مرة أخرى هل يحق لتنسيقية «تقدم» قبول تمويل دولي؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
صديق الزيلعي
أثار موضوع ” هل يحق لتقدم قبول عون دولي؟” نقاشا واسعا ما بين مؤيد ومعارض. أغلب ما وصلني من نقد صدر من زملائي اليساريين. جوهر نقدهم يوضح ان عقلية الحرب الباردة لا تزال تسيطر على تفكيرهم، وانهم لا يستطيعون الفكاك من تلك المرحلة. سأحاول في هذه المقال ان أتوسع حول الانتقاد الذي صدر منهم عما طرحته.
تمحور النقد حول لماذا لم أورد أسم المنظمتين، ثم تم تركيز النقاش حول اسم منظمة أمريكية، ليس لها أي علاقة بما ذكرته رشا عوض. وأكرر هنا ما قلته بأنني لا انتمى لتقدم ولست في طور المدافع عنها، وان هدفي هو تنقية المجال العام من المعارك الصغيرة، غير المجدية. وتوقعت ان الذين يريدون نقد تقدم وكشف علاقاتها المريبة، ان يجتهدوا ويقدموا معلومات موثقة. الغريب انهم تركوا كل ذلك، وقالوا لماذا لا تنشر معلومات عن المنظمتين. يريدون تسديد هدف في مرمي تقدم، واما ما تواجهه بلادنا فلا يستحق التعامل معه بجدية تامة. وطالبت ان توجه سهام النقد لما طرحته تقدم من اتفاقات وما قامت به من خطوات، وان نقدم بديلا مقنعا لتلك الخطوات والاتفاقات.
ذكرت رشا عوض انهم تلقوا تمويلا من منظمتين هما:
Global Partners Governance (GPG) + US Institute of Peace (USIP)
سأقدم بعض المعلومات عن المنظمتين:
Global Partners Governance:
شعارها: Strengthening representative politics
هي منظمة كندية لها تخصصات متنوعة وتعمل في مجالات عديدة منها:
• Parliamentary innovation and engagement
• Politics, youth, and gender representation.
• Local development and decentralising
• Politics and anti-modern slavery
• Politics of anti-corruption
من اصداراتهم في سلسلة دليل البرلمانات، وصدر رقم 13 بعنوان: مشاركة الشباب.
من أبرز الباحثين المتعاونين مع المنظمة البروفسير محمد عبد السلام القانوني المعروف وعميد كلية القانون بجامعة الخرطوم.
المنظمة الثانية هي: ) (USIP US institute of peace
يعرفون معهدهم بالآتي:
The U.S. Institute of Peace operates on the ground in some of the world’s most dangerous places to provide training, guidance, resources, and analysis for those working to prevent or reduce violent conflict. USIP is implementing more than 300 initiatives in 87 countries, including in 16 countries in which the Institute has an established presence.
تتنوع أنشطة وخبرات ومجالات عمل المعهد ومنها:
• Democracy and governance
• Conflict analysis and prevention
• Fragility and resilience
• Global health
• Justice, security, and rule of law
• Peace processes.
المعلومات المختصرة أعلاه، توضح بعض مجالات عمل تلك المنظمات.
هناك ظاهرة، غير صحية، وهي النقل بلا معرفة أو دراية، ثم يقوم البعض، بنشاط، في نشر هذا المعلومة غير الصحيحة. ويتحمس آخرون للتباري في التعليق عليها. فقد انتشرت في القروبات معلومة ان المنظمة هي:
” معهد NDI الاتكلمت عنه الناطقة باسم “تقدم” رشا عوض، هو المعهد الديموقراطي الوطني National Democratic Institute مؤسسة أمريكية الغرض من إنشائها هو تنفيذ سياسيات الحزب الديموقراطي الأمريكي في العالم عبر الأحزاب السياسية والمنظمات تحت غطاء الديموقراطية والجندر والشفافية وما إلى ذلك، يعني بدل الحزب الديمقراطي الأمريكي “المؤسسة السياسية” تمول الأحزاب السياسية والمنظمات في العالم بشكل مباشر بيتم إنشاء “وسيط” لتنفيذ هذه المهمة”.
أكرر، بلا ملل، انه من الخطورة بمكان التعامل مع كل المنظمات العالمية بنظارة سوداء، لا تري الا التآمر والتخابر والعمالة. وعدم التفريق بين الغث والسمين، وما قلته في المقال الأول يكفي ولا داعي للتكرار.
لدي بعض الأمثلة والأسئلة، التي أتمنى ان أجد لها إجابات:
• تلقى مركز الدراسات السودانية تمويل مالي، هل هو مركز عميل ومشبوه؟
• تلقي مركز الخاتم عدلان تمويل مالي، هل هو مركز عميل ومشبوه؟
• سافر التجاني الطيب والشفيع خضر الي أمريكا بدعوة من مركز كارتر، وهما من قادة الحزب الشيوعي، هل أصدر الحزب الشيوعي أي شيء عن تلك الدعوة؟
• تلقى الحزب الشيوعي الاف البعثات (دراسية، تدريب كادر، علاجية الخ) من الاتحاد السوفيتي السابق، ما هو التوصيف الحقيقي لذلك؟
• نقابة العاملين في القطاع العام ببريطانيا لديها ميزانية مسماة بالتضامن الاممي قدمت مساعدات لعشرات المنظمات النقابية في العالم، فهل تم تخريب تلك النقابات عن طريق تلك المساعدات؟
• امنستي انترناشونال دافعت عن ملايين الناس وصمدت في وجه كل الحملات، فهل نجحت في تجنيد أولئك الضحايا كعملاء؟
• نظمت منظمة ليبراليشون البريطانية لقاء تضامنيا، الأسبوع الماضي، تحدث فيه الناطق الرسمي للحزب الشيوعي، وقرأت كلمات الاعجاب ولم يكن من بينها اتهام المنظمة بأي شيء؟
• منظمة ” تحالف ضد الحرب “ا لبريطانية نظمت عشرات المظاهرات ضد الحروب، ومنها غزو العراق سابقا والآن تدمير غزة وشعبها، ولم يدع أحد لمقاطعة تلك الأنشطة؟
هذه أمثلة بسيطة، من مئات الأمثلة الأخرى، ولكن المجال لا يسمح بذكرها كلها.
نقطة أخيرة: ذكر عبد الله على إبراهيم، في مقال له عن حديث رشا، انني وصفت الحزب الشيوعي بالعمالة للاتحاد السوفيتي، وهو قول غير صحيح، سأرد عليه في المقال القادم.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صديق الزيلعي الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
الأرجنتين تسير على خطى أمريكا.. لماذا انسحبت من منظمة الصحة العالمية؟
لحقت الأرجنتين بالولايات المتحدة الأمريكية في الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، لأسباب كشفها المتحدث باسم الرئيس اليميني خافيير ميلي، قائلا إن «سبب القرار هو الخلافات العميقة بشأن إدارة الصحة، خاصة خلال جائحة كورونا، ولن تسمح الأرجنتين لمنظمة دولية بالتدخل في سيادتنا»، وفقا لما جاء في «القاهرة الإخبارية» نقلا عن موقع «تاجز شاو» الألماني.
ماذا عن انسحاب أمريكا من الصحة العالمية؟وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد وقع قرارا بعد توليه منصبه بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، قائلاً: «لقد خدعتنا منظمة الصحة العالمية»، على أن تستغرق عملية الانسحاب الأمريكي عاماً كاملاً، ولا يزال بإمكان الحكومة الأمريكية إيقافها خلال هذه الفترة.
وتضم منظمة الصحة العالمية، غالبية دول العالم أي ما مجموعه 194 دولة، وفي حال انضمت دول أخرى إلى الولايات المتحدة والأرجنتين، يعد الأمر بمثابة ضربة قوية لمبدأ الأمم المتحدة في معالجة المشاكل والتهديدات على نحو متعدد الأطراف قدر الإمكان.
هل يؤثر انسحاب الأرجنتين على المنظمة الأممية؟وتجد منظمة الصحة العالمية نفسها حاليا في حالة فجوة تمويلية كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة، والتي تعد أكبر مانح لها؛ إذ يؤدي رحيلها إلى خلق فجوة كبيرة في ميزانية المنظمة، وسيؤثر على قدرتها على الاستجابة للتهديدات الصحية العالمية، لكن فيما يتعلق بالأرجنتين لن يؤثر كثيرًا على وضع المنظمة الأممية بسبب وضعها الاقتصادي الصعب، بجانب أن المساهمة الإلزامية ضئيلة بمقدار ثمانية ملايين دولار، مقارنة بـ 260 مليون دولار لـ الولايات المتحدة.
وتتعامل منظمة الصحة العالمية حاليًا مع 42 أزمة صحية مختلفة على سبيل المثال، تفشي مرض الجدري غير المسيطر عليه في أجزاء من إفريقيا، وأزمة الجوع في جنوب السودان، والصعوبات في قطاع غزة.