القنيطرة-سانا

سنوات طويلة مرت على تربية الخيول العربية الأصيلة في محافظة القنيطرة تقدر بالمئات وما زال هذا الموروث الضاربة جذوره في عمق التاريخ مصدر الفخر والاعتزاز لدى العائلات التي حافظت عليه حتى الآن.

ولحصان الجولان مكانة متميزة لدى مربي الخيول العربية في سورية لصفاته المتميزة ونقاء سلالته منذ قرون، ما جعله عنصراً مهماً في تحسين إنتاج الخيول العربية.

ففي تصريح لـ سانا قال مربو الخيول العربية في منطقة كودنا في القنيطرة ياسين الطحان: عشقنا الجواد العربي الأصيل كابراً عن كابر وتوارثنا تربيته منذ نعومة أظفارنا، وندرك أهمية أن نحافظ على هذا الموروث المرتبط بوجود أجدادنا في المنطقة منذ قرابة الـ500 عام، والذي يعود بأصوله قبل هذا التاريخ إلى الجزيرة العربية الموطن الأساسي للخيول العربية ومنبع مختلف سلالاتها.

وأضاف الطحان: تنتشر تربية الخيول العربية في القنيطرة بعدد من المناطق ويحظى مربط الطحان بالنسبة العددية الأكبر البالغة نحو 300 جواد من أصل الخيول، حيث يوجد فيه 150 جواداً نواظب على تربيتها والتوسع بإنتاجها منذ عقود طويلة بالتزامن مع المشاركة بالسباقات التي تقيمها الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة، حيث تمكن الجواد بركان الجولان من الفوز ببطولة الجمال، بينما فازت الفرس ماجدة الجولان بسباقات السرعة.

صفات القوة التي تميز حصان الجولان عن بقية الخيول العربية تعود إلى طبيعة المنطقة التي تحتضنه فهو قادر على التأقلم معها عكس بقية الخيول، حيث لفت الطحان إلى التنوع المناخي والجغرافي في المحافظة، فهي تتمتع بأجواء مناخية مختلفة عن بقية المناطق كما يعيش هذا الجواد بمنطقة تتنوع تضاريسها بين السهول والوديان.

وعن سلالات وأرسان الخيول في القنيطرة بين الطحان أن معظم السلالات العربية انتشرت تربيتها منذ سنين وعلى رأسها أقدم الخيول العربية وهي الكحيلة العجوز ويعتبرها الجميع أم الخيول، ويبقى عشق أرسان عن أخرى أمراً مرتبطاً بمربيها، فعلى سبيل المثال في مربطنا نهتم بتربية وإنتاج الكحيلة العجوز والكحيلة أم عرقوب والعبية أم جريس ولكل منها صفات تميزها عن الأخرى جمالاً وقوة.

ولفت الطحان إلى أن الاهتمام الأكبر بموضوع الخيول العربية يجب أن ينصب على الجواد العربي السوري الصافي، فهو تاريخ طويل موثق نعتز به مع العمل على تحسين معايير الجمال من خلال عملية دقيقة لانتقاء الجياد التي تستند إلى مورثات صافية دون الخروج عن الرسن السوري.

وختم الطحان: إن أنساب الخيول العربية موثقة لدى مكتب الخيول العربية بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في كتب الأنساب، ويتم بشكل دوري مطابقة المواليد الحديثة مع الأنساب الأساسية عبر إجراءات محددة من قبل المكتب، من خلال سحب عينات ليصار إلى مطابقتها عبر وسائل محددة.

يذكر أن سورية انتسبت إلى المنظمة العالمية للجواد العربي “واهو” في عام 1989، وأصدرت كتاب الأنساب الأول للخيول العربية الأصيلة في عام 1990، واستمرت الإصدارات بانتظام حتى وقتنا الحالي.

محمد الرحيل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: العربیة الأصیلة الخیول العربیة فی القنیطرة

إقرأ أيضاً:

الطواف في رحاب الميثولوجيا الشعبية

كان اختيار المنتج معتز عبد الوهاب لرواية  جنازة البيض الحار لتحويلها لعمل سينمائي وهي رواية للكاتب والصديق الرائع حافظ سِر المدينة الأقدر والأفضل محمد عبد الجواد وقع مليئ بالفرح والإنتصار النفسي لي لهذا النجاح.

سيكون الفيلم بعنوان " جنازة حارة " من كتابة ورشد سرد – مريم نعوم.. شارك البوستر الخاص بالفيلم والذي يُعطي إنطباع دَسم لحكاية مُعبئة بالتفاصيل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكان لهذا له سعادة مُضافة.. وأسجل هنا أن ما بعد جناز البيض الحار التى ستخرج لنور السينما سيكون أكثر ثِقلًا فما عِند محمد عبد الجواد في رواياته سَيخط ملاحم دارامية في المستقبل بمشاهد وحكايات ستظل عالقة في نَفسية قطاع عريض من المصريين وهي شهادة أضعها للأيام بإيمان مخلصين في ما يخطة عبد الجواد.

 

هذه النوفيلا بداية من غلافها ووجوه الحاضرين به

اختيار يُحاصرك بالأصالة المصرية الخالصة  ، غلاف يُحاصرك بالإطمئنان، الإبتسامة وكثير من التساؤل عن نفسية هؤلاء وماهية وجودهم ؟!

إتقان اختيار الصورة لدى محمد عبد الجواد كفكرة أظنها في البداية لِحصار القارئ قبل أن يصحبه في رحلة من التفاصيل داخل المَتن 

يقول لك من الخلاف الذي اختاره بعناية محترفين " تعال هنا أنت معي حتى الصفحة الأخيرة وفي جلسة واحدة "

 

شخصية النوفيلا: شريف البيض 

 

لسنوات طويلة عِشت في أجواء التجار والأسواق في المنصورة، وكذلك كنت بائعًا شابًا في سوق المكاتب بالزقازيق ووقعت عيني على كثير من أمثال الحاج شريف البيض

فيما كان عمي الأكبر يقول عن أمثال الحاج شريف البيض من تجار البويات المتكبرين الجامحين نحو السيطرة والطمع " الجعانيين " 

النجاح الأمثل في شخصية شريف البيض حسبما خَطها أستاذ محمد عبد الجواد 

أنه شكلها سينمائيًا في مخيلتي قبل أن تكون خطوط روائية 

الشكل السينمائي في صفحات الرواية هو قُبح مقيم لشريف البيض 

الرجل قبيح الفِكر، العادات والتقاليد، الأسلوب، الكلام والأكثر من ذلك في تبيان طَمعه وجشعه الحياتي على كل شيء تقريبا من حوله على المستأجرين لديه، الست صفاء، بناته في الظل والمحيط القروى الذي يعيش فيه..

أصر محمد عبد الجواد أن يخلق هنا صراعًا نفسيًا غريبًا في رأيي رغم كل هذا السوء في شخصية شريف البيض

وضعنا في حالة القرية التي تبحث عن رجل مكروه بِجد وإخلاص ونية حريصة على الوصول له 

لكن لأى سَبب يا تُرى ؟!

هل فقط لإرضاء الست صفية زَوجة كل هذا القبح، وهل هذا تضامن معها كونها نفسيًا في مُخيلة الجميع طرف ضعيف في معادلة مُجبرة عليها للحياة مع شريف البيض !؟

أم لحاجة أخرى في نَفس الشعور الجمعي للقرية ألا وهي شيء من الإثنين 

التشفى الخَفى والتأكد التام أن الرجل فَطس بلا رجعة بالوباء أم لتأكيد فكرة الميثولوجيا الشعبية بأن رجل عاد للحياة من الموت ؟

 

القارئ هنا هو من يقع عليه التحديد وكأن الرواية عَمل تفاعلي مباشر يضعك إجباريًا أمام إختيار

أنا رَجحت الإختيار الثان

محلة وردان اختارت أن تُسطر الميثولوجيا بقوة وتؤكد حضورها وإن كانت متمثله في شخص شريف البيض

وربما يستخدم العقل الجمعي لأهالي القرية المشاركين في البحث عن الحاج شريف البيض هذا الجانب السيئ كدلالة أسطورية أن الرجل به شيء ما لله أراد الله أن يظهره على رؤوس الأشهاد..

المجتمعات المحلية في مصر أسيرة الأسطورة وتؤكدها في كل مناسبة بالرواية الشعبية المتوارثة وبالإضافات العُمريه مع كل عقد ومع كل ناقل 

عُقد الوَرد الأبيض الذي قلدته محلة وردان للحاج شريف البيض بعد عودته للحياة من كورونا ميتًا

هو تأصيل وعَقد غير مكتوب، لكنه سُطِر في النفوس ديمومة الحفاظ على الأسطورة..

خلق أسطورة جديدة من شريف البيض عائدًا من الَموت 

النوفيلا ضعتني أمام إيماني بالأسطورة صغيرًا في قريتي وكَم استقصيتُ حتى كِدت أموت في أحد مرات طفلًا خلف الأسطورة القروية 

عن ثعبان مصنع الطوب المهجور الذي تطل رأسه من أعلى المدخنة على طريق ميت بدر وأن من سيذهب إلى حدود المصنع سيقبع أسيرًا في جدران المدخنة للأبد..

وأسطورة أخرى عن مقام سيدي رمضان الموجي وسِر الشجرة المجاورة للمقام التي لا تموت لأنها حسب الموروث الأسطورى القروي قتل سيدي رمضان الموجي فيها أفعى عظيمة كانت تحرم الأهالي من التظلل بِظل الشجرة..

جنازة البيض الحار لكل من يقرأها من ناحية خلق الأسطورة الشعبية ستضعه أمام أسطورته التي صدقها يوما ما أو أمن بها كموروث شعبي عابر أو إيمان حقيقي بشئ ما عابر لما وراء الطبيعة..

جنازة البيض الحار لمحمد عبد الجواد 

هي رواية تفاعلية نفسية تُجبرك أن تُحدد مكانك من الأسطورة الشعبية ومن الموقف النفسي تجاه التركيبة الغرائبية من تطلعات الناس في الحكم على المواقف

واسأل نفسي في النهاية 

إلى مدى يطمئن المصريون بالإسطورة إلى هذا الحد وماذا تثبت في نفوسهم كي تشعرهم بكل هذا الرضى والإستسلام للحكاية ؟

وهل هذا الشعور هو تمام الهزيمة أم مُكمل نفسي شعبوي لا يمكننا الفكاك منه !؟

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري لـ «العربية»: مصر وضعت قانون اللاجئين لاعتبارات الأمن القومي ولجوء أعداد كبيرة إليها «فيديو»
  • ياسمين عز: الست الأصيلة لازم تطبل لجوزها.. وتنبهر بكل ما يفعله
  • ياسمين عز: الست الأصيلة هى اللى تطبل لجوزها حتى لو شال طبق
  • مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي
  • الطواف في رحاب الميثولوجيا الشعبية
  • الحكومة: نستهدف جذب 30 مليون سائح سنويا
  • سقطت عليها شجرة كبيرة.. "إعصار القنبلة" يقتل امرأة في أمريكا
  • خبير: أمريكا عليها وقف حرب لبنان إذا كانت تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل
  • الأحرار يظفر برئاسة مجلس القنيطرة والبيجيدي يسحب مرشحه
  • في قرار غير مسبوق.. انتخاب رئيس جماعة القنيطرة في جلسة مغلقة