القاهرة اقتربت من التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة لتبادل الأسرى والمحتجزين

دوائر إسرائيلية اتهمت مصر في هذا الوقت بقيامها بتسليح حركة حماس

الأوضاع داخل غزة إزدادت تدهورًا.. والمنظومة الصحية أوشكت على الانهيار التام

الأزهر أصدر بيانًا قويًا ترددت أصداؤه في العالم العربي والإسلامي دعا إلى محاكمة إسرائيل على جرائمها في مستشفيات غزة

في أعقاب المباحثات التي شاركت فيها مصر وقطر للتوصل إلى هدنة فلسطينية- إسرائيلية لتبادل الأسرى، وصل إلى القاهرة في هذا الوقت وفد من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس الحركة بالخارج على رأس وفد ضم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وخليل الحية عضو المكتب السياسي، وذلك للقاء رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل.

وقد نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصادر مصرية عليمة قولها: إن القاهرة تقترب من التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل (1).

وبالرغم من جهود القاهرة، إلا أن دوائر إسرائيلية اتهمت مصر في هذا الوقت بقيامها بتسليح حركة حماس.

حيث نشر موقع «بحدرى حريديم» العبري والمحسوب على اليمين المتشدد في إسرائيل مزاعم تشير إلى قيام مصر بتسليح حماس، عبر السماح بدخول الأسلحة إلى غزة من خلال الشاحنات التي تدخل القطاع عبر معبر رفح، وقال الموقع إن «الأسلحة دخلت من مصر خلال الفترة التي سبقت عملية (طوفان الأقصى)، وهو ما جعل القوات الإسرائيلية تواجه أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر، وأسلحة مضادة للدبابات، بعدما كانت تواجه حجارة، وزجاجات حارقة».

وقد جاءت المزاعم الإسرائيلية بعد نحو 3 أسابيع من تصريحات حاخام إسرائيلي يتهم مصر بالتورط فى «إدخال الدواعش إلى قطاع غزة عبر معبر رفح».

• أوضاع متدهورة

كانت الأوضاع داخل القطاع تزداد تدهورًا، كما أن المنظومة الصحية أوشكت على الانهيار التام.

حيث قال مدير مستشفى الشفاء في غزة الدكتور محمد أبو سلمية: إن الأطباء يقومون بلف الأطفال الخدج بورق الألومنيوم، ووضعهم بجوار الماء الساخن، في محاولة يائسة منهم لإبقائهم على قيد الحياة في الظروف الكارثية التي يمر بها أكبر مستشفى في القطاع.

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 6 أطفال خدج، و9 مرضى في المستشفى، بسبب نفاد الوقود وخروج أقسامه عن الخدمة نتيجة حصار القوات الإسرائيلية له، وقال أبو سلمية لشبكة (سى إن إن) الأمريكية: لم يعد هناك ماء أو طعام أو حليب للأطفال الرضع.. الوضع في المستشفى كارثي(2).

وكان مدير مستشفى الشفاء قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن 179 جثة على الأقل دفنت الثلاثاء فى «قبر جماعي» بموقع المؤسسة الاستشفائية»، موضحًا أن بينهم 7 أطفال خدج توفوا جراء «انقطاع الكهرباء» وقال: «اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي»، مشيرًا إلى أن «جثثًا تنتشر في ممرات المستشفى، والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح، بعد منع دخول الوقود منذ السابع من أكتوبر»(3).

كانت غالبية المستشفيات قد خرجت من إطار الخدمة عمليًا بعد 38 يومًا من العدوان على غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة "أن كل المستشفيات في شمال غزة أصبحت الآن خارج الخدمة، وأن أطفالاً خدجًا ومرضى في قسم العناية المركزة في مستشفى «الشفاء» قضوا بسبب انقطاع الكهرباء والقصف والحصار المحكم.

فى هذا الوقت أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات خلال زيارته لجنود جيش الاحتلال على حدود غزة قال فيها: «هذه ليست مجرد عملية، إنها حرب، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن».

أما وزير خارجيته «إيلى كوهين» فقد قال: «إن الوقت السياسى للقتال فى غزة بدأ ينفد"، وأضاف: "نحن ندرك أن الضغوط المتزايدة قد بدأت على إسرائيل، أقدر أن النافذة الزمنية تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولى الثقيل».

• خلافات الخارجية الأمريكية

كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد شهدت خلافًا داخليًا أيضًا حيث قالت شبكة (سى إن إن) الأمريكية: إن وزير الخارجية الأمريكى "أنتوني بلينكن" اعترف بوجود خلافات داخل الوزارة حول نهج إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة.

ونقلت الشبكة التليفزيونية عن بلينكن قوله فى رسالة بالبريد الإلكترونى وجهها لموظفى وزارة الخارجية ما يفيد أن بعض العاملين بالوزارة ربما يختلفون مع النهج الذى تتبعه الخارجية الأمريكية أو لديهم آراء بشكل ما يمكن تحسينه(4).

• بيان قوى للأزهر

كان الأزهر الشريف قد أصدر بيانًا قويًا ترددت أصداؤه فى العالم العربى والإسلامى دعا فيه شيخ الأزهر د.أحمد الطيب إلى محاكمة إسرائيل على جرائمها بحق مستشفى الشفاء فى غزة، مشددًا على أن الصمت على جرائم إسرائيل وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولى.

وقال الأزهر فى بيان شديد اللهجة: "إن إسرائيل تستعرض جبروتها على الأطفال والمرضى، وارتكبت من الجرائم ما تعف عنه الحيوانات فى الأدغال"، وقال البيان: "إن إرهاب إسرائيل وعزلها قطاع غزة بالكامل، ومنع الوقود والمستلزمات الطبية عن المستشفيات تسببت فى خروج عدد كبير منها عن الخدمة، ووفاة مرضى الرعاية المركزة، وأطفال الحضانات بمستشفى الشفاء".

ودعا الأزهر من أسماهم "أحرار العالم" والهيئات والمؤسسات الدولية للتحرك العاجل لكسر هذا الحصار "اللاإنسانى" الذى تفرضه إسرائيل على المستشفيات والمراكز الصحية، مؤكدًا أنه يحمل مسؤولية هذه الجرائم الشنيعة لكل من يدعم إسرائيل سواء بالتأييد، أو الصمت(5).

كان مجلس النواب الأردنى قد اتخذ قرارًا فى هذا الوقت بكامل أعضائه يقضى بمراجعة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وتقديم التوصيات اللازمة للحكومة.

فى هذا الوقت قالت حماس في 14 من نوفمبر: إن إسرائيل مازالت تماطل وتعطل التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية لكسب مزيد من الوقت لمواصلة الحرب على غزة، مؤكدة أن إسرائيل غير جادة فى التوصل لمثل هذا الاتفاق، وأن إسرائيل تحاول أن تفصل بين المحتجزين الأجانب، والإسرائيليين، وتشترط الإفراج فقط عن الإسرائيليين.

وأشارت حماس: إلى أنه تم التوصل أكثر من مرة لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار يتم من خلاله الإفراج عن عدد محدد يوميًا من الرهائن المحتجزين فى غزة مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مع دخول المساعدات الإغاثية، والإنسانية لكل مناطق قطاع غزة بلا استثناء.

لكنها أضافت: فى كل مرة يلغى الاحتلال الاتفاق فى آخر لحظة، ويقدم مطالب جديدة تعيدنا إلى البدايات. وأشارت حماس: "إلى أنها جاهزة فى أى وقت للإفراج عن النساء والأطفال والأجانب مقابل النساء والأطفال فى سجون إسرائيل"، لكنها شددت على أن ذلك يكون "من خلال التوصل إلى هدنة إنسانية يتم خلالها إدخال المساعدات إلى جميع مناطق القطاع.

كانت قناة "القاهرة الإخبارية" قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها: إن هناك اتصالات مصرية-قطرية جارية لدفع جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والإفراج عن المحتجزين، وذكرت القناة نقلاً عن مصادر مصرية رسمية: إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" رونين بار قد وصل إلى القاهرة الثلاثاء 14 من نوفمبر لإجراء مباحثات مع مسئولين مصريين، مشيرة إلى أن الزيارة اقتصرت على مباحثات لتنفيذ هدنة إنسانية، وملف تبادل الأسرى(6).

• ارتفاع أعداد الشهداء

كان عدد الشهداء قد وصل فى هذا الوقت إلى 11320 شهيدًا بينهم 4650 طفلًا، و3145 امرأة، وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 148 ما بين طبيب وممرض ومسعف، كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدنى و51 صحفيًا، بينما بلغ عدد الإصابات 29200 إصابة، ، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال(7).

فى هذا الوقت حذر وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" من عواقب خطيرة لمواصلة التصعيد فى غزة، وقال: إن واشنطن "تسعى لتوسيع رقعة الصراع إلى خارج منطقة الشرق الأوسط"، وشدد لافروف فى مقابلة صحفية نشرت فى 15 من نوفمبر 2023، على أن "إيران ولبنان لا يريدان الانخراط فى الصراع الحالى"، لكنه نبه إلى خطورة تعامل تل أبيب مع ضبط النفس بأنه ضوء أخضر لمواصلة هجومها..

وحمل "لافروف" بقوة على الولايات المتحدة، وقال: إنها "أطلقت يد إسرائيل، ولا ترغب فى كبح جماح تصرفاتها"، معربًا عن قناعته بأن "واشنطن ربما تريد أن تخرج أزمة غزة خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط وقال: إن واشنطن لا تريد من الناحية العملية تقييد يد إسرائيل، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رفض مرتين مشروعى قرارين من روسيا يدعو إلى وقف إطلاق النار فى الصراع فى نطاق غزة والولايات المتحدة تعد جميع المبادرات الروسية معادية.

وأكد لافروف حتمية قيام الدولة الفلسطينية، وقال: "من منظور تاريخى، فإن إنشاء دولة فلسطينية أمر لا مفر منه والمناقشات المتعلقة بمستقبل قطاع غزة معظمها لا تتطرق حاليًا إلى إنشاء دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل" (8).

وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد اتهم إسرائيل بتنفيذ مذبحة، وحرب إبادة بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، وفى الضفة الغربية، بما فيها القدس.. قائلًا فى خطاب وجهه للفلسطينيين فى ذكرى

إعلان "الاستقلال" إن المذبحة ترتكب أمام سمع العالم وبصره من أجل كسر إرادتنا واجتثاث وجودنا الوطنى فى أرضنا، أرض آبائنا وأجدادنا التى عاش فيها شعبنا لأكثر من ستة آلاف عام(9).

• البيت الأبيض يتراجع

ومن جانب آخر، ذكرت وكالة "بلومبرج" أن البيت الأبيض يشعر بإحباط متزايد من سلوك إسرائيل فى الحرب ضد حماس، مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين ودعوات الإدارة التى تذهب أدراج الرياح، وأوضحت الوكالة أن ذلك يوسع الصدع بين الحليفين المقربين(10).

فى هذا الوقت قال "أحمد بن شمس" مدير التواصل فى منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المنظمة وثقت للمرة الأولى، استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض على الحدود مع لبنان، وقال فى تصريح لــــ"وكالة أنباء العالم العربى": إن إسرائيل ارتكبت ما قد يصل إلى جريمة حرب فى جنوب لبنان باستهدافها سيارة نقل مدنيين فى الخامس من نوفمبر 2023(11).

----------------------------------

1- قناة "القاهرة الإخبارية" 9/11/2023

2- شبكة "سى إن إن" الأمريكية: 14/11/2023

3- وكالة الصحافة الفرنسية: 14/11/2023

4- شبكة (سى إن إن) الأمريكية: 14/11/2023

5- الوكالات: 13/11/2023

6 - قناة "القاهرة الإخبارية" 14/11/2023

7- المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة

8- الوكالات: 15/11/2023

9- وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): 15/11/2023

10- وكالة "بلومبرج" الأمريكية: 15/11/2023

11- وكالة أنباء العالم العربى: 15/11/2023

اقرأ أيضاًطوفان الأقصى.. حقائق الواقع وسيناريوهات المستقبل.. الحلقة الرابعة: الحرب البرية

طوفان الأقصى.. حقائق الواقع وسيناريو المستقبل.. الحلقة الثانية: الإبادة الجماعية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين غزة طوفان الأقصى استهداف المدنيين في غزة الحرب الإسرائيلية القاهرة الإخباریة مستشفى الشفاء هدنة إنسانیة إطلاق النار التوصل إلى من نوفمبر قطاع غزة إلى هدنة سى إن إن إلى أن فى غزة

إقرأ أيضاً:

القسام تستهدف دبابة برفح والاحتلال يرصد نشاطا متزايدا للمقاومة بغزة

قالت كتائب القسام إنها استهدفت دبابة إسرائيلية، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش رصد نشاطا متزايدا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمالي قطاع غزة.

فقد قالت القسام الجناح العسكري لحركة حماس إنها استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية، بقذيفة الياسين 105، في حي التنور شرق رفح جنوب القطاع.

في المقابل، قالت صحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي رصد نشاطا متزايدا لحركة حماس في مناطق شمالي قطاع غزة.

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 41 ألفا و586 شهيدا و96 ألفا و210 جرحى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الوزارة، في التقرير الإحصائي اليومي إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و118 مصابا خلال الـ48 ساعة الماضية.

وأضافت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبالإضافة إلى الضحايا، ومعظمهم من الأطفال والنساء، أسفرت الحرب الإسرائيلية بدعم أميركي عن دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

مقالات مشابهة

  • القسام تستهدف دبابة برفح والاحتلال يرصد نشاطا متزايدا للمقاومة بغزة
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • أرواح الطوفان.. كتاب جديد لمركز الزيتونة يوثِّق للمقاومة في غزة
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • نتانياهو يحذر إيران: إسرائيل قادرة على قصف أي مكان
  • عباس: سنطلب تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة