حزن المصريون لخسارة المنتخب المصري للكرة أمام الكونغو في كأس الأمم الأفريقية، وهو الأمر المنطقي والبديهي لكل من يحمل ذرة حب لمصر وانتماء لها.
لقد اجتمع عشرات الآلاف من المصريين على المقاهي وفي البيوت أمام شاشات التلفاز يشاهدون المباراة لمتابعة مباراة المنتخب المصري وفريق الكونغو، وتأهبوا للاحتفال بالنتيجة النهائية للمباراة والتي انتظروا فيها فوز المنتخب المصري، وبالفعل استعدوا للاحتفال والاحتفاء بالفوز إلا أن النتيجة التي انتهت إليها المباراة جاءت على عكس توقعاتهم بعد خسارة المنتخب المصري أمام فريق الكونغو بنتيجة 1 إلى 2.
وهنا أقول وأنا مصرية حتى النخاع وأحب وأشجع وأنتمي لكل ما هو مصري وأتحمس له حتى وإن لم يكن ضمن اهتماماتي مثل كرة القدم، ولكن علينا أن ندرك أن "خسارة المنتخب مكسب لو تعلمون".
فماذا لو فاز الفريق المصري، كانت الاحتفالات لتنطلق في كل شوارع مصر، ولأضاءت الألعاب النارية سماء القاهرة ومحافظاتها، ولانتشرت فيديوهات الاحتفالات والأغاني على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات، جميل أن تفرح مصر، وجميل أن يحتفل شعبها بالفوز في كرة القدم، ولكن علينا أن نختار بين الأهم فالمهم وأن نضع أولويات قضايانا بالشكل المنطقي، فكرة القدم يجب ألا تتفوق وتتقدم في أولويتها على قضايا الأمن القومي وعلى قضايانا الدينية والإنسانية، ومشاعر فرحة المصريون بالفوز في مبارة كرة القدم يجب ألا تدوس على مشاعرنا تجاه ما يحدث لأهلنا في غزة الذين دمرت بيوتهم ومشافيهم ومدارسهم وجامعاتهم وجميع مؤسساتهم، واستشهد منهم ما يقرب من الثمانية وعشرين ألف شهيد بينما هناك أكثر من مائة ألف ما بين مصاب ومفقود.
علينا ألا نتجاهل مشاهد عشرات الآلاف من أخوتنا الفلسطينيين من الجوعى الذين يتهافتون للحصول على بعض القمح أو كسرة خبز لسد جوع صغارهم، وألا ننسى أن هناك 9 أشخاص من بين 10 أشخاص يمضون أيامًا بلا لقمة تدخل جوفهم، وأن هناك نحو المليوني شخص مشردون ينامون في العراء بلا أغطية ولا خيام ولا ملابس شتوية تقيهم أوجاع هذا الصقيع القارس ولا مأوى أو طريق آمن يحميهم من نيران تلك الحرب الدامية.
وأسأل: هل فوز فريق المنتخب والاحتفال به، في حال الفوز، هو أمر أهم وأكبر من قضية القدس وما يجري على أرض فلسطين خاصةً مجازر غزة؟ هل فوز المنتخب في المباراة له الأولوية في اهتمام المصريين به ويستدعي غض الطرف عما يجري اليوم في رفح الفلسطينية المصرية وعلى محور فلادلفيا على وجه الخصوص؟
فوز المنتخب المصري والاحتفاء والاحتفال به، في حال فوز المنتخب، له وقع إنساني بالغ السوء على أهلنا في غزة، فكيف نفرح ونحتفل ونرقص ونغني بينما يرتقي في كل لحظة عشرات الشهداء من أخوتنا في غزة وفي الضفة، وهناك أكثر من مليوني مكلوم ونازح وجائع ومشرد في صقيع كهذا الذي نعيشه ونشكوه بينما نتحصن في بيوتنا الآمنة ونجلس إلى جوار المدفأة تحت الأغطية وعلى بعد أمتار في رفح نسمع صرخات الأطفال الجوعي الذين يعانون مر المعاناة والألم من قسوة البرد والخوف والجوع بلا كسرة خبز ولا شربة ماء ولا ملابس تستر أجسادهم المرتجفة، فكيف نرفع عيوننا في أعينهم بينما نحتفل بالفوز في مباراة كرة قدم وهم في هذا الحال؟
كيف يمكننا أن نتحدث عن نخوة وعن دين وعن قومية أو عروبة أو إنسانية إذا ما ضجت شوارعنا ومقاهينا بالاحتفالات والصخب وعلى حدودنا الشرقية من يعيشون تحت القصف والنار والجوع؟ يا سادة، الأهم فالمهم، والأهم هنا هو قضيتنا الكبرى، القدس وما يجري فيها، غزة التي تعد أهم حدودنا المصرية فهي البوابة الشرقية لمصرنا الغالية وكل ما يجري فيها يهم مصر، أهلها أهلنا، وأمنها أمننا، وتلك الدماء الطاهرة التي تتدفق على أرضها هي امتداد لدمائنا التي روت أرض فلسطين على مر العصور.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البطولة الإفريقية المنتخب غزة قضية فلسطين كرة قدم مصر والكونغو منتخب مصر المنتخب المصری فوز المنتخب کرة القدم ما یجری
إقرأ أيضاً:
تعرف على حظوظ منتخبات المجموعة الأولى في "خليجي 26"
أكد عدد من خبراء كرة القدم أن الحظوظ متساوية بين منتخبات المجموعة الأولى في كأس الخليج العربي لكرة القدم للتأهل إلى الدور نصف النهائي.
وقال سبيت خاطر المحلل الفني واللاعب الدولي السابق، إن "منتخب الإمارات قادر على تحقيق النتيجة الإيجابية أمام نظيره الكويتي الثلاثاء، بعدما كانت قريباً من تحقيق العلامة الكاملة في المباراة الماضية أمام المنتخب القطري".وأوضح أن لاعبي منتخب الإمارات يملكون القدرة على صناعة الفارق أمام منتخب قوي يخوض المواجهة على ملعبه ووسط جمهوره.
ويرى المحلل الفني فوزي بشير نجم المنتخب العُماني السابق، أن الحظوظ متساوية بين المنتخبات الأربعة للمنافسة على بلوغ الدور نصف النهائي وذلك عطفاً على المستويات المتقاربة في الجولة الأولى، مضيفاً أن كل منتخب لديه عناصر قوية يمكن أن تشكل محور الأفضلية في الجولة الثانية.
وتوقع المحلل الفني حسين بابا نجم المنتخب البحريني السابق، فوز الإمارات على نظيره الكويتي رغم الحضور الجماهيري المتوقع من مشجعي "الأزرق" وأثره الإيجابي في اللاعبين خصوصاً في الشوط الأول.
وذكر أن المنتخب الإماراتي في حال نجح في تجاوز الشوط الأول من المباراة، فإنه سيتمكن من تحقيق التفوق في الشوط الثاني، مشيراً إلى أنه يتوقع التعادل في المباراة الثانية بين المنتخبين القطري والعماني إذا كان مستواهما الفني بالمعدل نفسه في الجولة الافتتاحية.
وينافس "الأبيض" منتخبات الكويت وسلطنة عمان وقطر "الثلاثة الكبار" على بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس الخليج العربي لكرة القدم، "خليجي زين 26"، ويدافع عن حظوظه في الجولة الثانية الثلاثاء، قبل الجولة الختامية في مرحلة المجموعات.
ويواجه منتخب الإمارات نظيره الكويتي على إستاد جابر الأحمد الدولي، بينما يلتقي المنتخب العماني مع نظيره القطري على إستاد جابر المبارك.
وتتساوى المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى بالرصيد نفسه من النقاط والأهداف إثر تعادل "الأبيض" مع منتخب قطر، والمنتخب الكويتي مع نظيره العماني بنتيجة واحدة 1- 1، في الجولة الافتتاحية للبطولة السبت الماضي.