أصدرت مؤسسة “ماعت” للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تقريرا جديدا تحت عنوان "الانتخابات في أفريقيا خلال العام 2023.. تحديات المسار الديمقراطي في القارة السمراء"، يسلط الضوء على الانتخابات التي كان مقرر إجراؤها في قارة أفريقيا خلال العام 2023، سواء كانت رئاسية أو تشريعية أو محلية، وتوضيح موقف كل دولة من إجراء العملية الانتخابية في موعدها، وقياس معدلات المشاركة في هذه الانتخابات، إضافة إلى تأثير التحديات التي تحيط بهذه الدول على سلامة العملية الانتخابية.

أفريقيا والاستحقاقات الانتخابات 

وأوضح التقرير أنه كان من المفترض أن تُجرى الانتخابات في 24 دولة أفريقية، إلا أن بعض الدول واجهت تحديات حالت دون قدرتها على إجراء الانتخابات في موعدها، حيث نجحت 21 دولة في إجراء الانتخابات بواقع 87% من إجمالي الدول المفترض إجراؤها للانتخابات، في حين أن ثلاث دول فقط وهم "ليبيا، توجو، غينيا" لم تتمكن من إجراء الانتخابات بنسبة 13%.

ووفقًا للتقرير، كان من المفترض أن تشهد القارة الأفريقية في عام 2023، 9 انتخابات رئاسية، تم إجراء ثمانية انتخابات بالفعل في كلٍ من مصر، والكونغو، ونيجيريا، ومدغشقر، وسيراليون، والجابون، وليبيريا، وزيمبابوي، في حين تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا.

وقد سجلت سيراليون نسبة مشاركة تاريخية في الانتخابات الرئاسية، حيث بلغت 83%، على عكس نيجيريا التي سجلت النسبة الأقل من المشاركة في الانتخابات بواقع 26.72%، وهى النسبة الأقل في التاريخ النيجيري منذ الاستقلال، فيما سجلت مصر أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في البلاد بتحقيق نسبة مشاركة وصلت 66.8%.

وأشار التقرير إلى إجراء انتخابات تشريعية في 16 دولة أفريقية خلال العام 2023، بينما لم تتمكن دولتان على الجانب الآخر من إجراء الانتخابات التشريعية وهما "ليبيا، وتوجو"، حيث تم تأجيل الانتخابات بهما إلى العام الجاري 2024.

وجاءت نسب المشاركة في الانتخابات التشريعية متفاوتة إلى حد كبير، ففي حين سجلت دولة الكاميرون نسبة المشاركة الأعلى والتي وصلت إلى 99.11%، تلتها سيراليون بنسبة مشاركة 82.86% ثم جيبوتي بنسبة 75.9%، فإنه على الجانب الآخر  جاءت تونس بنسبة المشاركة الأقل والتي لم تتخطى 11.3%، تلتها نيجيريا بنسبة مشاركة 26.72%.

من جانبه، قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت، إن العام 2023 شهدت تناقضًا في تحقيق مؤشرات الديمقراطية في القارة الأفريقية، فبالرغم من تسجيل دول أفريقية عديدة معدلات مشاركة مرتفعة، إلا أنه شابت العملية الانتخابية في بعض الدول الأفريقية اتهامات بعدم النزاهة، إلى جانب عدم قبول العديد من كيانات المعارضة لنتائج الانتخابات في عدد من الدول الأفريقية الأخري، والتي وصلت في بعض الدول إلى عملية إنقلاب عسكري شامل ألغيت على إثره نتائج الانتخابات كما حدث في الجابون.

وأضاف الخبير الحقوقي، أنه بالرغم من وجود تحديات عديدة، لا سيما الظروف الاقتصادية الصعبة والتدهور الأمني والصراعات السياسية، إضافة إلى نوع آخر من الاستعمار الحديث يتمثل في التدخلات الخارجية، إلا أن العديد من الدول الأفريقية قطعت شوطًا نحو المسار الديمقراطي، وإن كانت بدرجات متفاوتة،

وأوضح "عقيل"، أن الإرادة السياسية في بعض دول القارة كانت وسيلة فعّالة لتعزيز المسار الديمقراطي، وكان ملفتًا الانتخابات الرئاسية المصرية التي أُجريت وسط تحديات غير مسبوقة، سواء تحديات داخلية وخاصة الأوضاع الاقتصادية، أو تحديات إقليمية ودولية وخاصة في ضوء الحرب على غزة على طول الحدود المصرية، وهو ما يؤكد على أن الخبرات التاريخية والعملية التي تمتلكها الدول تشكل علامات فارقة في العمليات الانتخابية وانعقادها في ظل التحديات المحيطة.

فيما أشار إسلام فوقي، مدير وحدة دعم الديمقراطية بمؤسسة ماعت، إلى أن إجراء الانتخابات لا يُعد في حد ذاتها دليلًا على تحقيق الديمقرطية، فهناك العديد من المعايير التي تؤخذ في الاعتبار، مثل ضمانات نزاهة الانتخابات، ومدى قبول نتائجها، فضلًا عن نسب المشاركة التي تعكس بدورها أهمية الانتخابات والثقة في عملية إجراءها إلى أنه وبالرغم من صعوبة إعطاء حُكم عام على المشهد الانتخابي في أفريقيا خلال العام 2023، نظرًا لأن كل دولة تمتلك تجربتها الخاصة ومقيدة بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخاصة بها، إلا أن العديد من الدول الأفريقية قطعت شوطًا نحو المسار الديمقراطي، ونحو مستقبل أكثر ديمقراطية.

لقراءة التقرير، يرجي زيارة الرابط التالي: https://maatpeace.org/ar/?p=41395

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة المسار الدیمقراطی إجراء الانتخابات الدول الأفریقیة الانتخابات فی خلال العام 2023 نسبة مشارکة العدید من مشارکة فی إلا أن

إقرأ أيضاً:

السني: الانتخابات تعكس استعداد الشعب للمشاركة الديمقراطية

الوطن | متابعات

أكد مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، أن الانتخابات البلدية التي أُجريت يوم السبت في عدد من البلديات تعدّ دليلاً واضحًا على استعداد الشعب الليبي للمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية.

وأوضح السني عبر تدوينة على منصة “إكس” أن الشعب الليبي أظهر التزامه بالمشاركة الديمقراطية، شريطة توفر الظروف المناسبة والإرادة السياسية لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى أن هذه الانتخابات تمثل خطوة هامة نحو تعزيز المسار الديمقراطي في ليبيا.

وأضاف أن العملية الانتخابية تعكس رغبة الشعب في التغيير والمساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية، مهنئًا جميع من ساهم في نجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي، بغض النظر عن نتائجه.

وشدد السني على أن نجاح الانتخابات يدعم الاستقرار في ليبيا ويعزز من فرص بناء مؤسسات محلية ديمقراطية.

كما أشاد بالجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية، معتبرًا أن هذه الجهود تؤكد تطلع الشعب الليبي نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

الوسومالانتخابات البلدية السني الطاهر السني ليبيا

مقالات مشابهة

  • النائب فرج فتحي: مشاركة مصر في قمة العشرين يعزز صوت الدول الأفريقية والنامية دوليا
  • برلماني: مشاركة مصر في قمة العشرين يعزز صوت الدول الأفريقية على الساحة الدولية
  • الديمقراطية الأمريكية تدافع عن نفسها
  • مصر تستضيف الجمعية العمومية الـ56 لاتحاد شركات الطيران الأفريقية
  • الأرصاد: استمرار سقوط الأمطار خلال الـ 72 ساعة المقبلة.. وهذا موقف القاهرة
  • السني: الانتخابات تعكس استعداد الشعب للمشاركة الديمقراطية
  • قمة العشرين تنطلق بمشاركة مصرية فى ريو دى جانيرو بالبرازيل غدًا..ونواب: نقطة تحول في مسار القارة السمراء
  • التشكيل الرسمي لمواجهة الكونغو الديمقراطية وغينيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية
  • هذه هي أهم العوامل التي تُسقط الأنظمة الديمقراطية
  • خوري: الانتخابات البلدية حدث هام في مسار ليبيا نحو الديمقراطية