اليمن: من المستفيد من استئناف اشتعال جبهات القتال؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
بالتزامن مع التصعيد في البحر الأحمر، وبعد أكثر من عام ونصف من الهدوء الذي شهده اليمن منذ توقيع اتفاق الهدنة في نيسان/ابريل 2022 وما تبعه من خفض تصعيد؛ اندلعت، منذ بضعة أيام مواجهات عسكرية على خطوط التماس بين محافظتي مأرب وشبوة، وتحديدًا في مديرية بيحان، بين قوات «أنصار الله» (الحوثيون) وبين قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة المدعومة من الإمارات، وقوات حكومية، علاوة على اشتعال القتال في جبهات أخرى في الجوف وصعدة وتعز ليبرز السؤال: مَن المستفيد من استئناف اشتعال جبهات القتال في هذا التوقيت تحديدًا؟
لا يبدو الوضع بخير في بلد ينزف منذ تسع سنوات جراء احتراب عبثي؛ لكن هذا الاحتراب استنفد معظم مقدرات وبنى البلد التحتية؛ وذهب بالإنسان مبلغاً بعيدًا في مؤشرات المأساة، وآل وضع النسيج الوطني والاجتماعي إلى مآلات أصبح معها المستقبل مفخخًا بعوامل صراع عديدة، وبقدر يجعل منها تهديدًا حقيقيًا لأي حقبة استقرار.
عودا على بدء؛ اشتعلت الحرب مجددًا في عدد من جبهات القتال، في الوقت الذي يمر البلد بوضع حرج للغاية ما يجعل من قراءة متأنية لما يقف خلف «النيران المشتعلة» أمرا ضروريًا.
من جانبها، اعتبرت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) تجدد اشتعال جبهات القتال تنفيذًا لتهديدات أمريكية تلقتها الجماعة. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، محمد علي الحوثي، «إن فتح المعارك وتحريك الجبهات هي إحدى التهديدات الأمريكية، التي تم إيصالها كرسالة أمريكية عبر عًمان ردا على موقف الشعب اليمني المجاهد الرافض لإبادة أبناء غزة وحصارهم».
وأضاف: «ونقول لهم مصير أي مغامرة أو حماقة بتنفيذ التهديد الأمريكي للشعب الفشل والخسران، ولن يثنيه أي تحرك للأعداء عن مهمته لنصرة غزة».
فيما أكدت الحكومة المعترف بها إن «التصعيد الواسع للحوثيين في جبهات تعز وشبوة والجوف وصعدة في ظل عمليات التحشيد المتواصلة للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر في مختلف الجبهات يؤكد استمرار الحوثيين في استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني لحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الامكانات للتصعيد القتالي وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين» حد تعبيره.
قرار أمريكي
في قراءته لما يقف خلف استئناف اشتعال القتال في عدد من الجبهات يقول أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني (يسار) ووزير الثقافة الأسبق، عبد الله عوبل، لـ «القدس العربي» إن «الأسباب الرئيسية في التصعيد الحالي واضحة ومعلنة، وآخرها يوم الاثنين الموافق 28/1/2024 حيث صرح المبعوث الأمريكي، تيم ليندر كينغ، أن لا سلام في اليمن طالما الحوثيون يهددون الملاحة في البحر الأحمر؛ وهذا اعتراف صريح وواضح إن أمريكا هي التي تقف وراء الحرب في بلادنا منذ تسع سنوات.
وأضاف: لقد خرجت تسريبات خلال الأسابيع الماضية تفيد أن الأمريكيين طلبوا من السعودية العودة إلى الحرب، ولكن السعوديين رفضوا ذلك؛ فإذن الإدارة الأمريكية هي مَن يشعل الحروب في منطقتنا؛ وهي المستفيد الوحيد من تفجير الصراعات في هذه البلاد. والإدارة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون كما دعموا علنًا حرب الإبادة للفلسطينيين، فإنهم لا شك يتسترون وراء الدول الإقليمية في هذه الحرب القذرة التي دمرت البلد دولة ومؤسسات، وخلقت واقعا انقساميا، وصراعيا، وأمراء حرب بأهداف متناقضة، وكانتونات متصارعة لا يجمع بينها سوى الولاء للخارج.
واستطرد: «إن عودة الحرب هو قرار أمريكي من أجل منع أنصار الله من مناصرة غزة، ومنع السفن الذاهبة الى إسرائيل، فيما الفلسطينيون محاصرون ويبادون بالحرب والتجويع. إن الضمير الإنساني لا يقبل أن يتفرج على إبادة هي الأولى في التاريخ بهذه الوحشية، وتعمد قتل النساء والأطفال والصحافيين، إنه عار على هذا العالم المتحضر أن يتحدث عن حقوق الإنسان، ماعدا العربي صار بلا حقوق في العُرف الأمريكي الأوروبي الرسمي».
وأكد أن «المستفيد هي الإدارة الأمريكية التي فقدت هيبتها؛ لأنها غير قادرة على فعل شيء لليمنيين الذين أغلقوا البحر الأحمر».
وأشار إلى «أن عودة الحرب قد لا تحقق لأمريكا ما تود أن تراه، وهو انشغال أنصار الله بالحرب الداخلية لتمر السفن إلى إسرائيل بدون أن يتصدى لها أحد. الواقع أن الأمريكيين قد صرحوا أن ضرباتهم على المدن اليمنية لم تحقق أية نتائج، ولذلك هم يلجأون إلى اشعال الحرب مجددًا، ومع ذلك لن يفلحوا، واليمن لن يخسر شيئًا حتى لو جرب الأمريكيون وحلفاؤهم تكرار الضربات. لا يوجد شيء في اليمن لتدميره فقد دمرت حرب التسع سنوات البلاد والمؤسسات والبنية التحتية، لكن هذه قيمنا اليمنية وتاريخنا وثقافتنا، وهي أننا لا يمكن أن نتفرج على إخوة لنا يبادون بالأسلحة الحديثة والمحرمة، ويحاصرون دون أن نفعل شيئا. مهما كان خلافنا الداخلي كبيرا، لكننا في قضية دعم أخواننا في غزة لا يمكن إلا أن نقف إلى جانبهم وننصرهم. ذلك هو واجبنا الأخلاقي والقومي والديني».
وخلص عبد الله عوبل: «أما أن تتوقف حرب الإبادة وتدخل المساعدات الإغاثية إلى غزة، أو ستدخل المنطقة كلها في هذه الحرب».
الضغط العسكري
على الجانب الآخر؛ هناك مَن يذهب في قراءته للأسباب وراء استئناف اشتعال القتال باتجاه مختلف؛ إذ يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبد الكريم غانم: «عندما يتعلق الأمر بالحوثيين فإن استئناف القتال هو القاعدة أو الوضع المعتاد، أما الاستثناء فجنوحهم إلى السلم؛ فالحوثية جماعة عسكرية تمارس السياسة من خلال القتال، والتصعيد العسكري الحالي في الجبهات داخل اليمن، هو محاولة لحصد ثمار المشاركة في مساندة غزة عبر ممارسة المزيد من الضغط العسكري على الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي للقبول باشتراطات الحوثي في مباحثات السلام القادمة».
كما يرى: «أن تزامن هذا التصعيد العسكري في الجبهات الداخلية، مع العمليات العسكرية في البحر الأحمر، يشير إلى أنه غير مقصود لذاته، فالمرجح أنه عملية تمويه لإعادة الانتشار وإعادة التموضع في مواجهة القوات الأمريكية /البريطانية في البحر الأحمر، بعد أن تم استهداف معظم المواقع العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ والمسيرات التي كانت تشكل تهديدًا وشيكًا للسفن في البحر الأحمر والبحر العربي، وإضافة إلى كل ما سبق يحرص الحوثيون على توظيف التعاطف الشعبي الذي تكون جراء انخراطهم في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، واستهداف الموانئ الإسرائيلية، فانخراطهم في الدعم الرمزي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وما ترتب عليه من تحسين لسمعتهم في الأوساط الشعبوية، محليا وعربيا، يجعل الفرصة مواتية أمامهم للتجنيد وحشد المقاتلين وتحقيق المزيد من الدعم الداخلي».
واستطرد: «فالعاطفة القومية والدينية لدى القبائل اليمنية تجاه سكان غزة وما يتعرضون له من حصار ومجازر ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، تجعلها على استعداد لرفد الجبهات بالمقاتلين وبالمال والسلاح، فاليمنيون بمختلف أطيافهم يتفقون حول ضرورة مناصرة سكان غزة لايقاف الحصار ووضع حد للمجازر التي يتعرضون لها، إلا إن هذا التحشيد العسكري الذي يقوم به الحوثيون في الوقت الراهن لا يشير بالضرورة إلى أنهم يحضرون لفتح معارك داخلية، بقدر ما يحمل رسائل لخصومهم في الداخل والخارج بعدم تأثرهم بالضربات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ 12 كانون الثاني/يناير الماضي على مواقعهم العسكرية، لخلق انطباع لدى خصومهم بأنهم لم يتأثروا بالضربات الأمريكية /البريطانية، التي استهدفت جزءا من قدراتهم العسكرية، فالحوثيون يجيدون توظيف الأزمات وتحويلها إلى فرص، واستئناف القتال أو على الأقل التلويح به يصب في مصلحتهم».
في الأخير، قد ينبري أحدهم ليسأل: هل قرار الحرب والسلم يمني؟ هنا نقول: إن كان كذلك فالبلد ما زال في طور يسمح له بالتعافي المبكر مستقبلا. لكن الواقع يقول إن أمراء الحرب هناك ليسوا سوى بيادق لأطراف إقليمية ودولية هي مَن تملك قرار الحرب والسلم في بلد يعيش اليوم، لحظة حرجة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة الحوثي الحرب البحر الأحمر فی البحر الأحمر جبهات القتال أنصار الله
إقرأ أيضاً:
بعد الكوريين الشماليين.. كيف وصل مرتزقة من اليمن إلى روسيا؟
بعد استقدام مسلحين من نيبال والهند وكوريا الشمالية، جاء أوان اليمنيين للقتال مع الجيش الروسي، بحسب تقارير أوضحت ماذا دفعهم للقتال في أوكرانيا، وبأي مغربات، ومن يقف وراء تلك السياسة من داخل البلد المنكوب بتمرد وحرب اندلعت قبل نحو 10 عشرات.
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية كشفت معلومات جديدة عن تجنيد روسيا لمئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا بعد إغرائهم بالحصول على وظائف عالية الأجور، بل وحتى الحصول على الجنسية الروسية، وقالت إن من يقف وراء عمليات التجنيد هذه سياسي حوثي بارز.
ونقلت الصحيفة شهادات يمنيين تم نقلهم إلى أوكرانيا من خلال عمليات تهريب "غامضة" . وقال هؤلاء إن شركة مرتبطة بجماعة الحوثي خدعتهم بالتوظيف في روسيا، إذ تبين بعد وصولهم هناك، أنه تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وتسلط هذه الجهود الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثي.
وجذب الصراع في أوكرانيا المرتزقة الأجانب بينما يسعى الكرملين إلى تجنب التعبئة الكاملة في بلاده، خشية ارتفاع عدد القتلى الروس.
وإلى جانب اليمنيين، أوردت تقارير سابقة وجود مرتزقة من نيبال والهند، ونحو 12 ألف جندي من كوريا الشمالية وصلوا بالفعل إلى مقاطعة كورسك الروسية، التي شنت أوكرانيا هجوما عليها.
وتقول فاينانشال تايمز إن تجنيد يمنيين للقتال يؤكد مدى تقرب روسيا من إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط، ورغبتها في توسيع الصراع في المنطقة بالتحالف مع الجماعة التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، صرح بأن روسيا تتقرب بقوة من الحوثيين وتجري مباحثات معهم لنقل أسلحة، ووصف ذلك بأنه "أمر مثير للقلق ويساعد الحوثيين أكثر على استهداف حركة الملاحة".
وفي موضوع تجنيد مرتزقة يمنيين، قال ليندركينغ إنه اطلع على تقارير. وأضاف: "أود أن أقول إن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد. إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس بالضرورة أمراً يفاجئنا".
وقال دبلوماسيون أميركيون للصحيفة إن موسكو تقدم مساعدات للحوثيين، من بينها بيانات استهداف تخص بعض عمليات إطلاق الصواريخ، وتناقش معهم بيع أسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن المتقدمة.
وقال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا مهتمة "بأي مجموعة في البحر الأحمر، أو في الشرق الأوسط، معادية للولايات المتحدة". وأضاف أن جماعي الحوثي تنظم عملية نقل المرتزقة في إطار جهود لبناء روابط مع روسيا.
وكان محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي قد قال في وقت سابق إنهم على "اتصال دائم" مع القيادة الروسية "لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والجيش".
وراجعت الصحيفة عقود توظيف ووجدت أنها تعود إلى شركة أسسها عبد الولي عبده حسن الجابري، وهو سياسي حوثي بارز، والشركة مسجلة في صلالة بسلطنة عمان على أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
والجابري عضو في البرلمان اليمني، لواء في فصيل الجيش المتحالف مع المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وكان واحدًا من 174 قائدا حوثيا حكمت عليهم بالإعدام غيابيًا محكمة عسكرية تمثل الحكومة الموالية للسعودية والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة في عدن، في عام 2021، لدوره في الانقلاب الذي قاده الحوثيون في عام 2015.
وترجح الصحيفة أن عمليات التجنيد بدأت في يوليو، وتشير إلى أن بعض المسلحين كانوا متمرسين على القتال، لكن الغالبية لم يتلقوا تدريبا. وقال إنهم خُدِعوا بالسفر إلى روسيا، ووقعوا على عقود تجنيد لا يستطيعون قراءتها.
وقال يمني تم تجنيده، يدعى نبيلن إنه وعد بالحصول على عمل مربح في مجالات مثل "الأمن" و"الهندسة" على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته، لكن بعد بضعة أسابيع من وصوله، وجد نفسه في ساحات القتال.
وحصلت فاينانشال تايمز على مقطع لبعض الرجال في ساحة القتال، ويسمع رجل يقول: "نحن تحت القصف. ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ"، مضيفًا أن زميلا له حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.
وقال الرجال في الفيديو إنهم كانوا يحملون ألواحا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ. وأضافوا: "لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية".
وقال يمني آخر يدعى عبد الله إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار، وألفي دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات من دون طيار.
وأوضح أنه وآخرين نقلوا قسرا من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، وهناك وضع رجل يتحدث بعض اللغة العربية مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية. وقال: "وقعت عليه لأنني كنت خائفا".
ثم وضعوا في حافلات ذهبت بهم إلى أوكرانيا، وتلقوا هناك تدريبًا عسكريًا أوليا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
أندريس أوسلند، خبير الشؤون الروسية، وزميل المجلس الأطلسي سابقا، قال في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" إن العديد ممن يتم تجنيدهم للقدوم إلى روسيا يتعرضون للخداع في أغلب الأحوال، وهذا ينطبق على النيباليين والسريلانكيين والهنود وبعض الأفارقة.
ويضيف أن روسيا اتخذت إجراءات تهدف إلى خداع هؤلاء من خلال دعوتهم إلى العمل أو الدراسة في روسيا، وسط أوضاع صعبة في بلادهم. وبعد وصولهم، يمارس الضغط عليهم للمشاركة في القتال.
محلل الشأن الروسي في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، قال أيضا لموقع "الحرة" إن الدافع الرئيسي، لهؤلاء المال الذي يتم تقديمه بموجب عقود مع وزارة الدفاع، بالإضافة إلى توفير فرصة سهلة للحصول على الجنسية الروسية ونقل الأسر إلى هناك.
وقالت محللة الشأن الروسي، آنا بورشفسكايا، في تصريحات لموقع "الحرة" إن سبب عمل "المرتزقة" لصالح روسيا وكذلك أوكرانيا هو أن الحكومتين على استعداد لدفع المال.
"وهؤلاء لا يهتمون بقضية معينة، وهم فقط يبحثون عن المال"، وفق بورشفسكايا.