تستضيف نصف سكان غزة.. ارتفاع كبير في وفيات المرضى المزمنين برفح
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
غزة– لم يمت الفلسطيني إبراهيم العزازي بقذيفة أو بصاروخ إسرائيليين، لكن أهله وأحبته يؤمنون أنه ارتقى شهيدا، بعدما فقد العلاج المناسب الذي يتلقاه لأكثر من 20 عاما، ولصعوبة الوصول إلى المستشفيات جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.
منذ عام 2001 يتعايش "الشيخ إبراهيم"، كما يُعرف في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، مع مرض الفشل الكلوي، ويحافظ بانتظام على غسيل الكلى 4 مرات أسبوعيا في مستشفى ناصر الحكومي بمدينة خان يونس، ولم يسبق له خلال هذه الأعوام الطويلة أن واجه ظروفا أقسى مما تعرض لها خلال الحرب الدائرة حاليا.
قبيل وفاته في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأسابيع قليلة، تدهورت صحة الشيخ إبراهيم (46 عاما)، لصعوبة الوصول إلى مدينة خان يونس، التي اجتاحتها قوات الاحتلال في إطار عملية برية واسعة، ولم يجد له مكانا في مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد في مدينة رفح.
النزوح الكبير لمدينة رفح شكل ضغطا هائلا على مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد بالمدينة (الجزيرة) شهيد المرضويؤمن يحيى العزازي بانقضاء أجل عمّه الشيخ إبراهيم، لكنه يقول للجزيرة نت "عمي صبر وتعايش مع المرض 23 عاما، ولم تمر عليه فترة انقطاع عن غسيل الكلى مثلما حدث معه خلال هذه الحرب (..) إنه شهيد المرض والمعاناة".
كان العزازي يتوجه إلى وحدة غسيل الكلى بمستشفى ناصر 4 مرات أسبوعيا، ويقضي من 3 إلى 4 ساعات بالمرة الواحدة، حتى قبيل اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبسبب تداعياتها واجه أصنافا من المعاناة، تبدأ من عدم توفر وسيلة نقل، حيث توقفت غالبية سيارات الأجرة عن العمل بفعل أزمة الوقود، وحتى عدم توفر مكان له في المستشفى.
ويقول يحيى "مستشفى ناصر حوّل الشيخ إبراهيم إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح، حيث لم يجد له مكانا، وانقطع لفترة عن غسيل الكلى، وقد أعياه التردد بين المستشفيين للحصول على علاجه".
ومن 4 مرات غسيل بمعدل نحو 12 ساعة أسبوعيا، وفي الأسبوعين الأخيرين قبل الوفاة، خضع الشيخ إبراهيم لجلستي غسيل بمعدل ساعة واحدة في كل جلسة، إحداهما في مستشفى ناصر والثانية في مستشفى أبو يوسف النجار، يقول يحيى "لم تكن كافية لحالة عمي، وطالبنا كعائلة بتسجيله واحتسابه شهيدا وغيره من المرضى الذين فقدوا أرواحهم جراء الحرب وعدم توفر العلاج والأدوية".
الموت مرضا وقهرا
وفي حكاية معاناة مشابهة، توفّيت الستينية وجيهة الجمل. ويقول نجلها حازم للجزيرة نت إن الحالة الصحية لوالدته تراجعت بشكل متسارع وخطير عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية.
ولسنوات كانت وجيهة (65 عاما) تخضع لغسيل الكلى في مستشفى أبو يوسف النجار مرتين بمعدل 8 ساعات أسبوعيا، ولظروف مرتبطة بالحرب والضغط الكبير على وحدة غسل الكلى الوحيدة في مدينة رفح، تقلصت إلى مرة واحدة بمعدل ساعتين فقط أسبوعيا.
وفي أواخر أيامها قبل الوفاة، عانت وجيهة، التي فقدت -حسب حازم- "أعز بناتها" جراء غارة إسرائيلية أودت بحياتها وحياة بناتها الخمس- من أورام في أنحاء من جسدها. ويقول "أمي ماتت بسبب المرض والقهر على شقيقتي الأغلى على قلبها".
وتشهد مدينة رفح، التي تؤوي حاليا أكثر من نصف سكان القطاع جراء موجات النزوح الكبيرة إليها، ارتفاعا ملحوظا في معدلات الوفيات، ومن بينها مرضى الكلى والأمراض المزمنة.
وبحسب توثيق لجنة الطوارئ الصحية بالمدينة، فإنها تشهد من 30 إلى 40 حالة وفاة يوميا، فيما كان معدل الوفيات قبل الحرب 5 حالات يوميا.
الدكتور مروان الهمص: أجهزة غسيل الكلى لدينا بالية وغير كافية في ظل النزوح الكبير نحو رفح (الجزيرة) انهيار صحي وشيكويقول رئيس لجنة الطوارئ ومدير مستشفى أبو يوسف النجار الدكتور مروان الهمص، للجزيرة نت، إن وحدة غسيل الكلى الوحيدة في المدينة كانت تتعامل مع 110 مرضى، وارتفع هذا العدد إلى 525 مريضا جراء النزوح الكبير من جميع مدن القطاع إلى مدينة رفح.
وتشير تقديرات محلية ودولية إلى أن أكثر من مليون فلسطيني يمثلون نصف سكان القطاع، الذين يقدر عددهم بنحو 2.2 مليون نسمة، أُجبروا على النزوح عن منازلهم ومدنهم هربا من الجرائم الإسرائيلية.
وشكّل ذلك ضغطا هائلا على مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد بالمدينة الذي يقدم خدمة غسيل الكلى، ويمتلك 18 جهازا فقط. ووفقا للهمص فقد اضطرت إدارة المستشفى إلى تقليص مرات الغسيل الأسبوعية لكل مريض إلى مرتين فقط، وهي "غير كافية من الناحية العلاجية".
وفي التفاصيل تبدو الأوضاع الصحية أكثر تدهورا، فهذه الأجهزة بالية ومنتهية الصلاحية، ويقول الهمص "معلوم طبيا أن عمر الجهاز ينتهي ببلوغه 20 ألف ساعة عمل، وقد تجاوزت الأجهزة لدينا 50 ألف ساعة، ورغم ذلك لا تكاد تتوقف عن العمل للحظة بسبب الضغط الكبير عليها من المرضى، وعدم توفر البديل".
وبحسب الهمص، فإن من يعانون من الأمراض المزمنة يواجهون معاناة مضاعفة خلال الحرب، لعدم توفر الأدوية، ضاربا المثل بالأدوية المركبة الخاصة بأمراض الضغط والسكري، وغالبيتها غير متوفر لدى القطاع الصحي. في حين أدوية الربو والسرطانات نادرة جدا، وعدم تلقي المريض لهذه الأدوية بانتظام يؤدي إلى مضاعفات خطرة والوفاة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى أبو یوسف النجار الشیخ إبراهیم مستشفى ناصر غسیل الکلى مدینة رفح فی مستشفى
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يتفقد مستشفى الأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقّد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط؛ اليوم الأربعاء ؛ في زيارة مفاجئة، عدداً من الوحدات، بمستشفى الأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب، ووحدة الاستقبال العام الجديدة، بالمستشفي الجامعي الرئيس؛ لمتابعة سير العمل، والاطمئنان علي جودة، وكفاءة الخدمات الطبية المقدمة؛ للمترددين على المستشفيات الجامعية من مختلف محافظات الصعيد.
رافق المنشاوي في جولته؛ الدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والدكتور محمد عبد الباسط مدير مستشفى العصبية والنفسية الجامعي، والدكتور محمد عبد الرحمن وكيل كلية الطب لشئون التعليم والطلاب، والدكتور خالد البيه نائب مدير المستشفى للشئون الطبية والعلاجية، ولفيف من الأساتذة، والأطباء بالمستشفى، إلي جانب الدكتورة دينا علي مدير وحدة الاستقبال العام الجديدة.
استهل المنشاوي، جولته؛ بتفقد عدد من الأقسام والوحدات، المتخصصة داخل مستشفى الأمراض العصبية والنفسية، منها: وحدة العناية المركزة، ووحدة السكتة الدماغية، وتابع خلالها؛ انتظام العمل، والانضباط الإدارى داخل المستشفى، مطلعاً على كشوف، وتواريخ دخول، وخروج المرضى، ومدي التزام جميع الأطقم الطبية، وأطقم التمريض، والعاملين، بالحضور اللائق، والمنتظم؛ انطلاقاً من حرص الجامعة على تقديم أفضل خدمة ممكنة؛ وفق أحدث النظم الطبية المتقدمة.
واطمأن علي الحالة الصحية للمرضي داخل المستشفي، وأبرز العمليات الجراحية التي تم إجراؤها -بنجاح- خلال الآونة الأخيرة، ومنها؛ سيدة في العقد الثالث من عمرها، من محافظة المنيا، والتي نجح الفريق الطبي بالمستشفي؛ في إجراء عملية جراحية لها؛ لاستئصال ورم بالمخ، بعد معاناتها من أعراض ارتفاع في ضغط المخ، وحالة تشنج عصبي، مُثمناً في ذلك؛ التدخل الفوري، والعاجل للفريق الطبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة بدقة، وإجراء العملية الجراحية بنجاح.
في أعقاب ذلك، تابع المنشاوي؛ آليات العمل داخل وحدة الاستقبال العام الجديدة، بالمستشفى الجامعي الرئيس، والتى تم افتتاحها أواخر الشهر الماضي، بطاقة استيعابية (٦٠) سريراً، وذلك بما تتضمنه من غرف للفحص الخارجي، وفرز المرضى، وعناية مركزة، وإنعاش رئوي، إلى جانب؛ الأقسام التشخيصية، والعلاجية، والتي تشمل؛ الأشعة، والمعامل، والكثير من الغُرف المستحدثة التي تواكب أحدث ما وصل إليه العالم، من التطوير الطبي الشامل، والمستمر.
وأكد إن مستشفيات جامعة أسيوط؛ تمثل مركزاً طبياً متميزاً في صعيد مصر، وتقدم خدماتها لملايين المرضى سنوياً فى مختلف التخصصات الطبية، وتضم أفضل الكفاءات الطبية، مشيراً إلى حرص إدارة الجامعة علي توجيه خطط التطوير، والتوسع في المستشفيات الجامعية؛ بشكلٍ مستمر؛ لرفع كفاءة الخدمات المقدمة، والمساهمة في رفع نسب الشفاء للمرضي، وتقليل قوائم الانتظار.