عربي21:
2024-07-07@01:37:57 GMT

دولة العار.. وأصحاب عين اليقين

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

"دولة إسرائيل" بحكم التاريخ، المعروف للمؤرخين على الأقل، حالة "غاصبة" على أرض ملك لشعب وأمة، تملأ الدنيا، وتمتد عبر ثلاث قارات، وكانت حتى عهد قريب، إمبراطورية تحمل وراءها ستة قرون من الزمان المستمر والمكانة المهيبة..

ونتنياهو نفسه يسير الى المحاكمة بخطى حثيثة.. ليس فقط لعاره الرسمي في الفشل والكذب..

ولكن لعاره الأخلاقي في التلاعب بمنظومة القضاء إلى حد التحذير الأمريكي له من انهيار الدولة..

هو "عار مُركّب" أصبح فيه نتنياهو يشير إلى عار الدولة، والدولة فيه تشير إلى عار نتنياهو!! لماذا..؟؟

* * *

دعك من الـ92 جنسية التي يتكون منها شعب تم تصنيعه تصنيعا في "المخرطة الأوروبية" وعبر أرطال من الأكاذيب تم تجميع شتاتها (قص ولصق) لتكوين مجتمع متجانس، كباقي مجتمعات الدنيا، وعبثا كان التجميع وعبثا كان اللصق، مجرد أساطير خزعبلاتية مفضوحة الخزعبلات فضحا مشينا.

أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات
دعك من المسألة الدينية، فنصفهم ملحد والنصف الآخر يكفرون بعضهم بعض، وللطرافة تؤكد الروايات أن مؤسس الصهيونية هيرتزل (ت: 1904م) كان ملحدا ومؤسس الدولة بن جوريون (ت: 1973م) كان أيضا ملحدا.

وللدكتور عبد الوهاب المسيري (ت: 2009م) رحمه الله تفصيلات بالغة الأهمية في تلك المفارقة، ذكرها في الموسوعة التي اختار لها اسما بديعا "اليهود.. اليهودية.. الصهيونية"، لأن هاته الثلاث لا تجمعها أية علاقة، لا موضوعية ولا تاريخية!

دعك أيضا من المستقبل الطبيعي للدول والشعوب.. ولا أتحدث هنا عن قصة "الدولة الحشمونية" التي يؤكد بها نتنياهو وإيهود باراك أنه لا مستقبل لهم.. فقط هكذا هم الآن، وهكذا ينظرون لمستقبلهم.

* * *

لكن أهم "دَعكَ" هنا سيكون دعك من أكذوبة "الجيش الذي لا يقهر".. بكشف الكذب المزخرف الذي عاشوا به وعليه طويلا طويلا، وأغرقوا فيه نظاما عربيا رسميا طويلا طويلا، نظاما ظل يتغنّى بكل أغاني النصر قرابة نصف قرن، والتي كانت أكثرها طربا أغاني الستينيات.

* * *

والذي يرى منظر وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان إسحق رابين في صبيحة يوم 7 حزيران/ يونيو 1967م وهما يدخلان القدس من باب الأسباط مشمرين عن ساعديهما، ويمشيان بخطوات واثقة ورؤوس شاهقة، لا يرى نتنياهو وجالانت وهما يتحدثان عن "طوفان الأقصى" بوصفه اليوم الأسود الذي عاشته إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.. ولا عن "عملية المغازي" بوصفها الليلة الأليمة التي شهدتها إسرائيل يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2024م، ناهيك عن المقتلة اليومية.. قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي..

قتل وقتال لم يألف الإسرائيليون معدلاته في الحروب السابقة، ولم يسمعوا عنه حتى في أساطيرهم المسطورة، بل ويتم بطريقه بارعة الإعداد والإبداع سواء في التكتيكات أو في المناورة أو في المباغتة، حتى عجزوا تماما (استخباراتيا) عن توقع ماذا سيحدث في الضربة القادمة، والتي لا شك أنها يتم التحضير لها بهدوء وروية كما تم الإعداد لعملية المغازي
وهذا ليس فقط لأن من قُتلوا كانوا من سلاح المهندسين، الذي يتولى تسوية البيوت والمباني في غزة بالأرض، ولكن لأنهم من الاحتياط؛ القادمين من دورة الحياة العادية، الاجتماعية والاقتصادية، والتي أصدرت المقاومة أمرا صارما بإتلافها صبيحة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

* * *

يقولون إن هذه الحرب هي الحرب الأغلى والأعلى كلفة في تاريخ إسرائيل حتى الآن (260 مليون دولار يوميا).. لماذا هي الأعلى والأغلى كلفة في تاريخهم رغم أنهم واجهوا جيوشا مجيشة من قبل؟

السبب بسيط للغاية.. إذ تقول الحكاية التي وراءها ألف حكاية وحكاية، أن كتائب القسام جعلت حفظ القرآن وإتقانه وفهمه والتعبّد به، شرطا من شروط الالتحاق بها.. والتي من شروطها أيضا: المرور ببرنامج دراسي شرعي وعلمي ومنهجي وفكري، والانضباط العالي في "الفهم" و"الترقي".. وهم ليسوا مدربين عسكريا فقط، ولكن يبدو أن دراساتهم العلمية خاصة في الفيزياء والكمبيوتر دراسات عليا..

ولكى يكتسى نتنياهو المزيد والمزيد من عار الكذب، فهو يخرج كل ما يشتد عليه الخناق ملوحا بكتاب "كفاحي" للزعيم الألماني هتلر (ت: 1945) لدغدغة المشاعر البلهاء، ولكن ليصرف الأنظار عن "الكتاب الحقيقي" الذي أنتج له هكذا مقاتلين..

وواضح تماما أن الإخلاص كان في قلب الموضوع "من بدري".. ليس فقط في هذه الشجاعة والإقدام والتوفيق" التي رافقت الأيام كلها والساعات كلها، لدرجة لم تخفَ على قادتهم ومفكريهم.. فقال داني ياتوم (79 سنة) رئيس الموساد السابق، في مقاله الشهير "هل تخلّى عنا رب موسي وهارون؟" في جريدة يديعوت احرونوت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر: "كأنها (حماس) تحارب إسرائيل، من خلال الأقمار الصناعية".. أو مردخاي كيدار (72 سنة) الأستاذ بجامعة بار إيلان الذي قال: "إن قوة حماس تكمن في عقيدة وفهم وإيمان، أنهم يقاتلون في سبيل الله، معايير الانتصار لدينا ولديهم مختلفة، لذلك فالنصر سيكون حليفهم".

لقد ثابرت وصابرت المقاومة بصبر لا مثيل له في التاريخ الحديث، فقد كانوا يعلمون أنهم سيواجهون عدوا، رأسه أمامهم، وذيله في أمريكا وأوروبا، وأقام لهم أهل غزة حاضنة عظيمة.. قدموا فيها كل شيء.. حرفيا كل شيء.. وهو أمر لا يمكن أن يكون إلا من صاحب "يقين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طویلا طویلا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل لأن الأميركيين متأثرون بالمثل بإرث أجدادهم.

ماكرون يطالب نتنياهو بعدم إطلاق عملية جديدة في رفح وخان يونس هيئة العمل الوطني الفلسطيني: نتنياهو يسعى لتقويض وجود أي دولة فلسطينية مستقبلية


وتحدث نتنياهو خلال مقال له في "جيروزاليم بوست": "في الرابع من يوليو الحالي، أود أن أشكر الشعب الأميركي على وفائه لحقه الطبيعي، وهو روح عام 1776، وأتمنى له عيد استقلال سعيدًا ومباركًا".
وأضاف: "في السراء والضراء، خلال الأشهر التسعة الماضية، أعربت إسرائيل عن تقديرها العميق للدعم الأميركي الحيوي".
وتابع: "في أوقات الأزمة الوطنية هذه، بينما يخوض شعب إسرائيل حربًا على 7 جبهات من أجل بقائنا الوطني ضد إيران ووكلائها الإرهابيين، من المشجع أن نعرف أننا بعيدًا عن الوقوف بمفردنا، فإننا نحظى بدعم أعظم ديمقراطية في العالم. وقد عرف من أي وقت مضى".
وأوضح: "تظهر الشخصية في أوقات الأزمات. في مواجهة وحشية حماس في 7 أكتوبر، تماسك شعب إسرائيل بأعمق أسس كياننا الوطني".
وذكر نتنياهو: "لقد نهضنا كفريق واحد لمحاربة أعدائنا بالبطولة والتصميم والمرونة التي ميزت أبطالنا منذ أيام يشوع والمكابيين، والتي انتقلت عبر الزمن إلى محاربي دولة إسرائيل الحديثة".

رسالة نتنياهو لأمريكا


وتساءل: ما الذي يجعل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ثنائيًا ممتازًا؟
وأجاب خلال المقالة بالتالي:

"تقف أميركا إلى جانب إسرائيل لأن الأميركيين يتأثرون على نحو مماثل بإرث أجدادهم. في قاعدتيهما، تسترشد إسرائيل وأميركا بنفس الرؤية المزدوجة. الحرية هي أغلى هدية ستعرفها البشرية على الإطلاق. والحرية ليست مجانية. عليك أن تكون على استعداد للقتال من أجل ذلك".
"لقد رأى الإسرائيليون في 7 أكتوبر ما سيعنيه إذا فقدنا حريتنا. لقد فهمنا أن هذه ليست حرب اختيار، بل حرب من أجل البقاء".
لقد رأى الأميركيون الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر، وأدركوا حجم المخاطر التي ستواجهها أيضاً، ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل للعالم الحر ككل.
لقد تعرضت إسرائيل، الدولة الديمقراطية المحبة للسلام والحليف الأقرب لأميركا في الشرق الأوسط، إلى غزو من قبل جيش من الجهاديين العازمين على الإبادة والإخضاع.
هاجمت نفس القوات أميركا في 11 سبتمبر، والوقوف إلى جانب إسرائيل جاء بشكل طبيعي وفوري بالنسبة للأميركيين. لقد فهموا أنه لكي تنتهي مسيرة القتل والطغيان هذه، يجب على إسرائيل أن تنتصر في هذه الحرب..
آيات الله المستبدون الذين يحكمون إيران يقفون على قمة محور الجهاد والقتل والحرب، وهم وأتباعهم ينظرون إلى إسرائيل والولايات المتحدة على أنهما عدوان لدودان.
إن نتيجة هذه الحرب ليست محل شك. وستظل إسرائيل وفية لتراثنا القديم والحديث.
سوف ننتصر في هذه الحرب. لقد تعززت معرفتنا الأكيدة بأننا بينما نمضي قدمًا نحو النصر، سنحظى بدعم صديقتنا العظيمة، الولايات المتحدة".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تخسر دعم الولايات المتحدة
  • الإمارات تشارك في أعمال الدورة الـ 56 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف
  • خبير: إسرائيل تحاول بائسة إعادة هيبتها بالحرب في غزة والضفة
  • السعودية.. منح الجنسية لعلماء وباحثين وأصحاب تخصصات نادرة
  • "الوفد" ينشر قائمة العار للشخصيات الإسرائيلية والمنظمات الإرهابية تمهيدًا لمحاكمتهم
  • باحث: الخيارات تضيق أمام حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو.. والفوضى تزيد
  • باحث سياسي: إسرائيل في حالة فوضى تزداد بمرور الوقت
  • الكابينت يجتمع مساءً - نتنياهو يوافق على سفر وفد المفاوضات
  • «القاهرة الإخبارية»: حكومة نتنياهو تقرر الاستمرار في الحرب على غزة رغم الإخفاق الداخلي
  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد