شهدت قاعة فكر وإبداع، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 ندوة لمناقشة كتاب «عالم مو.. عندما يركل الفلاسفة الكرة» للدكتور ياسر قنصوة، بحضور كل من الكاتب والمفكر الدكتور عمرو الشوبكي، والناقد طارق إمام، والدكتور مجدي الجزيري، بينما قام بإدارة الندوة الدكتور أحمد عبد العال عمر.

أكد الدكتور عمرو الشوبكي، أن تطوير كل الصناعات أمرًا غير وارد، ويمكن التركيز على صناعات معينة لتحقيق تقدم وابتكار، ما يمكن الدولة من أن تبرز بتميز في هذه الصناعات، واستخدم محمد صلاح كنموذج لتوضيح الفكرة، حيث يمكن تطبيق نفس المبدأ على تجربته في مجال كرة القدم.

وأضاف: «يتعين علينا التركيز على تطوير عناصر اللعبة ودعم الاتحادات الكروية بآليات محددة، ما يؤدي إلى استثمار فعال في هذا المجال، ما يسهم في نشر نماذج ناجحة مثل محمد صلاح وتعزيز الاحترافية في هذا القطاع».

وأشار إلى أن محمد صلاح لا يقتصر تأثيره على المجتمعات الغربية فقط، بل استطاع أيضًا التأثير في الثقافة العربية، موضحا أن صلاح لم يقتصر على التأثر بالمجتمعات الغربية فقط، بل قام بتطوير ذاته، وهذا التأثير والتأثير في تطبيقه على منظومة كرة القدم، أدى إلى تأثير إيجابي يظهر في نجاح العديد من اللاعبين المصريين والأفارقة والقادمين من أمريكا الجنوبية في تلك المجتمعات الغربية.

وأشار إلى أنه يجب ألا نفهم تجربة محمد صلاح بنفس النمط الذي ينطبق على لاعبين آخرين، مثل زين الدين زيدان، الذين انتقلوا للعب في منتخبات دول أخرى وأصبحت لديهم تجارب مختلفة. بالنسبة لمحمد صلاح، فإن الوطن يظل مكانًا هامًا في وجدانه، ولم يتخل عن هويته المحلية لصالح هوية عالمية.

وتابع: «صلاح اختار أن يكون مواطنًا محليًا متقدمًا وفتحًا على العالم، وهذا هو النموذج الذي يجب أن يُحتذى به. لو أُتيحت له الفرص والإمكانيات، لكان لديه القدرة على الاستمرار ضمن النظام المحلي، على عكس بعض الشخصيات المصرية الكبيرة مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، اللذين يتحدان حب الوطن والعمل على تقديم الإسهامات الإيجابية لصالحه».

وأوضح أن فكرة النجم الأوحد في كرة القدم ليست واقعية، حيث لا يمكن للنجم الأوحد تحقيق الانتصار بمفرده. حتى اللاعب ميسي، الذي يُعد لاعبًا استثنائيًا، لم يستطع أن يحقق لبلاده كأس العالم إلا بعد إصلاح النظام الكروي في الأرجنتين. لذا، يُظهر ذلك أهمية النظام الكروي ككل في تحقيق النجاح، وليس الاعتماد الكامل على لاعب واحد

وفي رأي الكاتب طارق إمام، يتميز كتاب «عالم مو» بأنه صعب التصنيف، إذ يجمع بين السياسة والأدب والفلسفة، ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، حيث يكتسب كل قسم مرجعيته الخاصة.

ويعتمد الجزء الأول على البعد الفلسفي، بينما يعتمد الجزء الثاني على الخبرة الشخصية، ويتجه الجزء الثالث نحو المتن التخييلي بتوظيف الفلسفة والحقائق، ما يجعل الكتاب يمتاز بالتنوع والتعقيد.

وأكد أن لغة الكتاب تميل إلى التجريد، حيث يتم ربط الفلسفة بالنصوص بشكل متقن. ويُظهر الكتاب براعة في توظيف السرد وربط الخيال بالواقع، ما يضيف بُعدًا إبداعيًا للنص.

وأشار إلى أن الكتاب يقوم بإعادة تشكيل الروابط بين المعاني الفلسفية والشعرية، إذ يستعرض نجاح محمد صلاح في إنجلترا ويصوّره كغزو لمصر لملعب آنفيلد الإنجليزي. ويُبرز الكاتب المقارنة بين هذا الغزو وحملة نابليون بونابرت، مظهرًا بذلك براعة الكاتب في دمج الثنائيات بشكل مبدع.وفي تجسيد لمعاني العدالة، يُعد الكتاب واحدًا من أذكى المداخل نحو الدلالة الإجمالية، حيث يُظهر الكاتب ببراعة قيامه بتصوير العدالة بواسطة كرة القدم، حيث تكون كل جوانب الكرة متساوية مقارنة بمحيطها، كما ينتقل الكاتب ببراعة بين النسق الفلسفي والسردي، ويستعين بجمل لاعبين مرتبطة بنفس المقولات لأشهر الفلاسفة.

وأكد الدكتور ياسر قنصوة أن الفلسفة تجذب كل ما يتعلق بعناصر الحياة، مضيفا: «في هذا الكتاب، حاولت أن تحول الفلسفة من درس نظري إلى تطبيق عملي في الحياة، حيث كانت الفلسفة مرتبطة بالحياة منذ بدايتها مع الفلاسفة اليونانيين في العصر القديم».

وأضاف أن دافعه للكتابة عن محمد صلاح كحالة، جاء عندما قرأ بيت شعري لمحمود درويش الذي يتغزل في مارادونا، هنا قرر أن يكتب عن محمد صلاح كحالة وليس مجرد لاعب كرة، واكتشف خلال الكتابة أن كل ما يحدث في كرة القدم يعكس ويحدث في الحياة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس محمد صلاح کرة القدم الذی ی

إقرأ أيضاً:

مكتبة الإسكندرية تنعى الكاتب محمد جبريل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعت مكتبة الإسكندرية ببالغ الحزن والأسى الكاتب الكبير محمد جبريل والذي توفى الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٥، عن عمر ناهز 87 عامًا. 

وتقدَّم الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، نيابة عن إدارة المكتبة وجميع العاملين بها بخالص العزاء لأسرة ومحبي الفقيد الراحل، راجين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان.
جدير بالذكر أن محمد جبريل صحفي وروائي وقاص مصري ولد بالإسكندرية عام ١٩٣٨، بدأ حياته الصحفية محررًا بجريدة الجمهورية، ثم انتقل لجريدة المساء التي أشرف على قسمها الثقافي لسنوات. شغل أيضا منصب مدير تحرير مجلة الإصلاح الاجتماعي الشهرية، كما رأس تحرير جريدة الوطن العمانية لسنوات.
شغف جبريل بالأدب، وأصدر أولى أعماله عام ١٩٧٠، وهي مجموعته القصصية: "تلك اللحظة" ثم توالت الأعمال القصصية والروائية، وأبرزها: رباعية بحري، صيد العصاري، حارة اليهود، إمام آخر الزمان، الصهبة، الشاطئ الآخر، اعترافات سيد القرية، وغيرها من الأعمال المميزة.
حاز جبريل على عدد كبير من الجوائز في مقدمتها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما نال جائزة الدولة التشجيعية عن كتابه: مصر في قصص كتابها المعاصرين عام ١٩٧٥، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ٢٠٢٠.

مقالات مشابهة

  • الكاتب مايكل يوسف يحقق نجاحا بمعرض الكتاب 2025 برواية إيمونت
  • في آخر فعاليات معرض الكتاب.. مناقشة "رواد وقادة" لمحمد الشافعي
  • توقيع رواية "حتى إشعار آخر" للكاتبة هناء عبدالكريم بمعرض الكتاب
  • «بلاغة الحواس في الشعر المعاصر».. ندوة بمعرض الكتاب
  • حفل توقيع ومناقشة أعمال المستشار محمد الدمرداش بمعرض الكتاب
  • حفل توقيع ومناقشة أعمال المستشار محمد الدمرداش في قاعة "فكر وإبداع" بمعرض الكتاب
  • بلاغة الحواس في الشعر المعاصر .. ندوة بمعرض الكتاب
  • "بلاغة الحواس في الشعر المعاصر".. ندوة بمعرض الكتاب|صور
  • مكتبة الإسكندرية تنعى الكاتب محمد جبريل
  • "جامعة القاهرة ورحلة 100 عام من العطاء" ندوة بمعرض الكتاب