إيران تتهم واشنطن ولندن بتأجيج الفوضى والحشد الشعبي يحذر
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
اتهمت إيران الولايات المتحدة وبريطانيا بالعمل على تأجيج الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة، إثر الضربات الجوية التي استهدفت مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن -الليلة الماضية- في وقت حذر الحشد الشعبي في العراق من تبعات غارات سابقة استهدفت مواقع تقع غربي البلاد.
وأعلنت واشنطن ولندن أنهما استهدفتا -مع دول حليفة- 36 هدفا في 13 موقعا بمناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، ردا على ما وصف بهجمات هذه الجماعة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ودانت الخارجية الإيرانية الهجمات الأميركية والبريطانية، وقالت إنها تعد "انتهاكا للسيادة وسلامة الأراضي اليمنية" واعتبرت أن "استمرار هذه التحركات يعتبر مغامرة واضحة وتهديدا مقلقا للسلم الدولي".
كما أكدت أن هجمات الليلة الماضية "تناقض بشكل واضح ادعاءات واشنطن ولندن بشأن عدم توسيع دائرة الحرب والنزاع في المنطقة، وتؤدي الى إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة".
ويتحمل المجتمع الدولي -وفق الخارجية الإيرانية- المسؤولية في محاسبة بريطانيا والولايات المتحدة بسبب زعزعتهما الاستقرار والأمن الإقليميين.
من جانبه، قال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع إن الغارات الأميركية البريطانية شملت أمانة العاصمة ومحافظاتِ صنعاء والحديدة وتعز والبيضاء وحجة وصعدة، مؤكدا أن هذه الغارات لن تمر دون رد.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي إن قصف التحالف الأميركي البريطاني محافظات يمنية لن يغير موقف الجماعة ولن يوقف عملياتها العسكرية التي تقوم بها ضد إسرائيل "حتى تتوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويرفع الحصار عن سكان القطاع". وأضاف البخيتي في منشور على موقع إكس أن "الجماعة ستقابل التصعيد بالتصعيد".
اعتداء سافرمن جهتها، دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الأميركي البريطاني وقالت إنه "اعتداء سافر على سيادة دولة عربية، وتصعيد سيجر المنطقة إلى مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تتحمل واشنطن والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعياته" وجددت في بيان صحفي تقديرها للموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية.
وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الحوثيون أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
وجاءت الغارات في اليمن بعد يوم من سلسلة ضربات أميركية ضد أهداف مرتبطة بإيران في كل من العراق وسوريا ردا على مقتل 3 عسكريين أميركيين في هجوم بمسيّرة في قاعدة بالأردن يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأدت هذه الضربات -التي استهدفت مناطق غرب العراق على الحدود مع سوريا ونددت بها حكومة بغداد- إلى مقتل 16 وإصابة 36 آخرين من عناصر الحشد الشعبي.
وردا على تلك الغارات، قال رئيس هيئة الحشد فالح الفياض إن العدوان الأميركي "لن يمر مرور الكرام" مؤكدا -خلال كلمته في مراسم تشييع قتلى الضربات الأميركية- أنّ استهداف هيئة الحشد "لعب بالنار" وأضاف أن القوات الأجنبية "يجب أن تغادر أرض العراق لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء باستهداف القوات المسلحة العراقية".
وقد رفعت -خلال مراسم التشييع التي شارك فيها عناصر من الحشد بزيهم العسكري- أعلام عراقية وأخرى للحشد، ولافتات كتب عليها "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: واشنطن ولندن
إقرأ أيضاً:
عودة ترامب تثير تساؤلات حول دور العراق في استراتيجيات واشنطن
17 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التساؤلات حول طبيعة السياسات التي ستتبعها إدارته الجديدة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
معهد بحوث السياسة الخارجية الأميركي أشار في تقرير حديث إلى أن القضية الرئيسية التي ستواجهها الإدارة المقبلة هي الوجود العسكري الأميركي في كل من العراق وسوريا، حيث تواجه هذه القوات تحديات مستمرة من قبل محور المقاومة، إضافة إلى تصاعد التساؤلات في واشنطن حول الجدوى الاستراتيجية لاستمرار هذا الوجود. التقرير أشار إلى أن ترامب قد يميل، استناداً إلى شعاره “إنهاء الحروب التي لا تنتهي”، إلى إعادة القوات إلى الوطن، لكن تنفيذ هذا القرار قد يكون معقداً نظراً لارتباط هذه القوات بالمصالح الأميركية الحيوية في المنطقة.
التقرير لفت إلى أن سياسات ترامب الجديدة قد تختلف عن فترة ولايته الأولى، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية بين محور المقاومة وإسرائيل، ما يضع واشنطن أمام خيار تعزيز التحالفات وإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة. وبينما يسود انقسام داخل الحزب الجمهوري بين تيار انعزالي يتماشى مع رؤية ترامب وتيار آخر يدعم تدخلات عسكرية محدودة، يظل السؤال مطروحاً حول أي رؤية ستتغلب في رسم ملامح السياسة الخارجية.
على صعيد آخر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعودة ترامب، معتبراً ذلك فرصة لتعزيز التحالف الإسرائيلي-الأميركي. في المقابل، أبدت إيران توجساً من هذا التطور، حيث ستعتمد طبيعة العلاقات الأميركية-الإيرانية على موقف طهران من البرنامج النووي واستعدادها للتفاوض. وعلى الرغم من تصريحات ترامب السابقة التي تؤكد أنه لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني، فإن الوصول إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي قد يشكل تحدياً رئيسياً للإدارة المقبلة.
في هذا السياق، يمكن القول إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل تداعيات واسعة على منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية، بل أيضاً في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدفع نحو سيناريوهات جديدة تعيد ترتيب موازين القوى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts