الثلاثي جبران يشعلون الحنين إلى أرض فلسطين بأنغام ممزوجة بالأمل
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
اعتلوا خشبة مسرح دار الفنون الموسيقية بالأوبرا السلطانية مسقط بهدوء كسره تصفيق الجمهور المترقب للاستماع إلى موسيقى شرقية نابعة من أرض فلسطين الأبية، من أنامل ثلاثة شكلوا فرقة "الثلاثي جبران" منذ عام 2003 ليواصلوا مسيرة أسرة موسيقية ويكونوا الجيل الرابع من تاريخٍ ارتبط بآلة "العود" وأناشيد "الموشحات".
انطلق الاحتفال باسم ارتبط بالفرقة ارتباطا وثيقا، وهو الراحل الأديب محمود درويش صوت النضال الفلسطيني، ليبدأ الأخوة الثلاثة بعزف مقطوعة "المسيرة الطويلة" بمقام نهاوند بينما يسترسل صوت محمود درويش بإلقائه العذب لأبيات من قصيدة "خطبة الهندي الأحمر: ما قبل الأخيرة، أمام الرحل الأبيض"، بعدها توالت معزوفات الثلاثي جبران من تأليف الأخوة الثلاثة، إذ قال سمير جبران مُرحّبا بالجمهور بعد المقطوعة الأولى: "نحن من أسرة موسيقية، والدنا هو الجيل الثالث من أسرة جبران الموسيقية وهو صانع أعواد، والوالدة منشدة موشحات، لم يكون لنا خيار إلى أن نكون تحت أجمل احتلال، وهو احتلال الموسيقى".
قدّم الثلاثي جبران معزوفاتهم المتعددة، منها معزوفة "أكثر من مرة" بمقام حجاز، ومعزوفة "مسار مع درويش" بمقام كرد، ومعزوفة "سما قرطبة" بمقام كرد، ومعزوفة "الأشجار التي نرتديها" بمقام "حجاز كار كرد"، ومعزوفة الأغنية الشهيرة "موطني" بمقام نهاوند، ومعزوفة "القمر المعلق" بمقام نهاوند التي أسرت الجمهور بروعة العزف والأداء الذي يرتبط بلوحة فنية سينوغرافية مبهرة؛ إذ تمثل القمر بصورة عملاقة من الولادة حتى الاكتمال، وكأنما يبحر العازفون في بحر الموسيقى لشهر كامل اكتمل خلاله القمر، وختاما بمعزوفة "زمن الصناعات" على مقام صبا التي امتزجت -كما بدأت- بأبيات محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" التي يقول فيها:
"علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ، رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي الفجْرِ.. آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ
عَلَى حجرٍ.. أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ، وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ.
عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا، ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْبًا مِنَ الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ، وَخَوْفُ
الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ.
عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ الأُرْضِ.. أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى
فلسْطِين.. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ".
كان العرض الموسيقى بالنسبة لي –وأعتقد للكثيرين إن لم يكن الجميع- مبهرًا وآسرًا إلى حد كبير، استعرض الأخوة الثلاثة مهارات عالية في العزف والأداء النابع من إحساس عميق، كان صوت الموسيقى هو المعبر بينهم، وكأنها حكايات النضال والكفاح والألم والوجع يتجسد على مسمع الجميع، وانتقالا إلى لمحات من الأمل والحلم بمستقبل حر يعيش فيه الأحرار، كان الثلاثي نجوما في سماء المسرح الذي تجسد تارة بالقمر وتارة بالنجوم وتارة بالغيوم، وزاد من روعة المعزوفات والدخول إلى أعماق وجدان الثلاثي اللوحات السينوغرافية التي تجسدت على المسرح لتعكس عمق الإحساس وتضيف للمتلقي أجواء أخاذة ليغوصوا أكثر نحو الروح فتُصنع الخيالات وروابط الانسجام.
اختتمت الأمسية التي كانت قصيرة نسبيا، فهذا الجمال لا يكفيه 70 دقيقة أو أكثر بقليل، لتصنع الأمسية ذكريات من الجمال والإبداع ستبقى بكل تأكيد لفترة طويلة وتكون محور حديث عن روعة مولودة من رحم الوجع.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وزير العمل يعزي أسر العمال ضحايا حادث طريق "المطرية الجديد- بورسعيد"
تقدم وزير العمل محمد جبران، بواجب العزاء والمواساة إلى أسر العمال ضحايا حادث طريق "المطرية الجديد - بورسعيد"،من أبناء مركز ومدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية، الذين جرى تشيع جثامينهم لدفنهم اليوم الخميس، وتمنى الوزير للمتوفين الرحمة والمغفرة ،وللمصابين سُرعة الشفاء.
ووجه الوزير جبران مديرية عمل محافظة بورسعيد بمتابعة تفاصيل الحادث،والمستحقات المالية لهؤلاء العمال، بحسب القانون، وإرسال تقرير عاجل بشأنه ،وكذلك مديرية عمل محافظة الدقهلية بالتوجه إلى أسر الضحايا لتقديم واجب العزاء، والمواساة.
جدير بالذكر أن طريق "المطرية الجديد - بورسعيد" قد شهد منذ ساعات، حادث تصادم سيارة نقل مع أتوبيس لنقل العاملين بالمنطقة الصناعية بجنوب بورسعيد، أثناء عودتهم مما أدى إلى إصابة 22، ووفاة 12 شخصا.