طرحت المخرجة الأردنية سنثيا مدانات مؤخرا فيلم "سليم"، والذي يتناول حكاية طفل يبلغ من العمر (9 سنوات) يعيش كوابيس أرّقت نومه بعدما فقد والده في الحرب، واضطر للانتقال للعيش في مكان آخر.

ويحاول الفيلم استيعاب أفكار الطفل نفسيا وفهم ما يدور في ذهنه، إلى جانب استخدام الرسوم المتحركة في علاج الأطفال المتضررين من الحروب.

مدانات وفريق عملها ومنتج الفيلم شادي الشرايحة، نجحوا بتحقيق فكرة العمل الذي شارك في 11 مهرجانا دوليا، في مقدمتها "آنسي" في فرنسا، وهو أحد أهم مهرجانات الرسوم المتحركة في العالم.

وتقول المخرجة إن فكرة الفيلم "جاءت منذ 5 أعوام، قبل الحرب على قطاع غزة (اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، وهي تتناول موضوع صحة الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية".

وأضافت "اعتمدنا خلال العمل على رأي متخصصين في هذا المجال.. لنحكي حكاية طفل يُدعى سليم، عمره (9 أعوام)، فقد والده خلال إحدى الحروب، يعيش كوابيس أرّقت نومه على إثر هذه المأساة، بسبب ذكريات صعبة عاشها خلال فترة الحرب".

وتابعت المخرجة "حاولنا التركيز قبل إنتاج الفيلم على الفهم النفسي لما يدور في أفكار الأطفال ممن هم بعمر سليم، وواجهتنا الكثير من التحديات لإخراجه بصورته النهائية".

ووضحت "أبرز هذه التحديات يكمن في طريقة العرض التي كنا نريد من خلالها توضيح المشكلة والحلول في الوقت نفسه، وهذا التوازن خلق لنا بعض الصعوبات، ولكن الحمد لله تمكنا من تجاوزها".

ولفتت مدانات إلى أن "الفيلم عائلي ومناسب لجميع الأعمار، ولكن الأكثر مناسبة هي الفئة ما بين 6 و14 عاما".

أما شخصيات العمل، فهي "14، بينها 9 أساسية، منهم سليم ووالدته وأشقاؤه نور وسعيد، وجدته، وأصدقاؤه فارس وزينة وعبود، والمرشدة النفسية، والعم أبو دريد".

وأردفت "البيئة التي يحاكيها الفيلم هي بلاد الشام، ويعكس خليط ثقافاتها، ولكن اللهجة المستخدمة هي أكثر قربا للأردنية".

وأكدت أنها أرادت لمن يشاهد الفيلم، ومرّ بظروف صعبة، أن يعيش مشاعر سليم، "أرادنا أن نحيي الأمل في نفوس الأطفال، ولا نريد أن نعيدهم لوقت مؤلم عاشوه. هذا الفيلم نقطة في بحر الألم والحزن والمعاناة التي يعيشها أطفال غزة، ولكن أتمنى أن يعطي بصيص أمل للناجين في مستقبل مشرق".

رسائل نفسية ملحة

من جانبه، أشار منتج "سليم" شادي الشرايحة إلى أن الإعلان عن الفيلم "جاء بالتزامن مع أزمة إنسانية في غزة، لتؤكد الفكرة التي قامت لأجلها، ومن أجلها عملية إنتاجه، فقد كان الهدف من خلال الفيلم هو تمرير رسائل نفسية".

وأوضح الشرايحة أن "الفيلم عُرض منذ يونيو/حزيران 2023 بمهرجانات دولية، وتم ترشيحه للعديد من الجوائز، أهمها مهرجان آنسي للرسوم المتحركة بفرنسا، وهو أهم مهرجانات الرسوم المتحركة في العالم".

وأردف "حصل في الشهر ذاته، على جائزة بمهرجان "كارتون أون ذا بي" في إيطاليا، كأفضل موسيقى تصويرية، بالإضافة إلى جائزة الجمهور في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من مهرجان الطفل الأردني".

حجم الدمار في غزة

وعن إمكانية إسقاط تفاصيل الفيلم على ما يجري في غزة، ختم الشرايحة أن "حجم الدمار في غزة يحتاج إلى ألفي سليم ليعالج ما تعرض له أطفال القطاع الفلسطيني"، في إشارة إلى حجم المصاب وأثره النفسي على أطفاله.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى السبت 27 ألفا و238 شهيدا و66 ألفا و452 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تكشف أسماء المحتجزات الإسرائيليات المقرر الإفراج عنهن غدا

أعلنت حركة حماس، أنه سيتم الإفراج يوم غد السبت عن المجندات الإسرائيليات كارينا أرئيف ودانييل جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

وتابعت حماس أنها ستنشر أسماء المحتجزات الإسرائيليات اللاتي سيتم الإفراج عنهن غدا السبت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

 

 


وفي إطار آخر،  تُواصل جهات البحث والإنقاذ في فلسطين بحثها تحت الأنفاض بعد دخول اتفاق وقف الحرب على غزة حيز التنفيذ. 

 

 وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم انتشال 120 جثمانًا لشهداء جدد من تحت الأنقاض. 

وأعلنت السلطات الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشُهداء في قطاع غزة إلى 47,283 منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، وكانت النسبة الأكبر منهم من الأطفال والنساء.

وذكرت مصادر مُقربة من وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الإصابات ارتفعت ارتفعت إلى 111,472، وبالتأكيد لايزال الرقم مُرشح للزيادة مع تواصل جهود رفع الركام. 
وقالت وسائل إعلام فلسطينية في وقتٍ سابق إن الاحتلال ارتكب 10100 مجزرة، راح ضحيتها 61182 شهيدًا ومفقودًا منذ 7 أكتوبر 2023.

 وأشارت الإحصائية إلى أن 2092 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة وراح ضحيتها 5967 شهيدًا.

 

 وتضمنت الخسائر البشرية 12316 شهيدة من النساء و1155 شهيدًا من الطواقم الطبية و94 من الدفاع المدني و205 من الصحفيين

 وذكرت الإحصائية أن هُناك 44 فلسطينيًا استشهدوا بسبب سوء التغذية وسياسة التجويع و8 استشهدوا نتيجة البرد الشديد في خيام النازحين بينهم 7 أطفال.

 كما شهدت شهور العدوان ميلاد  214 طفلًا رضيعًا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية و808 أطفال استشهدوا، عمرهم أقل من عام.

 تأهيل ضحايا الحروب يتطلب نهجًا شاملًا يعالج الأبعاد النفسية، الاجتماعية، والجسدية التي يعانون منها. على الصعيد النفسي، يحتاج الضحايا إلى برامج دعم متخصصة تقدم العلاج النفسي لمساعدتهم في تجاوز الصدمات الناتجة عن الحروب مثل فقدان الأحبة، مشاهد العنف، والخوف المستمر. يمكن أن تشمل هذه البرامج جلسات علاج فردية أو جماعية، إضافة إلى تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر. كما يجب توفير مساحات آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم من خلال الفن، اللعب، والأنشطة الإبداعية التي تساعدهم على التعافي النفسي.

 أما على الصعيد الاجتماعي، فيُعتبر إعادة دمج الضحايا في مجتمعاتهم خطوة أساسية في عملية التأهيل. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير فرص التعليم والتدريب المهني لتأمين سبل عيش مستدامة لهم. إضافة إلى ذلك، من المهم بناء شبكات دعم مجتمعية تُشرك الناجين في أنشطة جماعية تُعزز شعورهم بالانتماء. على الجانب الجسدي، يجب تقديم الرعاية الصحية اللازمة، بما في ذلك الجراحات التأهيلية، العلاج الطبيعي، وتوفير الأطراف الصناعية لمن يحتاجها. علاوة على ذلك، يجب على الحكومات والمنظمات الدولية العمل معًا لتوفير بيئة داعمة تراعي احتياجات الضحايا على المدى الطويل، من خلال وضع سياسات تعزز حقوقهم وتضمن حصولهم على حياة كريمة ومستقرة بعد انتهاء الحروب.

 

مقالات مشابهة

  • سوسن بدر: من حق الراجل يتجوز للمرة الثانية ولكن بشروط
  • الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى “التحرك فورا” لمساعدة أطفال غزة
  • هيئة قصور الثقافة تقدم مجموعة من الورش الفنية ضمن معرض الكتاب
  • وصية طفل فلسطيني قبل استشهاده تجسد مأساة أطفال غزة
  • حماس تكشف أسماء المحتجزات الإسرائيليات المقرر الإفراج عنهن غدا
  • انتشال جثامين 120 شهيدا من تحت الركام في غزة
  • روسيا: أطفال غزة أقل أهمية لليونيسف من أقرانهم في أوكرانيا
  • سلطان بن سليم يستعرض خلال «دافوس» رؤى تطوير سلاسل إمداد مرنة ومستدامة
  • شبكة حقوقية تدعو للتحقيق مع جمعيات يشتبه بتورطها في اختفاء أطفال
  • أطفال غزة في عيون الإمام الطيب.. شيخ الأزهر يكشف سرا عند استشهادهم