قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل أقسم بالشمس والقمر، والنهار والليل في سورة سماها الشمس، فقال تعالى : ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ ، وفي سورة الليل قال تعالى : ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾.

.

ووقع أقوام في عبادة الشمس والقمر من دون الله، وأشركوا بالله حيث لم يتعرفوا على خالقهم وأدركوا فائدة الشمس والقمر فظنوا أن تلك الفائدة والنفع ذاتيا، فحذر الله سبحانه وتعالى أن الشمس والقمر ما هما إلا آيتين من آياته سبحانه، فلا ينبغي لأحد أن يعبد غير الله، وحذر عباده من ذلك، فقال تعالى : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت :37] 

والشمس والقمر من مقومات الحياة في هذا الكون ولذا كان هلاكهما علامة على نهاية العالم، ودمار الكون بأسره، ولذلك أخبر الله أن خسف القمر، وجمع الشمس والقمر معا من علامات يوم القيامة، قال تعالى : ﴿يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ * وَخَسَفَ القَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المَفَرُّ﴾  [القيامة :6 : 10].

وذكر ربنا أن تكوير الشمس، وانكدار النجوم من علامات ذلك اليوم العظيم فقال تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ﴾  [ التكوير :1 ، 2].

وقد تكسف الشمس أو يخسف القمر وهي من الظواهر الكونية التي يجعلها لحكم كثيرة، فما هو الكسوف ؟ الكسوف : هو ذهاب ضوء أحد الشمس, والقمر أو بعضه, وتغيره إلى سواد, والكسوف والخسوف مترادفان, وقيل : الكسوف للشمس, والخسوف للقمر.

فينبغي أن يذكرنا كسوف الشمس والقمر بالله، ويجعلنا في خوف من ضياع نعمة الله وهلاك الكون، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التعامل السليم مع تلك الأحداث الكونية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشمس والقمر

إقرأ أيضاً:

جمعة يوضح أهم أسباب قلة البركة في زماننا

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أنه من أسباب قلة البركة في زماننا هذا إعراض الكثير منا عن كثرة الصلاة على النبي ﷺ.

علي جمعة: رسول الله يتحمل الأذى من أجلنا جمعة: من أصابه شيءٌ من رحمة النبي فهو الناجي في الدارين

وتابع جمعة أن الصلاة على النبي ﷺ كانت سببًا لكثير من البركات والخيرات، فورد أن قرية في بلاد المغرب أصابها القحط والجفاف، فجاءت امرأة وجلست بجوار بئر قد غارت وقل ماؤها، ودعت الله فإذا بالماء يفور، فجاءها الشيخ الجازولي رضي الله عنه، وسألها عما دعت به ربها. فقالت: ما سألته إلا بالصلاة على النبي ﷺ ، فجلست عند البئر تصلي على النبي ﷺ ، فنظر إليها ربها بنظر الرحمة، واستجاب استسقاءها ودعاءها ففارت البئر والماء ونجت القرية من الجفاف.


وأضاف جمعة أن تلك الواقعة كانت مما دفع الشيخ الجازولي رضي الله عنه إلى جمع كتابه (دلائل الخيرات) والذي انتشر انتشارًا واسعًا وعلم الناس في كافة أنحاء الأرض الصلاة على النبي ﷺ بكثير من الصيغ المباركة، ولهجت به ألسنتهم بالصلاة على النبي ﷺ ، فنور الله قلوبهم بذلك، وخفف الله عليهم أعباء الدنيا ومشكلاتها، وهان عليهم أمرها، وكان همهم الأكبر الآخرة، ورفقة النبي ﷺ ، كما كان حال عمار بن ياسر رضي الله عنه في بداية معركة صفين حيث قال: (اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه) [رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك].


وأشار جمعة إلى أن الصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ جمعت فأوعت، فهى ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه ﷺ ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل على تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل على أشرف كلمة وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) فالصلاة عليه ﷺ إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأنك تبدأها بأن تطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق ﷺ.


وانتهى جمعة إلى أن هذا بعض شأن الصلاة عليه ﷺ ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله ﷺ في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ على ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقى بها العبد عند ربه، وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة سيدنا النبي ﷺ عليه، حيث إنه يجيب على من صلى عليه، وهي مدخل صحيح للدخول على السيد المليح الفصيح ﷺ ، فالدخول على سيدنا رسول الله ﷺ يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.

مقالات مشابهة

  • ” فلكية جدة” تعلن حدوث الكسوف الحلقي للشمس اليوم لمدة 6 ساعات.. حلقة النار تتلألأ في السماء
  • « قزم أبيض» يستشرف مستقبل الحياة على الأرض
  • صلاة الكسوف.. فضلها وعدد ركعاتها ووقتها وكيفية أدائها
  • المتعافون من الإدمان لوكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: أعطيتنا أملاً في الحياة
  • أدلة تفضيل سيدنا محمد على الأنبياء من القرآن الكريم
  • دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين
  • جمعة يوضح أهم أسباب قلة البركة في زماننا
  • علي جمعة: رسول الله يتحمل الأذى من أجلنا
  • كيف رفع الله ذكر سيدنا محمد في العالمين؟
  • العالم على موعد مع كسوف حلقي للشمس.. الأربعاء