تجليات ثقافية تراثية وقيمة تاريخية تذخر بها مدينة طرطوس القديمة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
طرطوس-سانا
تعاقب الحضارات ومرور الزمن لم يؤثر على المعالم المعمارية والأشكال الهندسية لأبنية مدينة طرطوس القديمة المنسجمة مع أسس التخطيط العمراني، عززه الارتباط الفطري للسكان بمدينتهم، فهي بالنسبة لهم تمثل قيماً تاريخية ثقافية اقتصادية روحانية واجتماعية.
المدينة الأسقفية وفيها الكاتدرائية التي تعتبر أول كنيسة بيزنطية باسم السيدة العذراء في الشرق، وكنيسة وقاعة فرسان الهيكل ببنائهما الذي يعود للقرن الثالث عشر الميلادي، والجامع والحمام وأقبية الدونجون، والخندق المرصوف والخندق الترابي، والساحات والأزقة، ومع الصناعات والمهن التراثية المرتبطة بالمدينة كصناعة الحلاوة ومهنة السنكري أو ما يعرف بحرفة تصنيع الأدوات المنزلية والزراعية الحديدية، وبائع الخرنوب والمسحراتي، جميعها تمثل جزءاً من رأس المال الثقافي لمدينة طرطوس القديمة.
هذا بعض ما جاء به ملف (فهم السياق العام للمدينة القديمة) الذي أعدته الأمانة السورية للتنمية وفريق عمل مشروع طرطوس القديمة والخبراء، حيث كان تفكير فريق العمل بعد سنتين من العمل المشترك يعتمد على احتياجات السكان بالدرجة الأولى بالتوازي مع الحفاظ على القيمة التاريخية والثقافية للمكان، بهدف الوصول إلى منتج عملي مشترك يحقق تنمية مستدامة بهذه البقعة المكانية المهمة تاريخياً واقتصادياً واجتماعياً وفق خبير المسار الثقافي وعضو فريق العمل مدير آثار طرطوس مروان حسن.
وحسب حسن فإن العمل سار بالتوازي بعد تقسيم المسارات لوضع خارطة تنموية شاملة للمدينة بناء على فهم السياق العام والإمكانيات التي تمتلكها لتحقق مجتمعة الأهداف والرؤية الشاملة الموضوعة لها، موضحاً أن بداية عمل المسار الثقافي انطلقت من تساؤل مهم ألا وهو (ماذا نريد من المشهد العام وكيف من الممكن أن يشكل عامل جذب مهماً للوجهة السياحية والثقافية والأهم إبراز المعالم الثقافية والأثرية للمدينة) ومن هنا كانت فكرة وموضوع تحسين المشهد البصري لواجهة المدينة وأزقتها أحد أهم الأهداف.
وأشار حسن إلى أن ترميم المباني الأثرية الرئيسية كأقبية الدونجون وقاعة الفرسان ومبنى الكنيسة كان هدفاً مهماً أيضاً لناحية وضع الحلول الفنية الترميمية لإعادة الشكل الأساسي لها لتكون جاهزة للاستخدام واستثمارها بما يخدم المجتمع المحلي، ويروج للوجهة الثقافية والسياحية للمدينة، مبيناً أن إيجاد مسار سياحي ثقافي متكامل عبر خلق فضاءات للصناعات الثقافية الإبداعية والنشاطات الفنية المتعلقة بهوية وطبيعة المدينة واستثمار الفراغات والحيزات المكانية بهدف إيجاد برامج تفاعلية تشاركية تحقق التبادل المعرفي والثقافي كان محوراً أساسياً يؤهل إدراج المدينة على الخارطة السياحية لسورية لاستثمار مقوماتها، وتقديم خدمات نوعية لزوارها، والحفاظ على هويتها التراثية الثقافية.
ورأى حسن أن ما تقدم هو عبارة عن مقترح لخطة تنموية متكاملة للمدينة انطلقت من واقع واحتياجات المنطقة وخصوصيتها مع جمع المعلومات وتوثيق الوضع الراهن واختيار المناسب لتنفيذه، بهدف تطويرها لتكون نقطة جذب ثقافي، معتبراً ذلك مرتبطاً بإيجاد حلول لاستقطاب المهارات وتدريبها، ووضع مخرجاتها كمنتج خاص بالمدينة وبالمهن المرتبطة بها، وتفعيل المبادرات إلى جانب عمل الجهات المعنية ما من شأنه تعزيز الهوية التراثية للمدينة.
يشار إلى أن الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع محافظة طرطوس أقامت في الـ 14 من الشهر الماضي ورشة عمل حول تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة خلصت إلى وضع 12 هدفاً موزعة على المسارات الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإطلاق مبادرتين الأولى إنارة محيط مدينة طرطوس القديمة وأسوارها وساحاتها وداخل المدينة بالطاقة البديلة، والثانية تنظيف المدينة بالتعاون ما بين المجتمع المحلي والجهات المعنية.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: طرطوس القدیمة
إقرأ أيضاً:
أديبات إماراتيات يؤكدن دور السرد النسائي في إثراء الهوية الثقافية
أكدت أديبات إماراتيات أهمية الكتابة السردية النسائية في إبراز الهوية الثقافية لدولة الإمارات ودورها في تقديم تجارب أدبية تعكس التنوع المجتمعي وتساهم في بناء جسور التواصل الثقافي، مشيرات إلى أن السرد النسائي الإماراتي يحمل بصمات إبداعية متجددة تتجاوز الأطر التقليدية وتجمع بين الأصالة والحداثة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "السرد النسائي الإماراتي" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت كلاً من أسماء الزرعوني الكاتبة والشاعرة المخضرمة والكاتبة والناقدة الدكتورة بديعة الهاشمي، والكاتبة والمخرجة السينمائية منى عبد القادر آل علي.
الكتابة السرديةوتناولت الجلسة التنوع في الكتابة السردية النسوية الإماراتية مسلطةً الضوء على العوالم الأدبية الثرية التي صاغتها الكاتبات من أجيال مختلفة وكيفية وضعهن بصمات واضحة على السرد الإماراتي المعاصر، كما عكست الجلسة عمق تجربة السرد النسائي الإماراتي ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية واستشراف مستقبل الأدب الذي يدمج بين الإرث والتجديد ليظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
واستعرضت الدكتورة بديعة تجربتها الأدبية، موضحةً أن دخولها عالم الأدب بدأ من النقد الأكاديمي الذي أشعل شغفها للكتابة خاصة في أدب الطفل، وبيّنت أن بحثها العلمي حول الهوية الوطنية في أدب الأطفال دفعها لكتابة قصص تعزز هذا الجانب .
وتحدثت الكاتبة والمخرجة منى آل علي عن علاقتها الإبداعية بين الكتابة والإخراج السينمائي، موضحةً أن أعمالها الأدبية تولدت من شغفها بالفنون البصرية؛ حيث توظف الصورة السينمائية لإبراز الأحداث في قصصها القصيرة .
وشاركت الكاتبة أسماء الزرعوني تجربتها الإبداعية الممتدة منذ الطفولة، مشيرةً إلى أنها استطاعت عبر أكثر من 30 رواية وقصة أن تجمع بين الخيال والواقع ما يجعل أعمالها مرآة لتجاربها الحياتية ومحيطها، مؤكدة أهمية الاعتماد على الذات لدى الكتّاب الناشئين والاستمرار في القراءة والبحث لتطوير مهاراتهم مسلطة الضوء على دعم المؤسسات الثقافية في الإمارات، ما ساهم في نهضة السرد النسائي وتمكينه من الوصول إلى جمهور أوسع.