محمد صلاح في عيون الفلاسفة ضمن مناقشة كتاب «عالم مو» بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
شهدت قاعة فكر وإبداع، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ، 55 ندوة لمناقشة كتاب «عالم مو.. عندما يركل الفلاسفة الكرة» للدكتور ياسر قنصوة، شارك في المناقشة كل من الدكتور عمرو الشوبكي، والناقد طارق إمام، والدكتور مجدي الجزيري، بينما قام بإدارة الندوة الدكتور أحمد عبد العال عمر.
في البداية، أكد الدكتور عمرو الشوبكي، أن تطوير كل الصناعات يعتبر أمرًا غير وارد، ولكن يمكن التركيز على صناعات معينة لتحقيق تقدم وابتكار، مما يمكن الدولة من أن تبرز بتميز في هذه الصناعات، واستخدم محمد صلاح كنموذج لتوضيح الفكرة، حيث يمكن تطبيق نفس المبدأ على تجربته في مجال كرة القدم.
وأشار إلى أن محمد صلاح لا يقتصر تأثيره على المجتمعات الغربية فقط، بل استطاع أيضًا التأثير في الثقافة العربية. وأوضح أن صلاح لم يقتصر على التأثر بالمجتمعات الغربية فقط، بل قام بتطوير ذاته، وهذا التأثير والتأثير في تطبيقه على منظومة كرة القدم، أدى إلى تأثير إيجابي يظهر في نجاح العديد من اللاعبين المصريين والأفارقة والقادمين من أمريكا الجنوبية في تلك المجتمعات الغربية.
وأشار "عمرو الشوبكي" إلى أنه يجب ألا نفهم تجربة محمد صلاح بنفس النمط الذي ينطبق على لاعبين آخرين، مثل زين الدين زيدان، الذين انتقلوا للعب في منتخبات دول أخرى وأصبحت لديهم تجارب مختلفة. بالنسبة لمحمد صلاح، فإن الوطن يظل مكانًا هامًا في وجدانه، ولم يتخل عن هويته المحلية لصالح هوية عالمية.
وتابع: "صلاح اختار أن يكون مواطنًا محليًا متقدمًا وفتحًا على العالم، وهذا هو النموذج الذي يجب أن يُحتذى به. لو أُتيحت له الفرص والإمكانيات، لكان لديه القدرة على الاستمرار ضمن النظام المحلي، على عكس بعض الشخصيات المصرية الكبيرة مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، اللذين يتحدان حب الوطن والعمل على تقديم الإسهامات الإيجابية لصالحه".
وأوضح أن فكرة النجم الأوحد في كرة القدم ليست واقعية، حيث لا يمكن للنجم الأوحد تحقيق الانتصار بمفرده. حتى اللاعب ميسي، الذي يُعد لاعبًا استثنائيًا، لم يستطع أن يحقق لبلاده كأس العالم إلا بعد إصلاح النظام الكروي في الأرجنتين. لذا، يُظهر ذلك أهمية النظام الكروي ككل في تحقيق النجاح، وليس الاعتماد الكامل على لاعب واحد
وفي رأي الكاتب طارق إمام، يتميز كتاب "عالم مو" بأنه صعب التصنيف، إذ يجمع بين السياسة والأدب والفلسفة. يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، حيث يكتسب كل قسم مرجعيته الخاصة. ويعتمد الجزء الأول على البعد الفلسفي، بينما يعتمد الجزء الثاني على الخبرة الشخصية، ويتجه الجزء الثالث نحو المتن التخييلي بتوظيف الفلسفة والحقائق، مما يجعل الكتاب يمتاز بالتنوع والتعقيد.
ويؤكد إمام على أن لغة الكتاب تميل إلى التجريد، حيث يتم ربط الفلسفة بالنصوص بشكل متقن. ويُظهر الكتاب براعة في توظيف السرد وربط الخيال بالواقع، مما يضيف بُعدًا إبداعيًا للنص.
ويشير إمام إلى أن الكتاب يقوم بإعادة تشكيل الروابط بين المعاني الفلسفية والشعرية، حيث يستعرض نجاح محمد صلاح في إنجلترا ويصوّره كغزو لمصر لملعب آنفيلد الإنجليزي. ويُبرز الكاتب المقارنة بين هذا الغزو وحملة نابليون بونابرت، مظهرًا بذلك براعة الكاتب في دمج الثنائيات بشكل مبدع.
وفي تجسيد لمعاني العدالة، يُعد الكتاب واحدًا من أذكى المداخل نحو الدلالة الإجمالية، حيث يُظهر الكاتب ببراعة قيامه بتصوير العدالة بواسطة كرة القدم، حيث تكون كل جوانب الكرة متساوية مقارنة بمحيطها. كما ينتقل الكاتب ببراعة بين النسق الفلسفي والسردي، ويستعين بجمل لاعبين مرتبطة بنفس المقولات لأشهر الفلاسفة.
من جانبه، أكد الدكتور ياسر قنصوة على أن الفلسفة تجذب كل ما يتعلق بعناصر الحياة. وتابع قائلًا: "في هذا الكتاب، حاولت أن تحول الفلسفة من درس نظري إلى تطبيق عملي في الحياة، حيث كانت الفلسفة مرتبطة بالحياة منذ بدايتها مع الفلاسفة اليونانيين في العصر القديم".
وأضاف أن دافعه للكتابة عن محمد صلاح كحالة، جاء عندما قرأ بيت شعري لمحمود درويش الذي يتغزل في مارادونا. هنا قرر أن يكتب عن محمد صلاح كحالة وليس مجرد لاعب كرة، واكتشف أثناء الكتابة أن كل ما يحدث في كرة القدم يعكس ويحدث في الحياة.
اقرأ أيضاًالأزهر يعزز مبادئ الأخوة الإنسانية في معرض الكتاب
مقرر لجنة الأسرة بالحوار الوطني: معرض الكتاب تظاهرة ثقافية سنوية ينتظرها الجميع
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب محمد صلاح کرة القدم الذی ی
إقرأ أيضاً:
مناقشة سبل تحسين البيئة الاستثمارية في القطاع العقاري بشمال الباطنة
صحار- خالد بن علي الخوالدي
انطلقت أعمال ندوة التطوير العقاري "الفرص والتحديات" التي يُنظّمها فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة شمال الباطنة، ممثلًا في لجنة التطوير العقاري، تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن علي بن محمد المطوع وكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني للتخطيط العمراني، وبحضور المهندس سعيد بن علي العبري رئيس مجلس إدارة الفرع، وأعضاء المجلس، ومسؤولي المؤسسات الحكومية والخاصة.
وهدفت الندوة إلى مناقشة التحديات التي تواجه القطاع العقاري، واستعراض الفرص المتاحة للاستثمار، والتعرّف على فرص التمويل العقاريّة المتاحة لدى البنوك، وتوضيح أهمية مشروع مدينة صُحار الذكيّة؛ كأنموذج للمدن العقارية الذكية.
وفي كلمته، أكد علي بن محمد الوعل رئيس لجنة التطوير العقاري بفرع الغرفة بشمال الباطنة، اهتمام الحكومة بتطوير الأنظمة والتشريعات وإصدار اللوائح والسياسات العقاريّة، وتطوير نماذج جديدة للمدن المستقبلية بكل المحافظات.
وأشار إلى أن المساكن بمختلف أنواعها تعد من البنى الأساسية الضرورية لإيجاد الفرص التجارية والاستثمارية والصناعية واللوجستية؛ مما سينعكس على زيادة الصادرات وتنويع مصادر الدخل.
وتحدّث الدكتور مطر بن حمد البريكي مدير دائرة جمعية المُلاك بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، عن القوانين المنظمة للسوق العقاري، مشيرًا إلى حساب الضمان الذي يُعتبر حسابا مصرفيا يفتحه المطور في أحد مشاريع التطوير العقاري؛ ليتم إيداع دفعات عقد البيع على الخارطة، إذ يحظر على المطور العقاري سحب المبالغ ما لم يتم صرفها لإنجاز الأعمال المطلوبة.
وأضاف: "أما جمعية المُلاك هي كيان يؤسس لصيانة وإدارة الأجزاء والمرافق المشتركة في العقار المقسمة إلى شقق وطبقات، ويتعدد الملاك فيها؛ إذ إن هذه المشاريع تحظى بثقة المتعاملين والمشترين مما سيسهم في ازدهار صناعة التطوير العقاري".
كما قدّم المهندس فيصل بن سعيد الشبلي مدير دائرة التخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني عرضًا حول مشروع مدينة صُحار المستقبليّة؛ كنموذج للمدن العقارية الذكية بمساحة تُقدّر 6.2 مليون متر مربع.
من جانبٍ آخر، استعرض محمد بن علي الملا خبير مالي، التمويل العقاري المتاح من البنوك وفرص الاستفادة منها وأنواع التمويل العقاري، ودور هذا التمويل في توسيع الأعمال وتعزيز الاستقرار التجاري.
وعقدت جلسة حواريّة بعنوان "الممكنات والاستدامة" برئاسة الدكتورة رقية بنت حميد الوهايبي محاضر أكاديمي ومدرب، وبمشاركة كُلٌّ من د. مطر البريكي والمهندس محمد بن قاسم الشيزاوي رئيس قسم تنمية الاستثمار بمكتب محافظ شمال الباطنة، وزيدون بن إبراهيم الجبور المدير التنفيذي للاستثمار بشركة صحار للتطوير العقاري، والمهندس عاصم بن محمد الزدجالي الرئيس السابق للجمعية العقاريّة، حيث تناولت الجلسة الحواريّة التحديات المالية التي تواجه المطورون، وأثر القوانين واللوائح الحالية على تطور السوق العقاري، وآليات تحسين البيئة الاستثمارية، مع تقييم الوضع الحالي بمحافظة شمال الباطنة.