دعت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إلى محاسبة كل أطراف النزاع في السودان، وشددت على ضرورة إنهاء الحرب وعدمِ الاكتفاء بإحصاء الفظائع، حسب تعبيرها.

وقالت المسؤولة الأممية في حديث خاص للجزيرة "يجب محاسبة جميع أطراف النزاع، لا يمكن السماح بتجاوز هذا الموضوع، يجب أن تكون هناك محاسبة. ولكن، علينا أن نضع حداً لتلك الفظائع لا أن نحصيها فحسب".

وأشارت إلى وجوب إنهاء الحرب "ويجب أن نعتني بالمدنيين الذين يفرون، وعلينا تحقيق هذين الأمرين معا".

وأكدت أمينة محمد ضرورة وقف الحرب في السودان بشكل فوري، مشيرة إلى أن هذا أحد أهداف المساعي الإقليمية والدولية، إضافة إلى إنشاء ممر إنساني وعقد حوار لأجل السلام.

ووجهت المسؤولة الأممية رسالة "إلى القادة الذين يخوضون الحرب في السودان، بأنه يجب أن تتوقف هذه الحرب لأننا نرى آثارها من حولنا، وهؤلاء الناس لا يستحقون ذلك".

كما أكدت الحاجة الملحة لممرات آمنة، وعقد حوار من أجل تحقيق السلام" مشيدة بالجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد والأمم المتحدة لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

نزوح أكثر من مليوني سوداني ولجوء الآلاف إلى دول الجوار (رويترز)

 

أزمة ضخمة

ووصفت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ما يمر به السودان ولجوء العديد من مواطنيه لدول الجوار بـ "الأزمة الضخمة والفظيعة" موضحة أن اعداد اللاجئين كبيرة والمستشفيات لن تتمكن من التعامل معها، إضافة إلى أن المساكن غير كافية.

من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أرقام المنظمة الدولية للهجرة تؤكد نزوح مليونين و600 ألف شخص داخل السودان منذ بداية الصراع، في حين بلغ عدد من عبروا الحدود إلى دول الجوار 730 ألف شخص.

معارك محتدمة

في التطورات الميدانية، احتدمت المعارك في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات اليوم جنوب أم درمان تزامنا مع تحليق الطائرات الحربية التابعة للجيش في سماء العاصمة.

كما أفاد مراسلنا بأن طائرات حربية تابعةً للجيش استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري، وقد تصدت لها الأخيرة بالمضادات الأرضية.

وفي أم درمان، تجدد القصف المدفعي في عدة مواقع بينما اندلعت اشتباكات متقطعة وسط وجنوب المدينة.

وفي سياق آخر، أعربت البعثة الأممية لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان عن قلقها إزاء القتال الذي يدور بين الجيش والحركة الشعبية "لتحرير السودان" بزعامة عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان.

وحثت البعثة الأممية -في بيان لها- طرفي القتال على وقف العمليات العسكرية فورا من أجل تهدئة الوضع، واستئناف المفاوضات ومنع توسع الصراع.

كما ذكّر البيان الأممي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بضمان سلامة المدنيين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في مؤتمر لندن حول السودان

ترأست معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفد دولة الإمارات في "مؤتمر لندن حول السودان"، والذي استضافته المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. 
عُقد الاجتماع بمشاركة وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من كندا وتشاد ومصر وإثيوبيا وفرنسا وألمانيا وكينيا والمملكة العربية السعودية والنرويج وقطر وجنوب السودان وسويسرا وتركيا وأوغندا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين بارزين عن كل من الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة. وسلّطت معالي نسيبة، خلال المؤتمر، الضوء على تداعيات الصراع المدمر والمعاناة المستمرة للشعب السوداني، بما في ذلك الفظائع الإنسانية المرتكبة على نطاق واسع، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح ضد المدنيين، حيث أدانت دولة الامارات هذه الأعمال بشدة، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، والاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك قرب مدينة الفاشر.
ودعت معاليها إلى إنشاء آلية لمراقبة دخول جميع الأسلحة إلى السودان، كما حثت على "اتخاذ إجراءات فاعلة وعمل جماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس تحقيق السلام والوحدة وإعادة الأمل.
كما أكدت معاليها أنه "بهدف ضمان السلام الدائم في السودان، يجب اتباع عملية سياسية فعالة بهدف واضح وهو الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة بقيادة مدنية مستقلة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية"، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تؤكد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان.
وأكدت معاليها ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ"إنشاء آليات جديدة قادرة على إحداث تأثير حقيقي فعال"، وتشمل هذه الخطة إرساء تدابير جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية ووضع حد لعرقلة المساعدات الإنسانية.
كما سلطت معاليها الضوء على البعد الإقليمي للصراع، وقالت: "يجب أن نُدرك من خلال النهج الذي نتبعه بأن السودان لا يعيش بمعزل عن غيره من الدول، وأن تحقيق السلام الدائم يتطلب إيجاد حلول على المستوى الإقليمي على نطاق أوسع، حيث يشمل هذا ضمان ألا يصبح السودان ملاذاً آمنا للتطرف والإرهاب والتهديدات للأمن البحري الدولي مجدداً، حيث أن منع هذه المجموعات من ترسيخ جذورها في السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أي جهد جاد لدعم مستقبل السودان".
ودعت معاليها الأمم المتحدة لاتباع نهج أكثر تماسكا في مواجهة العرقلة المنهجية واستخدام المساعدات الغذائية كسلاح ضد المدنيين، قائلة: "يجب أن نؤكد أن ممارسة السيادة بشكل استبدادي لا يمكن أن تبرر حدوث المجاعة، ولا يجب أن تستخدم لحماية الأشخاص الذين يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية أو يستهدفون موظفي الإغاثة الإنسانية والمدنيين، حيث يستحق المدنيون السودانيون الحماية الكاملة والوصول إلى المساعدات الإنسانية ويجب مساءلة جميع المسؤولين الذين يعيقون ذلك، كما ينبغي أن نبذل المزيد من الجهد في هذا الصدد".
كما أكدت معاليها على أهمية بذل الجهود الجماعية لمكافحة كافة أشكال التعصب والإرهاب في السودان، بما في ذلك مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتمييز، وشددت على أهمية تحقيق المشاركة الكاملة للمرأة وتمكينها، ودعم دمجها الكامل والمتساوي والفعال في العملية السياسية، مشيرة إلى أن المرأة ساهمت بشكل فاعل في الانتقال إلى الحكم المدني في عام 2018 وتواصل عملها في الخطوط الأمامية في غرف الطوارئ والاستجابة، في المناطق التي لا يمكن للجهات الفاعلة الدولية الوصول إليها في معظم الأحيان.
وفي الختام، أكدت معاليها: "لا يمكن تبرير ضعف التنسيق الدولي الموحد لدعم عملية سياسية فاعلة، ويجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية وحاسمة في هذا الصدد، حيث تتطلب هذه اللحظة الحاسمة قيادة وإرادة دولية قوية ومستدامة".
ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقا للاحتياجات الإنسانية.
وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام. كما عقدت معالي نسيبة عدة اجتماعات ثنائية خلال زيارتها إلى المملكة المتحدة، حيث التقت معالي ديفيد لامي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني، ومعالي الدكتور موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء وأمين مجلس الوزراء للشؤون الخارجية والشتات في جمهورية كينيا، ومعالي جان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، وسعادة بيتر لورد نائب مساعد سكرتير مكتب الشؤون الأفريقية في الولايات المتحدة، وسعادة أنيت ويبر الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، وسعادة ميريانا سبولياريتش رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية.

أخبار ذات صلة أرقام تاريخية للجزيرة وشباب الأهلي في كأس «أبوظبي الإسلامي» الطقس المتوقع في الإمارات غداً المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعو إلى حل أزمة السودان بقيادة أفريقية
  • ورقة سياسات مؤتمر لندن بشأن السودان – 15 أبريل 2025: بيان الرؤساء المشاركين
  • دعوات أممية لإنهاء الحرب بالسودان وتقديرات مفزعة عن المفقودين
  • مجموعة السبع تدعو إلى وقف فوري للحرب في السودان
  • الأمم المتحدة: تصاعد العنف في الفاشر بالسودان وتقارير عن وقوع فظائع في مخيم زمزم
  • نقابة الصحفيين بحضرموت تدعو لمحاسبة من تورط بإعتقال "كشميم" وإطلاق سراحه فورا
  • الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في مؤتمر لندن حول السودان
  • الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في «مؤتمر لندن حول السودان»
  • مجموعة السبع تدعو لوقف فوري لحرب السودان وحميدتي يكيل الاتهامات للجيش
  • فشل مؤتمر بريطانيا في تشكيل مجموعة اتصال لمحادثات وقف الحرب بالسودان