العثورعلى بقايا حياة قديمة في كويكب بعيد
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
كشفت العديد من الدراسات والابحاث العالمية التى جمعها العلماء فى مهمتهم (هايابوسا2 ) فى اعادة تحليل عينات من الكويكيب القريب من الأرض، والتى أظهرت وجود مواد متبقية من تكوين النظام الشمسي، ولذلك فإن تحليل هذه العينات سيوفر نظرة ثاقبة لما كانت عليه الظروف في ذلك الوقت.
واهتم العلماء بتحديد كيفية وصول الجزيئات العضوية إلى جميع أنحاء النظام الشمسي بعد وقت قصير من تكوينه (منذ نحو 4.
6 مليار سنة) وربما يقدمون أدلة حول كيفية ظهور الحياة.
كما أنها قدمت بالفعل ثروة من المعلومات إذ عثر على أكثر من 20 حمضًا أمينيًا وان وفيتامين "بي3" (النياسين).
وحسب الدراسة التى أجراها فريق من علماء الأرض من جامعة توهوكو والتى أظهرت عينات ريوجو أيضًا دليلًا على تأثيرات النيازك الدقيقة التي تركت بقعًا من الزجاج المنصهر والمعادن.
ومن المحتمل أن هذه النيازك الدقيقة جاءت من مذنبات أخرى وتحتوي على مواد كربونية مشابهة للمادة العضوية البدائية الموجودة عادة في غبار المذنبات القديمة.
ولا يتمتع ريوجو بأي غلاف جوي وقائي ولا يتعرض للعوامل الجوية أو التآكل وهذا يضمن الحفاظ بعناية على الفوهات الناجمة عن التأثيرات الماضية على سطحه على الرغم من مرور الزمن.
تولد هذه التأثيرات حرارة شديدة تترك وراءها بقعًا من الزجاج المنصهر المعروفة أيضًا باسم "بقع الذوبان" والتي تتصلب بسرعة في فراغ الفضاء. وتسبب هذه الاصطدامات تغييرات في تركيبة المواد السطحية للكويكب ما يكشف معلومات حول تاريخ الاصطدامات وبعد تحليل عينات ريوجو وجد ماتسوموتو وزملاؤه بقعًا ذائبة يتراوح حجمها بين 5 و20 ميكرومترًا.
كما أظهر التصوير المقطعي الثلاثي الأبعاد والتحليلات الكيميائية أن البقع المنصهرة تتكون أساسًا من زجاج سيليكات به فراغات وشوائب صغيرة من كبريتيد الحديد الكروي.
وكشف تحليلهم عن مواد كربونية صغيرة ذات نسيج اسفنجي يدل على وجود مسام نانوية وفراغات صغيرة ناجمة عن إطلاق بخار الماء من السيليكات المائية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأرض الشمس عينات دراسة
إقرأ أيضاً:
الإصلاح الحقيقي يبدأ بأمور صغيرة ... ردّ الديك
يُحكى عن ملك في غابر الزمان كان يحكم مملكته المتنامية الأطراف بالعدل والقسطاس، ويعطي كل ذي حق حقه، فعاش أهل هذه المملكة في أمان ورفاهية وبحبوحة. وكان يدير شؤونهم بحكمة ودراية أصبحت مضرب مثل لدى القريب والبعيد. وكان يتفقد مملكته دوريًا، ويستمع إلى رعاياه وما لديهم من شكاوى. وبسبب هذه الرعاية لم يكن أحد يتذمر من أي نقص، وكان الجميع يعيشون في سلام ووئام، فعمّ الاستقرار كل أرجاء هذه المملكة المترامية الأطراف، وكان الناس ينامون وأبواب منازلهم مفتوحة. ولم يكن يقع أي حادث يعكّر صفو هذه العيشة الهنية. وكان الجميع سعداء في ظل هذا الملك، الذي لم يجد الزمان بمثله.ففي إحدى المرات رجع الملك المالك سعيدًا من جولة تفقدية، وبعدما اطمأن إلى أحوال الرعية، استدعى ابنه البكر، وأعرب له عن رغبته في أن يوليه على هذه المملكة السعيدة. واشترط عليه أمرًا واحدًا، وهو أن يطلعه دوريًا على أحوال البلاد والعباد. وهكذا كان، إذ تخّلى الملك عن عرشه، وأجلس عليه ابنه بصفته ولي العهد، وتمنى له التوفيق في تولي مسؤولية السهر على راحة الناس واسعادهم.
مهمة الملك الجديد كانت سهلة للغاية. فالبلاد تنعم بالأمان والسلام، وأهلها ينامون ملء جفونهم تاركين أبواب بيوتهم مفتوحة. ومع اطمئنان هذا الملك، الذي ترعرع وملعقة الذهب في فمه، انصرف إلى اللهو والسهر تاركًا أمور الناس لمساعديه، الذين استفادوا من هذا الظرف لتحقيق ما لا يتوافق كثيرًا مع ما أسّس له الملك الأب.
وبعد مرور شهر طلب الملك من ابنه أن يقدّم له جردة حسابية عمّا استجد من تطورات خلال الشهر الأول من تسلمه مقاليد الحكم، فطمأنه إلى أن أمور البلد على خير ما يُرام باستثناء حادثة صغيرة، إذ أن أحد الفلاحين الذي يقطن على أطراف المدينة تعرّض للسرقة، حيث أقدم مجهولون على سرقة ديك من مزرعته. فسأل الملك ابنه: وأنت ماذا فعلت، هل عملت على كشف الفاعل وردّ الديك إلى أصحابه؟ الجواب كان بالنفي، مع شيء من الاستخفاف بما طُلب منه.
وفي نهاية اللقاء – الجردة جدّد الملك مطالبة ابنه بأن يعمل ما في وسعه لكي يرد الديك إلى أصحابه.
وفي الشهر الثاني، وفي بداية اللقاء التقييمي، سأل الملك ابنه: هل نجحت في ردّ الديك إلى أصحابه، فسمع منه الجواب نفسه. ولكن تبيّن للملك الأب أن حوادث السرقة بدأت تتكاثر فما كان منه سوى تكرار ما طلبه في اللقاء الأول، وقال له: اعمل جهدك لردّ الديك إلى أصحابه. إلاّ أن الديك لم يردّ. وهكذا بدأت أحوال المملكة تسوء أكثر فأكثر، وبدأ الناس لا ينامون قبل إقفال أبواب منازلهم بعناية حتى أن البعض منهم قرّر التناوب على السهر لحماية الأرزاق من السارقين، الذين تكاثروا.
ومع كل لقاء بين الوالد وابنه كان السؤال نفسه يتكرّر: ماذا فعلت لردّ الديك إلى أصحابه؟ وكان الجواب هو نفسه: لا شيء. وينتهي اللقاء بالطلب ذاته: ردّ الديك.
وبعدما دبّت الفوضى وتكاثرت أعمال السرقة والنهب في المملكة تيقّن الملك الأبن من مغزى ما كان يطلبه منه والده في كل مرّة كان يسأله فيها عمّا إذا كان قد عمل على ردّ الديك إلى أصحابه.
هي قصة قد تكون مستوحاة من الخيال، ولكن فيها من الحقائق اليومية ما يجعلها عنوانًا لما يمكن أن تكون عليه حال كل مسؤول جديد تُسند إليه مسؤولية إدارة شؤون البلد. فالإصلاح الحقيقي يبدأ بأمور صغيرة وصولًا إلى الأمور الكبيرة.
المصدر: خاص "لبنان 24"