استضافت القاعة الدولية «ضيف الشرف»، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حلقة نقاشية حول الأدب التشيكي المعاصر، بحضور كلا من الكاتب التشيكي «باتريك بانجا»، وصاحبه في إدارة  النقاش الدكتور خالد البلتاجي أستاذ مساعد بقسم اللغة التشيكية كلية الألسن جامعة عين شمس، و السفير التشكي بالقاهرة إيفان يكل.


تطرقت الحلقة النقاشية التي تأتي بالتعاون مع سفارة الجمهورية التشيك بالقاهرة ومركز الأدب التشيكي، لعرض ومناقشة الأدب التشيكي المعاصر وقراءة في كتاب "الطريق الحقيقي" لمؤلفة باتريك بانجا ، وأيضًا قراءة وتحليل الترجمة العربية لكتاب لودفيك فاكوليك، ودروس العزف على البيانو للمترجمة الدكتور خالد البلتاجي .

السفير التشيكي: الترجمة تساهم في مد جسور التواصل

الدعابة أهم ما يميز الأدب التشيكي رغم ظروف العالم القاسية
في بداية حديثة عبر السفير التشكي بالقاهرة، عن سعادته بتواجده بمعرض الكتاب، وأيضًا لوجود طلبة دراسين للغة التشيكية، وهم لا يعملون فقط في مجال الإرشاد السياحي ولكنهم أيضًا  يعملون كمترجمين معترف بهم، وهو ما يجعلنا مهتمين بالمشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. 
كما رحب السفير خلال كلمته الافتتاحية بالكاتب التشكي " باتريك بانجا" والدكتور خالد البلتاجي والذي أعتبره نصف تشكيلي، وقال: “من الأمور التي أحب أن أطرحها بالنسبة للأدب التشيكي هي أن بعضها يمتاز بحس الدعابة، على الرغم من الظروف التي يمر بها العالم، وأن هذا النوع من الكتابة يعتبر سمة من سمات الكتابة في الآونة الأخير في جمهورية التشيك وقد حصل بعضهم على جوائز كبرى في مجال الأدب”. 
وأضاف: يسعدني جدًا أن كتاب «دروس في البيانو» من إصدار دار صفصافة، قد لاقى استقبال جيد في مصر، وقد تواصلت مع الناشر  محمد البعلي لوجود هذا التواصل من أجل ترجمة الكتب التشيكية إلى اللغة العربية لمد جسور التواصل والمعرفة، ولدعم شباب الكتاب، وأيضًا يكون محفز لشباب الدارسين والمترجمين من اللغة التشيكية. 
وقدم الدكتور خالد البلتاجي تعريفًا بالكاتب التشيكي "باتريك بانجا" والذي وجه الشكر للسادة الحضور قائلاً : "أشكركم على حضوركم كما أشكر السفير التشيكي بالقاهرة والمراكز التشيكية على إقامة هذا اللقاء، وهذه أول مرة أزور بلد أجنبية لا أفهم منها أي كلمة، ولكني سعيد بتواجدي في مصر". 
كما تحدث "باتريك" عن كتابه "الطريق الحقيقي" قائلا: الكثير من النقاد اختلفوا في توصيف كتابي "الطريق الحقيقي" منهم من قال أنه يوميات ومنهم من أطلق عليه رواية، وأنا أرى أنه "تقرير أدبي" ، حاولت من خلاله الحديث عن بعض الظواهر السلبية في المجتمع ومنها قضية العنصرية، ومثل هذه العنصرية قد عانت منها تشيكوسلوفاكيا، فحينما هاجرت إلى تشيكوسلوفاكيا وجدنا صعوبة بالغة في الحصول على عمل، وكان أغلب العمالة من الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت أمامي مهمة صعبة، في البحث عن عمل أو في التعليم كما أنني تعرضت وقتها للاعتقال، ووقفت أمام المحكمة وأنا عمري 15 عامًا، و وتم اتهامي بالاعتداء على 7 أشخاص ضخام الحجم وأنا وزني وقتها كان 45 كيلو، ووقتها أبلغني المحامي بضرورة الاعتراف على نفسي بالجريمة، لأحصل على حكم مخفف، ووقتها خرجت بعفو رئاسي، دون إتمام المحاكمة، وهو ما حاولت وصفه في كتابي بشكل مثير للضحك أو بشكل ساخر. 
أضاف، أنه حاول أن يصف القمع البوليسي، لأنه لم يكن من السهل في ذلك الوقت حصول الأطفال على قدر من التعليم، لاسيما وأنه انتمي إلى فئة الغجر التشيك، حيث يتم عزلهم عن باقي الأطفال التشيكيين، كما أنه تطرق خلال كتابه كيف استطاع الالتحاق بالمدرسة حتى يكمل تعليمية، وكان يعمل كبائع جرائد، وبعد أن أكمل تعليمه أصبح يكتب بالصحافة وبعد 26 عامًا استطاع كتابه هذا الكتاب. 
لفت إلى أنه قد عانى على مدار حياته في تلك الرحلة الطويلة التي كانت مليئة بالأحداث والمعاناة، وهو ما حاول تقديمه من خلال كتابه حول رحلته مع المعاناة ولكن بشكل ساخر، لأن رحلته لم تكن سهلة سواء في الحصول على عمل أو الحصول على قدر من التعليم.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل

في كتابه “فلسطين وحروب التضليل الإعلامي”، الصادر حديثاً عن “مجمع الأطرش للكتاب المختص”، يبحث الكاتب والصحافي التونسي الصحراوي قمعون في مظاهر وأساليب التضليل الإعلامي التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي ووسائل الإعلام الغربية المتواطئة معه بهدف تشويه الحقائق التاريخية، من خلال مستويات متعدّدة تتراوح بين بثّ الأخبار الزائفة وتوجيه الإعلام، وممارسة التعتيم والرقابة على الأخبار المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.

يتضمّن الكتاب أربعة فصول يُحاول فيها المؤلّف، حسب ما ورد في المقدّمة، تفكيك السردية الإعلامية والدعائية التي قامت عليها “إسرائيل” منذ عام 1948 غداة الحرب العالمية الثانية، وكيف استغلّت تعرُّض اليهود إلى المحرقة النازية لتتحوّل إلى جلّاد للشعب الفلسطيني الذي هجّرته من وطنه وعرّضته إلى “هولوكوست” جديد يتجلّى حالياً في حرب الإبادة التي تشنّها على غزّة منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.

يُضيء العمل، أيضاً، سقوط السردية الإسرائيلية القائمة على دور الضحية، وحدوث تحوّلات في اتجاهات الرأي العام العالمي الذي أصبح متعاطفاً بشكل غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني وقضيته، بفضل ظهور وسائط الإعلام الجديد، ومن تجلّيات هذا التحوُّل المظاهرات التضامنية المستمرّة للطلبة في عددٍ من بلدان العالم، وخصوصاً في الولايات المتّحدة وأوروبا، ومحاكمة “إسرائيل” في “محكمة العدل الدولية”، إضافةً إلى تكشّف حجم التضليل والتعتيم في الإعلامي الغربي الذي يتغنّى بقيَم التعدُّدية والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، لكنّه يضرب بها جميعاً عرض الحائط حين يتعلّق الأمر بالإنسان الفلسطيني وما يتعرّض له من إبادة صهيونية.

يُوضّح الصحراوي قمعون أنّه اعتمد في تأليف الكتاب على مستجدات الحرب الإسرائيلية الحالية على غزّة، والتي يصفها بغير المسبوقة على الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية، مُشيراً إلى إفادته من تجربته الطويلة في العمل صحافياً بقسم الأخبار الدولية في “وكالة تونس أفريقيا للأنباء”، والتي غطّى، خلالها، أنشطة “منظّمة التحرير الفلسطينية” التي استقرّت في تونس منذ مغادرتها بيروت عام 1982 وحتى عودتها إلى فلسطين عام 1994.

ويكتب قمعون في مقدّمته: “يرمي هذا الكتاب التوثيقي التحليلي، الذي انطلق إعداده مع حرب غزّة الأخيرة لعام 2023، إلى تحقيق هدفَين وهُما: أوّلاً التصدّي للتضليل الإعلامي الغربي المساند لإسرائيل ولسرديتها حول ‘الهولوكوست’ والمحرقة اليهودية التي قامت عليها، وثانياً شحذ همّة المقاومة للاحتلال عبر نشر ثقافة الاعتزاز والانتصار في النفوس، من أجل أن تبقى جذوة النضال والصمود والمقاومة للمحتلّ حيّةً متوهّجة في ذهن وسلوك الأجيال، حتى تحرير فلسطين بكلّ الوسائل الممكنة والمتاحة بالمقاومة السلمية أو السلاح، وتحقيق السلام العادل والشامل، ولو بعد عقود، كما تحرّرت الجزائر عام 1962 من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي الذي تواصل ليلُه الطويل الحافل بالجرائم ضدّ الإنسانية، مئةً وثلاثين سنة، وكما تحرّرت القدس من جحافل الصليبيّين المتعصّبين عام 1187 في معركة حطّين، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، بعد ثمان وثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي، وكما انتهى نظام المَيز العنصري و’الأبارتهيد’ في جنوب أفريقيا، حليف إسرائيل العنصرية”.

مقالات مشابهة

  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • الحزب الشيوعي التشيكي المورافي: واشنطن لا تريد إحلال السلام في أوكرانيا لسعيها لإضعاف روسيا
  • تمرد على الدكتاتورية.. قادري رحل دون أن يحني رأسه (بورتريه)
  • مِنَ الزُّهد إلى الأدب
  • أحمد مجاهد يكشف لـ«الباز» تفاصيل محاولة الإخوان اقتحام معرض الكتاب في 2014
  • أمل الثقافة ودورها
  • الاثنين.. مكتبة الاسكندرية تطلق معرض الكتاب الدولى
  • “امرأة الألوان”… معرض فني للتشكيلية ناديا نعيم بالسويداء يتخلله ندوة فنية
  • الأدب والفن والعمارة الإنسانية فى ضيافة اتحاد كتاب مصر
  • التفاعل المُعقَّد بين الأدب والعلم والنظام الرأسمالي