"دولة إسرائيل" بحكم التاريخ، المعروف للمؤرخين على الأقل، حالة "غاصبة" على أرض ملك لشعب وأمة، تملأ الدنيا، وتمتد عبر ثلاث قارات، وكانت حتى عهد قريب، إمبراطورية تحمل وراءها ستة قرون من الزمان المستمر والمكانة المهيبة..
ونتنياهو نفسه يسير الى المحاكمة بخطى حثيثة.. ليس فقط لعاره الرسمي في الفشل والكذب..
هو "عار مُركّب" أصبح فيه نتنياهو يشير إلى عار الدولة، والدولة فيه تشير إلى عار نتنياهو!! لماذا..؟؟
* * *
دعك من الـ92 جنسية التي يتكون منها شعب تم تصنيعه تصنيعا في "المخرطة الأوروبية" وعبر أرطال من الأكاذيب تم تجميع شتاتها (قص ولصق) لتكوين مجتمع متجانس، كباقي مجتمعات الدنيا، وعبثا كان التجميع وعبثا كان اللصق، مجرد أساطير خزعبلاتية مفضوحة الخزعبلات فضحا مشينا.
أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات
دعك من المسألة الدينية، فنصفهم ملحد والنصف الآخر يكفرون بعضهم بعض، وللطرافة تؤكد الروايات أن مؤسس الصهيونية هيرتزل (ت: 1904م) كان ملحدا ومؤسس الدولة بن جوريون (ت: 1973م) كان أيضا ملحدا.
وللدكتور عبد الوهاب المسيري (ت: 2009م) رحمه الله تفصيلات بالغة الأهمية في تلك المفارقة، ذكرها في الموسوعة التي اختار لها اسما بديعا "اليهود.. اليهودية.. الصهيونية"، لأن هاته الثلاث لا تجمعها أية علاقة، لا موضوعية ولا تاريخية!
دعك أيضا من المستقبل الطبيعي للدول والشعوب.. ولا أتحدث هنا عن قصة "الدولة الحشمونية" التي يؤكد بها نتنياهو وإيهود باراك أنه لا مستقبل لهم.. فقط هكذا هم الآن، وهكذا ينظرون لمستقبلهم.
* * *
لكن أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات.
* * *
والذي يرى منظر وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان إسحق رابين في صبيحة يوم 7 حزيران/ يونيو 1967م وهما يدخلان القدس من باب الأسباط مشمرين عن ساعديهما، ويمشيان بخطوات واثقة ورؤوس شاهقة، لا يرى نتنياهو وجالانت وهما يتحدثان عن "طوفان الأقصى" بوصفه اليوم الأسود الذي عاشته إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.. ولا عن "عملية المغازي" بوصفها الليلة الأليمة التي شهدتها إسرائيل يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2024م، ناهيك عن المقتلة اليومية.. قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي..
قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي
وهذا ليس فقط لأن من قُتلوا كانوا من سلاح المهندسين، الذي يتولى تسوية البيوت والمباني في غزة بالأرض، ولكن لأنهم من الاحتياط؛ القادمين من دورة الحياة العادية، الاجتماعية والاقتصادية، والتي أصدرت المقاومة أمرا صارما بإتلافها صبيحة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
* * *
يقولون إن هذه الحرب هي الحرب الأغلى والأعلى كلفة في تاريخ إسرائيل حتى الآن (260 مليون دولار يوميا).. لماذا هي الأعلى والأغلى كلفة في تاريخهم رغم أنهم واجهوا جيوشا مجيشة من قبل؟
السبب بسيط للغاية.. إذ تقول الحكاية التي وراءها ألف حكاية وحكاية، أن كتائب القسام جعلت حفظ القرآن وإتقانه وفهمه والتعبّد به، شرطا من شروط الالتحاق بها.. والتي من شروطها أيضا: المرور ببرنامج دراسي شرعي وعلمي ومنهجي وفكري، والانضباط العالي في "الفهم" و"الترقي".. وهم ليسوا مدربين عسكريا فقط، ولكن يبدو أن دراساتهم العلمية خاصة في الفيزياء والكمبيوتر دراسات عليا..
ولكى يكتسى نتنياهو المزيد والمزيد من عار الكذب، فهو يخرج كل ما يشتد عليه الخناق ملوحا بكتاب "كفاحي" للزعيم الألماني هتلر (ت: 1945) لدغدغة المشاعر البلهاء، ولكن ليصرف الأنظار عن "الكتاب الحقيقي" الذي أنتج له هكذا مقاتلين..
وواضح تماما أن الإخلاص كان في قلب الموضوع "من بدري".. ليس فقط في هذه الشجاعة والإقدام والتوفيق" التي رافقت الأيام كلها والساعات كلها، لدرجة لم تخفَ على قادتهم ومفكريهم.. فقال داني ياتوم (79 سنة) رئيس الموساد السابق، في مقاله الشهير "هل تخلّى عنا رب موسي وهارون؟" في جريدة يديعوت احرونوت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر: "كأنها (حماس) تحارب إسرائيل، من خلال الأقمار الصناعية".. أو مردخاي كيدار (72 سنة) الأستاذ بجامعة بار إيلان الذي قال: "إن قوة حماس تكمن في عقيدة وفهم وإيمان، أنهم يقاتلون في سبيل الله، معايير الانتصار لدينا ولديهم مختلفة، لذلك فالنصر سيكون حليفهم".
لقد ثابرت وصابرت المقاومة بصبر لا مثيل له في التاريخ الحديث، فقد كانوا يعلمون أنهم سيواجهون عدوا، رأسه أمامهم، وذيله في أمريكا وأوروبا، وأقام لهم أهل غزة حاضنة عظيمة.. قدموا فيها كل شيء.. حرفيا كل شيء.. وهو أمر لا يمكن أن يكون إلا من صاحب "يقين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طویلا طویلا
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقرر إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار.. والأخير يهاجمه
أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اتخاذه قرارا بإقالة رئيس جهاز المخابرات الداخلي "الشاباك" رونين بار، بعد خلافات معه.
وأوضح نتنياهو في كلمة له، أنه اتخذ قرارا بإقالة بار، بسبب انعدام ثقة مستمر ازداد مع مرور الوقت ، وجاء الإعلان بعد اجتماع طارئ عقده نتنياهو مع رئيس الشاباك اليوم.
من جانبه قال ديوان نتنياهو، إنه التقى بار اليوم، وأبلغه بأنه سيطرح على الحكومة قرار إقالته، في الوقت الذي قالت فيه القناة 14 العبرية، إن طرح قرار الإقالة سيجري في الجلسة الحكومة الخاصة للتصديق عليه الأربعاء المقبل.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن المستشارة القضائية للحكومة قولها: إنه "لا يمكن إقالة رئيس الشاباك دون رأي قانوني مني".
وطالبت المستشارة القانونية للحكومة، من نتنياهو، إطلاعها على قرار إقالة بار قبل دخوله حيز التنفيذ.
من جانبه أصدر رئيس الشاباك بيانا، ردا على إعلان نتنياهو إقالته، وقال إن قرار الإقالة لا يتعلق بأحداث 7 أكتوبر، فنتنياهو يقول إن قراره يستند إلى مزاعمه بوجود أزمة ثقة مستمرة بيننا.
وأضاف: "قام الشاباك، تحت قيادتي، بإجراء تحقيق شامل كشف عن إخفاقات استخباراتية وعمليات داخلية في 7 أكتوبر، وبدأنا بالفعل في تصحيحها. إلى جانب ذلك، أشار التحقيق إلى سياسة انتهجتها الحكومة ورئيسها على مدار سنوات، مع التركيز على العام الذي سبق المجزرة. وبين التحقيق وجود تجاهل طويل ومتعمد من المستوى السياسي لتحذيرات الجهاز".
وتابع: "إن الحاجة إلى التحقيق مع جميع الأطراف، بما في ذلك سياسة الحكومة ورئيسها، وليس فقط الجيش والشاباك، اللذين أجريا تحقيقا داخليا معمقا، هي ضرورة لصالح أمن الجمهور. وإذا لم أصر على ذلك، مهما كلفني الأمر على المستوى الشخصي، فسأكون قد قصرت في أداء واجبي تجاه أمن الدولة".
وقال بار: "يجب علي استكمال التزامي الشخصي والتزام الجهاز بإعادة المخطوفين، وإتمام عدة تحقيقات حساسة، وضمان نضج مرشحين اثنين لخلافتي ليختار رئيس الوزراء من بينهما، كما يقتضي دوره الرسمي وحساسية جهاز الشاباك بحكم مهمته وصلاحياته الواسعة والحساسة بموجب القانون".
وشدد على أن: "واجب الولاء لرئيس الشاباك هو أولا وقبل كل شيء تجاه مواطني إسرائيل، وهذه هي القاعدة التي تحكم جميع قراراتي وإجراءاتي، إن توقع رئيس الوزراء لولاء شخصي يتعارض مع المصلحة العامة هو توقع غير مشروع في جوهره، ويتناقض مع قانون الشاباك ومع مبدأ الدولة الذي يوجه عمل الجهاز وموظفيه".
وفي أول رد فعل، على قرار نتنياهو، قال رئيس حزب "العظمة اليهودية"، المتطرف إيتمار بن غفير، "أهني رئيس الوزراء على قرار إقالة رئيس الشاباك، هذا شيء كنت أطالب به منذ وقت طويل، ومن الأفضل أن يأتي متأخرا من ألا يأتي أبدا".
وأضاف: "لا يوجد مكان في بلد ديمقراطي لمسؤولين يتصرفون، سياسيا بطريقة معادية للمسؤولين المنتخبين".
وتابع بن غفير: "يجب على اليمين أن يتعلم من الرئيس ترامب كيفية القضاء على الدولة العميقة، والتصرف كديمقراطية، واستعادة الثقة العامة في الأجهزة الأمنية والقانونية في دولة إسرائيل".
מברך את רה״מ על ההחלטה לפטר את ראש השב״כ. זהו דבר שדרשתי מזה זמן רב, ועדיף מאוחר מלעולם לא.
אין מקום במדינה דמוקרטית לפקידים שמתנהלים באופן פוליטי לעומתי נגד נבחרי הציבור.
הימין חייב ללמוד מהנשיא טראמפ למגר את הדיפ סטייט, להתנהל כמו דמוקרטיה, ולהשיב את אמון הציבור בגופי… — איתמר בן גביר (@itamarbengvir) March 16, 2025
بدوره قال زعيم المعارضة في دولة الاحتلال، يائير لابيد، إن "توقيت الإعلان عن قرار إقالة رئيس الشاباك ليس صدفة فالقرار نابع من قضية قطر غيت، التي تورط فيها مكتب نتنياهو بتقديم استشارات لقطر ساعة الحرب".
وأوضح أن قرار الإقالة "غير مسؤول ويدلل على انعدام مسئولية خطير، وفقدان للأعصاب لدى نتنياهو، ولن ينفعه تحميل بار مسئولية الكارثة في السابع من أكتوبر لإبعادها عن نفسه".
وقال: "سنطعن في القرار وسنسعى بكل السبل لإبطاله".
من جانبه قال يائير غولان زعيم حزب "الديمقراطيون"، إن نتنياهو "أعلن الحرب على دولة إسرائيل".
وأضاف: "إقالة رئيس جهاز الشاباك، هي محاولة يائسة من قبل متهم جنائيـ للتخلص من شخص مخلص لإسرائيل ويحقق مع نتنياهو ودائرته الداخلية، بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة وليس على استعداد لتبييضها".
وتابع: "مع توسع التحقيقات المحيطة به وكشفها عن صلات إشكالية، يصاب نتنياهو بالهستيريا، فيطرد، ويهدد، ويحاول القضاء على حراس القانون".
وشدد على أنه "لن يتم إقالة رئيس جهاز الشاباك وكأن شيئا لم يكن، سيكون هناك رفض كبير، وسنقاتل بكل قوة ولن نسمح لنتنياهو بتحويل دولة إسرائيل إلى ديكتاتورية رجل فاسد".