وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-02-19@20:52:27 GMT

هل يدفع بايدن الثمن؟

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

هل يدفع بايدن الثمن؟

سرايا - مع أنَّ جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق، هو الرجل الذي غيَّر تاريخَ إيران، وأوصل آية الله الخميني من المنفى إلى حكم طهران، إلَّا أنَّ حظَّه كانَ مثل حظ سنمَّار، الذي كافأه السلطان بإلقائِه من أعلى البرج، فقد احتجز النظامُ موظفي سفارة الولايات المتحدة رهائنَ لأكثرَ من عام. خسر كارتر الانتخابات، وإمعاناً في إهانته أطلقت طهران سراحَهم في صباح اليوم التالي لتولّي رونالد ريغان الرئاسة.





وكذلك الأمرُ مع باراك أوباما، الذي وقَّعَ اتفاقاً اعتبرته طهران انتصاراً، وأغضبَ الحلفاءَ من دول الخليج و"إسرائيل"، يسمح لطهرانَ بالتخصيب النووي، ويُنهي العقوبات الاقتصادية عليها، من دون أن تقدّمَ التزامات بوقف ميليشياتها. وفي الأيام الأخيرة من رئاسته، كانت المكافأة إذلالَ بحارةٍ أميركيين اقتاد الحرسُ الثوري بارجتَهم من مياه الخليج، وبثُّوا صورَهم مستسلمين على أرض السفينة.

جو بايدن، مثل كارتر وأوباما، في عهده أصبحت الحكومةُ الإيرانية أغنَى حكومة في تاريخ الجمهورية الإيرانية. فهو شبه عطّل فرض العقوبات الاقتصادية، و«شجع» إيران على بيع كمياتِ نفطٍ الأكثر في تاريخ البلاد منذ سقوط الشاه، بعد أن كانت بائعاً بترولياً صغيراً في عهود سبعة رؤساء أميركيين سابقين. وعوضاً عن أن تردَّ الجميل والتصالح مع إدارة بايدن، زادت نشاطاتها العسكرية المُعادية للأميركيين في كل مكان مضطرب في المنطقة.

طبعاً، لا يمكن فهمُ هذا الجزء من العلاقة الغريبة من دون فهم كل قصة الخلاف بين واشنطن وطهران، التي بلغَ عمرها 45 عاماً. معظمها يدور رحاها غرب إيران، في المنطقة العربية، وتتَّسع مع الوقت، واشنطن لا تريد حرباً مباشرة لأنَّها مكلِّفة وقد لا تكسبها، فإسقاط نظام صدام تمَّ في أسبوعين فقط، لكن إدارة العراق دامت عقداً وفشلت. نظام طهران ليس بالفردي مثل العراق، ومهمة محفوفة بالأخطار بعد ذلك. طهران، رغم عنترياتِها تخشى من الحرب، وحتى المواجهات المحدودة مع أميركا؛ لأنَّها ستُضعف النظامَ، إن لم تدمّره.

ولا شك أنَّ النزاعات أتعبت الطرفين، وخربت المنطقة، ولا توجد أهدافٌ واضحةٌ ومعلَنة، على الأقل من الجانب الإيراني، إلا الهيمنة والنفوذ اللذين يمكن تحقيقهما عبر النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي، وليس العسكري وحده. كما أنَّ الصراع مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ربَّما ينجح في تقليص حضورها في أجزاء من المنطقة، لكنَّها ستظلُّ موجودة إقليمياً وستبقى قوةً مهيمنة عالمياً.

حروب الوكالة هدفُ إيران منها توسيعُ نفوذِها الإقليمي، والتضييق على خصومها الإقليميين، وقد بيَّنت حربُ غزةَ خطورة التمدد الذي هدَّد الممرات الدولية واضطر دولة مثل الهند إلى إرسال قوة عسكرية بحرية والمشاركة لأول مرة، مثل الدول الكبرى، في حمايةِ تجارتها، وإعلان نفسها قوةً في بحر العرب. هذه التداعيات؛ رفع مستوى الصراع العسكري مع الولايات المتحدة، والتمدد الجغرافي، واستهداف دول جديدة مثل الأردن، وضرب اقتصاد مصر بحصارِ قناة السويس، ستؤدي إلى مزيد من التوتر، وربما الفوضى التي لن تكونَ في صالح المنطقة، ولا إيران كذلك.

ألا يمكن أن يدفعَ ذلك إدارة بايدن التي لا تريد المواجهات العسكرية إلى البحث عن حلول لتحقيق سلامٍ مؤقت، عقد أو عقدين آخرين مثلاً؟ حرب 2006 بين حزب الله و "إسرائيل" عملياً أوقفت المواجهات إلى اليوم تقريباً، باستثناء عمليات محدودة. يمكن أن تنتهي حرب غزة بإبعاد حماس جنوباً، كما تمَّ إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني من قبل، وربَّما منح السلطة الفلسطينية قيادة المرحلة الجديدة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد يكون الحلُّ محدوداً وغطاء لانسحاب أميركي من الأزمة يهوّن على بايدن تصوير النتيجة على أنَّها لم تكن هزيمةً ونتيجةً لتراخي سياسته تجاه إيران.
إقرأ أيضاً : نتنياهو: الأونروا جزء من المشكلة ويجب استبدالهاإقرأ أيضاً : جيش الاحتلال ينسف مربعا سكنيا غرب مدينة غزةإقرأ أيضاً : لبيد: بن غفير أثبت أنه لا يفهم شيئا في السياسة الخارجية


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يزور إيران.. ملفات ساخنة على طاولة النقاش

بغداد اليوم - متابعة

يتوجه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء (19 شباط 2025)،  إلى طهران في زيارة رسمية إلى إيران، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وذكرت وكالة أنباء قطر أن زيارة أمير البلاد تكتسب أهمية خاصة نظراً للعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين، فضلاً عن الظروف والتطورات الراهنة بالمنطقة، وما تتطلبه من تكثيف المشاورات بأعلى المستويات، وتنسيق الرؤى والمواقف تجاه مختلف التحديات والتطورات.

من جهته قال سفير إيران في الدوحة علي آبادي إن زيارة أمير قطر إلى إيران تؤكد عزم البلدين الراسخ على تعزيز العلاقات بينهما، مشيراً إلى أن الاجتماعات الثنائية بين قيادتي البلدين توفر منصة مناسبة لتعميق التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، في إطار الرؤى السياسية المشتركة بشأن المساهمة في حل الأزمات الإقليمية سلمياً.

وأثارت الزيارة موجة من التكهنات حول أهدافها، أبرزها الرسالة الأمريكية التي قد يحملها تميم بن حمد آل ثاني إلى طهران، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين إيران وأمريكا بعد توقيع مذكرة الضغط الأقصى من قبل دونالد ترامب.

وأكد مصدر مطلع في حديثه مع صحيفة “شرق” الإيرانية أن أمير قطر قد يحمل رسالة من أمريكا، لكنه سيؤدي دور الوساطة بين إيران وسوريا ويحمل حلًا لبناء الثقة بين طهران ودمشق بهدف إعادة فتح السفارة الإيرانية.

ويرى مراقبون أن إيران ستستثمر علاقاتها الطيبة مع قطر، كي تفتح طريقاً جاداً للعودة السريعة إلى سوريا. لذا، فإن زيارة أمير قطر ذات أهمية مضاعفة، فمن خلال تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران والدوحة ومتابعة الاتفاقات بينهما، من المؤكد أن الجانبين سيسعيان إلى إيجاد حلول عملية لتقليص التحديات الحالية بين طهران ودمشق.

مقالات مشابهة

  • من طهران إلى مكران .. إيران تدرس نقل العاصمة
  • أمير قطر يزور إيران.. ملفات ساخنة على طاولة النقاش
  • إيران تدرس نقل العاصمة إلى الجنة المفقودة على الساحل الجنوبي
  • اعلام العدو ينشر تقريرا مرعبا عن حجم الإصابات و”الثمن الباهظ” الذي دفعه جنود الاحتلال في غزة
  • إيران تدرس نقل عاصمتها من طهران إلى ساحل خليج عمان
  • نتنياهو يدفع المنطقة نحو الهاوية
  • خبيرة أمريكية: إيران تستخدم الحوثيين لتحويل اليمن إلى "قاعدة عسكرية" لنقل الأسلحة والمقاتلين نحو شرق المتوسط واستغلاله في إنتاج الكبتاغون
  • غانتس: الثمن الذي دفعناه باهظ و يجب أن نكون على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة
  • رسالة شديدة اللهجة من إيران بشأن برنامجها النووي
  • هكذا تُصنع الفتن .. من يربح ومن يدفع الثمن؟