كيف كانت هيئة النبي والأنبياء قبله ليلة الإسراء والمعراج؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين بالتزامن مع اقتراب ليلة الإسراء والمعراج، والتي تحين مع غروب شمس الأربعاء المقبل وحتى فجر الخميس 8 فبراير الجاري 27 رجب 1445 هجريا.

كيف كانت هيئة النبي والأنبياء قبله ليلة الإسراء والمعراج؟

وقال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، قد ثبتت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء ليلة الإسراء والمعراج على النحو التالي:

أولا: رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا موسى عليه السلام وهو قائم يصلي في قبره، ورد عند مسلم في صحيحه ومررت على موسى عليه السلام وهو قائم يصلى في قبره.

ثانيا: التقى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء جميعا في بيت المقدس وصلى بهم إماما كما صح الحديث بذلك

ثالثا: التقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأنبياء في السماوات العلا وذلك على النحو التالي .

في الأولى آدم، وفي الثانية ابني الخالة عيسى ويحيي عليهما السلام ، وفي الثالثة يوسف عليه السلام ، في الرابعة إدريس عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم( ورفعناه مكانا عليا ) ، وفي الخامسة هارون عليه السلام ... وفي السادسة موسى عليه السلام وفي السابعة إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور .. ورد هذا في بعض روايات الصحيح .. وقد كانت رؤيته صلى الله عليه وسلم لهم جميعا عليهم السلام بأرواحهم ماعدا عيسى عليه السلام الذي كان بروحه وجسده لأنه رفع إلى السماء بروحه وجسده .. هذا وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده .. هذا هو الصحيح والمشهور والراجح في ذلك الموضوع .. والأمر كله قائم على المعجزة والإعجاز لهذا قال تعالى في أول سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).

وشدد في جواب سائل يقول : عندما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء في بيت المقدس فهل بعث الأنبياء بأرواحهم وأجسادهم لهذه الصلاة، وكذلك التقاء النبي صلي الله عليه وسلم ببعض الأنبياء عندما عرج به إلى السموات أكانوا بأجسامهم وأرواحهم؟، كانت هذه الرحلة رحلة تكريم وتشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له عما أصابه من حزن لموت عمه أبي طالب وزوجه السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.

الدليل من القرآن على إثبات اليقظة للنبي في الإسراء والمعراج فتاوى تشغل الأذهان.. كيفية إحياء ليلة الإسراء والمعراج.. هل راجع النبي الله في عدد الصلوات خلال الرحلة مذاهب العلماء في رحلة الإسراء هل كانت بالجسد أم بالروح 

الإسراء من أبرز الخوارق التي أكرم الله تعالى بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، ونظرًا لغرابة الحادث وخروجه عن المألوف المعتاد اختلف موقف الناس منه قديمًا وحديثًا:
- فذهب جمهور المسلمين إلى أن الإسراء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان بجسده وفي اليقظة.
- وذهبت طائفة إلى أنه كان بالروح ولم يفارق شخصه مضجعه؛ لأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق، ورؤيا الأنبياء حق، ونقل هذا عن معاوية وعائشة والحسن وابن إسحاق رضوان الله عليهم.
- وقالت طائفة أخرى: إن الإسراء كان يقظةً بالجسم إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح.

أدلة الجمهور على أن رحلة الإسراء كانت بالجسد

استند الجمهور إلى قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]؛ إذ لو كان منامًا لقال الله تعالى: سبحان الذي أسرى بروحِ عبده، ولم يقل: بِعَبْدِهِ.

ولمَّا كانت فيه آية ومعجزة، ولمَّا قالت أم هانئ رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما أخبرها به: لا تحدث الناس فيكذبوك، فقال لها الرسول: «وَإِنْ كَذَّبُونِي»، فخرج فجلس إليه أبو جهل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الإسراء، فقال أبو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤيٍّ هَلُمّ. فحدثه، فمِن بين مصفقٍ وواضعٍ يده على رأسه تعجبًا وإنكارًا، وارتدّ ناسٌ ممن كان آمن، وسعى رجالٌ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: "إن كان قال ذلك لقد صدق". قالوا: أتصدقه على ذلك؟ قال: "إني لأصدقه على أبعد من ذلك"؛ ولذلك سمي الصديق.

الرد على أدلة القائلون بأن رحلة الإسراء كانت بالروح فقط

أصبح القائلون بأن الإسراء كان بالروح فقط بقول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ [الإسراء: 60]، وهذا القول مردودٌ بأن هذه الآية نزلت عام الحديبية؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم رأى في هذا العام أنه هو وأصحابه دخلوا مكة، فلما صدَّهم المشركون عن الدخول وتم صُلح الحديبية فُتن بعضهم، وردَّ عليهم القرآن بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 27]. وقيل: إن الآية نزلت في قصة بدر؛ لقوله تعالى: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ﴾ [الأنفال: 43]؛ وبذلك لا يكون للاستدلال بالآية حجةٌ صحيحةٌ لهم.

ومما احتجُّوا به أيضًا ما حكي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما فقدتُ جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، وفي رواية: ما فُقِد جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" ببناء الفعل للمجهول، وهذا الحديث قد ضعف بما في متنه من العلة القادحة، وبأن في سنده محمد بن إسحاق، وقد ضعفه مالكٌ وغيره، وبأن الأحاديث الأخرى الواردة في الإسراء أَثْبَتُ من هذا الحديث.

كما احتجوا أيضًا بحديث الإسراء المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي بدأه بقوله: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ» إلى آخر ما جاء به البخاري في "صحيحه"، ورُدَّ عليهم بأن المراد منه: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما جاءه الملك كان نائمًا فأيقظه.

وقد أفاض في شرح هذا الخلاف وفي بيان أنه لا خلاف بين المسلمين في حصول الإسراء، وإنما كان الخلاف بينهم؛ هل كان بالروح أم بالجسد؟ أفاض في شرح هذا كله القاضي عياض في كتاب "الشفاء" (1/ 189، ط. دار الفكر)؛ حيث قال ما نصه -بعد شرح الخلاف وبيان حجة كل فريق-: [والحق من هذا والصحيح: أنه إسراءٌ بالجسد والروح في القصة كلها] اهـ؛ أي: في قصة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والسماوات.

وشددت الإفتاء: نحن نميل إلى ما رآه الجمهور، وإن كان القول بأن الإسراء كان بالروح لا يخرجه عن أن يكون معجزةً أيَّد اللهُ بها رسولَهُ صلى الله عليه وآله وسلم، وثَبَتَ صِدقُهُ في كل ما أخبر به مما رآه فيما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وفيما وصف به ما رآه في المسجد الأقصى مع أنه لم يكن رآه قبل إسرائه، ونرى أنه لا داعي لإثارة مثل هذا الخلاف بين المسلمين؛ إذ لا ينشأ عنه إلا إثارة فتنةٍ قد تؤدي إلى حصول الشقاق بينهم في مسألة اتفق المسلمون فيها على حصول الإسراء، ويكفي المسلم أن يؤمن بما صرح به القرآن الكريم وأيَّدته الأحاديث الصحيحة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراء رحلة الإسراء ليلة الإسراء والمعراج ه صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وسلم لیلة الإسراء والمعراج المسجد الأقصى المسجد الحرام علیه السلام الإسراء کان الله تعالى رضی الله وسلم ب

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لقد تحدث القرآن عن السيد المسيح عليه السلام في 38 آية توصف مولده ومعجزاته وصفاته.  

قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:45-46].

وقال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} [مريم:30-34].

ولقد احتفى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأخيه المسيح عليه السلام  بذكر عدد من الأحاديث التي تدل على مكانته ومقامه  ،،،،

فقال صلى الله عليه وسلم: " (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبُشرى أخي عيسى) رواه ابن حبان فى صحيحه.  

ويصف لنا أخاه المسيح، فيقول: “رِبعة ( يعنى لا طويل ولا قصير )  أحمر كأنما خرج من ديماس”. أيْ حَمّام، وفي ذلك إشارة إلى جماله ونقائه ووضاءته وإشراق وجهه،،،
رواه مسلم.

ومِن شدَّة محبته له، يصفه مرة أخرى، فيقول: “بينما أنا جالس عند الكعبة، فرأيتُ في أجمل ما يرى الرائي؛ رأيتُ رجلًا أدم سبط الشعر يُهادَى بين رجُليْن، وكأنَّ رأسه يقطر ماءً، فقلتُ مَن هذا؟ قالوا: هذا أخوك ابن مريم”. صحيح ابن حبان.

ويدافع عن المسيح عليه السلام ويقول: أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة؛ فليس بيني وبينه نبيّ”. صحيح مسلم.  

ويفتخر بأخيه المسيح، قائلًا: (كيف تهلك أُمّةٌ أنا في أولها وأخي عيسى في آخرها). رواه الحاكم.

وفي مناسباتٍ كثيرة، يُشبِّه (نبيّ الرحمة) بعض أصحابه بالمسيح في عطفه، وشفقته، ورحمته، فمثلًا: يقول لأبى ذر: مثلكَ يا أبا ذر في أصحابي كمثل المسيح بن مريم بين الناس”

وعلى هذا فالاحتفاء بميلاد السيد المسيح ليس حرامًا  كما يدّعى أهل الغلو والجفاء ! 
بل هو سلام كما ذكر القرآن  " والسلام عليّ يوم ولدت".

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: من المستحب زيارة الأقارب والأرحام والأصدقاء
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • حقوق الطفل في الإسلام.. الإفتاء توضح
  • ماذا قال النبي عن أعظم آية في القرآن.. يغفل عنها الكثيرون
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • أعظم وصايا النبي للشباب.. رسالة خالدة لعبدالله بن عباس
  • الضوابط المطلوبة في المؤذن للصلاة .. تعرف عليها
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح