات النووية مع واشنطن.
وأضاف كلاوسون في تقرير نشره "معهد واشنطن"، أن الوضع الداخلي في إيران يزداد اضطرابا مع اقتراب عيد النيروز في 21 آذار /مارس الجاري، وهو موسم تقليدي للاحتفالات والتسوق، لكن المزاج الوطني العام مشحون بالتوتر.
وأوضح أن حجم الاستياء الشعبي بدا واضحا في جلسة مجلس الشورى التي عُقدت في 3 آذار /مارس الجاري، والتي انتهت بإقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي بأغلبية 182 صوتا مقابل 89.
وأشار كلاوسون إلى أن السياسيين الإصلاحيين، بمن فيهم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، فقدوا مصداقيتهم تماما بسبب "فشلهم في التصدي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية"، الأمر الذي جعلهم في موقف مشابه "للمتشددين"، وهو ما ينعكس على مدى استعداد إيران للتفاعل مع أي مقترحات تتعلق بالسياسة الخارجية، بما في ذلك المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة.
أزمات قطاع الطاقة وانعكاساتها
وتطرق الباحث إلى قطاع الطاقة في إيران، مؤكدا أن أزمة الكهرباء وتلوث الهواء الناجم عن تشغيل محطات الطاقة بالوقود الثقيل دفعت السلطات الإيرانية إلى إغلاق المدارس لمدة 50 يوما من أصل 100 يوم دراسي، كما أغلقت المكاتب الحكومية في معظم المحافظات مرارا وتكرارا.
وأضاف أن انخفاض أسعار الطاقة أدى إلى ارتفاع الاستهلاك بشكل مفرط، ما تسبب في نقص حاد في إمدادات الغاز الطبيعي والنفط الثقيل والكهرباء، لافتا إلى أن هذا الوضع ساهم في تفشي ظاهرة التهرب من دفع الفواتير، الأمر الذي جعل منتجي الطاقة غير قادرين على تمويل عمليات تحديث منشآتهم أو إصلاح شبكات النقل القديمة وغير الفعالة.
وأشار كلاوسون إلى أن هذه الأزمات تفاقمت بسبب الفساد المتجذر في الشركات الكبرى المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث لم تفلح جهود توسيع قدرة توليد الكهرباء بنسبة 20% خلال العقد الماضي في تلبية الطلب المتزايد، الذي ارتفع بنسبة 74%، مما خلق فجوة كبيرة في تلبية الاحتياجات.
وأكد الباحث أن المسؤولين الإيرانيين لم يتخذوا أي خطوات فعالة لمعالجة الأزمات، مشيرا إلى أنهم يشتكون من تهريب البنزين باعتباره سببا رئيسيا لنقص الإمدادات، لكنهم لم يقدموا أي حلول جذرية مثل رفع الأسعار تدريجيًا أو تقديم بدائل مثل زيادة قيمة بطاقات التموين الشهرية، في ظل مخاوفهم من اندلاع احتجاجات مشابهة لما حدث في 2019.
وأوضح أن الحكومة تقدّر تهريب 20 مليون لتر من البنزين يوميا إلى دول مجاورة بأسعار أعلى، لكن بعض المصادر ترى أن حجم التهريب قد يكون أكبر من ذلك بكثير. ومع ذلك، لا يزال المسؤولون مترددين في اتخاذ قرارات جذرية لحل هذه المشكلة، خوفًا من تصاعد الغضب الشعبي.
أزمة العملة والتضخم الحاد
ولفت كلاوسون إلى أن الإيرانيين يراقبون سعر الصرف في السوق الحرة كدليل على الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى أن قيمة الريال الإيراني تراجعت من 32,000 ريال مقابل الدولار الواحد قبل عشر سنوات إلى 930,000 ريال حاليا.
وأكد أن هذا الانخفاض السنوي بنسبة 40.1% يعود إلى التضخم المرتفع، الذي بلغ متوسطه السنوي 27.7%، بالإضافة إلى العجز المالي الهائل في الميزانية الحكومية نتيجة تراجع عائدات النفط وزيادة الإنفاق الحكومي غير المخطط له.
وأضاف الباحث أنه إذا كان شخص ما قد اشترى دولارًا واحدًا مقابل 1,000 ريال عام 2015، فإنه يمكنه اليوم بيعه مقابل 29,000 ريال، مشيرا إلى أن قيمة العملة الإيرانية تراجعت بشكل كبير حتى بعد احتساب التضخم.
وأوضح أن الإيرانيين الذين لا يستطيعون شراء الدولار يلجؤون إلى الذهب كملاذ آمن، حيث يتوقع أن يشتروا أكثر من 500 ألف قطعة ذهبية هذا العام، في ظل بيع البنك المركزي لهذه القطع بأسعار مزاد تزيد بنسبة 30% عن قيمتها الفعلية.
تأثير الضغوط الأمريكية
أكد كلاوسون أن السياسيين الإيرانيين يتحدثون عن صمودهم في مواجهة العقوبات الأمريكية، لكنهم يفتقرون إلى خطط عملية لمواجهة آثارها، على حد قوله.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني بيزشكيان دافع عن وزيره همتي خلال جلسة البرلمان، قائلا إن إيران تخوض "حربا شاملة" مع الولايات المتحدة، معتبرا أن "حرب الثمانينيات مع العراق لم تكن شيئا بالمقارنة"، لكنه لم يقدم أي مقترحات واضحة للتعامل مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وأضاف الباحث أن بيزشكيان نفى بشدة أي نية للتفاوض مع واشنطن، قائلا: “عندما قال المرشد الأعلى إننا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة، أعلنت أننا لن نتفاوض مع الولايات المتحدة. هذه هي نهاية القصة"، موضحا أن مجرد انتشار الشائعات عن دعمه للمفاوضات قد يكون مدمرا له سياسيا.
وأشار كلاوسون إلى أن واشنطن تتجه إلى تصعيد العقوبات على قطاع النفط الإيراني، حيث تواجه ناقلات النفط صعوبة في تفريغ شحناتها بسبب تشديد الولايات المتحدة للعقوبات، لا سيما على الناقلات العملاقة التي تستخدمها إيران.
كما أكد الباحث أن "قانون وقف إيواء النفط الإيراني" لعام 2024 يتيح فرض عقوبات جديدة على الكيانات التي تسهل تجارة النفط الإيراني أو تمويلها.
وأوضح الباحث أن الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ إجراءات إضافية لزيادة الضغط على إيران، من بينها: استهداف مزيد من ناقلات النفط بالعقوبات، مما قد يقلل من خيارات إيران التصديرية. وفرض عقوبات على الموانئ التي تستقبل السفن الإيرانية، خاصة في الصين. بالإضافة إلى تشديد الضغط على البنوك الصينية التي تتعامل مع مشتري النفط الإيراني، ما قد يدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وشدد كلاوسون على أن إيران قد ترد على العقوبات الجديدة بتصعيد نشاطها النووي عبر تخصيب اليورانيوم إلى 90% أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يستدعي استعدادا أمريكيا لمواجهة أي تحركات تصعيدية من جانب طهران.
وختم الباحث بالقول إن الاقتصاد الإيراني يمر بمرحلة أكثر صعوبة مما كان عليه خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يعاني من معدلات تضخم مرتفعة، وانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي، ونقص حاد في الكهرباء والبنزين، لافتا إلى أن أي ضغوط أمريكية جديدة ستؤثر بشكل كبير على الشعب الإيراني، الذي يعاني بالفعل من وضع اقتصادي متدهور ومزاج عام شديد التوتر.