أخبار الاقتصاد والأعمال بعد انهيار اتفاق الحبوب.. هل تعيد أوروبا حساباتها؟
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن بعد انهيار اتفاق الحبوب هل تعيد أوروبا حساباتها؟، روسيا، وبما يمكن من خلالها تحقيق اختراقات على مسار أي مفاوضات قادمة لإنهاء الحرب، وتقليص فرص تصعيد المواجهة.تصدير الحبوب وغيرها من .،بحسب ما نشر سكاي نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات بعد انهيار اتفاق الحبوب.
روسيا، وبما يمكن من خلالها تحقيق اختراقات على مسار أي مفاوضات قادمة لإنهاء الحرب، وتقليص فرص تصعيد المواجهة.
تصدير الحبوب" وغيرها من الملفات التي يُمكن معالجتها بتقديم تنازلات محدودة أو التوصل لاتفاقات مرضية لجميع الأطراف.
وقد عكس انهيار اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، بعد إعلان روسيا تعليق مشاركتها في الاتفاق، الحاجة الماسة إلى وجود قنوات اتصال أوسع بين الغرب وأوروبا، تساعد على التوصل لتفاهمات مباشرة حول عديد من القضايا الأساسية.
مخاوف أوكرانية
كييف والتوصل لصفقة غير مرضية لها، وهو ما أظهرته بوضوح ردود الأفعال الأوكرانية على المحادثات التي تم الكشف عنها أخيراً، والتي تمت بين مسؤولين أميركيين سابقين اجتمعوا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك في أبريل وانضم إليهم ريتشارد هاس الدبلوماسي الأميركي السابق والرئيس المنتهية ولايته لمجلس العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى اثنين من المساعدين السابقين بالبيت الأبيض.
أوكرانيا فإن فكرة الاتصال بممثلي روسيا "فكرة غير معقولة". بينما يخشى آخرون من أن الانغماس في أي اتصال من قبل السياسيين الواقعيين الغربيين المتحمسين لرؤية نهاية الحرب هو "وقوع في فخ روسي يؤدي إلى صفقة رديئة فيها خيانة مصالح أوكرانيا"، بحسب الصحافي البريطاني، إليك راسيل، في مقال له بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطاني.
يعتقد الكاتب بأنه "من الأهمية بمكان أن يكون الغرب قادراً على التأثير على عقلية موسكو من خلال تقديم حقائق قاسية.. تخشى أوكرانيا من بيعها بالكامل، لكن يمكن للولايات المتحدة وحلفائها استخدام المحادثات السرية لإقناع بوتين بتصميمهم".
وقال: "يحتاج الغرب إلى السماح لموسكو بمعرفة مدى جديتنا في تصميمنا.. كما يحتاج إلى تحديد من يمكن التحدث إليه ومن يثق به، بعد سنوات طويلة تم فيها تخفيض قيمة الخبرة الروسية في وزارات الخارجية الغربية".
خطوط اتصال
حلف شمال الأطلسي.
المفوضية الأوروبية فيما يخص تقديم الدعم بشكل واضح وبدون أي تردد لمواقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي من الواضح أنه متورط في تفجير أنابيب نورد ستريم، فضلاً عن إطلاقه شائعات -نفتها وكالة الطاقة الذرية- بشأن وجود متفجرات في محطة زابوريجيا النووية".
ويستطرد: "أعتقد بأنه لو تُرك المسؤولون الأوروبيون وحتى رؤساء الدول والحكومات يتحدثون بشكل شخصي دون ارتباطات سياسية، فإن موقفهم قد يكون مغايراً للمواقف الحالية (في إشارة لالتزام أوروبا بالتبعية للموقف الأميركي فيما يخص روسيا، رغم التبعات السلبية الواقعة على الغرب جراء تلك المواقف)".
الناتو مشارك في الحرب بشكل فعال من خلال ما يقدمه من دعم لأوكرانيا.
تصعيد متبادل
روسيا أخيراً خطاً أحمر أمام الغرب، قائلة على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، إن إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا خطا أحمر وتجاوزه سيؤدي إلى اصطدام مباشر.
لكن على الجانب الآخر، فإن ثمة ملفات ذات أولوية تحظى بلهجة أقل حدة، مثلما كان يتعلق باتفاق على الحبوب على سبيل المثال، فقد كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية -قبل انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود- عن أن الاتحاد الأوروبي يدرس مقترحاً للبنك الزراعي الروسي لإنشاء شركة فرعية تتيح له إعادة الاتصال بالشبكة المالية العالمية كوسيلة لترضية لموسكو.
اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو 2022 في إسطنبول مع روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة. وقد سمح بتصدير حوالى 33 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا على الرغم من الحرب.
شريان الحياة بالنسبة لأوروبا
روسيا؛ باعتبار أن شريان الحبوب الذي يصل العالم ويصلها أيضاً هو بيد روسيا، علاوة على مسائل الطاقة بعد أن عانت أوروبا من خريف قاسٍ ولا تجد حلولاً ملائمة إلا الشريك الروسي (من ناحية الكميات والأسعار والنقل)".
ويوضح أن مسألة أسعار الحبوب في السوق الدولية "أصبحت مزعجة جداً للاقتصادات الغربية"، ضمن تبعات الأزمة مع روسيا.
ويضيف: "يتعين على الغرب إبقاء القنوات مفتوحة مع موسكو.. هم فعلاً في الكواليس يتناقشون مع الجانب الروسي، رغم الضغوطات الأميركية المسلطة على السلطات الأوروبية، لكنهم (الغرب) مجبرون على الإيقاء بالتزاماتهم (..) الغرب لا يملك حلولاً أخرى إلا النقاش مع موسكو والجلوس معها على طاولة الحوار".
ويشدد على أن الغرب يدرك أن الخاسر الأكبر في تلك المعادلة هو الجانب الأوروبي، بالنظر إلى القرب الجغرافي والعمل الدبلوماسي والاستراتيجي الأساسي مع روسيا، ولذلك "هم مجبرون على الإبقاء على قنوات اتصال مفتوحة".
ويوضح في الوقت نفسه أن روسيا تعيش على نخب اقتصاد حرب، لذلك لا يمكن معاينة الضرر الذي تعرضت له؛ باعتبار أن الاقتصاد الروسي مُجهز أيضاً كاقتصاد حرب، لكن الاقتصاد الغربي ليس كذلك، والدليل على ذلك أنهم يغرقون في مشاكل كثيرة الآن، وخاصة في ظل التزاماتهم المادية تجاه دعم أوكرانيا مالياً وبالسلاح.
من الناحيتين السياسية والاقتصادية -في تقدير الجليدي- لا يُمكن تصنيف روسيا على اعتبار أنها الخاسرة من فقدان تلك العلاقات مع أوروبا، بقدر أن الاتحاد الأوروبي في تراجع كبير من الناحية الاقتصادية، خاصة وأننا إزاء انتفاضات شعبية في الداخل الأوروبي قد تعصف بعديد من الحكومات لاختيارها التبعية للولايات المتحدة في هذه الحرب التي تكلف الاتحاد الأوروبي خسائر مادية واقتصادية وسياسية باهظة.
وفي تحليل سابق نشرته شبكة "بلومبيرغ" عن المتخصص الأميركي في الشؤون العسكرية والأمن القومي توبين هارشو، شدد على أهمية فتح قنوات اتصال بين بين روسيا والغرب، في الوقت الذي يتلخص فيه الموقف الغربي حالياً بأنه أميل إلى ضرورة إعطاء الفرصة لكييف من أجل تحسين موقفها قبل الحديث عن الجلوس على طاولة المفاوضات.
بوتين أو ممثليه للجلوس إلى مائدة التفاوض إذا عرضت عليهم".
صفقة كبرى
القرم. ويستشهد بعض المسؤولين في أوروبا بتنازل فنلندا عن 10 بالمئة من أراضيها للاتحاد السوفيتي بعد حرب الشتاء 1939-1940 كمثال لصفقة، وفق الصحافي البريطاني، إليك راسيل.
لكن الكاتب يعتقد بأن "إجراء محادثات سرية وعلى مستويات متعددة أمر ضروري"، موضحاً أن محادثات أبريل "ليست سوى واحدة من عدد من القنوات الخلفية وليست الأكثر أهمية (..) سواء كان هناك هزيمة روسية أو مأزق جديد كما يخشى مؤيدو أوكرانيا بشكل متزايد وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، ففي مرحلة ما تكون المفاوضات كلها حتمية، وكلما زادت الاتصالات مسبقاً كان ذلك أفضل.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس تصدیر الحبوب
إقرأ أيضاً:
تكاليف خيالية تكبدتها روسيا بعد 1000 يوم من الحرب في أوكرانيا
سلط تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء عن الخسائر التي تكبدتها روسيا خلال ألف يوم من الحرب مقابل تحقيق مكاسب إقليمية طفيفة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العملية العسكرية الخاصة، التي أطلقها فلاديمير بوتين في 24 شباط/فبراير 2022 تحرز تقدمًا. فبعد الصمود أمام الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023، أعادت القوات المسلحة الروسية إطلاق هجومها منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وأضافت المجلة أن القوات الروسية تتقدم بشكل منهجي في منطقة دونباس، وقد سيطرت على مدن حولتها إلى حصون حقيقية وهي باخموت وأفدييفكا وفوهليدار.
ووفق المجلة؛ فقد شكل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية في آب/ أغسطس 2024 عاملًا مفاجئًا بالنسبة الجميع، بيد أنه لم يغير الديناميكية الأساسية لصالح روسيا.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تستأنف روسيا إطلاق رشقات نارية من الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف المدن والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 102 صاروخ و42 طائرة مُسيّرة منذ 26 آب/ أغسطس الماضي.
التكلفة البشرية والمادية
وذكرت المجلة أن انتخاب دونالد ترامب من شأنه إضعاف الدعم العسكري لكييف، فقد وعد الرئيس الأمريكي المستقبلي في حملته الانتخابية باعادة السلام إلى أوروبا، معبّرًا عن عدم رغبته في تقديم دعم كبير لأوكرانيا.
وقال ترامب حينها، "نحن مستمرون في منح مليارات الدولارات للرجل الذي يرفض إبرام اتفاق". ووفقا لمعهد كيل تعتبر الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث ناهزت قيمة المساعدات 570 مليار دولار.
ويستطيع ترامب عند تسلمه السلطة، وفق المجلة، لوي ذراع كييف لإجبارها على التفاوض مع موسكو، مما يجعل الكرملين في موقع قوة أثناء المفاوضات. و
في انتظار حفل التنصيب في 20 كانون الثاني/ يناير 2025، زاد جو بايدن شحنات المعدات العسكرية وسمح لأوكرانيا بضرب أهداف روسية باستخدام صواريخ أتاكمز.
وأوضح تقرير المجلة الفرنسية، أن هذه الحرب كلفت روسيا ثمنًا باهظًا، فمنذ إطلاقها خسرت روسيا 700 ألف جندي، وفي حين قُدر عدد الخسائر اليومية بـ 200 جندي في سنة 2022، فإن العدد يراوح اليوم بين 1500 و2000 جندي. وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، بلغ عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس 1950.
ويكلف تقدم الجيش الروسي على مسافة واحد كيلومتر مربع داخل التراب الأوكراني خسارة 10.5 جندي، كما يكشف وصول 10 آلاف جندي كوري شمالي الصعوبات التي تواجهها روسيا في التجنيد.
وقد استغرق الاستحواذ على 65840 كيلومترًا مربعًا ألف يوم. في المجمل، منذ شباط /فبراير 2022 استولت روسيا على 10.82 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، النسبة التي ترتفع لتصل 18 بالمئة عند حساب شبه جزيرة القرم والأجزاء التي تم ضمها من إقليمي دونيتسك ولوغانسك.
كما شملت الخسائر بحسب التقرير، أيضا الموارد المالية بعد تدمير حوالي 20 ألف وحدة من المركبات والطائرات. وبحسب موقع أوريكس الذي أحصى الخسائر المرئية للمعسكرين، خسرت القوات المسلحة الروسية 3569 دبابة قتالية و5008 مركبة مشاة قتالية.
وقدرت خسائر القوات الجوية الروسية بـ132 طائرة و147 مروحية. وقد شهد أسطول البحر الأسود غرق حوالي عشرين من سفينة. ونتيجة لذلك، غادرت السفن المتبقية إلى الموانئ البعيدة عن الجبهة.
وفي المقابل، تستطيع أوكرانيا الاستمرار في بيع إنتاجها من القمح، الذي يمثل 40 بالمئة من جملة صادراتها.
ضغوط ما بعد الصدمة والتضخم
وأوردت المجلة أنه على الرغم من عدم تأثر المجتمع الروسي بالتعبئة العامة في الوقت الحالي، غير أنه يعاني أيضًا من التكاليف الإنسانية للحرب. وعليه من المتوقع انخفاض عدد السكان في روسيا خلال السنوات المقبلة، من 146 مليون نسمة إلى 142 سنة 2030، ثم 138 مليونا سنة 2040، ومقارنة بفرنسا التي يبلغ معدل المواليد 1.79 لكل امرأة فيبلغ هذا الرقم في روسيا 1.5 لكل امرأة.
وبحسب النائب الأول لإدارة الرئيس سيرغي كيرينكو، يعاني حوالي 100 ألف من المحاربين القدامى العائدين من الجبهة من ضغوط ما بعد الصدمة غير المعالجة فضلا عن مشاكل الإدمان مما يزيد من عدوانيتهم ويشكل "مخاطر سياسية واجتماعية".
وتابعت المجلة قائلة إنه على المستوى الاقتصادي، أنفقت روسيا ما يعادل 320 مليار دولار منذ 24 شباط /فبراير 2022، بمعدل 320 مليون دولار يوميًّا. وقد أجبر ارتفاع معدلات التضخم التي تجاوزت 9 بالمئة في سنة واحدة، البنك المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 بالمئة.
كما سُجل نقص في اليد العاملة، فوفقًا لمسح أجرته خدمة بي بي سي الروسية، تم نشر 90 ألف عرض عمل لسد شغورات في شركات الدفاع أو المجمع الصناعي العسكري في الفترة ما بين 15 آب/ أغسطس و15 أيلول/ سبتمبر.
وفي ختام التقرير نوهت المجلة بأن 2025 قد يشكل سنة المفاوضات بالنسبة لأوكرانيا، ولكنه أيضاً سنة الصدمات الاقتصادية والسياسية الكبرى بالنسبة لروسيا.