يتطلع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى تباطؤ سوق العمل تمهيدًا لانخفاض الضغوط التضخمية التي يُعوّل عليها حتى يتم إقرار خفض سعر الفائدة للمرة الأولى في عامين وهو ما يتوقع له مارس المقبل، إذ يؤدي نمو الوظائف وارتفاع الأجور في الولايات المتحدة في تزايد حركة الاستهلاك التي تدفع بدورها إلى ارتفاع معدلات التضخم.

واستمر تحسن معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة، إذ وصلت القراءة الأخيرة لمؤشر كونفرنس بورد لثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ عامين عند 114.8 نقطة، أي أعلى بكثير من القراءة السابقة البالغة 108 نقطة. وارتفع مؤشر الوضع الحالي إلى 161.3 نقطة مقابل 147.2 نقطة، في حين ارتفع مؤشر التوقعات أيضاً إلى 83.8 نقطة مقابل 81.9 نقطة. وجاءت تلك القراءات في ظل انخفاض معدلات التضخم وقوة سوق العمل، مما ساهم في زيادة الإنفاق الاستهلاكي والنمو في مختلف قطاعات الاقتصاد.وأخيراً، تراجعت توقعات التضخم الاستهلاكي لمدة عام إلى 5.2%، فيما يعد أدنى مستوياته المسجلة منذ مارس 2020.

مؤشر الوظائف الشاغرة يصل إلى أعلى مستوياته في 3 أشهر

في مؤشر آخر على قوة وصلابة سوق العمل الأمريكي، كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل للوظائف الشاغرة ومسح دورات العمالة المعروف باسم " JOLTS" زيادة فرص العمل في ديسمبر، إذ وصلت إلى 9.03 عمل مقابل 8.93 مليون فرصة عمل في السابق، متجاوزاً التوقعات البالغة 8.71 مليون، ويمثل هذا الرقم أعلى المستويات المسجلة في 3 أشهر، وكانت المرة الأولى التي ترتفع فيها القراءة الافتتاحية للمؤشر فوق مستوى 9 مليون منذ سبتمبر.

وأشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه في انتظار تباطؤ سوق العمل حتى تنخفض الضغوط التضخمية. وبما أن الإنفاق الاستهلاكي يشكل 70% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، قد يؤدي عدم التوازن بين جانب العرض والطلب في سوق العمل إلى ارتفاع الأجور، ليستمر بذلك الاتجاه القوي للإنفاق والنمو الملحوظ. إلا أن ذلك قد يدفع أيضاً الشركات إلى رفع أسعارها، مما يعقد مسار الوصول إلى مستوى التضخم المستهدف الذي يرغب مجلس الاحتياطي الفيدرالي للوصول إليه والمحدد بنسبة 2%. وفق تقرير بنك الكويت الوطني.

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قرر الأسبوع الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 5.25% -5.5% بما يتسق مع توقعات السوق.

وألقى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً بعد صدور القرار أشار فيه إلى أنه على الرغم من تحرك التضخم في الاتجاه الصحيح نحو المستوى المستهدف للاحتياطي الفيدرالي، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتحديد ما إذا كان هذا هو الوقت المناسب لبدء خفض أسعار الفائدة، وألمح للأسواق إلى أن خفض سعر الفائدة في مارس المقبل قد يكون من المبكر جداً. وقبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، غيرت الأسواق توقعاتها بشأن خفض سعر الفائدة الأول من مارس إلى مايو بعد صدور بيانات الوظائف الشاغرة التي جاءت أفضل من المتوقع.

ارتفاع طلبات الحصول على اعانة البطالة

ارتفع عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة إلى أعلى المستويات المسجلة في 11 أسبوعاً، ليصل إلى 224 ألف طلب، مقارنة بمستويات الأسبوع الماضي البالغة 215 ألف طلب. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت المطالبات المستمرة بمقدار 70 ألف طلب ووصلت إلى 1.9 مليون طلب، مما يعد أعلى المستويات المسجلة منذ منتصف نوفمبر. وعلى الرغم من زيادة المطالبات الأولية والمستمرة، ما زالت سوق العمل في الولايات المتحدة في أضيق مستوياتها التاريخية على خلفية دورة التشديد النقدي التي اتبعها الاحتياطي الفيدرالي.

ارتفاع معدلات الوظائف غير الزراعية

شهدت الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة زيادة هائلة، إذ ارتفعت إلى 353 ألف وظيفة جديدة مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 333 ألف وظيفة. وكانت التوقعات قد أشارت إلى إضافة 187 ألف وظيفة. وعززت القراءة فكرة قوة سوق العمل في الولايات المتحدة، خاصة في ظل وصول معدل البطالة إلى 3.7%. بالإضافة إلى ذلك، تجاوز متوسط الأجر في الساعة التوقعات، إذ ارتفع بنسبة 4.5% على أساس سنوي وبنسبة 0.6% على أساس شهري. وبعد صدور تلك البيانات، ارتفعت عائدات سندات الخزانة، إذ تجاوزت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات حاجز 4% في وقت من الأوقات. وفي ذات الوقت، تحسن أداء الدولار وزادت الرهانات على ابقاء سعر الفائدة عند نفس مستوياته دون تغيير في مارس إلى 80.5% مقابل 64.5% قبل يوم واحد.وأكد مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مراقبته لأوضاع سوق العمل عند اتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة في الاعتبار، مع إمكانية أن تساهم قوة سوق العمل في تفاقم الضغوط التضخمية. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي وأنهى تداولات الأسبوع مغلقاً عند 103.96.

منطقة اليورو تتجنب الركود الفني بصعوبة

كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو عن تجنب الكتلة بصعوبة الانزلاق إلى مرحلة الركود الفني، إذ جاءت قراءته ثابتة مقابل القراءة السابقة التي كانت تشير إلى انكماش بنسبة 0.1%. ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه ألمانيا، أكبر اقتصاد على مستوى أوروبا، مواجهة المصاعب في ظل انكماش اقتصادها بنسبة 0.3% في الربع الرابع من العام 2023. وساعد النمو بوتيرة أفضل من المتوقع في إيطاليا وإسبانيا بنسبة 0.2% و0.6%، على التوالي، في تعويض التبعات الناجمة عن مشاكل اقتصاد ألمانيا وضمان عدم دخول منطقة اليورو في حالة انكماش. كما نما الاقتصاد الفرنسي بنسبة 0%، مما يشير إلى أنه على الرغم من تمكنه بالكاد من تجنب الركود، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة وضعف الطلب الاستهلاكي يؤثران سلباً على اقتصاد منطقة اليورو. وأشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي لاجارد إلى أن البنك المركزي لا يفكر في خفض أسعار الفائدة حتى فصل الصيف، إلا ان استمرار صدور البيانات الضعيفة من أوروبا دفعت السوق إلى توقع خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر أبريل.

ترسخ التضخم في منطقة اليورو

انخفض مؤشر أسعار المستهلكين الكلي في منطقة اليورو في يناير إلى 2.8% مقابل قراءاته السابقة البالغة 2.9% بما يتسق مع التوقعات. وتمثل قراءة ديسمبر البالغة 2.9% نمواً مقارنة بقراءة نوفمبر البالغة 2.4%، وذلك على خلفية تقليص سياسات دعم الطاقة. وتشير التقلبات التي شهدها المعدل الكلي إلى حساسية منطقة اليورو لأسعار الطاقة ومقاييسها. وعلى الرغم من ذلك، فإن معدل التضخم الأساسي هو الذي يمثل مأزقاً صعباً لصانعي السياسات، إذ وصلت قراءة يناير إلى 3.3%، أي أعلى من الرقم المتوقع البالغ 3.2%. وتمثل الطبيعة المترسخة للمعدل الأساسي، وبصفة خاصة قطاع الخدمات، عقبة أمام مستوى التضخم المستهدف الذي حدده البنك المركزي الأوروبي بنسبة 2%. وفي الوقت الذي تقوم فيه الأسواق بتسعير خفض أسعار الفائدة في أبريل، استبعد بعض المتحدثين في البنك المركزي الأوروبي تلك التوقعات داعين إلى اعتبارات خفض أسعار الفائدة في الصيف على أقرب تقدير. وعلى الرغم من ذلك، ظل النمو الاقتصادي في الكتلة راكدًا، مما أدى إلى تجنب الركود الفني بصعوبة. كما يواجه المستهلكون ضغوطاً شديدة نتيجة لارتفاع معدلات التضخم ودورة التشديد النقدي التاريخية، مما يجعل مهمة البنك المركزي الأوروبي أكثر تعقيدًا. إلا أن البنك المركزي تعهد بالاعتماد على البيانات، مؤكداً تركيزه على كبح جماح التضخم كأحد أبرز أولوياته الرئيسية. وتراجع اليورو وانهى تداولات الأسبوع عند مستوى 1.0784.

بنك إنجلترا يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، أبقى بنك إنجلترا على سعر الفائدة ثابتاً عند 5.25%. وقال أندرو بيلي، محافظ البنك: "لقد تلقينا أخباراً جيدة بشأن التضخم خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد انخفضت هذه النسبة بشكل كبير، من 10% قبل عام إلى 4%. لكننا نحتاج إلى رؤية المزيد من الأدلة على أن التضخم من المتوقع أن ينخفض إلى مستوى 2% المستهدف، وأن يبقى عند هذا المستوى، قبل أن نتمكن من خفض أسعار الفائدة. وتقوم الأسواق في الوقت الحالي بتسعير قيام البنك المركزي بالبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى شهر مايو وحدوث أول خفض لسعر الفائدة في يونيو. وتراجع الجنيه الإسترليني وأنهى تداولات الأسبوع عند مستوى 1.2630.

آسيا والمحيط الهادئ

مؤشر مديري المشتريات في الصين يشهد انتعاشاً في نشاط التصنيع

تشير بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة من الصين إلى انتعاش قطاع التصنيع على الرغم من ضعف وتعثر الاقتصاد.وجاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات الرسمية في الصين عند مستوى 49.2 نقطة مقابل 49 نقطة في ديسمبر. ويمثل هذا الشهر الرابع على التوالي من الانكماش على الرغم من الانتعاش الهامشي. وفي ذات الوقت، جاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي عند مستوى الشهر السابق البالغ 50.8 نقطة، مما يوسع فجوة التباين مع البيانات الرسمية والتي تمثل الشهر الثالث على التوالي من النمو. ويشمل مسح Caixin 650 شركة خاصة ومملوكة للدولة تقع في المناطق الساحلية في الصين، في حين يشمل المسح الرسمي لمؤشر مديري المشتريات 3، 200 شركة في كافة أنحاء البلاد.ولم يتمكن الانتعاش الهامشي فيما يتعلق بالرقم الرسمي وتسجيل الشهر الثالث على التوالي من التوسع لقراءة المؤشر من إقناع المستثمرين بأن هناك مسار انتعاش مستدام في المستقبل دون تطبيق مزيد من الدعم واضافة إجراءات التيسير النقدي من قبل المسؤولين الصينيين. كما أن ضعف الطلب الاستهلاكي، وتراجع قطاع العقارات، والانكماش، ومخاطر خفض قيمة العملة، ليست سوى بعض من المشاكل التي تواجه صناع القرار السياسي في إطار مساعيهم لتحقيق التوازن بين تدابير التيسير النقدي لتعزيز الطلب ومنع استمرار انزلاق قيمة اليوان الصيني. وأنهى زوج العملات الدولار الأمريكي/ اليوان الصيني تداولات الأسبوع مرتفعا عند مستوى 7.1920.

انخفاض معدل التضخم في أستراليا

انخفض معدل التضخم في أستراليا بوتيرة أكثر من المتوقع، إذ وصل التضخم السنوي إلى 4.1% مقابل 5.4% في السابق، وأقل من التقديرات البالغة 4.3%. وعلى أساس ربع سنوي، يمثل هذا الرقم نمواً بنسبة 0.6% مقابل التوقعات البالغة 0.8% وزيادة سابقة بنسبة 1.2%. وفي حين أن تلك الأخبار تعتبر جيدة، حيث تجاوزت كل التوقعات، إلا أن الأرقام ما تزال أقل من النطاق المستهدف الذي حدده بنك الاحتياطي الأسترالي والذي يتراوح بين 2-3%. وأشاد وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز بالأرقام "المشجعة للغاية" لكنه حذر من أن "المهمة لم تنجز بعد". وتتوقع الأسواق أن يتم أول خفض لسعر الفائدة في يونيو. وتراجع الدولار الأسترالي، وانهى زوج العملات الدولار الأمريكي/ الدولار الأسترالي تداولات الأسبوع عند مستوى 0.6512.

اقرأ أيضاًالبورصة تختتم تعاملات اليوم على تراجع المؤشر الرئيسي.. وخسائر الأسهم تتجاوز 40 مليار جنيه

تقرير: البيانات الاقتصادية الأمريكية تحفز على أسعار فائدة منخفضة

هبوط جماعي.. البورصة تفقد 67 مليار جنيه في أقل من ساعة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الفائدة الأمريكية استقرار الاقتصاد العالمي الاحتياطي الفيدرالي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الاقتصاد العالمي التضخم في أمريكا تقرير اقتصادي سعر الفائدة

إقرأ أيضاً:

أسامة زرعي: موجة تراجع الأسعار صحية والتضخم الورقة الرابحة

شهدت أسعار الذهب أسوأ أسبوع لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، حيث أوقف الدولار القوى موجة ارتفاع الذهب القياسية.


قال أسامة زرعي، رئيس قسم التحليل بشركة جولد إيرا للاستثمار وتجارة الذهب، إن أسعار الذهب تراجعت بنحو 4.5%، مسجلة بذلك أشد انخفاض أسبوعي منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ومنذ ذروته، والتي سجلت فيها الأوقية نحو 2800 دولار في 31 أكتوبر الماضي، ليخسر المعدن الآن أكثر من 237 دولارًا أو ما يقرب من 9%، مما يجعل هذا هو الانخفاض الأكثر استدامة منذ بداية الشهر".


وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 35 % هذا العام، لكنها تراجعت هذا الشهر إلى مستوى 2563 دولارًا للأوقية، بما في ذلك انخفاض بنسبة 3.1 % في اليوم التالي للانتخابات الأمريكية.

 


لقد تعرضت أسعار الذهب لضغوط هبوط كبير خلال الأيام القليلة الماضية، بفعل قوة الدولار، وتغير التوقعات بشأن السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، كما يواجه الذهب ضغوط جديدة خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي بالحذر وعدم التعجل، في تغيير السياسة النقدية في الوقت القريب، بفعل قوة سوق العمل، وتراجع التضخم بالقرب من هدف البنك المركزي.


وأوضح أن أسعار الذهب تعرضت لتقلبات قبيل أسبوع الانتخابات الأمريكية، تحسبًا لنهاية حالة عدم اليقين بشأن، وتصحيح أسعار الذهب قد تأخر بعد موجة ارتفاعات قياسية، ونسبة التراجع الصحية في الأسعار بين  5-10٪.


وأضاف، ولم تشهد الزيادة بنسبة 54٪ في الذهب على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية تصحيحًا بنسبة 5٪ قبل الانتخابات الأمريكية، حيث أدت النتيجة الساحقة إلى انخفاض كبير بعد الانتخابات.


وأشار، إلى أنه تاريخيًا، بمجرد أن يصبح سعر الذهب مبالغًا فيه لفترة طويلة من الزمن، يميل تصحيح الأسعار وجنى الأرباح إلى أن تكون تراجعات حادة على المدى القصير، وبعد الارتفاع إلى مستوى 2800 دولار في أواخر أكتوبر ، تتمتع العقود الآجلة للذهب بدعم قوي عند 2520-2500 دولار، وهو ما سيكون تصحيحًا بنسبة 10٪.


وأوضح، أن الذهب لايزال في اتجاه صاعد قوي، إذ أن تحرك الأسعار  إلى 2500 دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق قبل 3 أشهر فقط، سيكون أيضًا تراجعًا صحيًا ومستحقًا منذ فترة طويلة بحجم يتوافق مع الارتفاعات القياسية لسعر الذهب.


وأضاف، أن التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وبالتحديد منذ أكتوبر 2023، كان أحد المحركات الرئيسية لسعر الذهب، ومع تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بخفض التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تراجعت الأسعار.


أضاف، كما لعبت العملات المشفرة دورًا في تراجع الذهب منذ الانتخابات، لاسيما مع دعم ترامب الصريح للعملات المشفرة مثل البيتكوين، والتي ارتفعت إلى مستوى قياسي 100000 دولار هذا الأسبوع، حيث تحول رأس المال من الذهب إلى البيتكوين منذ الإعلان عن نتيجة الانتخابات.


كما أدى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، وعائدات سندات الخزانة الأمريكية في الضغط على الذهب، وسط تفاؤل بأن إدارة ترامب ستؤدي إلى نمو اقتصادي أفضل في الولايات المتحدة، ولكن مع ذلك، قد يأتي ارتفاع التضخم في صالح الذهب.


وجمعت البنوك 23.5 مليار دولار من خلال إصدار سندات ذات درجة استثمارية يوم الثلاثاء الماضي، وهو أكبر إصدار للديون من قبل المؤسسات المالية في يوم واحد منذ بداية عام 2016، حيث تتوقع الأسواق العودة لسيناريو محتمل لرفع أسعار فائدة مر أخرى خلال العام المقبل.


أوضح أن الأسواق تشهد، حالة من القلق، مع رغبة ترامب في السيطرة على بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن ثم فقد  يقوض ثقة المستثمرين في أسواق الأسهم والسندات.


وأشار، إلى احتمالية استفادة أسعار الذهب من محاولات الحكومة للسيطرة على أقوى بنك مركزي في العالم، والتي من شأنها أيضًا أن ترسل إشارة سلبية للغاية إلى بقية العالم، ومن ثم سيكون لذلك تأثيرًا سلبيًا على الدولار وسوق الخزانة الأمريكية.
وقال، إن السوابق التاريخية، كاشفة، فقد حدثت آخر حالتين من التراجع الحاد عقب ارتفاعات قياسية في عامي 2009 و2011".


أضاف، في عام 2009، شهد الذهب خسارة بلغت 15%، قبل أن تدفع عمليات الشراء المتجددة السعر إلى مستويات قياسية جديدة، وفي عام 2011، كان الانخفاض الأولي للذهب حوالي 20%، بينما انتعش الذهب بنسبة 17% ، وعلى مدى السنوات الأربع التالية، خسر الذهب نحو 45% من قيمته.


وبعد فوز ترامب في عام 2016، صحح سعر الذهب بنسبة 12٪ في أول 45 يومًا بعد الانتخابات، قبل أن يستمر في اكتساب 68٪ خلال بقية ولايته (41٪ قبل بدء كوفيد).


وأشار ، إلى وجود العديد من المحفزات لدعم أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، ومع انتهاء موجة التصحيح، لاسيما مع تصريحات الفيدرالي الأمريكي في الاستمرار  في تخفيف السياسة النقدية خلال أزمة الديون السيادية الأمريكية.


كان ارتفاع أسعار الذهب على مدار العام الماضي مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بجانب الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة، وأكثر هذه العوامل لا تزال قائمة، بالإضافة إلى عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
وقد يغير التضخم أيضًا حسابات الذهب، فمن الواضح أن الفيدرالي الأمريكي يقع تحت ضغط متزايد لتعديل سياسته إذا استمر التضخم في تجاوز التوقعات، وقد يستفيد الذهب في نهاية المطاف من التضخم المستمر إذا تجاوز زيادات أسعار الفائدة".


لقد عملت نتيجة الانتخابات على تعزيز الاعتقاد بأن معدلات التضخم سترتفع خلال العام المقبل، وهو أمر سيدفع المستثمرين والبنوك المركزية، وصناديق التحوط والمؤسسات المالية، إلى التحوط منه بالذهب.


للمرة الأولى منذ سبتمبر 2022، أشارت تقارير مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين هذا الأسبوع إلى أن التضخم عاد رسميًا إلى الارتفاع، ومع ذلك، من الواضح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد استسلم لهدف التضخم البالغ 2٪ لخفض أسعار الفائدة بسبب ارتفاع مدفوعات الفائدة على الديون الحكومية الخارجة عن السيطرة.


وتوقع زرعي، انفجار الذهب بمجرد انتهاء هذا التصحيح الضروري والصحي، وذلك لعدم وجود طريقة لتجنب انخفاض قيمة الدولار بشكل ملموس في العام المقبل للتعامل مع العجز والديون الفيدرالية الخارجة عن السيطرة، بينما يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي في وضع خاسر، إذا رفع البنك المركزي أسعار الفائدة، فإننا نتجه نحو الركود، وإذا استمروا في خفض أسعار الفائدة، فإن التضخم سيرتفع أكثر.


خلال فترة ولاية الرئيس ترامب السابقة التي استمرت 4 سنوات، كان هناك نمو هائل في الدين الأمريكي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التخفيضات الضريبية والوباء، حيث ارتفع الدين الفيدرالي الأمريكي بمقدار 6.9 تريليون دولار منذ ديسمبر 2020 ومن المتوقع أن يرتفع بمقدار 14 تريليون دولار أخرى من عام 2024 إلى عام 2028.


وعلى عكس فوزه الرئاسي الأول في عام 2016، فإن دونالد ترامب قادم إلى اقتصاد بطيء ومثقل بالديون، في حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي دخل في دورة خفض أسعار الفائدة، مع خفض 50 نقطة أساس في سبتمبر وخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر.

مقالات مشابهة

  • الدولار يهبط مع تراجع "زخم ترامب"
  • الذهب يصعد لأعلى مستوى خلال أسبوع مع تراجع الدولار
  • فوز ترامب يبدد آمال الهبوط السلس للاقتصاد الأميركي
  • رئيس البنك المركزي التشيكي يحذر من تقلبات تضخمية عالمية أكبر
  • أسامة زرعي: موجة تراجع الأسعار صحية والتضخم الورقة الرابحة
  • ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية
  • توقف سلسلة خسائر الذهب مع تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية
  • آي صاغة: توقف سلسلة خسائر الذهب مع تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية
  • ستاندرد تشارترد: المركزي المصري سيخفض الفائدة بالتزامن مع تراجع التضخم لـ 13.5%
  • البنك المركزي المصري يراجع سعر الفائدة الخميس المقبل وسط تراجع التضخم