مسقط- العُمانية

بدأت أمس بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أعمال ندوة "الأسرة وبناء القيم..الفرص والتحديات" التي تنظمها مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، وتستمر ثلاثة أيام، تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.

وتشتمل الندوة على 11 جلسة ضمن 3 محاور رئيسة وهي: الأسرة فكرًا وأخلاقًا، وواقع الأسرة الاجتماعي، والأسرة في العالم الرقمي، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وتهدف الندوة إلى نشر الوعي بأهم تحدّيات العولمة وتأثيرها على الأسرة وتحصين النشء فكريًا ومعرفيًا بالمبادئ والقيم الأصيلة.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الندوة: "إن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وبحسب ما تكون عليه من قوة وصلابة تكون متانة المجتمع وعلاقة بعضه ببعض، فإن الإنسان خلقه الله ليكون بفطرته مدنيًّا وبعلاقته اجتماعيًّا، فلا بد للفرد من الأسرة ولا بد للأسرة من المجتمع، وهم باجتماعهم وتعاونهم وتكاتفهم يشدّ بعضهم أزر بعض، ويقضي بعضهم حاجة، وهذا كله إنما هو مرهون بارتباط الأسرة بالقيم التي تتكون من العقيدة الصحيحة والأخلاق العليا، فيصدق على كل أفراده وصف النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين في قوله: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى، وأصل ذلك قول الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة، فالإيمان لحمة قوية تشدُّ المؤمنين بعضهم إلى بعض هي أقوى من لحمة النسب".

من جانبه، أوضح خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في كلمة المؤسسة، أنّ "العالم يعيش اليومَ لحظاتٍ متسارعة، نصبح فيها ونمسي على إيقاع لا منتهٍ من التغيير في مناحي الحياة جميعها، عالمٌ تتزاحم فيه غاياتُ التدافع والتأثير، وليست الأسرةُ بمنأى عن هذه التجاذبات بغض النظر عن دوافعها: سياسةً كانت أو اقتصاديةً أو فكريةً أو غيرَ ذلك من البواعث المختلفة، فلم يعد سرا ما يحاك من السعي الحثيث لتفتيت الأسرة وضرب كيانها، كما أن للطفرات الرقمية التي يشهدها الواقع التقني اليوم إسهاما بالغا في التأثير على الدول والمجتمعات، فقد أفرز واقعا جديدا تغيَّر معه نمط الحياة، وانطوت بسببه المسافات؛ فتقارب الناس وتيسر لهم التواصل وبلوغ المعارف والمنافع بأيسر الطرق، وهذا جانب جيّد من التغيير الحاصل، يجدر بمجتمعنا أن يأخذ بأحسنه، وأن يستفيد قدر الإمكان منه".

وأكّد أنّ على لأسرة خصوصًا والمربين عمومًا مسؤولية القراءة الصحيحة للواقع بما يعين على أداء دور المرشد الحكيم والناصح الأمين، الذي يبدأ من متطلبات الجيل الحالي، ويستلهم المبادئ التربوية ويبني نماذجها التطبيقية بما ينسجمُ مع الثوابت الدينية والاجتماعية ويواكبُ المتغيراتِ المعاصرةَ وهذا يؤسس القيم في نفوس النشء تأسيسًا متوازنًا يجمع بين رسوخ المنبت وتطلعات الأجيال الحديثة".

وتناولت الجلسة الرئيسة للندوة الوعي المجتمعي بدور الأسرة وأهمية الوعي الفكري والأخلاقي ودور الأسرة في تعزيز العلاقات الاجتماعية والتواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع والتطرّق إلى الاستراتيجيات والأدوار الواجب على الأسرة استخدامها للتعامل مع هذه التحدّيات.

واستعرض اليوم الأول محور "الأسرة.. فكرًا وأخلاقًا" الذي تناول أربع قضايا تضمنت 4 جلسات حيث جاءت الأولى بعنوان محورية الأسرة في المنظور الإسلامي للاجتماع البشري، قدمها فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي، وتطرق فيها إلى أهمية الأسرة في التكوين الفطري للبشرية ومعالجة الإشكالات العقدية والمفاهيمية المتصلة بالموضوع.

وناقش فضيلة الشيخ الدكتور أبو زيد المقري الإدريسي في الجلسة الثانية الإعلام الغربي ومضامين التربية على فكرة الإلحاد والشذوذ من ناحية الكشف عن التدابير التي يعتمدها الإعلام المؤدلج في صناعة الأجيال الموجهة، وتطرّقت الدكتورة فريدة زمردة الجلسة الثالثة دور المصطلحات ومعالجتها في تشـكيل الوعي العقائدي أشارت فيها إلى قضية المصطلحات المتصلة بالأسرة في ظل انتشار العولمة، وإشكالات التدافع بين التيارات الساعية لتجفيف منابع تكوين الأسرة من خلال نشر اصطلاحات جاذبة.

وتطرّق الدكتور باحمد أرفيس في الجلسة الرابعة والأخيرة إلى الوعي بالوظائف الطبيعية والحقوقية بين أفراد الأسرة، وناقش فيها أهمية تكامل الأدوار والبذل والتضحية داخل الأسرة؛ من أجل صناعة أجيال تبدأ في رؤيتها للحياة من خلال الوعي بالحقوق من حيث التنظير والتطبيق سواء كان بين الزوجين أو بينهما وبين الأولاد.

وأكّد عدد من الأكاديميين والمختصين أهمية الندوة التي تسلط الضوء على جميع الجوانب للأسرة وتستعرض فرص الواقع الأسرّي وتحدياته، حيث أشارت الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية أستاذ مشارك ورئيس قسم المناهج والتدريس بجامعة السُّلطان قابوس إلى أنّ الندوة جاءت لتقدم رسالة مباشرة وضمنية للمجتمع وللكل بأن الأسرة هي أساس البناء وأساس صناعة التغيير للأفضل كونها تتعامل مع أغلى ثروات الأرض وهي الإنسان.

ولفت الدكتور جاسم المطوع إعلامي وخبير في المجال التربوي والأسري من دولة الكويت، إلى أهمية هذه الندوة التي تأتي في ظل ما يشهده العالم من العديد من التحدّيات التي تواجه الأسرة سواءً كانت ثقافية وفكرية وهو ما يؤكد على أهمية حماية الأسرة وأن تكون محصنة من هذه التحدّيات في تربية الأبناء لمواجهة مثل هذه الأفكار التي تنتشر وتزعزع هوية الأسرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة طنطا تنظم ندوة توعوية حول ظاهرة التنمر الجامعي وطرق مواجهتها

في إطار جهودها لتعزيز بيئة جامعية إيجابية، نظّمت جامعة طنطا، اليوم الخميس، ندوة توعوية بعنوان "ظاهرة التنمر الجامعي: الأسباب وطرق المواجهة"، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد حسين رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور ممدوح المصري القائم بعمل عميد كلية الآداب، وبحضور الأستاذ الدكتور رأفت عبد الرازق وكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ الدكتور محمد سعيد رئيس قسم الاجتماع بالكلية.

ناقشت الندوة الأسباب الكامنة وراء انتشار التنمر داخل الحرم الجامعي، وسبل مواجهته، من خلال محاضرتين علميتين قدمهما كلٌّ من الدكتور ياسر النجار والدكتور ماريان عزمي - الأستاذين المساعدين بقسم الاجتماع. شدد المحاضرون على أهمية تعزيز ثقافة التسامح والاحترام داخل الجامعة، وأكدوا ضرورة تكاتف الجهود لمكافحة هذه الظاهرة.

كما تناولت الندوة جهود وزارة التعليم العالي في دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة، تشمل الإعفاء من المصروفات الدراسية، والعلاج المجاني، وطباعة الكتب بطريقة برايل، وتوفير معامل الحاسب الآلي، وتنظيم خدمات التنقل المجانية.

أكد المتحدثون ضرورة تضافر جهود المجتمع، والأسرة، والمؤسسات التعليمية لنشر ثقافة الوعي ضد التنمر، وتعزيز قيم الاحترام، والتعايش السلمي، والتعاون داخل الجامعة. كما شددوا على أهمية بناء بيئة جامعية داعمة تضمن فرصًا متكافئة لجميع الطلاب، بما يعزز من قدراتهم الأكاديمية والاجتماعية.

من خلال هذه الندوة، تجدد جامعة طنطا التزامها بمواجهة الظواهر السلبية في المجتمع الجامعي، وتسعى إلى بناء جيل واعٍ قادر على إحداث تغيير إيجابي يسهم في تطور المجتمع.

مقالات مشابهة

  • «غرفة دبي» تنظم ندوة حول أهمية إعداد تقارير الاستدامة للشركات
  • «نوعية طنطا» تنظم ندوة توعوية حول «ظاهرة التنمر وخطورتها وسبل مواجهتها»
  • جامعة طنطا تنظم ندوة توعوية حول ظاهرة التنمر الجامعي وطرق مواجهتها
  • السيسي يؤكد أهمية تعزيز التعاون مع سيراليون فى الزراعة والرى والبنية التحتية
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان "التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية"
  • التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية.. ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • ندوة ثقافية في ذمار حول دور المرأة في تعزيز الصمود الوطني
  • تأكيد أهمية تعزيز الدفاعات السيبرانية
  • "الفيوم عبر العصور التاريخية".. ندوة بكلية التربية النوعية
  • «التنمر وأسبابه و أشكاله والآثار النفسية والمجتمعية له».. ندوة توعوية بآداب طنطا