نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقابلة مع وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قالت إنه يثير المشاكل ويدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو التطرف، على حد قولها.

وقال بن غفير في المقابلة التي أجراها مع الصحيفة، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كرئيس سيكون أفضل لإسرائيل من جو بايدن، الرئيس الحالي.



وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن بن غفير صنع اسمه من خلال دعوته إلى سيطرة إسرائيل على كل فلسطين التاريخية. وفي الفترة الماضية قاد حملة لتسليح الإسرائيليين اليهود والمستوطنين في الضفة الغربية لمنع هجوم كما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر والذي قادته حماس. ولدى بن غفير القوة لإضعاف التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال إنه مستعد لاستخدام هذه القوة.


وفي أول مقابلة له مع صحيفة أجنبية، قال بن غفير إنه "سيعارض أي صفقة مع حماس تؤدي للإفراج عن  السجناء الفلسطينيين أو وقف الحرب قبل هزيمة حماس".

وأضاف أن "نتنياهو على مفترق طرق" و "عليه الاختيار في أي اتجاه يريد المضي".

وتقود الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة جهودا لوقف الحرب في قطاع غزة من خلال صفقة تقوم فيها حماس والجماعات الأخرى بالإفراج على من تبقى من الرهائن واستئناف مفاوضات السلام بشكل تقود إلى إقامة دولة فلسطينية. إلا أن بن غفير ومن معه من المستوطنين يرون أن 7 تشرين الأول/أكتوبر منحتهم فرصة رسم طريق جديد لإسرائيل وإعادة الاستيطان في القطاع المدمر، حسب الصحيفة.

ووفقا للصحيفة، فإن بن غفير قدم رؤيته من خلال إعادة توطين اليهود في المنطقة الساحلية ومنح الفلسطينيين محفزات مالية للمغادرة. وقال إن إدارة بايدن تعرقل جهود إسرائيل الحربية، فيما ستعطي إدارة بقيادة ترامب إسرائيل يدا حرة لسحق حماس.

ويواجه نتنياهو خيارا صارخا يخاطر فيه بعزل إسرائيل عن حلفائها الدوليين، لو واصل دعم بن غفير ومن معه من المتطرفين أو انسحابهم من خلال الستة نواب الذي انضموا إلى تحالفه، وفقا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن يوهانا بليسنر، مدير معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قوله إن بن غفير لديه نفوذ على نتنياهو و "آخر شيء يريده هو انتخابات مبكرة، وهو ما يعرفه بن غفير". وقالت الصحيفة إن بن غفير يحب "المقالب"، فقد تخفى في زي رجل عادي وذهب إلى محطة شرطة لكي يستعلم عن الخدمات التي يمكنه الحصول عليها، وعادة ما يرتدي بدلة غير مرتبة، وهو ما يقربه من أنصاره. أما المعادون له فيرونه خطيرا لا يتورع عن استفزاز نزاع واسع مع الفلسطينيين وتوسيع قاعدة الدعم له.

وقال مسؤولون إن  دعوات بن غفير لإعادة احتلال القطاع تجعل من الصعوبة عليهم تقديم جدالهم في العواصم الغربية. وقال مسؤول معارض "عندما يفتح بن غفير فمه فإنه يخلق ردود فعل سلبية تعقد علينا جهود مواصلة الحرب وإحضار الرهائن"، وأشار إلى أن تصريحاته كانت سببا في تفكير بريطانيا والولايات المتحدة الاعتراف ومن طرف واحد بالدولة الفلسطينية، وفقا لما نقلته الصحيفة.

وقال مسؤول في الائتلاف الحكومي إن بن غفير  هو "صداع" لنتنياهو وتأثيره قليل عليه. وانتقد بن غفير بايدن في خروج عن التقاليد المألوفة لانتقاد رئيس في منصبه وقال "بدلا من تقديم الدعم الكامل لنا، بايدن منشغل في تقديم الدعم الإنساني والوقود [لغزة] والذي يذهب إلى حماس" و "لو كان ترامب في الحكم، فستتصرف الولايات المتحدة بطريقة مختلفة".

وذكرت الصحيفة أن دعوات بن غفير لقطع الماء والكهرباء والمياه عن القطاع تجد صدى في قاعدته الشعبية. وهناك أقلية معقولة من اليهود الإسرائيليين تدعم الاستيطان في غزة، مع أنها كانت مجموعة على الهامش قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، حسب استطلاع أجرته جامعة "تل أبيب". وسحبت إسرائيل المستوطنين في عام 2005. وتقوم خطة بن غفير على "تشجيع الفلسطينيين في غزة للخروج طوعا والهجرة إلى أماكن في العالم"، وقال إن هذا "هو العمل الإنساني الحقيقي". وقال إنه متأكد من موافقة الفلسطينيين من خلال مناقشاته مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والتقارير الاستخباراتية التي يتلقاها كوزير أمن، إلا أنه رفض مشاركة الصحيفة في التقارير. وقال إن مؤتمرا دوليا يمكن أن يحدد ويساعد الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين.

وتشير استطلاعات الرأي والنقاشات العامة أن خطة كهذه لن تحظى بقبول وبل وستواجه بمعارضة من سكان غزة الذين يخشون من خطط إسرائيل لتهجيرهم وبشكل دائم من بلدهم واستبدالهم بالمستوطنين اليهود. وستجد معارضة من الحكومة الأمريكية والغربية التي تطالب إسرائيل التخلي عن خطط احتلال غزة والخروج، وفقا للتقرير.


ولم يكشف نتنياهو عن خططه لغزة بعد الحرب، فهو وإن نفى خطط إعادة الاحتلال إلا أنه أكد على سيطرة إسرائيل على الأمن في غزة. وهناك إشارات عن زيادة تأثير بن غفير، حيث تقترح استطلاعات حصول حزبه، القوة اليهودية سيرفع مشاركته في الكنيست من 6 مقاعد إلى 8 أو 9 مقاعد. ولن يكون قادرا على مزاحمة حزب الليكود الممثل حاليا بـ 32 مقعدا، لكن شعبية حزب نتنياهو تراجعت وسيحصل على معدل 19- 27 مقعدا لو أجريت انتخابات مبكرة.

وعندما ظهرت تقارير عن صفقة محتملة لتبادل الرهائن، كتب بن غفير على منصة "إكس" إنه سيطيح بالحكومة لو مررت الصفقة. وعلق نتنياهو من مستوطنة في الضفة الغربية أنه لن يوافق على صفقة كهذه، مع أنه ظل صامتا بشأن المفاوضات.

ويقول بن غفير أنه ليس متعجلا لسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو لأن مسيرته السياسية بدأت للتو وأن هذا سيؤدي إلى حكومة يمين- وسط "بمشيئة الرب سأمضي بعيدا"، حسب الصحيفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال بن غفير نتنياهو ترامب غزة غزة نتنياهو الاحتلال ترامب بن غفير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إن بن غفیر من خلال وقال إن فی غزة

إقرأ أيضاً:

المتطرفان سموتريش وبن غفير يرحبان بعودة عدوان الاحتلال على قطاع غزة

رحب المتطرفات الإسرائيليان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، الثلاثاء، باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة في خرق لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وقال وزير المالية في حكومة الاحتلال وبتسلئيل سموتريش، "كما وعدنا وشرحنا، عاد جيش الدفاع الإسرائيلي الليلة إلى شن هجوم قوي على غزة بهدف تدمير حماس، وإعادة جميع الرهائن، وإزالة التهديد الذي يشكله قطاع غزة على المواطنين الإسرائيليين".

وأضاف في تدوينة على منصة "إكس"، أن "هذه عملية تدريجية بُنيَت وخططنا لها في الأسابيع الأخيرة منذ تولي رئيس الأركان الجديد منصبه، وستبدو مختلفة تمامًا عما تم إنجازه حتى الآن".


وأشار إلى أنه بقي مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة رغم معارضته لصفقة وقف إطلاق النار، مردفا بالقول "ونحن عازمون أكثر من أي وقت مضى على إكمال المهمة وتدمير حماس".

من جهته، قال المتطرف إيتمار بن غفير الذي انسحب من حكومة الاحتلال احتجاجا على وقف إطلاق النار، إنه "يرحب بعودة دولة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى القتال المكثف".

وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، "كما قلنا في الأشهر الأخيرة، عندما انسحبنا: يجب على إسرائيل أن تعود للقتال في غزة: هذه هي الخطوة الصحيحة والأخلاقية والمعنوية والأكثر تبريراً، من أجل تدمير منظمة حماس الإرهابية وإعادة رهائننا - يجب ألا نقبل بوجود منظمة حماس ويجب تدميرها"، على حد زعمه.

وكانت صحيفة "معاريف" أوضحت أنه من المتوقع  أن يعود بن غفير إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد استئناف الحرب على قطاع غزة.

وفجر الثلاثاء، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، طالت عددا من المنازل المأهولة.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن قصف الاحتلال أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني معظمهم أطفال، وذلك في التصعيد المفاجئ الذي شنته طائرات الاحتلال الحربية بشكل متزامن في مختلف مناطق قطاع غزة.

في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنّ الأخير ووزير الحرب يسرائيل كاتس أصدرا تعليماتهما للجيش بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في قطاع غزة.


وزعم البيان أنه "بعد رفض حماس مرارا وتكرارا إطلاق سراح الأسرى، ورفض كل العروق التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء".

ولفت إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تقوم حاليا بهجمات على أهداف عدة في جميع أنحاء قطاع غزة، بهدف تحقيق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والأموات.

وشدد بيان مكتب نتنياهو على أنه "من الآن فصاعدا، ستتحرك إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة"، منوها إلى أن "الجيش الإسرائيلي عرض الخطة العملياتية نهاية الأسبوع الماضي، ووافق عليها المستوى السياسي".

مقالات مشابهة

  • ماذا تريد إسرائيل من اغتيال أركان العمل الحكومي والأمني في غزة؟
  • ماذا تريد إسرائيل؟
  • جيش إسرائيل يعيد احتلال محور نتساريم.. وكاتس يهدد سكان غزة
  • مع استئناف العدوان على غزة.. «بن غفير» المتطرف يستعيد منصبه بأوامر من نتنياهو
  • حكومة الاحتلال توافق على إعادة تعيين المتطرف بن غفير وزيرا للأمن القومي
  • بن غفير يعود لحكومة نتنياهو بعد استئناف العدوان على غزة
  • «الليكود» يعلن عودة حزب بن غفير اليميني المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية
  • إسرائيل ترفض وقف النار.. وعرض من الوسطاء وسط جهود مكثفة
  • شقيق أسير يتهم نتنياهو وحكومته بالكذب: هم من دمروا الصفقة
  • المتطرفان سموتريش وبن غفير يرحبان بعودة عدوان الاحتلال على قطاع غزة