هل تدعم روسيا السلام بين إسرائيل وفلسطين؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تتمتع روسيا بعلاقات متعددة الأوجه مع إسرائيل، تمامًا كما فعلت مع جنوب أفريقيا، أحد أشد المعارضين لدولة الاحتلال، رغم مجازر الاحتلال، فما يبدو مهما بالنسبة للكرملين، هو الاستعداد لتقديم المساعدة الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين وتهدئة الصراع.
هكذا تحدث تحليل لموقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، متوقعا ألا تكون هناك أي محاولة، ولا حتى أدنى إشارة، في المستقبل القريب، لقطع العلاقات المستمرة منذ عقود بين إسرائيل وروسيا، جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ سهور.
وتلقى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول، إدانات عالمية، في حين أصبحت جنوب أفريقيا أول من عرض بشكل ملموس اتهامات واسعة النطاق بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا.
وفي الكرملين، كانت تعليقات الرئيس فلاديمير بوتين، بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، مجرد تأكيد على موقفه المبدئي بشأن جوهر تجنب مثل هذه العواقب الوخيمة على السكان المدنيين أثناء مكافحة التهديدات الإرهابية.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، خلفت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ ذلك الحين ما لا يقل عن 27 ألف شهيد، حوالي 70%منهم من النساء والأطفال والمراهقين.
وفي البداية، كانت روسيا حذرة للغاية في الحديث عن الوضع الفلسطيني الإسرائيلي بسبب عاملين رئيسيين، الأول مرتبط بقصفها العسكري لأوكرانيا، وهو مشابه لأوكرانيا.
اقرأ أيضاً
سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل
ولم تثر جنوب أفريقيا مزاعم الإبادة الجماعية في الصراع الروسي الأوكراني.
أما النقطة الثانية، حسب التحليل، هي أن روسيا تتمتع بعلاقات "ممتازة" مع إسرائيل، حيث وجدت أنه من الصعب للغاية إدانة الفظائع الإسرائيلية في فلسطين علنًا.
وتعمل روسيا وإسرائيل على تعزيز علاقاتهما الثنائية، وشدد كلاهما على أهمية مواصلة العمل النشط في كافة مجالات التعاون الثنائي وتطوير المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، على الرغم من الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط، وتحديدا بين الفلسطينيين وإسرائيل.
واقترحت روسيا في المراحل الأولية اتخاذ تدابير لإجراء حوار واسع النطاق لضمان سلامة الأراضي والسيادة.
وأعرب بوتين، حتى أكتوبر/تشرين الأول، عن تعازي روسيا الصادقة لعائلات وأصدقاء الضحايا الإسرائيليين.
بالإضافة إلى ذلك، حذر من تصاعد العنف وتفادي وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
فوائد لا تخلو من مخاطر.. هكذا تستفيد روسيا من حرب إسرائيل
وعلى وجه الخصوص، أبلغ الجانب الإسرائيلي بالنقاط الرئيسية للمحادثة الهاتفية مع قادة فلسطين ومصر وإيران وسوريا.
وإلى جانب التحذير، تم التأكيد مجددا على التزام روسيا المبدئي بمواصلة عملها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق تسوية سلمية من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية.
وفي الآونة الأخيرة فقط، وتحديدا في ديسمبر/كانون الأول، أكد بوتين موقف روسيا المبدئي المتمثل في رفض وإدانة الإرهاب بجميع مظاهره، حسبما ذكر المركز الصحفي للكرملين بعد مكالماته الهاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف بيان الكرملين: "ركزت المحادثة على الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص، على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة".
وأكد بوتين الموقف المبدئي المتمثل في رفض وإدانة الإرهاب بجميع مظاهره.
وإلى جانب ذلك، من المهم للغاية التأكد من أن الجهود المبذولة ضد التهديدات الإرهابية لا تترتب عليها مثل هذه العواقب الوخيمة على السكان المدنيين، وفق بوتين.
اقرأ أيضاً
خلافا لروسيا وأكرانيا.. هكذا تقاتل حماس إسرائيل بطريقة غير تقليدية
ويقول التحليل: "كان الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من بين المواضيع الرئيسية خلال محادثات بوتين مع ولي العهد السعودي ورؤساء الإمارات وإيران ومصر، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول".
وأصبح الشرق الأوسط ساحة جديدة للمواجهة الجيوسياسية، ويتواجد الخبراء الروس في قضايا الشرق الأوسط ويطرحون وجهات نظرهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفق التحليل، يؤكد الخبراء أن روسيا تعمل بنشاط على بناء علاقاتها مع دول الشرق الأوسط في سياق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويقول خبير شؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف، لصحيفة "إزفستيا"، إنه إذا أراد الأوروبيون والأمريكيون حقًا الترويج لفكرة حل الدولتين، فيمكنهم ممارسة بعض الضغط على القيادة الإسرائيلية.
أما الباحث البارز في قسم الدراسات الإسرائيلية في أكاديمية العلوم الروسية ديمتري مارياسيس، فيقول: "بينما يلتزم جزء من النخبة بفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يعتقد البعض الآخر أن الوقت المناسب لذلك قد ضاع".
ويضيف: "إن الكثير سيعتمد على نتيجة الحرب"، قبل أن يتابع: "حل القضية سياسيًا سيعتمد على الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم".
اقرأ أيضاً
معادلة روسيا وإسرائيل.. غزة توتِّر علاقتهما وإيران تمنع انهيارها
ووفقاً للخبراء الذين أجرت صحيفة "إزفستيا" الروسية مقابلات معهم، فإن هدف موسكو هو إيجاد دعم شريك في مواجهتها مع الغرب، بما في ذلك حول أوكرانيا.
وأضافوا أن إيجاد سبل لتخفيف التوترات، ليس فقط بين الدولة اليهودية وحركة "حماس" الفلسطينية، بل أيضاً في المنطقة ككل، أصبح موضوعاً رئيسياً للمناقشة في اجتماع خاص لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول، أشاد وزير الخارجية سيرغي لافروف، بنتنياهو لعدم انتقاده روسيا في تصريحاته العامة بشأن "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وأضاف لافروف، أن أهداف روسيا المتمثلة في "نزع السلاح وإزالة النازية" في أوكرانيا "تشبه أهداف إسرائيل المعلنة المتمثلة في هزيمة حماس والتطرف في غزة".
وفي مقتطفات من الإحاطة الإعلامية التي عقدت في 12 يناير/كانون الثاني، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن أسفها المطلق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في التصعيد الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت: "تنطلق روسيا من عدم قبول العنف الذي يستهدف المدنيين والتدمير المتعمد للمرافق الطبية وغيرها من البنية التحتية المدنية".
وزادت زاخاروفا، في حين أغمضت عينيها عن عواقب الصراع الروسي الأوكراني الذي بدأ في 24 فبراير/شباط، إن بلادنا تدعو إلى الالتزام الصارم بالقانون الدولي، ووقف فوري لإطلاق النار وفقا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
بعد حرب غزة.. روسيا تنفي وجود تغيير في علاقتها مع إسرائيل
المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا إسرائيل غزة أوكرانيا حرب غزة فلسطين الصراع الفلسطینی الإسرائیلی الشرق الأوسط اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
سلوفاكيا ترفض استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب روسيا وتحذر من تصعيد دولي
أكد وزير الدفاع السلوفاكي روبرت كالينياك رفض بلاده استهداف قوات كييف للعمق الروسي باستخدام صواريخ أمريكية الصنع، معربا عن قلقه من حدوث استفزاز قد يؤدي لتصعيد النزاع العسكري دوليا.
وقال كالينياك في مقابلة مع وكالة "برافدا" السلوفاكية للأنباء: "أخشى ما أخشاه أن يكون التصعيد (تصعيد الصراع في أوكرانيا) قد ارتفع جدا لدرجة أنه إذا ما حدث أي نوع من الاستفزاز.. فلن يكون من الممكن الضغط على المكابح"، مشيرا إلى أن "الانهيار قد يحدث بفعل تصرفات دول الناتو".
وأضاف: "لذلك، نحن في سلوفاكيا كنا غير موافقين من حيث المبدأ على هذا الإذن (من إدارة الرئيس جو بايدن) بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى".
ولفت كالينياك إلى أن "الضربات التي تنفذها كييف باستخدام أسلحة أوكرانية الصنع لا تهدد بعواقب دولية واسعة النطاق وبتصعيد الصراع، كما هو الحال عند استخدام القوات المسلحة الأوكرانية للأسلحة المصنعة في الغرب"، مشيرا إلى ان استخدام الأسلحة الغربية "يمكن تفسيره على أنه انخراط الدول الغربية في الصراع، مؤكدا أن "تورط الناتو المباشر في هذا الصراع أمر شديد الخطورة".
ويربط كالينياك الأمل في إنهاء الصراع بوصول إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب "يمكنه التأثير بشكل حاسم على الوضع في أوكرانيا"، مضيفا: "نحن جميعا ننتظر انتهاء هذا الصراع، هذه هي رغبتنا الشديدة".
ووفقا للوزير السلوفاكي، في حال وفاء ترامب بوعده بحل الصراع، يجب "توقع وقف إطلاق النار، والهدنة وبدء المفاوضات، على الأقل في الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد توليه منصب الرئيس الأمريكي". ولم يستبعد الوزير أن تضطر أوكرانيا إلى "التخلي عن جزء من الأراضي".
وفي معرض حديثه عن القيود الغربية، أشار الوزير إلى أنها تلحق الضرر بسلوفاكيا وأوروبا بأكملها، لأنها تبطئ التجارة والتنمية الاقتصادية.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أكد الليلة الماضية ضرب أوكرانيا أهدافا في مقاطعتي كورسك وبريانسك الحدوديتين جنوب غربي روسيا بصواريخ "أتاكمس" الأمريكية، و"ستورم شادو" البريطانية، وصدّ الدفاعات الروسية لها بنجاح.
وأعلن بوتين توجيه الجيش الروسي ردا على ذلك ضربة دقيقة وشاملة بصاروخ "أوريشنيك" البالستي فرط الصوتي المتعدد الرؤوس.
وحذر بوتين الغرب من أن جميع أنظمة الدفاع الجوي في العالم غير قادرة على اعتراض هذا الصاروخ الأسرع من الصوت بعشر مرات، وأن موسكو ستضرب المواقع العسكرية في الدول التي تستخدم أسلحتها ضد روسيا.
ولفت إلى أن الجانب الروسي سيحذر هذه الدول من الضربات الروسية قبل توجيهها، وأن الإنذار سيشمل المدنيين ومواطني الدول الصديقة، لأسباب إنسانية.
وقد ضرب الجيش الروسي الليلة الماضية مصنع "يوجماش" العسكري التحترضي في مقاطعة دنيبرو بيتروفسك شرق أوكرانيا ودمره بالكامل، في أول ضربة موجعة بهذه الشدة لنظام كييف ورعاته حذرت منها روسيا مرارا.
بدوره أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن الرسالة التي وجهها الرئيس فلاديمير بوتين للغرب وأعلن فيها ضرب أوكرانيا بصاروخ "أوريشنيك" تعني أن أي قرارات غربية متهورة “لن تبقي بلا رد”.