تقرير لـNewsweek: لا تعتمدوا على الصين لكبح جماح إيران
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
ذكرت صحيفة "Newsweek" الأميركية أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توصلت إلى استراتيجية جديدة، وذلك ضمن جهودها المحمومة بشكل متزايد لردع الحوثيين الذين يهددون الآن الشحن البحري في البحر الأحمر، وهي: استجداء بكين طلباً للمساعدة. على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ناشد كبار المسؤولين في البيت الأبيض الحكومة الصينية مراراً وتكراراً التوسط لدى جمهورية إيران الإسلامية، الراعي الجيوسياسي الرئيسي للحوثيين، للحد من السلوك التخريبي للجماعات المتطرفة.
حتى أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان اجتمع مع وزير الخارجية الصيني في تايلاند في نهاية الأسبوع الماضي للضغط على هذه القضية". وبحسب الصحيفة، "تواصل إدارة بايدن منطقي، وكما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، "فإن الصين تتمتع بنفوذ على طهران... ولديها القدرة على إجراء محادثات... وهو ما لا نستطيع نحن فعله". وأوضح كيربي أن الإدارة تريد من بكين استخدام هذا النفوذ "للمساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين". إن قدرة الصين على تشكيل السلوك الإيراني أكبر مما يدركه أغلب الناس. وتعد جمهورية الصين الشعبية الآن أكبر شريك تجاري للجمهورية الإسلامية، حيث تمثل حوالي 25% من إجمالي التجارة الإيرانية، وهي أيضًا أكبر مستهلك للنفط الإيراني، حيث بلغ متوسط وارداتها أكثر من مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي وسط ارتفاع إنتاج النفط الإيراني". وتابعت الصحيفة، "نفوذ بكين ليس اقتصاديا فقط، فيتمتع قادة الصين بنفوذ سياسي واستراتيجي كبير على طهران. وبالعودة إلى عام 2021، أبرمت بكين وطهران صفقة إطارية بقيمة 400 مليار دولار مدتها ربع قرن. وقد أعطى هذا الترتيب، المصمم للتخفيف من الآثار السلبية لسياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لجمهورية الصين الشعبية ميزة المبادر الأول في أشياء مثل الوصول إلى الموانئ الإيرانية، وتطوير شبكة الاتصالات الإيرانية، وإنشاء البنية التحتية ومشاريع النقل في الجمهورية الإسلامية. كما أنها أرست الأساس لتنسيق أوثق بين جيشي البلدين". وأضافت الصحيفة، "بعد مرور ثلاث سنوات، لا يزال الاتفاق نظريًا في الغالب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى النهج الأكثر تصالحية الذي اتبعته إدارة بايدن تجاه إيران والذي أدى إلى تعزيز اقتصادها إلى حد كبير. لكن استعداد بكين في الماضي لتكون بمثابة شريان حياة استراتيجي قد ولّد مخزوناً من حسن النية السياسية بين آيات الله في إيران، وقد حاول المسؤولون الإيرانيون باستمرار إقناع جمهورية الصين الشعبية بتعميق حصتها في بلادهم بشكل أكبر، وكل ذلك يمنح بكين نفوذاً كبيراً على طهران. والسؤال هو ما إذا كان قادة الصين يميلون إلى استخدام هذا النفوذ". وبحسب الصحيفة، "يبدو أن الجواب هو "ليس حقاً". وفي إشارة إلى التوسلات الأميركية، تواصل المسؤولون الصينيون مؤخراً مع نظرائهم الإيرانيين وحثوهم على كبح أنشطة الحوثيين. ومع ذلك، فإن ضغوط بكين كانت سطحية بالتأكيد، ويبدو أن جمهورية الصين الشعبية مهتمة فقط بحماية مصالحها الاقتصادية الخاصة، ولم تقدم أي إشارات على استعدادها لاتخاذ أي خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة الأوسع. وهذا يكذب حقيقة مؤلمة. وعلى عكس ما قد تأمله إدارة بايدن، ليس من مصلحة بكين حقًا كبح جماح طهران أو وكلائها، بل على العكس من ذلك، فإن المظهر الإقليمي العدواني المتزايد للجمهورية الإسلامية مفيد للغاية لجمهورية الصين الشعبية". وتابعت الصحيفة، "لسنوات عديدة، عملت الصين على إقناع دول الشرق الأوسط بأنها قادرة على تقديم بديل مقنع للنظام الإقليمي الراسخ الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد فعلت ذلك من خلال المبادرات الدبلوماسية، ومن خلال مفاهيم أمنية جديدة، مثل "البنية الأمنية الجديدة للشرق الأوسط" التي تم الترويج لها على نطاق واسع. والآن، ساعدت الاستفزازات المتصاعدة من قبل إيران ووكلائها المتنوعين في كشف إفلاس سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط والضعف الحالي للردع الأميركي، كما ساعدت في تسليط الضوء على جاذبية الصين المتنامية كبديل محتمل. وكل هذا يعود بطبيعة الحال بالمنفعة الجيوسياسية لبكين. ربما البيت الأبيض على يقين بذلك، ويتواصل ببساطة مع الصين كمسألة بروتوكولية. أو ربما يعتقد فريق بايدن حقًا أنه يمكن تحفيز جمهورية الصين الشعبية للعب دور أكثر إيجابية في المنطقة على الرغم من "المنافسة المنظمة" مع الولايات المتحدة". وختمت الصحيفة، "إذا كانت الإدارة تأمل بالاقتراح الأخير، فمن المؤكد أنها ستصاب بخيبة أمل شديدة. إن القراءة الرصينة لنهج الصين في التعامل مع سوء سلوك إيران في الشرق الأوسط توضح أن إثارة الاضطرابات التي تمارسها طهران الآن تضع واشنطن في المكان الذي تريده بكين".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جمهوریة الصین الشعبیة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
العراق يتقدم على الصين في التبادل التجاري مع إيران
16 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: ذكر مسؤول إيراني إن التبادلات التجارية بين إيران والدول الأخرى في أكتوبر الماضي تجاوزت 22 مليون و809 ألف طن.
وقال المتحدث باسم لجنة العلاقات الدولية وتنمية التجارة في الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم إن التبادلات التجارية بين إيران والدول الأخرى في أكتوبر الماضي تجاوزت 22 مليون و809 ألف طن بقيمة 13 مليار و698 مليون دولار، وهو ما يزيد بنسبة 39٪ عما كان عليه في أكتوبر من العام الماضي.
وأوضح روح الله لطيفي، في تصريحات أفادت بها وكالة إيسنا للأنباء: شهدت التجارة غير النفطية لإيران في أكتوبر من هذا العام، سواء في الصادرات والواردات والترانزيت الأجنبي، نموا ملحوظا، حيث تم تصدير أكثر من 18 مليونا و359 ألف طن من البضائع بقيمة 6 مليارات و771 مليون دولار في هذا الشهر، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 58.6% في الوزن و62.6% في القيمة بالمقارنة مع أكتوبر العام الماضي.
وعن وجهات التصدير الرئيسية لإيران في الشهر الماضي، ذكر: رغم أن الصين اشترت معظم البضائع الإيرانية في صادرات الأشهر الماضية، إلا أن العراق كان في أكتوبر الماضي الوجهة الأولى لصادرات البضائع الإيرانية بنصيب مليارين و780 مليون دولار. وبعد العراق جاءت الصين في المرتبة الثانية بمليار و434 مليون دولار، ثم تركيا بـ 925 مليون دولار، والإمارات بـ 783 مليون دولار، وأفغانستان بـ 249 مليون دولار.
وعن أول دول تبيع البضائع إلى إيران، قال المتحدث باسم لجنة العلاقات الدولية وتنمية التجارة في الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم: في أكتوبر المنصرم احتلت الإمارات المركز الأول في بيع البضائع لإيران بمليارين و180 مليون دولار، تليها الصين بمليار و755 مليون دولار، ثم تركيا بمليار و442 مليون دولار، وألمانيا بـ 200 مليون دولار، وروسيا بـ 161 مليون دولار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts