لماذا لدى زعيم العمال البريطاني مشكلة مع فلسطين؟.. انفجار قريب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا لمحرر مجلة "نيوستيتمان" جيسون كاولي، قال فيه إن زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر لديه مشكلة فلسطينية، لكن هل يستمع؟.
وأضاف الكاتب إن مشكلة ستارمر الفلسطينية ستزداد سوءا مع اقتراب الانتخابات العامة "والأسوأ بالنسبة له أن الكثير من نواب حزب العمال يعتقدون أن زعيمهم "طوقه" ديفيد كاميرون، وزير الخارجية، في موضوع فلسطين، حيث أخبر في الأسبوع الماضي تجمعا للسفراء العرب في لندن أن الحكومة البريطانية تفكر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ورحب السفير الفلسطيني في لندن، حسام زملط بتصريحات كاميرون التي ضاعفها في "صاندي تايمز"، لكنها أغضبت الكثيرين من نواب العمال. ليس لأنهم لم يوافقوا على ما قيل ولكن لتمنيهم أن التصريحات صدرت من زعيمهم، وفقا الكاتب.
وفي عام 2014، كانت سياسة حزب العمال تحت زعامة إد ميليباند هي الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، وهو موقف رفضه ستارمر عندما أخبر قادة يهود في الشهر الماضي أن الاعتراف لن يكون فوريا (حالة فوز الحزب الانتخابات) بل وكجزء من "عملية سلام واسعة".
ويرى الكاتب أن الكتلة البرلمانية العمالية متحدة خلف ستارمر، فالحزب يريد الفوز في الانتخابات العامة ويعتقدون أن ستارمر قادر على تقديم ما يريدون.
لكن عدم الرضى من قيادته في الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني يتعمق ويفاقم مظاهر القلق الأخرى. فدعم زعيم العمال الثابت للحرب الإسرائيلية في غزة وتردده المستمر في الدعوة لوقف إطلاق النار أدى لتقسيم النواب وأنعش اليسار المتشدد وأغضب الناخبين المسلمين الذين يدعمون تقليديا حزب العمال، حسب الكاتب.
وأشار الكاتب أن احتجاجات الشارع العربي وسياسة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وصلت إلى بريطانيا. ويخطط مرشحون مؤيدون لفلسطين لخوض الانتخابات ضد نواب معروفين. وقالت لين محمد، الناشطة الفلسطينية- البريطانية بأنها ستترشح في منطقة ويس ستيرلينغ بشمال إلفورد، ويخطط جورج غالواي بالترشح في الانتخابات التكميلية بروتشديل وتعهد بأن "يلقن ستارمر وحزب العمال درسا". وفي عام 2021، نافس غالواي، كيم ليدبيتر، شقيقة النائبة جو كوكس التي قتلها متطرف يميني في منطقة باتلي أند سبين.
ولو خسر العمال ذلك المقعد لواجه ستارمر تحد في القيادة من اليسار. ولا فرصة لفوز غالواي في روتشديل، مدينة محالج النسيج السابقة المهملة حيث واجهت غيليان دافي، غوردون براون في 2010 وتم رفض كلامها باعتبارها متطرفة، إلا أن وجوده سيزيد من الانقسامات ويشعل حماسة المؤيدين لفلسطين، حسب الكاتب.
ومنذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، واجه ممثلو حزب العمال احتجاجات من مؤيدي فلسطين وبخاصة في المناطق ذات الكثافة المسلمة، وتلقى بعضهم تهديدات. وأخبر نائب من المقاعد الأمامية عن العمال في البرلمان "نتعرض لضغوط شديدة" و "نحن في مقدمة من يتعرضون للانتهاكات، وعلينا المراقبة من الهامش حيث حاصر كاميرون ستارمر في فلسطين".
وقال الكاتب إن كاميرون هو محافظ وشاك قديم ومنذ عودته المفاجئة للحكومة، فإن موقفه من غزة قريب من المستعربين الواقعيين في وزارة الخارجية وأبعد من الموقف الداعم وبغير شروط لإسرائيل. وقبل فترة، وصف كاميرون غزة بـ "المعسكر السجن" وانتقد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006 أو ما تطلق عليها إسرائيل حرب لبنان الثانية.
وأضاف الكاتب أن ستارمر كان مصمما مع بداية زعامته للحزب على تنظيفه من اتهامات معاداة السامية وتحويله لمكان آمن لليهود. وطرد جيرمي كوربن، الزعيم السابق للحزب وتم تطهيره من اليسار وحرموا من مواقع السلطة أو الاختيار كمرشحين عن الحزب، وتم التحكم بعملية الترشيح. لكن، هل كان ستارمر قادرا على عمل المزيد في الأشهر الأخيرة ويحافظ على دعم النواب؟.
وذكر الكاتب أن ما يسمعه من أعضاء حكومة الظل أنه لا يستمع إليهم أو على الأقل يستمع إلى "شلة" في مكتبه. وقال أحد الاستراتيجيين في الحزب "يتعامل مع النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني من خلال منظور الصراع الفصائلي مع اليسار المتشدد داخل الحزب، وهوس زعيم في الحرب الأبدية ضد الجناح المؤيد لكوربن"، وحث أعضاء ما يطلق عليهم باليسار الناعم مثل هيلاري بن وشبانة محمود وإيد ميليباند من بين آخرين، ستارمر أن يظهر قوة في رده على غزة والاعتراف بالتاريخ الطويل للنزاع وعقود الحرمان للشعب الفلسطيني.
وتحت قيادة محمود، أنشأت مجموعة من النواب مجموعة على "واتساب" لمناقشة أفضل الطرق للتأثير على القيادة في المسألة الإسرائيلية- الفلسطينية. ويتحدثون مع ديفيد لامي، مسؤول الظل للشؤون الخارجية وسو غري رئيسة طاقم ستارمر، ولم يحققوا حتى الآن سوى نجاحا "محدودا".
ووفقا للكاتب، فإن القيادة لا تعتقد أن غياب أو انشقاق المسلمين في الانتخابات سيؤثر على حظوظ العمال ، مع أن الاستطلاعات كشفت عن أثر تخلف أكبر جالية مسلمة عن حظوظ العمال، فالدعم المقدم لمن يشعرون بالتهديد في مناطقهم مقدر إلا أن الرد السياسي لم يكن كافيا.
وقال الكاتب إن مشكلة فلسطين التي يعاني منها ستارمر هي صورة عن شيء أعمق. فقد كان يمتلك حدسا فطريا في المكان الذي يجب أن يكون فيه، مثل فلسطين وإسرائيل أو البيئة ولكنه لم يكن قادرا على تقديم خطة استراتيجية لتحقيق ما يريد ومنذ البداية.
وحتى في موضوع غزة والذي اتخذ فيه موقفا عنيدا، إلا أنه تعثر من خطوة لأخرى، وبدءا من مقابلته مع نيك فيراري في إذاعة "أل بي سي" في تشرين الأول/أكتوبر والتي قال فيها إن إسرائيل لها "الحق" في حرمان القطاع من الطعام والماء والكهرباء، وهي تعليقات أغضبت الكثير من النواب.
وقال نائب "فلسطين وغزة هما أكبر مشكلة لنواب الحزب في البرلمان ولكنهما تشتركان بنفس الملامح مع مشاكل أخرى". وهي "عدم رغبة القيادة الاستماع وتشكل الموقف مع تطور الظروف بدلا من البدء بموقف قائم على رؤية واضحة وما تريد ان تحققه، ولهذا السبب فإنك تقع في المشاكل، وهذا والتحول عن الموقف يعطيك فكرة عن مواقف تشكل في اللحظة، وحتى يغير ستارمر موقفه وسريعا فلن تكون الأمور سهلة".
وبحسب الكاتب، فإنه غب المحصلة يشعر ستارمر بالصدمة من الكوربونية (نسبة إلى جيرمي كوربن) لدرجة أنه لم يعد يستمع في الموضوعات المحبذة لليسار التقدمي مثل الدولة الفلسطينية وحتى لمن يجب أن يكونوا حلفاء له. وفي الوقت الحالي يبدو أن التوترات غارقة تحت الماء ولكن لا يعني أنها لن تنفجر مع قرب الانتخابات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كير ستارمر فلسطينية بريطانيا بريطانيا فلسطين الاحتلال كير ستارمر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع اليوناني يبحث مع نظيره البريطاني الثلاثاء المقبل سبل تعزيز التعاون الدفاعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يلتقي وزير الدفاع اليوناني، نيكوس ديندياس، نظيره البريطاني، جون هيلي، يوم الثلاثاء المقبل، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع بين البلدين.
وذكرت صحيفة (كاثيميريني) اليونانية اليوم أن الموضوعات الرئيسية التي سيبحثها الجانبان ستتضمن معدات الدفاع مثل تحديث مركبات صاروخية من فئة "سوبر فيتا" وتحديث أنظمة رادارية، بالإضافة إلى توسيع نطاق التعاون الدفاعي.
ووصل ديندياس إلى بريطانيا أمس /الجمعة/ حيث التقى مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، ومن المقرر أن يلتقي الاثنين المقبل مع مسؤولين بريطانيين من بينهم وزراء رفيعو المستوى بالقوات المسلحة والدفاع لمناقشة الابتكار الدفاعي والتكنولوجيا.