الأسبوع:
2025-03-06@03:48:57 GMT

خسارة المنتخب «مكسب» لو تعلمون

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

خسارة المنتخب «مكسب» لو تعلمون

حزن المصريون لخسارة المنتخب المصري للكرة أمام الكونغو في كأس الأمم الأفريقية، وهو الأمر المنطقي والبديهي لكل من يحمل ذرة حب لمصر وانتماء لها.

لقد اجتمع عشرات الآلاف من المصريين على المقاهي وفي البيوت أمام شاشات التلفاز يشاهدون المباراة لمتابعة مباراة المنتخب المصري وفريق الكونغو، وتأهبوا للاحتفال بالنتيجة النهائية للمباراة والتي انتظروا فيها فوز المنتخب المصري، وبالفعل استعدوا للاحتفال والاحتفاء بالفوز إلا أن النتيجة التي انتهت إليها المباراة جاءت على عكس توقعاتهم بعد خسارة المنتخب المصري أمام فريق الكونغو بنتيجة 1 إلى 2.

وهنا أقول وأنا مصرية حتى النخاع وأحب وأشجع وأنتمي لكل ما هو مصري وأتحمس له حتى وإن لم يكن ضمن اهتماماتي مثل كرة القدم، ولكن علينا أن ندرك أن "خسارة المنتخب مكسب لو تعلمون".

فماذا لو فاز الفريق المصري، كانت الاحتفالات لتنطلق في كل شوارع مصر، ولأضاءت الألعاب النارية سماء القاهرة ومحافظاتها، ولانتشرت فيديوهات الاحتفالات والأغاني على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات، جميل أن تفرح مصر، وجميل أن يحتفل شعبها بالفوز في كرة القدم، ولكن علينا أن نختار بين الأهم فالمهم وأن نضع أولويات قضايانا بالشكل المنطقي، فكرة القدم يجب ألا تتفوق وتتقدم في أولويتها على قضايا الأمن القومي وعلى قضايانا الدينية والإنسانية، ومشاعر فرحة المصريون بالفوز في مبارة كرة القدم يجب ألا تدوس على مشاعرنا تجاه ما يحدث لأهلنا في غزة الذين دمرت بيوتهم ومشافيهم ومدارسهم وجامعاتهم وجميع مؤسساتهم، واستشهد منهم ما يقرب من الثمانية وعشرين ألف شهيد بينما هناك أكثر من مائة ألف ما بين مصاب ومفقود.

علينا ألا نتجاهل مشاهد عشرات الآلاف من أخوتنا الفلسطينيين من الجوعى الذين يتهافتون للحصول على بعض القمح أو كسرة خبز لسد جوع صغارهم، وألا ننسى أن هناك 9 أشخاص من بين 10 أشخاص يمضون أيامًا بلا لقمة تدخل جوفهم، وأن هناك نحو المليوني شخص مشردون ينامون في العراء بلا أغطية ولا خيام ولا ملابس شتوية تقيهم أوجاع هذا الصقيع القارس ولا مأوى أو طريق آمن يحميهم من نيران تلك الحرب الدامية.

وأسأل: هل فوز فريق المنتخب والاحتفال به، في حال الفوز، هو أمر أهم وأكبر من قضية القدس وما يجري على أرض فلسطين خاصةً مجازر غزة؟ هل فوز المنتخب في المباراة له الأولوية في اهتمام المصريين به ويستدعي غض الطرف عما يجري اليوم في رفح الفلسطينية المصرية وعلى محور فلادلفيا على وجه الخصوص؟

فوز المنتخب المصري والاحتفاء والاحتفال به، في حال فوز المنتخب، له وقع إنساني بالغ السوء على أهلنا في غزة، فكيف نفرح ونحتفل ونرقص ونغني بينما يرتقي في كل لحظة عشرات الشهداء من أخوتنا في غزة وفي الضفة، وهناك أكثر من مليوني مكلوم ونازح وجائع ومشرد في صقيع كهذا الذي نعيشه ونشكوه بينما نتحصن في بيوتنا الآمنة ونجلس إلى جوار المدفأة تحت الأغطية وعلى بعد أمتار في رفح نسمع صرخات الأطفال الجوعي الذين يعانون مر المعاناة والألم من قسوة البرد والخوف والجوع بلا كسرة خبز ولا شربة ماء ولا ملابس تستر أجسادهم المرتجفة، فكيف نرفع عيوننا في أعينهم بينما نحتفل بالفوز في مباراة كرة قدم وهم في هذا الحال؟

كيف يمكننا أن نتحدث عن نخوة وعن دين وعن قومية أو عروبة أو إنسانية إذا ما ضجت شوارعنا ومقاهينا بالاحتفالات والصخب وعلى حدودنا الشرقية من يعيشون تحت القصف والنار والجوع؟ يا سادة، الأهم فالمهم، والأهم هنا هو قضيتنا الكبرى، القدس وما يجري فيها، غزة التي تعد أهم حدودنا المصرية فهي البوابة الشرقية لمصرنا الغالية وكل ما يجري فيها يهم مصر، أهلها أهلنا، وأمنها أمننا، وتلك الدماء الطاهرة التي تتدفق على أرضها هي امتداد لدمائنا التي روت أرض فلسطين على مر العصور.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البطولة الإفريقية المنتخب غزة قضية فلسطين كرة قدم مصر والكونغو منتخب مصر المنتخب المصری فوز المنتخب کرة القدم ما یجری

إقرأ أيضاً:

مَنْ يشرح للبنانيين ماذا يجري على الطرقات؟

الزحمةُ الخانقة التي تشهدها  مداخل العاصمة بيروت، منذ بعد ظهر اليوم وحتى  الساعة، أدّت إلى حالة إرباكٍ شديدة في صفوف المواطنين وذلك بعدما علقوا في سياراتهم لساعاتٍ من دون أي حلّ "فعلي" ينقذهم وسط الطريق.     ما حصل تسببت به "شتوة" لم تدُم طويلاً، وأسفرت عن إغلاق مجاري المياه وقنوات الصرف الصحي، ما شكل "بحيرات" باتت السيارات أسيرة لها.     المواطنون ناشدوا القوى الأمنية للتحرك خلال وقت الزحمة، فيما المشكلة الأكبر تتمثل في عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى أي شخص قد يعاني من أزمة صحية وسط الزحمة المُفاجئة، ما يعني وجود خطرٍ على حياتِه.     كل ما جرى اليوم هو برسم الحكومة ووزارتي الأشغال والداخلية، ويقول مواطنون إنَّ مُعالجة مشهد الإزدحام الذي يتكرر يومياً لا يحتاج إلا إلى عملٍ فعال على الطرقات كي لا يغرق البلد بـ"شتوة".     أيضاً، يتساءل المواطنون عن الجهة التي يجب أن تشرح لهم ماذا حصل على الطرقات اليوم وكل يوم، لاسيما أن الازدحام يجري أيضاً على طريق بيروت باتجاه الجنوب من دون معرفة أسباب ذلك.     وكان مكتب رئيس الحكومة وزع بياناً جاء فيه: "على اثر ما شهدته بعض الطرق من فيضانات أعاقت حركة السير وتنقل حركة المواطنين ،اجرى دولة الرئيس نواف سلام اتصالاً بوزير الاشغال العامة والنقل  مستوضحاً، وطلب فتح تحقيق فوري بالموضوع لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة بحق كل من يثبت تقصيره".       المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • 150 ألف جنيه مكسب.. كيفية استثمار 200 ألف جنيه بالشهادات البنكية
  • مَنْ يشرح للبنانيين ماذا يجري على الطرقات؟
  • اشتباكات محلية وتوغل إسرائيلي.. ماذا يجري في الجنوب السوري؟
  • عارف بعد خسارة الهلال: السيناريو المتوقع
  • سامي الحريري بعد خسارة الهلال: عمل إداري مُخجل
  • جيسوس عقب خسارة الهلال: عانينا من أرضية الملعب
  • العامري: ما يجري في سوريا قد يمهد لتقسيمها
  • واشنطن تمنع سفر مواطنيها إلى اليمن بينما تعزز وجودها العسكري غير المشروع
  • 100 ألف يعملوا مكسب كام في الشهادة ذات عائد 27% و23.5%
  • بعد خسارة مذلةّ.. «الشياطين الحمر» يودع كأس الاتحاد