صحيفة صدى:
2024-10-02@09:40:58 GMT

العقل البشري بين الإبداع والابتكار

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

العقل البشري بين الإبداع والابتكار

عندما تتأمل الابتكارات على مر السنين تجد أن العقل البشري كان مصدرًا ملهمًا لها حتى كان منبعها الإبداع ، وعلى مر التاريخ عمل الإنسان على تذليل الصعوبات بأفكار إبداعية تسهم في العيش بحياة أسهل .

ففي قديم الزمان كان التواصل بين بني البشر يتم عبر الحمام الزاجل والتنقل بين البلدان كان يتم بركوب الخيول والجمال وكانت المستشفيات ذات إمكانات محدودة إلا أن هذه الوسائل المختلفة تطورت مع تطور العقل البشري والأفكار, حيث انتقلت البشرية إلى عالم النهضة الذي تسوده السهولة في الحياة.

وتلك النقلة ما كانت إلا امتداد لتجارب سابقة بدأها المفكرون والعلماء في شتى المجالات فأصبحت وسائل التواصل تتم عبر الهواتف الذكية والتنقل بوسائل النقل من طيران وقطارات وسيارات وغيرها من الوسائل ، كما أصبحت المستشفيات أكثر حداثة وتقدم.

فالإبداع كما يعرفه البعض بأنه عبارة عن استخدام المهارات العقلية لتوليد الأفكار الجديدة ، وهو ليس سلوكًا وراثياً إنما هو قابل للتعلم والتطوير، أما الابتكار فهو عبارة عن انعكاس لتلك الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى واقع ملموس يسهم في عجلة التنمية ، والعقل البشري يستطيع أن ينتج كمية كبيرة من الأفكار الإبداعية تصل إلى الآلاف من الأفكار إذا توفرت لها الممكنات والفرص .

وعلى سبيل المثال يمكن للمرء في كل يوم أن يكتب عشرة أفكار جديدة سواء أكانت بسيطة أو كبيرة في شتى مجالات الحياة وفي نهاية الشهر سيخرج بمجموعة من الأفكار لا تقل عن 300 فكرة وفي السنة ما لا يقل عن 3600 فكرة ما بين عادية وإبداعية، يستطيع من خلال تلك الأفكار تحويلها إلى ابتكارات ولو بنسبة 5% وبعض تلك الأفكار قد تتحول إلى مشاريع ريادية محلية أو عالمية، فالشركات العملاقة دائماً يكون مصدر قوتها الأساسي هي تلك الأفكار الإبداعية والتي هي في الغالب تستنبطها من خلال برامج عصف ذهني أو الأفكار الفردية أو دراسة الاحتياجات المجتمعية .

ونلحظ ذلك في التقدم التقني في الهواتف الذكية أو السيارات ومدى التنافس بين الشركات في المزايا التنافسية المبهرة ، وهذا التنافس بلاشك كان مصدره الأفكار الإبداعية والشركات هي حولتها إلى ابتكارات تلامس الاحتياجات البشرية، فالتنافس بين المؤسسات والمنظمات في ابتكار المنتجات أمر محمود لأنه يولد حلًا لمشكلات قائمة في المجتمع أو تسهيل لعمليات من خلال الحلول الابتكارية، لذلك فهي تشجع موظفيها على الإبداع والابتكار.

والأفكار الخلاقة والمؤثرة من خلال بيئة محفزة وأدوات وممكنات تستخدم لتحفيز العقول على الإبداع ولذلك بعض المنظمات أوجدت معامل خاصة للابتكار بعكس المؤسسات ذات العمل الروتيني ليس لموظفيها طموح لأن العمل أصبح في نظرهم روتينيًًا ومملاً فهو يعمل لأجل أن يتقاضى الراتب بنهاية الشهر.

ولكن المنظمات الإبداعية تجعل من موظفيها شركاء في النجاح وتلهمه لتقديم مزيد من العطاء والإنتاجية من خلال الحوافز فيشعر برضاً داخلي فيقدم الأفكار ويفرح إذا تم تطبيقها في منظمته ويرى أثرها واقعاً ملموسا ، يمكنك أنت أيضا كولي أمر أن تحفز الإبداع لدى أبنائك بوضع غرفة للرسم وإخراج مالديهم من إبداع أو اللعب بالرمل والطين أو الألعاب ذات الأفكار الإبداعية وهي متوفرة بالسوق.

واعلم أن عدو الإبداع هي الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية لأنها تجعل صاحبها أسيرا لها لأنها تفكر عنه، فعلى سبيل المثال إذا ذهبت إلى محل تجاري لكي تعرف مجموع المشتريات تخرج الحاسبة في جهازك الذكي وقد يكون الأمر أيسر من ذلك ولكن عقولنا قصرت عن العمل وأسندته لهذه الأجهزة .

إن المجتمعات لايمكن أن تتقدم اقتصاديًا و اجتماعيًا إذا لم يكن لديها اهتمام بتنمية الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى ابتكارات، تختلف الدول في طبيعة احتياجاتها الأساسية وكذلك اهتماماتها وهناك تقاطعات مشتركة ولكن لكل دولة اهتمامات مختلفة عن غيرها فتحتاج إلى إيجاد أفكار إبداعية تسهم في سد تلك الاحتياجات في شتى مجالات الحياة .

أخيرًا لا تقلل من شأنك في كتابة أفكار إبداعية فالعقول البشرية قادرة على إنتاج الأفكار المهولة وتحتاج فقط إلى التدريب والتمرين وسوف تصل إلى أفكار قد تسهم في حل مشكلات أو تذليل صعوبات إما على مستواك الشخصي أو على مستوى مجتمعك أو العالم بأسره ،فصاحب المبدعين تكن مبدعاً.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الأفکار الإبداعیة تلک الأفکار من خلال

إقرأ أيضاً:

القليوبية.. "السوشيال ميديا وحرب الأفكار" ندوة نظمها بيت ثقافة طوخ

نظم بيت ثقافة طوخ، التابع لفرع ثقافة القليوبية، ندوة بعنوان "السوشيال ميديا وحرب الأفكار" أدارها الشاعر سليمان الزهيري مدير البيت، واستضافها مجلس مدينة طوخ.

شارك في الندوة الشيخ حسني عبد الفتاح، محمود الزهيري، الدكتور ثروت إمبابي أستاذ بجامعة بنها، وبحضور الفنان ياسر فريد مدير عام فرع ثقافة القليوبية، وبالتنسيق مع مجلس مدينة طوخ.

تحدث الشيخ "عبد الفتاح"، حول الشائعات ودورها في إثارة البلبة، ورأي الدين في إثارة الشائعات والترويج لها، وطرق بناء الفرد وفق المعايير الأخلاقية الجامعة.

ثم تحدث محمود الزهيري عن الأوطان والشائعات، وما تتعرض له مصر من حروب اعلامية كبيرة تهدف للنيل من استقرارها وأمنها، والتشكيك المستمر في منجزات الدولة المصرية أيا كان وتهميشه، وصولًا إلى فصل المواطن عن الوطن وتفكيك البنية المجتمعية، وطرق محاصرة هذه الشائعات والمخططات.

كما تحدث الدكتور ثروت أمبابي، عن السوشيال ميديا ومفهوم حرب الأفكار ودور الإعلام في توجيه العقل الجمعي الشعوب والمجتمعات، وطرق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في النهضة بالشعوب وتقدم المجتمعات، مثال التسويق الإلكتروني والتحول الرقمي وتنمية المهارات، وكيفية تعامل مؤسسات الدولة مع هذا الملف الشائك.

واختتمت الدكتورة مروة حديثها في الندوة عن الأسرة وطرق حماية الأبناء من الغرق في دائرة السوشيال ميديا وكيفية تنمية مهاراتهم، وتقوية أواصر الإنتماء للوطن.

مقالات مشابهة

  • رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لـ “الثورة”:مشروع المجففات الشمسية يعالج مشكلة الفاقد والمهدر من المنتجات الزراعية ويدعم الصادرات الوطنية
  • «أوقاف مطروح» تطلق خطة دعوية في 33 مسجدا لمواجهة الأفكار المتطرفة
  • كيف يفكر الشخص المتطرف؟.. تحليل نفسي لأصحاب الأفكار الشاذة
  • كيف تتعامل الزوجة مع زوجها عندما يتبنى أفكار الإلحاد؟.. خطوات لإنقاذ العلاقة
  • اليوغا للصحة العقلية وتنمية المرونة العاطفية
  • القليوبية.. "السوشيال ميديا وحرب الأفكار" ندوة نظمها بيت ثقافة طوخ
  • ذا ثيغر: السجن لـ28 عامًا لـ أبو ختالة العقل المدبر لهجوم بنغازي في العام 2012
  • 5 مهارات حياتية يجب غرسها في ابنك منذ صغره.. تحميه من أفكار الإلحاد
  • كيف يقود الخوف من العقاب الإلهي إلى تبني أفكار إلحادية؟.. «حكم ضميرك»
  • المفتي: الإلحاد نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه