كاتبة أمريكية: إسرائيل أضرت بنفوذ واشنطن في المنطقة.. والحل يبدأ من غزة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تبدو إسرائيل أكثر اقترابا من التصرف على نحو قد يلحق ضررا فادحا بمصالح الولايات المتحدة من خلال إثارة مواجهة في مختلف أنحاء المنطقة، والتي يمكن لإيران وغيرها من القوى مثل الصين وروسيا استغلالها.
وترى باتريشيا كرم، الزميلة في "المركز العربي واشنطن دي سي" والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الجمهوري الدولي، أنه بما أن الحرب بين إسرائيل و"حماس" تهدد بجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع نطاقاً من شأنه أن يقلب موقف واشنطن وسياستها رأساً على عقب، فإن السلام والاستقرار في المنطقة قد يحتاج حتماً إلى المرور عبر غزة.
اقرأ أيضاً
من غزة إلى اليمن.. كيف تبدو استراتيجية بايدن مرتبكة في الشرق الأوسط؟
تباعد المصالح الأمريكية الإسرائيليةوبينما تبدو الولايات المتحدة متفقة مع إسرائيل، فإن مصالحهما قد تتباعد بشكل متزايد.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كونها في عجلة من أمرها لمنع انتشار الحرب، فإن الولايات المتحدة لم تكن حازمة للغاية في كبح جماح إسرائيل، ولم تكن صريحة للغاية بشأن الحاجة إلى معالجة مسألة إقامة الدولة الفلسطينية - على الأقل حتى الآن.
ولم تستخدم إدارة بايدن سوى الدبلوماسية من وراء الكواليس للضغط على إسرائيل لتقليص حملتها ضد حماس من خلال تشجيع مفاوضات الرهائن والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومن ثم، تقول الكاتبة، إن هناك قدراً معيناً من الاستعصاء على الصراع بين إسرائيل و"حماس"، والذي قد لا يظل بلا تغيير فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تغيير طبيعة العلاقات الأمريكية العربية على نحو لا رجعة فيه، بل وربما يدفع الولايات المتحدة إلى الخروج من الشرق الأوسط.
وتضيف: بغض النظر عن النتيجة، ومع تعمق خيبة الأمل إزاء تصرفات الولايات المتحدة ومواقفها، فإن الإدارة الأميركية سوف تجد صعوبة بالغة في إعادة تشكيل وإصلاح سياساتها في المنطقة، حتى ولو كان المجال والفرصة لا يزالان موجودين.
وعلى نطاق أوسع، قد تجد الولايات المتحدة أيضًا صعوبة في تغيير سياساتها في بقية بلدان الجنوب العالمي، التي تعاني بالمثل من الضيق بسبب مسار الصراع في غزة ودور واشنطن فيه، كما تقول باتريشيا.
اقرأ أيضاً
حسابات معقدة للرد على إيران.. بوليتيكو: هذا ما يخشاه بايدن
معضلة الحوثيينوبالطبع، فإن أبرز تداعيات الصراع في غزة هو دخول الحوثيين في اليمن على الخط بهجماتهم على الملاحة المتجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، والتي قوبلت بردود عسكرية أمريكية.
لكن، وبحسب الكاتبة، فإنه من المفارقة أن الضربات ضد الحوثيين قد ترمز إلى ضعف السياسة الأمريكية وتراجع قوتها في الشرق الأوسط وتكون نذيراً لما هو قادم، حيث تستعرض إيران عضلاتها مع التصعيد الشجاع للحوثيين.
ومن ناحية أخرى فإن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة لا يزال بعيداً عن تحقيق هدفه، مع استمرار الفلسطينيين في المقاومة وتجاوز عدد الشهداء 26 ألف شخص.
وفي الواقع، ليس من السهل الحديث عن الفائزين والخاسرين في هذه الحرب بالنظر إلى كيف أن كل ضحية فلسطينية تعزز مكانة إيران، حيث يشن حلفاؤها في المنطقة حوالي 160 هجومًا على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا.
ويكثف "حزب الله" نشاطاته على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ومن ثم فمن الممكن القول بأن توسع الصراع في هذا المناخ يبدو أمرا لا مفر منه، بحسب الكاتبة.
اقرأ أيضاً
إيران حققت أقصى نفوذ إقليمي ممكن.. المرشد وإسرائيل بين 5 أسباب
سلب التفوق الأخلاقيوتقول الكاتبة إنه إلى جانب التأثير السلبي على مصداقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة والجنوب العالمي، والتي كانت متحدة منذ فترة طويلة بشأن محنة الفلسطينيين وتنتقد عدم وجود قيود مفروضة على إسرائيل، فقد حرم موقف بايدن الداعم لإسرائيل في عدوانها الوحشي على غزة الولايات المتحدة من التفوق الأخلاقي الذي قدمته حرب أوكرانيا.
وتضيف: من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تنفير الحلفاء المتبقين في منطقة يحقق فيها المنافسون من القوى الكبرى والأعداء العنيدين مثل روسيا والصين تقدماً.
تعقد التطبيع السعوديوتعقدت عملية التطبيع، التي ترعاها واشنطن وتريدها بشدة، بين السعودية وإسرائيل، بسبب غزة أيضا، حيث دفعت الأحداث الرياض إلى الإصرار على موقفها بدولة فلسطينية تعترف بها إسرائيل والعالم، قبل التطبيع، وهو الأمر الذي لا يزال نتنياهو يعارضه بمراوغة واضحة.
اقرأ أيضاً
تشاتام هاوس: الردع الأمريكي ضد إيران تضرر بشدة.. وهذه طريقة ترميمه
وفي الوقت نفسه، سعت الصين إلى الاستفادة من المشاعر المؤيدة للفلسطينيين وانعدام الثقة في الولايات المتحدة لمحاولة كسب معركة الروايات، ووضعت نفسها كصانع سلام محايد (على عكس الولايات المتحدة التي تنظر الصين إلى دعمها القوي لإسرائيل وتصوره على أنه منافق)، حتى أن بكين دعت وزراء الخارجية العرب والمسلمين لإجراء محادثات بشأن إنهاء الحرب في غزة في محاولة واضحة لإزاحة واشنطن كوسيط وحيد في الصراع.
أما روسيا، التي ظلت لفترة طويلة تتودد لـ"حماس"، كما تقول الكاتبة، فتقف أيضاً على الهامش، حيث تقف للاستفادة من الصراع الذي طال أمده وتعزيز مكانتها في سياق الفوضى الإقليمية المستمرة وتراجع الاهتمام بأوكرانيا.
وتسبب عدم قدرة إسرائيل على إحراز انتصار حاسم في غزة، رغم الدعم الأمريكي الضخم، إلى تراجع في هيبة واشنطن، التي تباهت أمام العالم بدعم الفائزين دوما.
والمفارقة أنه بينما تسعى واشنطن إلى لملمة الأمور والعودة إلى الوضع السابق، لا يزال قادة إسرائيل مصرون على تحقيق "النصر المطلق" بعيد المنال.
المصدر | باتريشيا كرم / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة نفوذ أمريكا الحوثيين حماس البحر الاحمر الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی المنطقة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن 9 من كل 10 أشخاص في سوريا يعيشون في فقر، وإن واحداً من كل 4 عاطلون عن العمل، ولكن اقتصاد البلاد يمكن أن يستعيد مستواه قبل الصراع في غضون عقد من الزمان في ظل نمو قوي.
جاء هذا في تقرير جديد أصدره البرنامج وحمل عنوان «تأثير الصراع في سوريا: اقتصاد مُدمَّر وفقر مستشر وطريق صعب إلى الأمام نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي».
وقال البرنامج الأممي إن 14 عاماً من الصراع في سوريا أفسدت ما يقارب 4 عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ورأس المال البشري.
وحذر التقرير من أنه وفقاً لمعدلات النمو الحالية، لن يستعيد الاقتصاد السوري مستواه قبل الصراع من الناتج المحلي الإجمالي قبل عام 2080، موضحاً أنه لا بد أن يرتفع النمو الاقتصادي السنوي 6 أضعاف لتقصير فترة التعافي إلى 10 سنوات، وسوف تكون هناك حاجة إلى ارتفاع طموح بمقدار 10 أضعاف على مدى 15 عاماً لإعادة الاقتصاد إلى ما كان ينبغي أن يصبح عليه لولا الصراع.
وأفاد التقرير بأن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض إلى أقل من نصف قيمته منذ بدء الصراع في عام 2011، وتضاعفت البطالة ثلاث مرات. وأصبح واحد من كل 4 سوريين عاطلاً عن العمل الآن، كما أدى تدهور البنية الأساسية العامة إلى مضاعفة تأثير الصراع بشكل كبير.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إنه إلى جانب المساعدات الإنسانية الفورية، يتطلب تعافي سوريا استثماراً طويل الأجل في التنمية لبناء الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لشعبها.
وأضاف: «إن استعادة الإنتاجية من أجل خلق فرص العمل وتخفيف حدة الفقر، وتنشيط الزراعة من أجل تحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية التحتية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة، كلها عوامل أساسية لتحقيق مستقبل مستدام، والازدهار، والسلام».
بدوره، قال عبدالله الدردري، مساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية، إن مستقبل سوريا يعتمد على نهج قوي للتعافي التنموي، مشيراً إلى أن هذا يتطلب استراتيجية شاملة تعالج إصلاح الحكم والاستقرار الاقتصادي، وإعادة بناء البنية التحتية.