أكد معالي العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن الحديث عن التسامح وتقديم النماذج في عالم اليوم ليس ترفاً، بل واجب، وهو ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويات الإقليمية والأممية عبر تبني مجموعة من القرارات التاريخية التي تدعم التسامح في العالم، منها على سبيل المثال قرار الأمم المتحدة “حول التسامح والسلام والأمن الدوليين”.

وقال معالي العلامة عبدالله بن بيّه، في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي يوافق 4 فبراير من كل عام، “يأتي يوم الأخوة الإنسانية لهذا العام والبشرية أحوج ما تكون لتذكر القيم التي يحملها من تعاطف وتسامح وسلام وكرامة للإنسان في كل مكان؛ لقد كان اقتراح دولة الإمارات لهذا اليوم العالمي امتداداً لمنهج التسامح وبذل المعروف للناس الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، بحيث جعل من الإمارات منارة للخير وواحة للمحبة والسماحة والأخوة الإنسانية”.

وأضاف : ” لقد لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، هذه المعاني عندما قال ( ستظل سياسة دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم .. وعوناً للشقيق والصديق .. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدّمها ).

وأكد معالي العلامة عبدالله بن بيّه أن منهج التسامح الذي ترعاه قيادة الدولة الرشيدة هو منهج أصيل في ديننا وتراثنا الإسلامي حيث إن الكرامة الإنسانية نابعة من تكريم الخالق عز وجل للإنسان كما في القرآن الكريم ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، مشيرا إلى أن الإسلام يقدم الكرامة الإنسانية بوصفها أولَ مشترك إنساني، لأن البشر جميعا على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم هم مناط التكليف ومحل التشريف، وهذا التصور الإيجابي للعلاقة بين الذات والآخر أساس متين للتسامح، وهو أيضاً سير في المسار الصحيح للتاريخ البشري، لأن روح العصر ومزاجه وشبكة العلاقات السياسية والاقتصادية والبشرية وتمازج الحضارات وتزاوج الثقافات، كل ذلك يرشح قيمة التسامح كقيمة مركزية لا غنى عنها للتعايش البشري ولا بديل لها إلا الاحتراب والكراهية، والتجارب والأزمات خير شاهد ودليل على ذلك.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جرائم “الاغتصاب” بمناطق الساحل الغربي المحتلة شاهد على انحطاط العدو ومرتزقته وتجردهم من الإنسانية

يمانيون../
الاغتصاب واحدة من أبشع الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية والتي لم يكن يسمع عنها في اليمن، غير أنها وللأسف الشديد انتشرت بشكل مخيف في المناطق والمحافظات المحتلة التي حولها العدوان وأدواته إلى مسرح لأبشع الجرائم والانتهاكات بحق الأهالي.

تعد مدينة المخا الواقعة تحت سيطرة مرتزقة الإمارات بقيادة المرتزق طارق عفاش من أبرز الشواهد على قبح الاحتلال وأدواته بما تشهده بشكل مستمر من جرائم اغتصابات، كان آخرها جريمة اغتصاب بشعة تعرضت لها طفلة يتيمة وقوبلت بموجة غضب واسعة في أوساط الأهالي، وكذا رواد وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى إثر هذه الجريمة شهدت منطقة يختل في المخا احتجاجات غاضبة للتنديد باغتصاب الطفلة البالغة من العمر ثمان سنوات من قبل شخص يعمل بأحد المستوصفات، وفقا لما أكدته التقارير الإعلامية والكثير من الناشطين.

الأهالي نددوا أيضا بتواطؤ ما تسمى الأجهزة الأمنية التابعة للمرتزقة والتي وبدلا من إلقاء القبض على المجرم تواطأت معه وتركته حرا طليقا رغم مضي ثلاثة أيام على الجريمة التي قام الأهالي بالإبلاغ عنها فور وقوعها، من خلال تقديم شكوى لمركز شرطة يختل التابع للمرتزقة إلا أن الأخير واجههم بالرفض والتنصل عن ضبط المجرم الأمر الذي أغضب الأهالي ودفعهم للتظاهر والاحتجاج للمطالبة بسرعة تسليم الجاني.

ووفقا لما نقلته المصادر عن أهالي منطقة يختل فقد استغل هذا الذئب البشري الظروف المأساوية التي تعيشها الطفلة مع والدتها وأختها نتيجة الفقر، لارتكاب جريمته البشعة التي اعتبرها المحتجون مساسا بشرف كل أبناء تهامة واليمن.

لم تكن هذه الجريمة هي الأولى فقد سبق وأن أقدم مرتزقة العدوان في الساحل الغربي على اغتصاب العديد من الفتيات والنساء، لتؤكد هذه الذئاب البشرية انسلاخها التام عن كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية والإنسانية.

شهدت مديرية المخا والمناطق المحتلة الأخرى في الساحل الغربي خلال الفترات الماضية الكثير من الفظائع التي كان من ضمنها تعرض ست فتيات للاغتصاب من قبل مرتزقة الإمارات في منطقتي (الجوير) و(السويهرة) في مديرية حيس، بمحافظة الحديدة.

كما أقدم ستة من المرتزقة على اغتصاب فتاة من مديرية حيس، وسبقها جريمة اغتصاب امرأة في الخوخة من قبل سودانيين استقدمهم تحالف العدوان للقتال كمرتزقة.

وكانت قوات المرتزق طارق عفاش قد أقدمت على قتل المواطن عبدالله علي برة من أبناء التحيتا- أثناء محاولتهم اغتصاب زوجة ابن أخيه، وقاموا بإطلاق النار على المواطنين وسجن من ثبت تدخله في منع جريمة الاغتصاب.

كما سبق أن قام ثلاثة من مرتزقة الإمارات في العام 2019م باغتصاب الطفل حميد علي زلع، في منطقة السويق بمديرية التحيتا، وتعرضت المواطنة سعده عكيش البالغة من العمر خمسين عاما بمديرية التحيتا في الحديدة، لجريمة اغتصاب من قبل أحد المرتزقة السودانيين.

بينما تعرضت امرأة للتحرش داخل منزلها في المخا، من قبل أحد مجندي كتيبة المدعو حمدي الصبيحي التابعة للمرتزقة حيث أقدم على ربطها واغتصابها أمام أطفالها الأربعة بعد أن قام ومعه آخرين بضربها بأعقاب البندق في رأسها، وسرقة مصاغها.

وخلال الفترات الماضية شهدت مدينة المخا مواجهات مسلحة بين أفراد كتيبة “اللحجي” وأفراد كتيبة أخرى يقودها المرتزق حمدي شكري على خلفية قيام الأخير بمضايقة نساء المدينة واقتحام عدة منازل وارتكاب جرائم اغتصاب بداخلها.

تحولت مناطق الساحل الغربي منذ أن وطأتها أقدام الغزاة وأتباعهم من المرتزقة إلى منبع للشر والإجرام بما تشهده بين الحين والآخر من جرائم اغتصابات وانتهاكات تهز كيان المجتمع اليمني بأكمله.

وتأتي هذه الجرائم في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة مرتزقة الإمارات وخصوصا في المخا، مما فاقم معاناة السكان في تلك المناطق خصوصا بعد أن خذلتهم ما تسمى الأجهزة الأمنية هناك والتي لا توفر لهم أي حماية بقدر ما تساعد الجناة على الهروب من العقاب.

لم يدع العدوان ومرتزقته جرما إلا واقترفوه بحق اليمنيين إذ توالت على مدى السنوات الماضية ممارساتهم القذرة وأفعالهم العفنة التي تعكس حالة الانحطاط والإفلاس الأخلاقي والنفسيات المريضة التي يحملها هؤلاء المسوخ، الذين دفع بهم العدو للانتقام من أبناء الشعب اليمني المحافظ على قيمه الإيمانية وأصالته وانتمائه للإسلام.

تثبت الممارسات الإجرامية بحق النساء والأطفال في المناطق المحتلة بالساحل الغربي من قتل وهتك للأعراض أن العدو وأدواته الإجرامية لا يملكون ذرة من دين أو أخلاق، وأن بقاءهم في الأراضي اليمنية يمثل خطرا كبيرا على الأرض والعرض، والذي لن ينتهي إلا بتطهير الوطن من رجس ودنس الغزاة المحتلين.

وكلما طال أمد الاحتلال تمادى المرتزقة أكثر في ممارساتهم الإجرامية بحق السكان والتي من ضمنها جرائم الاغتصابات التي تطال الفتيات والنساء والأطفال بشكل ممنهج لتزيد من معاناة سكان تلك المناطق المثقلين أصلا بالأعباء المعيشية نتيجة السياسات التدميرية الانتقامية التي ينتهجها المحتلون ومرتزقتهم وما يمارسونه من نهب وعبث بمقدرات وثروات الشعب اليمني.

أما المنظمات الحقوقية الدولية فقد آثرت الصمت على كل ما لحق باليمنيين من صنوف الجرائم والانتهاكات منذ بداية العدوان على اليمن بعد أن قبضت ثمن سكوتها وصمتها من تحالف البغي عدًا ونقدًا.

وفي مقابل الصمت المخزي للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إزاء هذه الجريمة وكل المجازر البشعة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب اليمني منذ عشرة أعوام، ينظر كل يمني أصيل إلى هذه الجرائم بأنها مساس بالشرف والكرامة ولا يمكن أن تمر دون عقاب، بل وسيكون ثمنها باهظا على الغزاة وأدواتهم الذين اختاروا لأنفسهم السقوط إلى قاع الوحل بوقوفهم في صف العدو وتنفيذ مؤامراته.

مقالات مشابهة

  • لا أخاف على جيل فيه “رتيل الشهري”
  • جرائم “الاغتصاب” بمناطق الساحل الغربي المحتلة شاهد على انحطاط العدو ومرتزقته وتجردهم من الإنسانية
  • الإمارات تندد بتصريحات نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية في السعودية: “تعدٍ على القانون الدولي”
  • ما الموعد الأصح لقضاء الفائت من صيام رمضان الماضي؟ «الإمارات للإفتاء» يجيب
  • محمد بن زايد يستقبل رئيس جنوب السودان “سلفاكير” ويبحث معه علاقات التعاون بين البلدين
  • الشيخ يدين الموقف الإسرائيلي الذي يستهدف المملكة العربية السعودية وسيادتها
  • “المدينة المفقودة” تحت المحيط.. اكتشاف عالم غريب
  • مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة صنعاء العلامة عبدالله عامر لـ”الثورة “: الأوقاف ليست ملكية عامة.. وندعو المنتفعين لتسوية أوضاعهم قبل الإجراءات القانونية القادمة
  • مجلس الإمارات للإفتاء يعقد محاضرة حول وثيقة أبوظبي للاستيعاب الشرعي
  • “الاتحادية العليا” تقرر تسليم المتهم مهدي شرفا إلى جمهورية فرنسا