العقل البشري بين الإبداع والابتكار
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
عندما تتأمل الابتكارات على مر السنين تجد أن العقل البشري كان مصدرًا ملهمًا لها حتى كان منبعها الإبداع ، وعلى مر التاريخ عمل الإنسان على تذليل الصعوبات بأفكار إبداعية تسهم في العيش بحياة أسهل .
ففي قديم الزمان كان التواصل بين بني البشر يتم عبر الحمام الزاجل والتنقل بين البلدان كان يتم بركوب الخيول والجمال وكانت المستشفيات ذات إمكانات محدودة إلا أن هذه الوسائل المختلفة تطورت مع تطور العقل البشري والأفكار, حيث انتقلت البشرية إلى عالم النهضة الذي تسوده السهولة في الحياة.
وتلك النقلة ما كانت إلا امتداد لتجارب سابقة بدأها المفكرون والعلماء في شتى المجالات فأصبحت وسائل التواصل تتم عبر الهواتف الذكية والتنقل بوسائل النقل من طيران وقطارات وسيارات وغيرها من الوسائل ، كما أصبحت المستشفيات أكثر حداثة وتقدم.
فالإبداع كما يعرفه البعض بأنه عبارة عن استخدام المهارات العقلية لتوليد الأفكار الجديدة ، وهو ليس سلوكًا وراثياً إنما هو قابل للتعلم والتطوير، أما الابتكار فهو عبارة عن انعكاس لتلك الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى واقع ملموس يسهم في عجلة التنمية ، والعقل البشري يستطيع أن ينتج كمية كبيرة من الأفكار الإبداعية تصل إلى الآلاف من الأفكار إذا توفرت لها الممكنات والفرص .
وعلى سبيل المثال يمكن للمرء في كل يوم أن يكتب عشرة أفكار جديدة سواء أكانت بسيطة أو كبيرة في شتى مجالات الحياة وفي نهاية الشهر سيخرج بمجموعة من الأفكار لا تقل عن 300 فكرة وفي السنة ما لا يقل عن 3600 فكرة ما بين عادية وإبداعية، يستطيع من خلال تلك الأفكار تحويلها إلى ابتكارات ولو بنسبة 5% وبعض تلك الأفكار قد تتحول إلى مشاريع ريادية محلية أو عالمية، فالشركات العملاقة دائماً يكون مصدر قوتها الأساسي هي تلك الأفكار الإبداعية والتي هي في الغالب تستنبطها من خلال برامج عصف ذهني أو الأفكار الفردية أو دراسة الاحتياجات المجتمعية .
ونلحظ ذلك في التقدم التقني في الهواتف الذكية أو السيارات ومدى التنافس بين الشركات في المزايا التنافسية المبهرة ، وهذا التنافس بلاشك كان مصدره الأفكار الإبداعية والشركات هي حولتها إلى ابتكارات تلامس الاحتياجات البشرية، فالتنافس بين المؤسسات والمنظمات في ابتكار المنتجات أمر محمود لأنه يولد حلًا لمشكلات قائمة في المجتمع أو تسهيل لعمليات من خلال الحلول الابتكارية، لذلك فهي تشجع موظفيها على الإبداع والابتكار.
والأفكار الخلاقة والمؤثرة من خلال بيئة محفزة وأدوات وممكنات تستخدم لتحفيز العقول على الإبداع ولذلك بعض المنظمات أوجدت معامل خاصة للابتكار بعكس المؤسسات ذات العمل الروتيني ليس لموظفيها طموح لأن العمل أصبح في نظرهم روتينيًًا ومملاً فهو يعمل لأجل أن يتقاضى الراتب بنهاية الشهر.
ولكن المنظمات الإبداعية تجعل من موظفيها شركاء في النجاح وتلهمه لتقديم مزيد من العطاء والإنتاجية من خلال الحوافز فيشعر برضاً داخلي فيقدم الأفكار ويفرح إذا تم تطبيقها في منظمته ويرى أثرها واقعاً ملموسا ، يمكنك أنت أيضا كولي أمر أن تحفز الإبداع لدى أبنائك بوضع غرفة للرسم وإخراج مالديهم من إبداع أو اللعب بالرمل والطين أو الألعاب ذات الأفكار الإبداعية وهي متوفرة بالسوق.
واعلم أن عدو الإبداع هي الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية لأنها تجعل صاحبها أسيرا لها لأنها تفكر عنه، فعلى سبيل المثال إذا ذهبت إلى محل تجاري لكي تعرف مجموع المشتريات تخرج الحاسبة في جهازك الذكي وقد يكون الأمر أيسر من ذلك ولكن عقولنا قصرت عن العمل وأسندته لهذه الأجهزة .
إن المجتمعات لايمكن أن تتقدم اقتصاديًا و اجتماعيًا إذا لم يكن لديها اهتمام بتنمية الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى ابتكارات، تختلف الدول في طبيعة احتياجاتها الأساسية وكذلك اهتماماتها وهناك تقاطعات مشتركة ولكن لكل دولة اهتمامات مختلفة عن غيرها فتحتاج إلى إيجاد أفكار إبداعية تسهم في سد تلك الاحتياجات في شتى مجالات الحياة .
أخيرًا لا تقلل من شأنك في كتابة أفكار إبداعية فالعقول البشرية قادرة على إنتاج الأفكار المهولة وتحتاج فقط إلى التدريب والتمرين وسوف تصل إلى أفكار قد تسهم في حل مشكلات أو تذليل صعوبات إما على مستواك الشخصي أو على مستوى مجتمعك أو العالم بأسره ،فصاحب المبدعين تكن مبدعاً.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الأفکار الإبداعیة تلک الأفکار من خلال
إقرأ أيضاً:
“تريندز” ووزير الشباب المصري يؤكدان أهمية مكافحة الأفكار الهدامة
نظم مجلس شباب “تريندز” للبحث العلمي، على هامش مشاركة المركز في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، حلقة نقاشية مع معالي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، تناولت أهمية تمكين الشباب والارتقاء بقدراتهم وتنمية مهاراتهم في المجالات البحثية والعلمية والمعرفية، فضلاً عن تحصينهم فكرياً من الأفكار الهدامة والمغلوطة.
وتطرقت الحلقة إلى أهمية توفير برامج تدريبية وتطويرية للشباب في مجالات القيادة والبحث العلمي، إلى جانب تحسين سبل التواصل بين الشباب في القطاعين العام والخاص، والتعاون بين الجهات المعنية لخلق بيئة تواصل فعال تشجع على المبادرة والابتكار.
وشارك في الحلقة النقاشية الدكتور عبدالله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، والدكتورة منال جمال، وكيلة الوزارة، ورئيسة الإدارة المركزية لتمكين الشباب، وأعضاء مجلس شباب “تريندز” للبحث العلمي.
وأوضح معالي الدكتور أشرف صبحي، أن وزارة الشباب والرياضة المصرية و”تريندز” منفتحان على التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لخدمة الشباب والمجتمع والتنمية من خلال مراكز الشباب، إضافة إلى تبادل الخبرات في مواجهة الفكر الهدام والأفكار المغلوطة والتغيرات المجتمعية بين الأوساط الشبابية.
بدوره، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن إعداد جيل جديد من قادة المستقبل يتطلب إستراتيجيات وخططاً واضحة لتمكين الشباب، إلى جانب تطوير مهاراتهم من خلال برامج ودورات متخصصة تُسهم في الارتقاء بقدراتهم وتكسبهم خبرات علمية وعملية جديدة، إضافة إلى الاستثمار الصحيح في التكنولوجيا الرقمية عبر التواصل الفعال والتأثير والتعلم المستدام.
اكتساب مهارات جديدة
من جانبهم، أوضح أعضاء مجلس شباب “تريندز” أن المركز يحفزهم على المشاركة الفعّالة في المجالات العلمية والبحثية والأنشطة والفعاليات الدولية، ما يساهم في تعزيز قدراتهم وإكسابهم مهارات جديدة تمكنهم من أدوات الابتكار والإسهام في تقدم المجتمعات على الأصعدة المختلفة.