مسقط - العُمانية
تعدّ العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة نموذجًا إقليميًّا ودوليًّا يُحتذى به، وقد تعزّزت هذه الأخوّة الصادقة والتعاون لتتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات بينهما في مختلف الصُّعد ووصلت إلى مستويات عالية في الجوانب الرسمية والشعبية مستندة على ما يجمع البلدين من إرث تاريخيّ واجتماعيّ ومواقف سياسيّة مشتركة.

إن ما سيشهده قصر العلم العامر يوم الثلاثاء المقبل من مباحثات تجمع حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم بأخيه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصّباح أمير دولة الكويت /حفظهما الله ورعاهما/ ستكون انطلاقة جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يعود بالنفع على بلديهما وشعبيهما الشقيقين.

وتحمل زيارةُ دولة لصاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصّباح أمير دولة الكويت إلى بلده الثاني سلطنة عُمان دلالات عدة كونها ثاني زيارة خارجية له منذ تولّيه مقاليد الحكم في دولة الكويت الشقيقة أعلاها الرغبة الأكيدة بين قيادتي البلدين لرعايتهما السامية لهذه العلاقات القائمة على قواعد متينة وقواسم مشتركة وتمضي بخطى واثقة ومتواصلة بما يعود بالخير والنماء على البلدين الشقيقين.

ويمكن للمتتبع للعلاقات العُمانية الكويتية أنّ يلمح بوضوح النهج الدبلوماسي الذي اتبعه الجانبان لحل الأزمات والنزاعات والمواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية بالطرق السلمية واحترام سيادة واستقلال الدول والالتزام بقواعد القانون والمواثيق الدولية، ودعمهما جهود ومساعي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

وأسهمت اللجنة العُمانية الكويتية المشتركة في توسيع نطاق التعاون بين الدولتين الشقيقتين في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والبحث العلمي والشباب والخدمة المدنية والبيئة وغيرها من المجالات التنموية المختلفة، وأوجدت تبادلًّا تجاريًّا واستثماريًّا تمثل في التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة.

وأكّد سعادةُ السفير الدكتور صالح بن عامر الخروصي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الكويت على أنّ زيارة دولة التي سيقوم بها صاحبُ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصّباح أميرُ دولة الكويت لسلطنة عُمان تحظى بأهمية خاصة باعتبارها الزيارة الثانية التي يقوم بها سُموُّه إلى خارج الكويت منذ تولّيه مقاليد الحكم في الـ ١٦ من ديسمبر الماضي.

وقال سعادتُه لوكالة الأنباء العُمانية إنّ الزيارة تمثل تأكيدًا على عمق الروابط بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما، والتعاون الوثيق بينهما في شتى المجالات، مشيرًا إلى أنّ لدى الدولتين الشقيقتين قواسم مشتركة وتماثلًا كبيرًا للغاية في السياسة الخارجية والدبلوماسية التي تنتهجانها إزاء معظم الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف سعادتُه أنّ العلاقات الثُّنائية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت تمتدّ لجذور تاريخية عريقة أهمها التواصل البحري عبر موانئ البلدين، حيث كانت السفن التجارية الكويتية تتخذ من الموانئ العُمانية نقطة انطلاق تجاه شرق آسيا وشرق أفريقيا ووجهات متعددة أخرى منها عبر باب المندب، وأتاح هذا التواصل وجود علاقات ووشائج اجتماعية بين الشعبين العُماني والكويتي ما زالت تتفاعل إيجابًا حتى اليوم.

وعلى صعيد القيادتين السياسيتين للبلدين الشقيقين، أكّد سعادتُه على أنه كانت هناك علاقات وثيقة جمعت بين السُّلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- وبعده حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ بأمراء دولة الكويت منذ عهد الشيخ صباح السالم المبارك الصباح– طيّب الله ثراه - وحتى تولّي صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم في الكويت وكانت لقاءاتهم تحمل الخير لمصلحة الشعبين العُماني والكويتي وترسّخ دعائم البيت الخليجي.

وحول مجالات التعاون المشترك بين سلطنة عُمان ودولة الكويت قال سعادةُ السفير الدكتور صالح بن عامر الخروصي سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الكويت إنّ هناك تنسيقًا مباشرًا على أعلى مستوى بين الجانبين في مجالات متعددة، منها على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تتمُّ معاملة مواطني كل دولة خليجية معاملة مواطني تلك الدولة فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والتملك والانتقال وغيرها.

ولفت سعادتُه إلى وجود آليات أخرى تختصُّ بالعلاقات الثنائية المباشرة منها لقاءات على مستوى القمة حيث تأتي زيارة سُمو أمير دولة الكويت في هذا الإطار، ومنها أيضًا اللجنة العُمانية الكويتيّة المشتركة التي تأسست في عام ٢٠٠٣ وتنعقد دوريًّا بالتناوب في عاصمتي البلدين وكان آخرها الدورة التاسعة التي عُقدت في مسقط في مارس الماضي.

وأفاد سعادتُه بأنه خلال الدورات التسع الماضية للجنة تمّ التوصل إلى الكثير من المشروعات وبرامج التعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والفنية والعلمية والرياضية بالإضافة إلى مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية كما أنّ هناك استثمارات في مجالات اقتصادية أخرى منها الاستثمار في القطاع العقاري والصناعي والتعدين.

وأكّد سعادته على أنّ الإحصاءات والأرقام في مجالات التعاون الثنائي تعكس تطورًا كبيرًا في العلاقات الاقتصادية ويسعى البلدان للبناء عليها والعمل على زيادتها كمًّا ونوعًا حيث يحظى هذا الجانب برعاية واهتمام من قيادتي البلدين وتوجيهاتهما.

وبيّن سعادتُه أنّ الاستثمار الكويتي المباشر في سلطنة عُمان بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بلغ حتى نهاية سبتمبر ٢٠٢٣ م ما قيمته ٩٢٢.٣ مليون ريال عُماني بزيادة أكثر من ١٢٥ مليون ريال عن العام الماضي فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام ٢٠٢٣ حتى شهر نوفمبر ٧٩٠ مليون ريال عُماني بزيادة حوالي ٣٠٠ بالمائة مقارنة بالعام السابق الذي بلغ حجم التبادل التجاري فيه نحو ٢٨٠ مليون ريال عُماني.

ولفت سعادته إلى أنّ الجانبين يسعيان لعقد (المنتدى الاقتصادي العُماني والكويتي) بإشراف وزارتي التجارة والصناعة وغرفتي التجارة والصناعة في البلدين لاستعراض الفرص والتحديات وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية في القطاعين الحكومي والخاص بحضور رجال الأعمال وممثلي المؤسسات والشركات الخاصة.

وأكّد سعادته على أنّ هناك فرصًا حقيقيّة متاحة في مجالات كثيرة تشمل القطاع الصناعي والعقاري وقطاع التعدين، وقطاع الثروة الحيوانية السمكية، والصناعات الغذائية إضافة إلى القطاع السياحي أحد القطاعات المهمة في سلطنة عُمان.

وحول التعاون الثقافي بين الجانبين وضح سعادته أنّ هذا التعاون بدأ منذ عصر النهضة الحديثة حيث تم التوقيع على اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين في عام ١٩٧٤م، ومنذ ذلك الوقت تمّ إنجاز الكثير من المشروعات في المجالات الثقافية والإعلامية والفنية فيما يتعلق بالمسرح والموسيقى والبرامج التلفزيونية والإذاعية والصحافة، والتعاون بين وكالتي الأنباء في البلدين، بالإضافة إلى تنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات الثقافية والعلمية.

ونُظمت خلال العام الماضي العديد من الفعاليات منها مشاركة ٨٠ فنانًا عمانيًّا معظمهم في الفن التشكيلي والموسيقى والمسرح، في فعالية حملت عنوان (عُمان في قلب الكويت) برعاية السفارة والتنسيق والتعاون مع رابطة الفنانين والإعلاميين الكويتية بالإضافة إلى فعاليات شعرية شاركت فيها نخبة من أبرز الشعراء والروائيين العُمانيين بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وقال سعادةُ السّفير الدكتور صالح بن عامر الخروصي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الكويت إنّ السفارة تسعى خلال الأشهر القريبة القادمة لإقامة (الأيام الثقافية العُمانية) في الكويت برعاية وإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام والثقافة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ملیون ریال ع دولة الکویت العدید من الع مانیة فی مجالات الع مانی ع مانی على أن

إقرأ أيضاً:

محافظ البحيرة تستقبل القنصل الفرنسي وتؤكد على عمق العلاقات بين البلدين

استقبلت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، لينا بلان، قنصل عام دولة فرنسا بالإسكندرية، وذلك خلال زيارتها اليوم الثلاثاء لمدينة رشيد ومن أمام قلعة "قايتباي" التاريخية بمدينة رشيد.

تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون الدولي وتعميق العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وفرنسا، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في المجالات الصناعية والسياحية والثقافية.

في مستهل الزيارة، رحبت محافظ البحيرة بالقنصل الفرنسي، وأكدت على حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون المشترك مع دولة فرنسا وتعميق أواصر الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، والتي تمتد جذورها عبر العصور.

كما أكدت الدكتورة جاكلين عازر على المكانة الرائدة لمصر على الساحة الدولية، حيث تشهد الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورًا ملحوظًا على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

ولفتت المحافظ إلى أن محافظة البحيرة تمتلك مقومات هائلة في مختلف المجالات الصناعية والسياحية والتجارية، مما يجعلها مؤهلة لتكون وجهة سياحية مميزة، خاصة مع تلاقي النيل الخالد بالبحر المتوسط.

من جانبها، عبرت القنصل الفرنسي عن اعتزازها بالعلاقات المصرية الفرنسية، وأشارت إلى عمق الصداقات التي تجمع بين الشعبين والقيادتين في البلدين، كما أعربت عن سعادتها بزيارتها لمحافظة البحيرة، مشيدةً بما تتمتع به من إمكانيات ومقومات استثنائية، وما تشهده من إنجازات ملموسة وتطور مستمر في مختلف القطاعات، والتي تعزز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية واعدة.

وفقًا لبيان إعلامي، من المقرر أن تقوم محافظ البحيرة وقنصل عام فرنسا والوفد المرافق لها بزيارة عدد من الأماكن السياحية والتاريخية بمدينة رشيد لتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.

حضر الاستقبال والجولة الدكتورة رشا فوزي، مساعد المحافظ للشؤون الصحية والمبادرات، واللواء ياسر مهنا، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد، ومدير عام آثار رشيد، وحازم البنا، مدير المكتب الإعلامي بالمحافظة.

يُذكر أن قلعة قايتباي تقع على الشاطئ الغربي للنيل، وقد أنشأها السلطان قايتباي عام 901 هـ، وتتميز القلعة بتصميمها على شكل حصن مربع مع أربعة أبراج مستديرة تحيط بها خنادق لا تزال آثارها قائمة حتى الآن، عُثر داخل القلعة على حجر رشيد، الذي اكتشفه أحد ضباط الحملة الفرنسية (بوشار) عام 1799، وكان له دور كبير في فك رموزه على يد العالم شامبليون.

مقالات مشابهة

  • السودان وإيران يتفقان على تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين
  • مدبولي يلتقي رئيس جمهورية إستونيا لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين
  • وزير الخارجية: استحدثنا آليات لتطوير العلاقات مع الأشقاء في أفريقيا
  • العلاق يؤكد للسفير الاذربيجاني أهمية التعاون بتحويل الأموال لتسهيل التجارة بين البلدين 
  • وزير الخارجية: بحث مع نظيري الهولندي تطوير العلاقات الاستثمارية بين البلدين
  • سلطنة عُمان والمجر تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون
  • وزير الخارجية يعقد اجتماعا افتراضيا مع نظيره الدنماركي لتعزيز العلاقات بين البلدين
  • محافظ البحيرة تستقبل القنصل الفرنسي وتؤكد على عمق العلاقات بين البلدين
  • وزير الخارجية: دولة الكويت ملتزمة بتعزيز التعاون متعدد الأطراف والتعاون الإقليمي والثنائي للتصدي للارهاب
  • المملكة وأوزبكستان تعززان التعاون في العمل الدولي المتعدد