عندما نهنئ أحداً بعيد مولده نتمنى له أن يعيش 100 عام، وربما نكون غير مقتنعين بإمكانية تحقق هذه الأمنية، واعتبارها دربا من دروب الخيال، إذ لا يعمر أحد حتى هذه السن، لكن سكان جزيرة سردينيا الإيطالية ضربوا مثلا لإمكانية تحققتلك الأمنية، إذ يعيش عدد كبير منهم حتى عمر 100 عام أو أكثر. لا شك أن ثمة سر في أسلوب معيشة هؤلاء مكنهم من العيش لمدة قرن بأكمله، نستعرضها من خلال تقرير لشبكة «سي إن بي سي»:

تفضيل الخضروات على اللحوم

لا يعتمد سكان جزيرة سردينيا على اللحوم بشكل أساسي، ويتم زراعة جزء كبير من الخضروات في الجزيرة محليا دون إضافة مبيدات الحشرية أو هرمونات، ويفضل سكان الجزيرة تناول منتجات حليب الماعز والأغنام، التي تخفض نسبة الكولسترول في الدم.

الاهتمام بالزراعة

يفضل سكان سردينيا زراعة أطعمتهم بأنفسهم، مثل التوت والفطر والخس والطماطم والريحان والبقدونس والقرع. ويذكر التقرير أن تناول المنتجات الزراعية بعد وقت قصير من قطفها، له مردود إيجابي على الصحة.

اعتماد الطعام المنزلي

يعتمد سكان الجزيرة المعمرين على الطعام الذي يطبخونه بأنفسهم، ويحرص كل فرد على أن تحضير طعامه بنفسه، مما يزيد من الشعور بالسعادة، حسب التقرير.

الحركة بركة

يبقى سكان سردينيا نشيطين طوال اليوم، فتجدهم يعتنون بأغنامهم، ويحلبون ماعزهم، ويبحثون عن الخضر البرية، ويطبخون، وينظفون ويهتمون بالحديقة.

وتعقيبا على احتمالية العيش حتى 100 عام، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن البيئة تؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان، فعلى عكس المفاهيم السائدة عن الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى الوفاة، والتي يعتقد بأن سببها يعود إلى جينات وراثية، أكدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة المرضى الذين يحملون صفات وراثية أدت إلى إصابتهم بأمراض خطيرة، تتراوح بين 10 إلى 15% فقط، فيما تمثل البيئة دورا كبيرا في إصابة الإنسان بالأمراض المختلفة، فالبيئة التي تغلب عليها الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير تؤثر بالسلب على صحة الانسان النفسية فتعرضه للاكتئاب، وعندما تكون البيئة شديدة الحرارة والجفاف تعمل على جعله متوترا وأكثر عصبية وقد تدفعه حالة البيئة إلى القتل والمشاجرة وهي ما تعرف بالجرائم المرتبطة بالبيئة.

البيئة المثالية للمعمرين

وأضاف استشاري الطب النفسي خلال تصريحاته لـ«الوطن»، أن النشاط الاقتصادي يؤثر على جودة الحياة، فالأشخاص الذين تفرض عليهم ظروف العمل التعرض لهواء ملوث تتدهور صحتهم بوتيرة أسرع ممن يعملون في بيئة نظيفة، كذلك توافر مصادر المياه العذبة يعزز من مناعة الإنسان وقدرته على محاربة الأمراض الخطيرة، على عكس المناطق الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها الحروب، فحسب أحدث الإحصائيات لمركز «You clinic» لنهج الطب الشخصي، فإن من بين كل ستة أشخاص في العالم يُتوفى شخص نتيجة تأثره بظروف البيئة التي يعيش فيها، بعد إصابته ببعض الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية، لافتا إلى أنه بشكل عام يحتاج الإنسان إلى توافر ظروف بيئية مثالية مثل الهدوء والراحة والغذاء الصحي والبعد عن التلوث لكي يتمكن من العيش لسنوات أطول.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جزيرة إيطالية جزيرة سردينيا جزيرة

إقرأ أيضاً:

عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100 شخص

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجذب جزيرة أليكودي الإيطالية النائية في كل صيف سيلًا بطيئًا من السياح الذين يتطلعون إلى الهروب من حياة المدن.

لا توجد سيارات أو طرق في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 5 كيلومترات مربعة، ولكن يمكن عبور مسارات المشي على متن حمار.

رغم أنّ تغطية الهاتف المحمول أصبحت متاحة الآن في غالبية الأماكن، إلا أنّ العديد من المنازل تفتقر إلى الكهرباء والماء.

بالنسبة لسكان الجزيرة، الذين يبلغ عددهم حوالي 100 شخص (وتتناقص أعدادهم بشكلٍ حاد في الشتاء)، فإنّ خوض تجربة هذا الفصل ليست بالأمر السهل.

وثّق مصوران الحياة على جزيرة أليكودي في إيطاليا. وجمع الثنائي الصور في كتاب بعنوان "Thinking Like an Island".Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

في ظل غياب مرافق المستشفيات، يجب على السكان السفر بالعبّارة، أو في حالات الطوارئ، بطائرة مروحية، لتلقي العلاج الطبي.

وقالت المصورة الإيطالية كاميلا ماريسي، التي زارت جزيرة أليكودي خلال جائحة "كوفيد-19" لتوثيق الحياة اليومية هناك، فإن  مدرسة الجزيرة أُغلِقت بسبب نقص عدد الأطفال.

ورُغم وجود متجري بقالة وحانة، إلا أنّ الأخيرة تفتح أبوالها لثلاثة أشهر فقط من العام.

يُعد اصطياد الأسماك ركيزة أساسية للحياة في الجزيرة الإيطالية، ولكن كان للسياحة أثرًا كبيرًا على اقتصاد الجزيرة.Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

وقالت ماريسي في مقابلة مع CNN: "بالنسبة لبقية العام، ينطوي التجمع الاجتماعي الكبير على التوجّه إلى الميناء عندما تصل القوارب. ويذهب السكان إلى هناك فقط لتفقد هوية الواصلين والمغادرين".

وأضاف شريكها وزميلها، غابرييل تشياباريني، الذي كان معها خلال المقابلة: "تقع بعض المنازل على بُعد ساعتين سيرًا على الأقدام من الميناء، لذا يستخدم بعض الأشخاص المنظار لمراقبة ما يحصل في المكان".

تقع الجزيرة في شمال صقلية.Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

وأمضى الثنائي ما يقرب من شهرين لاستكشاف أليكودي، وتصوير طبيعتها، وتكوين صداقات مع سكانها على أمل توثيق لمحة نادرة عن الجزيرة وسكانها خلال فصل الشتاء.

وكانت النتيجة كتاب بعنوان "Thinking Like an Island"  يجمع بين صور الـ"بورتريه" والمناظر الطبيعية التي توحي بشعور عميق بالعزلة.

يُحتمل أنّ تكون أليكودي أصبحت مأهولة بالسكان منذ القرن الـ17 قبل الميلاد، ولكن أدّت الهجرة إلى تغير ديموغرافي كبير في العقود الأخيرة.

ووصفت ماريسي السكان الحاليين بأنهم عبارة عن مزيج من السكان المحليين والغرباء الذين انتقلوا إليها من أماكن أخرى في أوروبا بحثًا عن حياة هادئة.

يوثّق الكتاب طبيعة الجزيرة أيضًا. Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

وقال تشياباريني: "تحدثنا مع الكثير من الأشخاص الذين اختاروا الجزيرة لأنهم سئموا من الطريقة التي يسير بها العالم الآن، في ظل تغير المناخ، والتلوث، والأنظمة الاقتصادية".

رَصَد الثنائي إحساسًا فريدًا بالمجتمع رُغم الافتقار لأماكن التجمع أو المساحات الاجتماعية المشتركة.

وأوضحت ماريسي: "كل المنازل متناثرة، لذا من الصعب للغاية أن يتطور الإحساس بالمجتمع. لكن، هناك شعور كبير بالانتماء، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وهم على استعداد لتقديم المساعدة لأي شخص".

اعتاد السكان على بناء علاقات قوية مع الأشخاص وبسرعة.Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

ووجد الثنائي المصور أنّ عقلية سكان الجزيرة سهّلت عليهما اكتساب ثقتهم بسرعة لتوثيقهم.

الخبز المُهلوِس يوثق الكتاب السكان والطبيعة في آنٍ واحد.Credit: Camilla Marrese and Gabriele Chiapparini

تُظهِر الصور في كتاب "Thinking Like an Island" سكان الجزيرة بين أنحاء الطبيعة، أو على الشواطئ تحت سماء داكنة. 

غالبًا ما امتنع الثنائي عن ذكر أسماء السكان، بينما تم إخفاء وجوه بعض الأشخاص بالكامل لحماية خصوصيتهم، ما يضيف إلى إحساس الغموض المحيط بالجزيرة الغنية بالفولكلور المحلي.

تتميز الجزيرة بجانب تاريخي غريب، وهو إنتاجها للخبز المُهَلوِس عن طريق الخطأ.

وحتى خمسينيات القرن العشرين، أكل المحليون أرغفة خبز ملوثة بفطر يُدعى "ergot"، وهو المكوِّن الأساسي لمخدِّر "LSD".

تناولت أجيال من القرويين ما يُشار إليه بـ "الجاودار المجنون" من دون قصد، وقد يكون ذلك مصدر العديد من الأساطير المحلية، مثل النساء اللواتي قيل عنهن إنهن كنً يحلقن في سماء أليكودي.

وأوضحت ماريسي: "هناك الكثير من الأساطير التي تم تناقلها عبر الأجيال. ويُحتمل أنّها كانت لحظة من الهلوسة تقاسمها جميع سكان الجزيرة الذين كانوا يتناولون هذا الخبز كل يوم".

وبذل الثنائي جهدهما لتجنب إبراز جزيرة أليكودي كمكان مرعب رُغم الحقائق الاقتصادية القاسية فيها. 

لكن أدّت حتى المستويات الصغيرة نسبيًا من السياحة إلى تغيير حظ الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • الأمراض التي تسبب ظهور "الذباب" في العين
  • الغرابلي: نحن شعب يعيش في وطن بدون دولة
  • معهد "إيفو" يتوقع ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا لأكثر من 2%
  • خبراء: تمارين جينيفر أنيستون مثالية لمواجهة انقطاع الطمث
  • أشهر الأمراض التي تصيب الكلاب وطرق علاجها
  • نعيش في خوف.. لماذا لم يعد سكان مستوطنات غلاف غزة لمنازلهم؟
  • راسل كرو.. لماذا انطفأ نجم صاحب الأوسكار وأصبح يعيش في الماضي؟
  • محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟
  • عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100 شخص
  • برنامج الأغذية العالمى ينجح في تقديم مساعدات لأكثر من 330 ألف شخص فى غزة منذ وقف إطلاق النار