نددت إيران اليوم الأحد، بالضربات الأميركية والبريطانية الأخيرة على أهداف تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، معتبرة أنها “تتعارض” مع هدف واشنطن ولندن المعلن بتجنّب اندلاع نزاع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

ونقلت رويترز عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله في بيان إن هذه الهجمات “تتناقض بشكل واضح مع مزاعم واشنطن ولندن المتكررة بأنهما لا تريدان أن تتسع رقعة الحرب والنزاع في المنطقة”.

واتّهم كنعاني الولايات المتحدة وبريطانيا بـ”تغذية الفوضى والاضطرابات وانعدام الأمن والاستقرار” عبر دعم إسرائيل في حربها في قطاع غزة.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا في وقت سابق اليوم قصف عشرات الأهداف في اليمن.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع في الشرق الأوسط أو في أيّ مكان آخر في العالم. ولكن فليعلم جميع من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا: إذا ألحقتُم الضرر بأميركيّ، فسنردّ”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الخارجية الإيرانية الضربات الأمريكية اليمن جو بايدن

إقرأ أيضاً:

إيران..الحلقة الأضعف في محور معاداة أمريكا

بعد أن أطاح الثوار السوريون بنظام بشار الأسد، أكّدَ الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبقى خارج الحرب الأهلية، فهو يسعى إلى وضع نهاية للحروب، حسب تصريحه، لا إشعال فتيلها.

فريق ترامب لديه فرصة لإظهار تصميمه على التعامل بحزمٍ أكبر مع خصوم أمريكا

والواقع أن ترامب سيواجه مجموعة كبيرة من التحديات في فترة مبكرةٍ من إدارته من أجل تفادي انتشار النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وشرق آسيا، حسب ما أفاد يانوش بوجايسكي، باحث أول في مؤسسة جيمس تاون في واشنطن العاصمة.وأضاف بوجايسكي، وهو مؤلف لكتابين جديدين هما "بولندا المحورية: القوة الصاعدة في أوروبا" Pivotal Poland: Europe’s Rising Power و"الدولة الفاشلة: دليل لانهيار روسيا" Failed State: A Guide to Russia’s Rupture في مقاله بموقع "ذا هيل" للكونغرس الأمريكي أن هذه الصراعات المسلحة تشعل المحور المعادي للولايات المتحدة الذي تمثل إيران أضعف حلقة فيه.

"Iran is the low hanging fruit of the anti-American axis" (@TheHillOpinion) https://t.co/HXaR96hUEL

— The Hill (@thehill) December 23, 2024


وتابع بقوله: "إذا خسرت طهران سوريا، فستخسر الطريق البري الذي تستعين به لإعادة إمداد حزب الله بالعدة والعتاد، ووصولها المنشود إلى البحر المتوسط. وسيستفيد ترامب أيضاً من تدمير إسرائيل لحماس وحزب الله ودعم تركيا للقوات المناهضة لنظام الأسد بهدف تقييد النظام الإيراني دون المشاركة في أي حروب".
وأوضح الكاتب أنه سيتعين على الإدارة الأمريكية الجديدة مواجهة حروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وستحتاج إلى الحيلولة دون اندلاع حرب ثالثة مع الصين. وفي أوروبا، يتعين على البيت الأبيض تحت إدارة ترامب أن يختار؛ إما أن يدعم أوكرانيا بمزيدٍ من الأسلحة كي تكون في وضعٍ أفضل إذا بدأت محادثات وقف إطلاق النار، وإما أن يدفع كييف إلى تسليم أراضيها إلى روسيا.
وأشار الكاتب إلى أنه بوسع البيت الأبيض إقامة تحالف من دول الناتو لتوفير كميات أكبر من الأسلحة لكييف والضغط على موسكو بغية وقف إطلاق النار دون إضفاء الشرعية على استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية.
كما أن منع نشوب حرب على تايوان يمثل أولوية قصوى لواشنطن، من الناحيتين الإستراتيجية والاقتصادية. فمن المؤكد أن الولايات المتحدة لا تريد أن تقع القدرة التصنيعية الهائلة للرقائق الإلكترونية في الجزيرة في أيدي بكين. مع ذلك، قد يفتقر الجيش الأمريكي إلى قدرات النيران بعيدة المدى والسفن البحرية اللازمة لتوجيه قوة ساحقة ضد البحرية الصينية التي تُهدِّد تايوان.

My latest in The Hill:
Iran is the low hanging fruit of the anti-American axis https://t.co/AyuXahZPVb

— Janusz Bugajski (@JBugajskiUSA) December 23, 2024

تملك الصين أيضاً صواريخ باليستية مزودة برؤوس نووية من المرجح أن تطغى على قدرات بطاريات الصواريخ المضادة الأمريكية. لذلك، فالضغوط الاقتصادية الأمريكية، مثل الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية، التي يليها مسار تفاوضي قد تُساهم بالفعل في تخفيف حدة التوترات.
ثم هناك إيران. من بين أوجه الاختلاف الجوهرية بين الإدارات الأمريكية المنتهية ولايتها والقادمة هو أن الرئيس بايدن لم يكن هناك مَن يهابه في المنطقة. وعلى النقيض من ذلك، فإن فريق ترامب للأمن القومي لديه فرصة لإظهار تصميمه على التعامل بحزمٍ أكبر مع خصوم أمريكا ولا يمكنه استبعاد القوة العسكرية لتقويض سياسات إيران المدمرة.
ومع ذلك، يقول الكاتب، نظراً لأن ترامب يؤمن بانخفاض أسعار النفط لدفع النمو الاقتصادي، فسوف يسعى إلى تجنب حرب موسَّعَة.


 وسطاء يعرفون المنطقة

وفي حين أن ترامب أكّدَ أيضاً على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، فمن المرجح أن يحاول اتباع نهج تفاوضي أولاً. ولذلك، فهو بحاجة إلى وسطاء يعرفون المنطقة والأطراف المعنيّة أيضاً.
تَنظر دول عربية كثيرة لولاية ترامب الثانية على أنها فرصة عظيمة لإقامة مزيدٍ من العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة ستعود بالنفع على المنطقة وتحدُّ من التدخل الإيراني. وقطر مثال وثيق الصلة في هذا السياق، برأي الكاتب، إذ إن لترامب تاريخاً بنّاء معها. فقد ساعدت قطر وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في التفاوض على صفقة مع طالبان أنهت مستنقع أفغانستان. وتَواصَل فريق ترامب فعلاً مع قطر للمساعدة في إعادة الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين الذين ما يزالون محتجزين في غزة.
وقال الكاتب إن القطريين والمصريين هم الوحيدون الذين لديهم إمكانية الوصول إلى حماس، ليس بسبب أي دعم سياسي، ولكن لأن كل إدارة أمريكية منذ الرئيس جورج دبليو بوش، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، طلبت من القطريين العمل وسطاء.


وتابع الكاتب أن المحور المعادي لأمريكا مترابط ارتباطاً وثيقاً، سواءً انتصر أو لحقت به الهزيمة. وإيران بصدد خسارة حليفين لها بالفعل في الشرق الأوسط بالتزامن مع إطاحة نظام الأسد في سوريا وحزب الله المهزوم الذي سيفتقر إلى طريقٍ لإعادة الإمداد البري بالعدة والعتاد.
وسيفضي الحد من النفوذ السلبي لطهران بشكل أكبر أيضاً إلى تقويض الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو وطهران لحزب الله وحماس والحوثيين، وتقليل الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والأمني الذي توفره موسكو لإيران، وإفشال محاولات الكرملين تصوير نفسه قوةً مؤيدة للعرب والمسلمين ومعارِضَة للولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.
ومن شأن فقدان روسيا لحلفاء مثل سوريا وتراجع نفوذ إيران أن يُضعفا أيضاً طموحات الصين في الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية، فضلاً عن الحد من ضغوطها على تايوان.

مقالات مشابهة

  • إسقاط الطائرة الأمريكية (إم كيو-9) الثالثة عشرة في اليمن يحرج واشنطن
  • لماذا تعرّض “سفير الكيان” في الأمم المتحدة لـ”السخرية” بسبب اليمن..! 
  • تصعيد متعمد..روسيا تندد بالغارات الإسرائيلية على اليمن
  • القيادة تعزّي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق
  • الصفقة الكبرى لتغيير الشرق الأوسط.. سطور رسائل غير معلنة من واشنطن الى طهران عبر بغداد
  • الصفقة الكبرى لتغيير الشرق الأوسط.. سطور رسائل غير معلنة من واشنطن الى طهران عبر بغداد - عاجل
  • إيران تدين بشدة الهجمات الأمريكية على اليمن وتشدد على ضرورة وقف العدوان على غزة
  • إيران..الحلقة الأضعف في محور معاداة أمريكا
  • أشرف سنجر: الاحتلال استهدف مصالح المواطنين في اليمن ولم يرد على الحوثيين
  • هل تخطط واشنطن ولندن تخططان لشن هجوم على القواعد الروسية في سوريا؟