هكذا يخطط عمران خان للفوز بالانتخابات الباكستانية من السجن
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تؤمن حركة "إنصاف" الباكستانية ورئيسها عمران خان، بقدرتهما على تحقيق الفوز في الانتخابات العامة التي ستجري في البلاد هذا الأسبوع، رغم المنع والسجن.
ويطمح الحزب إلى تجاوز "حملة القمع" التي تشنها السلطات على الحزب ومرشحيه، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وأوجه سياسية جديدة، في وقت يتواصل فيه سجن زعيمه، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأُطيح عمران خان من رئاسة الوزراء بحجب الثقة عنه في أبريل 2022، وقال إن المنظومة العسكرية الحاكمة لفقت ما ينسب إليه من مخالفات يتخطى عددها المئتين، لمنعه من خوض الانتخابات المقررة في الثامن من فبراير الجاري.
وفيما رفضت طلبات ترشيح عشرات المسؤولين في الحزب، يضطر آخرون منهم للترشح بصفة مستقلة، وقد تعرض عدد كبير منهم لمضايقات أو اضطر للتواري عن الأنظار.
واندلعت احتجاجات قوية في أعقاب اعتقال عمران خان، شابتها أعمال عنف، كما ألقي القبض على المئات من أنصاره، بتهمة التورط في مهاجمة المباني العسكرية، بما في ذلك مقر إقامة أكبر مسؤول عسكري في لاهور.
وفي الأسابيع والأشهر التي تلت الاحتجاجات، أعلن سياسيون استقالتهم من حزب حركة الإنصاف أو اعتزال السياسة تماما. وكان من بين هؤلاء أفراد من قيادته العليا، وهو ما قالت السلطات إنه مؤشر على أن أنصار خان القدامى لا يريدون الارتباط بحزب يتحمل مسؤولية الاضطرابات، فيما تقول الحركة إن الاستقالات كانت قسرية.
تسير ريحينا دار بين شوارع مدينة سيالكوت الواقعة في مقاطعة البنجاب. تحت قرع الطبول بينما تمطرها بتلات الورد من الأعلى.
إذا كان دخولها إلى عوالم السياسة بشكل غير متوقع في السبعينيات من عمرها يفاجئها ومعارفها، إلا أنها لم تظهر ذلك للحظة، متجاهلة المخاوف التي دفعت العديد من زملائها المدعومين من الحركة إلى العمل بعيدا عن الأنظار أو التقاعد من السياسة.
تقول بثقة شخص عمل مع الناخبين لسنوات: "إنه لأمر جيد جدا أن يقف معي أبناء وبنات وإخوة وأمهات مدينتي سيالكوت الفخورين".
وتضيف: "أنا مع عمران خان وسأبقى مع عمران خان. حتى إذا تركت وحدي، سأظل أحمل علم عمران خان وأخرج إلى الشوارع".
كان عضو الحركة الآخر، عاطف خان، وزيرا إقليميا في خيبر بختونخوا في شمال باكستان، قبل الإطاحة بعمران خان، أما الآن فهو مختبئ منذ شهر مايو، وكجزء من حملة الحزب، يظهر في مقاطع فيديو يتم بثها على شاشات يبلغ طولها ثلاثة أمتار ينقلها أنصار حركة الإنصاف بين ساحات البلدة.
ويقول خان إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها إيصال رسالته إلى الناخبين فيما يواصل الفرار من السلطات، معتقدا أنه لن يحصل على محاكمة عادلة.
وقال خان لـ"بي بي سي": إنها تجربة مختلفة تماما لحملة انتخابية، ليست بين الحشود، ولا على المسرح، وليس بين الناس، لكننا نحاول إدارتها".
وتابع أن "أكبر قاعدة دعم للحركة هي الناخبين الشباب. إنهم يستخدمون الوسائط الرقمية والهواتف المحمولة، ولهذا السبب اعتقدنا أننا يجب أن نكون أكثر تفاعلا معهم من خلال ذلك. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به، يمكننا القيام بحملات من خلال وسائل الإعلام الرقمية ".
وأشارت "بي بي سي" إلى أن التكنولوجيا تلعب دورا حاسما في حملة مرشحي الحركة.
وتضم الصفحات الرسمية للحزب على منصات إكس وإنستغرام وتيك توك، ملايين المتابعين، أي أكثر من الحزبين الرئيسيين الآخرين – حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – مجتمعين.
وعمران خان هو الزعيم الوحيد للأحزاب الثلاثة الذي يتوفر على حساب شخصي على كل من هذه المنصات الثلاث أيضا، مما يعني، وفق البي بي سي: "وصول رسائل الحزب مباشرة إلى أيدي الناس".
ويسعى مديرو الحملة الانتخابية أيضا إلى استخدام التكنولوجيا لمساعدة الناخبين على معرفة المرشحين المستقلين الذين تدعمهم الحركة.
وتشير "بي بي سي" إلى القمع الذي تواجه به السلطات تجمعات ومسيرات الحركة. وفي أواخر يناير، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من أنصار الحركة في كراتشي، حيث قالت السلطات إنهم لم يحصلوا على التصاريح اللازمة للتجمع.
واعتبرت الحركة، أن الحادثة كانت أحدث مثال على كيفية منعهم من القيام بحملاتهم الانتخابية. وتحدث كل فريق من أعضاء حملة المرشحين الذين تحدثت معهم "بي بي سي" عن تعرض أنصارهم لـ"الترهيب".
وزعمت حركة PTI أنه كانت هناك حملة مضايقات واختطاف وسجن وعنف ضد مرشحيها لمنعهم من الترشح.
في المقابل، قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، مرتضى سولانجي، لبي بي سي: "نعتبر هذه الادعاءات سخيفة ولا أساس لها من الصحة".
وتابع: "نعم، تم القبض على أشخاص، لكن هذه الاعتقالات تمت لأن بعضها يتعلق بأحداث الشغب والبعض الآخر يتعلق بقضايا جنائية أخرى".
"ومع ذلك، فإن أعضاء الحركة أحرار في التعبير عن معارضتهم وادعاءاتهم حتى لو كانت لا أساس لها من الصحة وتنشرها وسائل الإعلام. وفي الوقت نفسه، لديهم خيارات قانونية أخرى متاحة، بما في ذلك التوجه نحو أعلى المحاكم في البلاد".
وتمتلئ القنوات التلفزيونية الباكستانية بتغطية التجمعات الانتخابية لمنافسي خان، نواز شريف، عن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، أو بيلاوال بوتو عن حزب الشعب الباكستاني، فيما كانت التغطية الوحيدة التي حظيت بها الحركة في الأسبوع الذي سبق الانتخابات، تتعلق بأحكام السجن التي صدرت بحق مؤسسها.
وقضت محكمة باكستانية، السبت، بعدم شرعية الزواج الثالث لرئيس الوزراء السابق عمران خان بموجب الشريعة الإسلامية، وحكمت على الزوجين بالحبس سبع سنوات، وفق حزبه.
والقرار القضائي الصادر السبت، هو الثالث خلال أسبوع ضد نجم الكريكت السابق، بعدما حكم عليه بالحبس عشر سنوات لإدانته بتسريب وثائق سرية وأيضا بالحبس 14 سنة لإدانته وزوجته بشرى بيبي بالفساد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الباكستانية عمران خان الانتخابات السجن باكستان السجن الانتخابات عمران خان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عمران خان بی بی سی
إقرأ أيضاً:
لماذا ولّت الحركة الإسلامية الأدبار شرقاً؟
منذ سطو الحركة الإسلامية على السلطة، لم تواجه تمرداً أثار حفيظتها كتمرد دارفور وكردفان، فلم تحسب له الحسبان الكافي، ظناً منها أنه مجرد صداع يزول بتناول حبّة البندول، كما قال الطيب مصطفى مهندس كراهية الجنوبيين الذي فصل الجنوب أرضاً وشعباً، حينما عقد المقارنة بين تمرد قرنق وتمرد دارفور، فلم يدري استراتيجيو المركز المتجلي في الحركة الإسلامية، بأن التحدي الأكبر هو الغرب الكبير مصدر البترول والصمغ العربي، قبل أن يكون مصدراً للرجال الأشداء، فمن لا يقرأ التاريخ لا يهتدي إلى سواء السبيل، وإهمال الكيانين الغربي والجنوبي في معادلة الثروة والحكم، ينسف أي أطروحة سياسية تستهدف المحافظة على سلطة أصحاب الامتيازات التاريخية، وكثير من منظري المركز لا يعيرون بالاً للثورة الوطنية الأولى، فيركنونها في زاوية الدروشة، وفي الواقع هي غير ذلك تماماً، لقد كانت الأساس الذي أمّن الحاضر الجامع لشتاتنا، وهذه الصخرة الصماء المرتكز عليها إرث الوطن، ما تزال ترفد نار الثورة في كردفان ودارفور بالحطب والقش، وهذا الصمود هو الذي حطّم صنم المركز في الخامس عشر من أبريل قبل سنتين، لذا يكون من المستحيل استتباع هذه الكيانات الاجتماعية والاقتصادية، للمنهاج المركزي القديم الضارب بعرض الحائط قدر إنسانها وقيمة موردها الاقتصادي، والحريص على تكريسها لتكون مزرعة خلفية يرعاها المالكون – نفس منهاجية الجار الشمالي في التعامل معنا، وذات الملامح الاستعمارية التي رفضها المهمشون فثارت ثائرة المركزيين.
الشرق متنازع الأطماع والهوية بين السودان وإرتريا، وكونه محتضناً لميناء السودان يفرض عليه ذلك أن يكون منتقصاً في سيادته على أرضه، بحكم خضوع المنافذ البحرية لرادار الملاحة الدولية، لذلك حرصت الحركة الإسلامية وقائدها علي كرتي، على أن تجلي قيادة جيشها وسكرتارية إدارة شئونها إلى بورتسودان أولاً بأول، ولم يكن الإجلاء لعطبرة أو الدامر، للحسابات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية الصرفة، وشرق البلاد لم يشهد تمرداً عسكرياً عنيفاً يجبر السكان على توحيد الجبهة الداخلية، لذا استمرت به الدعاية القديمة (جيش واحد شعب واحد)، أما الشمال فيفتقر إلى الثقل السكاني والمورد الاقتصادي، وهذان عنصران لا فكاك منهما في الحرب، فعلى الرغم من تمدد الشمال كنخبة سياسية مثّلت عمق مركز السلطة لسنين، إلّا أن للحروب تدابيرها، هذا فضلاً عن ضعف الشمال وعدم جرأته على إبداء أي نوع من الامتعاض، الذي لا يسمح به الجار الشمالي، فانخفاض مستوى الديموغرافيا وانكشاف التضاريس ومجاورة دولة (لئيمة)، جميع هذه الأسباب كانت وما تزال تمثل دافعاً للغزوين الخشن والناعم لأرض النيلين، كل هذا وذاك لا يترك للشمال درباً غير دروب السير تحت ظلال الأسوار، ومن هنا وجد أنصار الحركة الإسلامية ضالتهم في الإقليمين، باعتبارهما مهيئين لممارسة نشاطها الهادف لاستعادة ملكها المنزوع، لذلك تراها الأكثر انزعاجاً من أي وقت مضى لانتقال الحرب إلى مروي.
الحركة الإسلامية من أكثر التنظيمات السياسية حظاً في السودان، كونها حصلت على امتياز حكم البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً بلا منازع، فامتلكت كل قواعد البيانات وكذا القواعد العسكرية، وعرفت كيف تؤكل الكتف، لكن خطأها الاستراتيجي القاتل، هو أنها أكلت كتف الخروف لوحدها، ولم تترك حتى العظام اليابسة لفقراء السودان، فبدلاً من أن تحافظ على كل شيء، فقدت كل شيء، وآخر مراحل التفاف ساقها بساقها ستكون على فراش الموت ببورتسودان، أو على السرير الأبيض في مروي، وسوف يتم إخراجها من هذين الإقليمين، ليس بقوة غريمها العسكرية الغاشمة، وإنّما باتفاق أصحاب المصلحة الدوليين، الناصبين لراداراتهم بميناء بورتسودان، الحاشدين لمراكز مخابراتهم على حدودنا المتاخمة، فالحركة هربت شمالاً وشرقاً لعلمها التام بأماكن الحظر، ومواضع الخطوط الحمراء المرسومة من قبل الدوليين، ومن ظن أن جغرافيا كوكب الأرض مثل الفلاة، أو كصحراء بيوضة يسدر فيها الراعي كما يشاء، فهو جاهل، فلم تكن سطوة الحركة الإسلامية على السودان إلّا بمباركة دولية، أما الآن، فقد تغيّرت الأحوال كثيراً، كالأحوال المترتبة على قرارات أجهزة المخابرات بحق العميل الذي انتهت صلاحيته، فلقد استنفذت الحركة الإسلامية غرضها في البقاء داخلياً وخارجياً، ولم يتبقى سوى تشييعها في مراسم احتفالية، يشرف عليها سكان الشمال والشرق، حينها ترحل السحابة الداكنة، وتنقشع الغشاوة من أعين الذين ضللتهم الدعاية الكذوب (جيش واحد شعب واحد).
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com