أخبارنا المغربية ـــ الرباط

لم يستسغ زعماء جبهة البوليساريو الانفصالية إعلان سلسلة الفنادق الإسبانية "Senator & Resort"، المتخصصة في السياحة الفاخرة، أول أمس الخميس، افتتاح فندق بمدينة الداخلة في الصحراء المغربية شهر ماي المقبل.

وكرد فعل على هذه الخطوة؛ وجّه عبد الله العرابي، ممثل جبهة البوليساريو الوهمية في إسبانيا، رسالة إلى رئيس مجمع سيناتور، "خوسيه ماريا روسيل ريكاسينس"، أعرب فيها عن معارضة الكيان الوهمي للتوسع الفندقي المخطط له في مدينة الداخلة المغربية.

 

وفي هذا الصدد؛ أردف ممثل البوليساريو نفسه، وفق ما نقله إعلام الجبهة الانفصالية، أن "أي استثمار في المناطق الصحراوية دون موافقة الشعب الصحراوي يعد انتهاكا للقانون الدولي"، مشيرا إلى أن "خطوة السيناتور تتعارض مع الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي".

المصدر المذكور جدد التأكيد على أن "أي نشاط اقتصادي في الصحراء المغربية يجب أن يحظى بموافقة الشعب الصحراوي"، مشددا على "استعداد البوليساريو لتثمين أي مبادرة تسمح لها بالجمع بين مصالحها الاقتصادية وحقوق شعب الصحراء المغربية"، وفق تعبيره. 

المسمى العربي هدد قائلا إنه "إذا تم اتخاذ قرار توسيع النشاط الفندقي في مدينة الداخلة المغربية؛ فإن جبهة البوليساريو ستسلك أي طريق تحت تصرفها للدفاع عن الحق المشروع للشعب الصحراوي".

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو ما تزالان تكرران أسطوانة "تقرير المصير" المشروخة، مقابل تزايد الدعم والتأييد الدوليين لمبادرة الحكم الذاتي، التي تبنتها المملكة منذ سنة 2007 لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الذي دام لعقود من الزمن، دون أن يجد بعد طريقه إلى الحل أو التسوية لطي هذا الملف بشكل نهائي.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الصحراء المغربیة جبهة البولیساریو

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها (٢-٢)

عبد الله علي إبراهيم

(العنوان عائد لعنوان مسرحية للكاتب الألماني بيتر فايس عن الثورة الفرنسية انتجها المسرح الجامعي بجامعة الخرطوم في نحو ١٩٦٨ من إخراج عثمان جعفر النصيري. وعنوان المسرحية الأصل "جين-بول مارا" الثوري الفرنسي الجذري. وتصرف النصيري في الاسم)

ما الذي حدث لثورتنا حتى صار علينا ما رآه الكاتب الروسي مكسيم جوركي مرة عاد فيها إلى وطنه من المنفى. قال وجدت كل أحد مسحوقاً لدرجة ومجرداً من بركة الرب. وقال، "والحل الذي لا غيره هو الثقافة".

قلت أمس إننا أحسنا فهم ثورة ديسمبر من وجوه الشباب والنوع (الكنداكات) فيها، بل والعرق (الحركات المسلحة). غير أن ما لم يعرض لنا في فهمها هو أصلها الطبقي وفي قيادتها خاصة. وعرّفت الطبقة الغالبة في هذه الثورة، وفي قيادتها خاصة، بالبرجوازية لصغيرة. وكان اسم دلعها "الصفوة". وعرضت لخبرتنا كشيوعيين معها في ثورة أكتوبر خبرة خلصنا منها أنها أول من ينوء تحت كاهل ثورته، ويهدم ما بناه دون تحقيق مطلوب ثورته “لصناعة الدنيا وتركيب الحياة القادمة".
في عرض "الماركسية وقضايا الثورة السودانية"، تقرير المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي في ١٩٦٧، لتجربتنا معها في أكتوبر قال إنها مرت بطورين. حاول الحزب في أولهما السير بالثورة إلى غايات جذرية في تغيير المجتمع، ولكنه سرعان ما تراجع عن هذه الغايات إلى خطة أكثر تواضعاً حين رأى أن قيادة الثورة البرجوازية الصغيرة، وقد لوعتها قوى الثورة المضادة، لن تنهض بذلك البرنامج الثوري.
حاول الحزب في الطور الأول (اجتماع المركزية في ٤ نوفمبر ١٩٦٤) تغذية الثورة ببرنامج جذري مثل تحويل جبهة الهيئات إلى جبهة ديمقراطية تتحمل عب النضال من أجل المهام الثورية. ولمّا اتضح له أن ذلك لن يحدث أعاد النظر فيما ينبغي عمله بواقعية في اجتماع اللجنة المركزية في ١٤ يناير ١٩٦٥. فتواثق الاجتماع على أن الحكومة التي نشأت بعد الثورة ذات صفة وطنية معادية للاستعمار، وبها تمثيل مميز للقوى الثورية وبين البرجوازية الصغيرة برغم وجود القوى اليمينة في تركيبة السلطة الجديدة. ولما لم يكن واقعياً السير بالثورة كما اتفق للحزب في اجتماع نوفمبر اكتفى بالحث على الشغل لدفع الجماهير لاحتلال مواقع ديمقراطية، واكتساب أرض تكون طريقاً لنهوض سلطة وطني ديمقراطية جديدة. وعليه فقد استعد الحزب لطريق متعرج من النضال انتهى كما هو معروف بانتصار الثورة المضادة. وكانت الواقعية التي توخاها الحزب في يناير ١٩٦٥ مما لا مهرب منه. فلما طمع الحزب في أن تتحول جبهة الهيئات إلى جبهة وطنية ديمقراطية مستقرة تحمل مهام الثورة إلى غايتها وجد أن البرجوازيين الصغار قد تداعوا للتخلص منها بهدمها صامولة صامولة.
ونجح الإخوان المسلمون، يمين البرجوازية الصغيرة، في إذعار المهنيين والطلاب من جبهة الهيئات التي صارت في زعمهم بيد الشيوعيين (وكل الصفات) لخدمة خطتهم في تجميد الثورة. وهي الثورة التي عصفت بالنادي السياسي التقليدي. فمثلت لأول مرة العمال والمزارعين والمهنيين مستقلين في مجلس الوزراء، وأعطت المرأة والصبيان حق التصويت، وشرعت في تغيير صورة الريف بمراجعة أوضاع الإدارة الأهلية، وإخضاع رموز النظام القديم للمساءلة عن عوس أيديهم خلال عمر النظام. وتواثق الرجعيون على أنه لابد لتلك الثورة أن تطوي صفحتها وتتلاشى ككابوس مزعج أفاقوا منه. تماماً كما يفعلون اليوم.
لم يفت عليّ التطابق بين انقلاب البرجوازية الصغيرة على جبهة الهيئات المفترض إنها عقدة إرادتها وبين انفضاض دوائر كبيرة عن تجمع المهنيين عن لجنة تفكيك التمكين في هذه الثورة بذرائع شتى. فتوالت استقالات الهيئات عن جبهة الهيئات كشلك كشلك كشلك*: نقابة أساتذة جامعة الخرطوم، كشلك. نقابة أساتذة المعهد الفني، كشلك. نقابة خريجي وزارة التجارة، كشلك. نقابة بنك السودان، كشلك. اتحاد المستشارين القانونيين، كشلك. الإدارة العامة، كشلك، أئمة المساجد والعلماء. كشلك. نقابة وزارة الخارجية، كشلك، المحامون الشرعيون، كشلك. اتحاد وزارة الاستعلامات، كشلك. شمبات الزراعي، كشلك. جبهة التحرير الإسلامي، كشلك، الاتحاد المهني للإذاعة، كشلك. اتحاد التجار، كشلك، الجبهة الوطنية النسائية، كشلك، اتحاد الكتاب والفنانين، كشلك، اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. كشلك.
وكنت في يوم التصويت على قرار سحب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم من جبهة الهيئات. وكنا في القلة القليلة. واسودت وجوه.

*كنت نشرت مقالاً وظفت فيه كلمة "كشلك" في معرض بيان كيف انصرفت جماعات من الثوار عن لجنة إزالة التمكين لا تلوي على شيء من فرط كثافة النيران التي صوبتها الثورة المضادة للجنة. وكان ذلك وهناً.


ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسبانية: صراع رباعي للتعاقد مع جناح بايرن ميونخ «ليروي ساني»
  • 5 أبراج فلكية تحب الصحراء والتخييم في الغابات.. بتدور على الرعب
  • السيطرة على حريق فندق فى القاهرة الجديدة
  • إخماد حريق داخل فندق فى القاهرة الجديدة دون إصابات
  • من هو أسعد الشيباني وزير خارجية سوريا؟
  • محكمة إسبانية تقضي بسجن مدير سابق لصندوق النقد الدولي
  • «إيجيبتوس».. صرح جديد في سماء السياحة العلاجية بالبحر الأحمر
  • مواصلة محاكمة المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء" الثلاثاء المقبل
  • انفراد.. والد أمير قطر يقضي عطلة رأس ‎السنة بالصحراء المغربية
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها (٢-٢)