الجزيرة:
2025-05-01@03:29:05 GMT

دروس من حياة مستثمر مخضرم

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

دروس من حياة مستثمر مخضرم

مع تطور العالم المالي، يفكر أحد المستثمرين المتمرسين في مهنة امتدت لأكثر من 5 عقود، مستخرجًا دروسًا دائمة من رحلة ديناميكية تميزت بالابتكار والتحولات التنظيمية والطفرات الاقتصادية والأزمات. وبالاستناد إلى تجاربه ورؤاه الشخصية، يلقي الصحفي المالي البريطاني جون بلندر -في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز- الضوء على المبادئ الأساسية التي صمدت أمام اختبار الزمن.

الدرس الأول: التنويع كأداة لإدارة المخاطر

يبدأ السرد أواخر الستينيات، وهو وقت الوفرة المالية الذي تجسد في أسهم النمو "Nifty Fifty" في بورصة نيويورك. ويروي بلندر درسًا محوريًا تعلمه خلال مراجعة صندوق معاشات التقاعد الإمبراطوري للتبغ، بقيادة الخبير الشهير جورج روس جوبي.

وتحدى روس جوبي الحكمة التقليدية من خلال تحويل استثمارات الصندوق من الأوراق المالية الآمنة المفترضة إلى الأسهم، وتعزيز التنويع داخل فئة الأصول هذه. وكانت النتيجة إنشاء محفظة قوية، وأصبحت أهمية التنويع واضحة، ولو بطريقة مختلفة عن الأساليب التقليدية.

التنويع بالاستثمار ضرورة لتحقيق استقرار وتقليل المخاطر (غيتي)

وعلق بلندر وقتها "كان هذا درساً عملياً في آلية عمل التنويع، ولو أنه لم يكن على النحو الذي تصوره خبراء الاقتصاد مثل هاري ماركويتز".

الدرس الثاني: مخاطر توقيت السوق

جلبت السبعينيات اضطرابات، مدفوعة بإلغاء القيود التنظيمية والتحولات الاقتصادية. وكان من بين الأحداث البارزة القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بالتخلي عن قابلية تحويل الدولار إلى ذهب عام 1971. وقد أبرزت تقلبات السوق التي تلت ذلك عدم القدرة على التنبؤ بأسعار الأصول العالمية. ويؤكد السرد عدم جدوى محاولة تحديد توقيت السوق، بالاعتماد على الأحداث التاريخية حيث ناضل المستثمرون من أجل العودة للسوق بعد الانكماش.

الدرس الثالث: إشارات عرض النقود والحقائق التضخمية

يشير بلندر إلى طفرة "دوت كوم" التي شهدتها أواخر التسعينيات مسلطا الضوء على التحدي المتأصل الذي يفرضه إيمان خبراء الاقتصاد الراسخ بكفاءة السوق. ويتعمق السرد في العامل النفسي المتمثل في الخوف من تفويت الفرصة (FOMO) الذي يدفع فقاعات السوق، إلى جانب الاستجابات اللاحقة من البنوك المركزية. وقد لوحظت هذه الظاهرة في الأزمة المالية 2007-2009، مما يؤكد الأهمية الحاسمة للاستجابة لإشارات المعروض النقدي والاعتراف بالقيود المفروضة على السندات الحكومية كوسيلة للتحوط خلال فترات التضخم.

الدرس الرابع: وهم الاستثمارات الآمنة

وبالتأمل في فترة ما بعد الانهيار بالعقد الأول من القرن الـ21، يشير بلندر إلى العودة إلى نمط يذكرنا بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث انجذبت صناديق التقاعد، تحت ضغط الجهات التنظيمية، نحو السندات الحكومية بحثاً عن الأمان. ومع ذلك، فإن السرد يتحدى فكرة السلامة في الاستثمارات محذرا من صنع مخاطر نظامية من خلال إستراتيجيات موحدة.

محاولات الهيئات التنظيمية لجعل صناديق التقاعد الفردية خالية من المخاطر تجعل هيكل السوق الإجمالي أكثر خطورة (غيتي)

وفي هذا السياق، يقول بلندر "إن محاولات الهيئات التنظيمية لجعل صناديق التقاعد الفردية خالية من المخاطر تجعل هيكل السوق الإجمالي أكثر خطورة".

الدرس الخامس: التنقل فيما لا يمكن التنبؤ به

وفي الختام، يفكر بلندر في الارتفاع المستمر للديون، معترفًا بحتمية حساب الديون بشكل كبير. وفي حين أن الذهب قد لا يوفر التأمين ضد انخفاض الأسعار، فإن السندات الحكومية يُنظر إليها على أنها وسيلة تحوط أكثر موثوقية. ويعكس الاستنتاج الطبيعة الدورية للأسواق المالية وحاجة المستثمرين إلى التكيف مع الطبيعة المتطورة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائية

تشير دراسات حديثة إلى أن أنظمة الغذاء في العالم تشهد تحولا خطيرا بسبب تغير المناخ، حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى خلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والجراثيم في الإمدادات الغذائية.

وكشفت دراسة نشرت في مجلة "إي بيو ميديسين" (eBiomedicine) أن كل ارتفاع في الحرارة بدرجة واحدة تزيد معدل الإصابة بعدوى"السالمونيلا" و"الكامبيلوباكتر" (عدوى العطيفة) وترفع خطر الإصابة بالتسمم الغذائي بنسبة 5%.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة تحذر: نحو 17% من الأراضي الزراعية بالعالم ملوثة بالمعادن السامةlist 2 of 4البلاستيك النانوي الخطر الخفي على التربة والبيئةlist 3 of 4الاحتباس الحراري يهدد "غابات البحر".. 84% من الشعاب المرجانية تضررتlist 4 of 4تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسطend of list

وتتعدد الآليات التي يجعل فيها تغير المناخ الغذاء أكثر عرضة للتلوث، حيث تسرع موجات الحر الشديد من نمو البكتيريا مثل "السالمونيلا" و"العصوية الشمعية" في الأطعمة، خاصة تلك المخزنة بعد الطهي.

كما تؤدي الفيضانات المتكررة إلى تلوث المحاصيل بمياه الصرف الصحي، بينما تؤدي مستويات الرطوبة المرتفعة إلى وجود بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات على الخضروات الورقية التي تستهلك نيئة مثل الخس.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض المنقولة بالغذاء تصيب نحو 600 مليون شخص سنويا، وتتسبب في 420 ألف حالة وفاة، ويتأثر الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص، حيث يسجل 125 ألف حالة وفاة بينهم سنويا بسبب هذه الأمراض.

وسهّل الاحتباس الحراري تلويث مصادر الغذاء بالبكتيريا والجراثيم الأخرى، كما تتعرّض إمدادات الغذاء لقدر أكبر من التلف بسبب ازدياد وتيرة الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف، مما يزيد من خطر التلوث وتفشي الأمراض المنقولة بالغذاء.

إعلان

وحسب الدراسة، فإن إن الحرارة الشديدة قد تُسرّع من تلف الغذاء من خلال السماح للبكتيريا بالتكاثر بشكل أسرع، كما أن ارتفاع منسوب المياه الناجم عن الفيضانات الشديدة قد يلوث المحاصيل بمياه الصرف الصحي أو غيرها من النفايات غير المرغوب فيها، بينما قد تعزز الرطوبة العالية نمو بكتيريا "السالمونيلا" على الخضر والمنتجات التي تُؤكل نيئة.

عدوى السالمونيلا تزيد مع موجات الحر الشديد وتلف المنتجات (شترستوك) آثار غير مباشرة

وفي درجات الحرارة الشديدة، تشكل المنتجات الجاهزة للأكل خطرا أكبر للتسبب في الأمراض المنقولة بالغذاء، إذ يمكن أن يرتفع مستوى الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض في هذه المنتجات بشكل كبير ويصل إلى مستوى كافٍ للتسبب في المرض لأنها لا تتطلب أي خطوة نهائية للقتل الحراري، حسب الدراسة.

كما تسبب الفيضانات في جريان السماد من المراعي الحيوانية المجاورة إلى الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تلويث المنتجات الزراعية بما في ذلك الفواكه والخضروات وخاصة الورقية المخصصة للاستهلاك النيء.

وحذرت الدراسة أيضا من تلوث المنتجات بسبب مسببات الأمراض التي تدخل المحاصيل من خلال الجذور وتصبح داخلية ويصعب التخلص منها.

ومن الآثار المباشرة الأخرى للأمطار الغزيرة الناجمة عن التغير المناخي فيضان شبكات الصرف الصحي الذي قد يُلوث المحاصيل ومصادر المياه بمسببات أمراض ضارة مثل "السالمونيلا" و"الإشريكية القولونية" و"النوروفيروس"، كما قد تُدخل الفيضانات مسببات الأمراض إلى أنظمة الري، مما يزيد من خطر تلوث المحاصيل.

كما يمكن أن تؤدي الآثار غير المباشرة لتغير المناخ أيضا إلى تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء، إذ مع ندرة المياه العذبة، قد تُستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة لري المحاصيل، مما قد يحمل مسببات الأمراض من براز الحيوانات أو البشر. وهذا قد يزيد من خطر التلوث.

وتشير الدراسة إلى أن كثيرين يرون أن تغير المناخ قضية بيئية بحتة، دون أن يدركوا آثاره العميقة والمتفاقمة على الصحة العامة، بما في ذلك زيادة مخاطر الأمراض المنقولة بالغذاء.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح التوقيت الأنسب للاستثمار لذوي الدخل المحدود .. فيديو
  • مستشفى أجياد ينقذ حياة 58 حالة طارئة خلال أبريل ضيوف الرحمن
  • السوق العقارية المصرية تشهد استقرارًا ملحوظًا بفضل مشروعات جديدة واستثمارات ضخمة
  • الاقتصاد الإسباني يواصل قوته رغم تعطل الكهرباء الذي يهدد التوقعات
  • سلطنة عُمان تحتضن ندوة إقليمية لتوسيع التأمين
  • تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائية
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • خاص.. الإسماعيلي يكشف حقيقة التوصل لاتفاق مع مستثمر عربي لدعم النادي
  • حيثيات المشدد 10 سنوات لـ6 متهمين أنهوا حياة شخص خلال مشاجرة بالطالبية
  • مستثمر فرنسي يتهم برلمانياً مغربياً بالنصب والإحتيال ويناشد تدخل الملك