عربي21:
2025-02-01@11:42:06 GMT

دولة العار.. وأصحاب عين اليقين

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

"دولة إسرائيل" بحكم التاريخ، المعروف للمؤرخين على الأقل، حالة "غاصبة" على أرض ملك لشعب وأمة، تملأ الدنيا، وتمتد عبر ثلاث قارات، وكانت حتى عهد قريب، إمبراطورية تحمل وراءها ستة قرون من الزمان المستمر والمكانة المهيبة..

ونتنياهو نفسه يسير الى المحاكمة بخطى حثيثة.. ليس فقط لعاره الرسمي في الفشل والكذب..

ولكن لعاره الأخلاقي في التلاعب بمنظومة القضاء إلى حد التحذير الأمريكي له من انهيار الدولة..

هو "عار مُركّب" أصبح فيه نتنياهو يشير إلى عار الدولة، والدولة فيه تشير إلى عار نتنياهو!! لماذا..؟؟

* * *

دعك من الـ92 جنسية التي يتكون منها شعب تم تصنيعه تصنيعا في "المخرطة الأوروبية" وعبر أرطال من الأكاذيب تم تجميع شتاتها (قص ولصق) لتكوين مجتمع متجانس، كباقي مجتمعات الدنيا، وعبثا كان التجميع وعبثا كان اللصق، مجرد أساطير خزعبلاتية مفضوحة الخزعبلات فضحا مشينا.

أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات
دعك من المسألة الدينية، فنصفهم ملحد والنصف الآخر يكفرون بعضهم بعض، وللطرافة تؤكد الروايات أن مؤسس الصهيونية هيرتزل (ت: 1904م) كان ملحدا ومؤسس الدولة بن جوريون (ت: 1973م) كان أيضا ملحدا.

وللدكتور عبد الوهاب المسيري (ت: 2009م) رحمه الله تفصيلات بالغة الأهمية في تلك المفارقة، ذكرها في الموسوعة التي اختار لها اسما بديعا "اليهود.. اليهودية.. الصهيونية"، لأن هاته الثلاث لا تجمعها أية علاقة، لا موضوعية ولا تاريخية!

دعك أيضا من المستقبل الطبيعي للدول والشعوب.. ولا أتحدث هنا عن قصة "الدولة الحشمونية" التي يؤكد بها نتنياهو وإيهود باراك أنه لا مستقبل لهم.. فقط هكذا هم الآن، وهكذا ينظرون لمستقبلهم.

* * *

لكن أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات.

* * *

والذي يرى منظر وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان إسحق رابين في صبيحة يوم 7 حزيران/ يونيو 1967م وهما يدخلان القدس من باب الأسباط مشمرين عن ساعديهما، ويمشيان بخطوات واثقة ورؤوس شاهقة، لا يرى نتنياهو وجالانت وهما يتحدثان عن "طوفان الأقصى" بوصفه اليوم الأسود الذي عاشته إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.. ولا عن "عملية المغازي" بوصفها الليلة الأليمة التي شهدتها إسرائيل يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2024م، ناهيك عن المقتلة اليومية.. قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي..

قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي
وهذا ليس فقط لأن من قُتلوا كانوا من سلاح المهندسين، الذي يتولى تسوية البيوت والمباني في غزة بالأرض، ولكن لأنهم من الاحتياط؛ القادمين من دورة الحياة العادية، الاجتماعية والاقتصادية، والتي أصدرت المقاومة أمرا صارما بإتلافها صبيحة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

* * *

يقولون إن هذه الحرب هي الحرب الأغلى والأعلى كلفة في تاريخ إسرائيل حتى الآن (260 مليون دولار يوميا).. لماذا هي الأعلى والأغلى كلفة في تاريخهم رغم أنهم واجهوا جيوشا مجيشة من قبل؟

السبب بسيط للغاية.. إذ تقول الحكاية التي وراءها ألف حكاية وحكاية، أن كتائب القسام جعلت حفظ القرآن وإتقانه وفهمه والتعبّد به، شرطا من شروط الالتحاق بها.. والتي من شروطها أيضا: المرور ببرنامج دراسي شرعي وعلمي ومنهجي وفكري، والانضباط العالي في "الفهم" و"الترقي".. وهم ليسوا مدربين عسكريا فقط، ولكن يبدو أن دراساتهم العلمية خاصة في الفيزياء والكمبيوتر دراسات عليا..

ولكى يكتسى نتنياهو المزيد والمزيد من عار الكذب، فهو يخرج كل ما يشتد عليه الخناق ملوحا بكتاب "كفاحي" للزعيم الألماني هتلر (ت: 1945) لدغدغة المشاعر البلهاء، ولكن ليصرف الأنظار عن "الكتاب الحقيقي" الذي أنتج له هكذا مقاتلين..

وواضح تماما أن الإخلاص كان في قلب الموضوع "من بدري".. ليس فقط في هذه الشجاعة والإقدام والتوفيق" التي رافقت الأيام كلها والساعات كلها، لدرجة لم تخفَ على قادتهم ومفكريهم.. فقال داني ياتوم (79 سنة) رئيس الموساد السابق، في مقاله الشهير "هل تخلّى عنا رب موسي وهارون؟" في جريدة يديعوت احرونوت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر: "كأنها (حماس) تحارب إسرائيل، من خلال الأقمار الصناعية".. أو مردخاي كيدار (72 سنة) الأستاذ بجامعة بار إيلان الذي قال: "إن قوة حماس تكمن في عقيدة وفهم وإيمان، أنهم يقاتلون في سبيل الله، معايير الانتصار لدينا ولديهم مختلفة، لذلك فالنصر سيكون حليفهم".

لقد ثابرت وصابرت المقاومة بصبر لا مثيل له في التاريخ الحديث، فقد كانوا يعلمون أنهم سيواجهون عدوا، رأسه أمامهم، وذيله في أمريكا وأوروبا، وأقام لهم أهل غزة حاضنة عظيمة.. قدموا فيها كل شيء.. حرفيا كل شيء.. وهو أمر لا يمكن أن يكون إلا من صاحب "يقين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طویلا طویلا

إقرأ أيضاً:

هارتس: لقد هزمنا.. وسيبقى 7 أكتوبر إرث العار لنتنياهو حتى يومه الأخير

#سواليف

الكاتب الإسرائيلي، #روبيك_روزنتال، عبر صحيفة “هآرتس” العبرية:

لا توجد صورة نصر، لا توجد ثمار للنصر، ربما حان الوقت للاستمتاع بثمار #الهزيمة؟ الجميع يعلم أننا خسرنا في #حرب “السيوف الحديدية”، #نتنياهو يعلم أننا خسرنا، و #سموتريتش وبن غفير يعلمان أننا خسرنا، وهرتسي #هليفي يعلم أننا خسرنا. العالم كله يشاهد دولة دمرت أرض العدو، قتلت عشرات الآلاف من جنوده ومدنييه، اغتالت قيادته، دمرت كيلومترات من أنفاقه، ومع ذلك، خسرت. لم يتحقق أي هدف من ” #أهداف_الحرب “، لم يتم الإطاحة بحماس، بل إنها تعيد ترتيب صفوفها، وسكان غزة لم يذهبوا إلى أي مكان. الأمن لم يعد لسكان مستوطنات الغلاف، الذين لم يتمكنوا بعد من العودة إلى منازلهم المدمرة، ولا يزال عشرات الأسرى في قبضة المقاومة. على طول الطريق، فقدنا تعاطف العالم لسنوات قادمة، ودخل الاقتصاد الإسرائيلي في عقد على الأقل من الركود، الجيش استُنزف، واتسعت دوائر المعاناة النفسية والجسدية، لتصل إلى كل بيت في “إسرائيل”. ثمار النصر في حرب الأيام الستة كانت قصيرة الأمد، بعدها جاءت المزيد والمزيد من الحروب، وجميعها انتهت باتفاقيات، التي كانت هي النصر الحقيقي، ثمار اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر أنقذت دولة إسرائيل لأجيال، وثمار اتفاقيات أوسلو، رغم ازدرائها، ساعدت، لجيل أو جيلين، في تحقيق إمكانية العيش بجانب الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكنها لم تكتمل. الجميع يرى نتنياهو في ضعفه، الجسدي، النفسي، وكذلك السياسي، هذه هي لحظته الأخيرة ليتوقف عن الحداد على “النصر المطلق” الذي فشل منذ اللحظة التي أُطلق فيها كشعار متبجح. سيقى 7 أكتوبر إرث العار الذي سيلاحق نتنياهو حتى يومه الأخير مقالات ذات صلة أمطار في هذه المناطق مساء أول يوم من خمسينية الشتاء 2025/01/31

مقالات مشابهة

  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل
  • المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • هارتس: لقد هزمنا.. وسيبقى 7 أكتوبر إرث العار لنتنياهو حتى يومه الأخير
  • العليان: الزواج عن حب ومعرفة يدوم طويلاً ..فيديو
  • ‏مكتب نتنياهو يعلن تسلّم الجيش للمجندة المُفرَج عنها بجباليا وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة كل الأسرى والمفقودين
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل تلقت قائمة بأسماء محتجزين سيطلق سراحهم الخميس