ليبيا – سلط تقرير إخباري نشره موقع “غرين بروفت” الإخباري الدولي الضوء على فنون العمارة المميزة في واحدة من أقدم المدن الصحراوية.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه الخبرية صحيفة المرصد أكد أن مدينة غدامس الشهيرة بموقعها الصحراوي المميز لعبت دورًا رئيسيًا في الحياة الثقافية والاقتصادية للمنطقة بوصفها مركزًا مهما وسلميا لتجارة القوافل في الشبكة العابرة للصحراء.

ووفقًا للتقرير أطلقت المصادر العربية على واحة غدامس لقب لؤلؤة الصحراء أو جوهرتها لطبيعتها الآسرة الهامسة بحكايات المرونة والإبداع من خلال شوارعها المتاهية ومبانيها المبنية من الطوب اللبن الغارقة في التاريخ والمحاطة بالصحراء الكبرى الواسعة.

وبحسب التقرير تمثل غدامس شهادة حية على التعايش المتناغم بين الإنسانية والطبيعة لكونها عارضة للجمال الدائم للهندسة المعمارية المستدامة ومفاهيم البناء المحلية، مؤكدًا اشتهارها منذ فترة طويلة بتراثها المعماري الفريد وأزقتها الضيقة وساحاتها ذات التصميم المعقد.

وبين التقرير إن تصميم مدينة غدامس يمثل أعجوبة معمارية متمثلة بمبانيها المترابطة وممراتها المغطاة فهي بمثابة خط دفاع طبيعي ضد شمس الصحراء الحارقة والعواصف الرملية فضلًا عن تعزيزها الشعور بالانتماء للمجتمع والتضامن بين سكانها.

وأشار التقرير إلى استخدام مبتكر لمواد من مصادر محلية ومنها الطين لتوفير العزل الطبيعي ضد درجات الحرارة القصوى، مؤكدًا إن البناء المبني من الطوب اللبن يمثل منظم حراري داخلي وحلا مستداما للتحديات التي تفرضها البيئة الصحراوية.

وأضاف التقرير إن تسخير خصائص الكتلة الحرارية للطين يبقي المباني في مدينة غدامس باردة خلال حرارة النهار الشديدة فيما تحتفظ بالدفء في ليالي الصحراء الباردة من دون الاعتماد على أنظمة التدفئة أو التبريد الحديثة.

وتابع التقرير إن التصميم المعماري التقليدي لغدامس يعطي أولوية لتقنيات التبريد السلبية فالشوارع الضيقة والأزقة المظللة تعزز التهوية الطبيعية وتدفق الهواء في وقت تعد فيه الساحات المزينة بالنباتات المورقة والنوافير المتتالية بمثابة ملاذ هادئ.

وأوضح التقرير إن هذ الملاذ يوفر فترة راحة من حرارة الصحراء القاسية مع تعزيز التنوع البيولوجي داخل المناظر الطبيعية الحضرية، مبينًا إن نقص الأموال اللازمة للحفاظ على غدامس والصراع قاد لتدهور واقعها وفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.

ونقل التقرير عن “يونسكو” تأكيدها إن غدامس تمثل واحدة من أقدم مدن ما قبل الصحراء الكبرى ومثالًا بارزًا للمستوطنة التقليدية فهندستها المعمارية المحلية تتميز بالتقسيم الرأسي للوظائف لأن طابقها الأرضي يستخدم لتخزين الإمدادات.

وتابع التقرير إن الطابق الآخر سيكون للأسرة فيما تتدلى من الأزقة المغطاة شبكة من الممرات تحت الأرض وتكون في الأعلى شرفات في الهواء الطلق مخصصة للنساء، مشيرًا إلى الأهمية القصوى للحفاظ على تقنيات البناء القديمة الموجودة في غدامس.

وبين التقرير إن غدامس تقف كشهادة حية على الممارسات المستدامة للأجيال الماضية وتقدم دروسًا لا تقدر بثمن في القدرة على التكيف والإشراف البيئي فتقنيات البناء بالطوب اللبن تواجه التحديات المعاصرة بما في ذلك تغير المناخ وندرة الموارد.

وتابع التقرير إن تسخير المواد المتاحة محليا وأساليب البناء التقليدية يمكن المجتمعات من تقليل البصمة الكاربونية وتقليل تكاليف البناء وإنشاء هياكل تتكامل بسلاسة مع النظام البيئي المحيط فالطين المجفف بالشمس مخلوط بالرمل والماء والقش تستخدم لتشكيل الجدران.

وأضاف التقرير إن هذه الطريقة توفر عزلا حراريا ممتازا خلال المناخات الحارة والجافة فيما تشكل الأسقف المصنوعة من القش وسعف النخيل المجفف أو الأعشاب عوازل طبيعية وتهوية وحماية من الشمس والمطر.

وتطرق التقرير للعمارة المقببة واستخدام تقنيات مثل الطوب أو البناء الحجري لإنشاء أقواس وقباب وأقبية معقدة، مبينًا إن هذه الميزات المعمارية تعزز المظهر الجمالي وتوفر أيضًا استقرارًا هيكليًا وتحكمًا في المناخ.

وتحدث التقرير عن ساحات الفناء المركزية المحاطة بغرف أو مساحات للمعيشة بهدف زيادة الإضاءة الطبيعية والتهوية إلى أقصى حد وتوفير خصوصية وحماية من الجدران المتساقطة بمزيج من الطين والقش وعزل إضافي ومقاوم للعوامل الجوية ولمسة نهائية جمالية.

وبحسب التقرير تستخدم هذه التقنية بشكل شائع لتعزيز متانة ومظهر الهياكل المبنية من الطوب اللبن أو الأرض المدكوكة، متناولًا في ذات الوقت لدمج مصدات الرياح أو الملاقف أو البارجيلات لالتقاط وتوجيه تدفق الهواء للتهوية الطبيعية والتبريد.

واختتم التقرير بالإشارة لاستغلال هذه العناصر المعمارية لتحسين الراحة الداخلية للسكان خاصة خلال أشهر الصيف الحارة.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الطوب اللبن مدینة غدامس التقریر إن

إقرأ أيضاً:

غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات

أصدر مركز الجزيرة للدراسات يوم الأحد 16 فبراير/شباط الجاري تقريره السنوي لعام 2024-2025، والذي حمل عنوان "مراجعة الاستراتيجية المتصارعة في ضوء الحرب على غزة والتغيير في سوريا"، وتضمن عددا من التقارير التي أعدها باحثو المركز.

وكتب في التقرير الباحث شفيق شقير عن المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيل للقضاء عليها، كما تناول خروج حزب الله من تداعيات الحرب، فيما تناولت الدكتورة فاطمة الصمادي أولويات إيران و"محور المقاومة"، بينما كتب الباحث محمد عبد العاطي عن دعم أنصار الله لغزة وانخراطهم في حربها، وتطرق الدكتور لقاء مكي للعراق ومواجهته تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا، في حين كتب الباحث الحواس تقية عن سوريا الجديدة بعد تغير النظام فيها وعن إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةlist 2 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةend of list المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيل

وافتتح التقرير السنوي للمركز بمقال عن "المقاومة الفلسطينية: العودة إلى إستراتيجية الصمود"، ناقش فيه الباحث شفيق شقير سياق عملية طوفان الأقصى وأهدافها القريبة والبعيدة وما بعد وقف إطلاق النار، وذهب إلى أنها جاءت في ظرف صعب باتت معه غزة والمقاومة أمام تهديد وشيك، خاصة مع اتفاقيات أبرهام وانشغال عدد من الدول العربية بأوضاعها الداخلية، ثم توسعت أهدافها لتلمس أبعادا استراتيجية متمثلة في "إعادة الحياة إلى العمل المقاوم المنظم".

إعلان

وناقش شقير في مقال آخر "إستراتيجية إسرائيل: القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل النظام الإقليمي"، متسائلا عن مدى تحقيق تل أبيب أهدافها من الحرب في ضوء الاتفاق الذي فاوضت فيه حماسا وأقرت فيه باستعادة الأسرى عبر عملية تبادل، بدل استعادتهم بالقوة، وهو ما كانت أعلنته سابقا.

ورأى الباحث أن توسع الحرب من قطاع غزة وتعدد جبهاتها مثلت ساحة اختبار لإستراتيجية إسرائيل في إخضاع أعدائها الخارجيين، الذين شارك جزء منهم في "حرب إسناد" ضمن محور تقوده إيران، مما جعل من قدرة إسرائيل محدودة على إحداث تغيير عميق في المنطقة.

وفي مقال ثالث للباحث نفسه بعنوان "حزب الله: الخروج من تداعيات الحرب والتكيف مع التحولات الداخلية والخارجية"، ناقش إستراتيجيات الحزب في المواجهة مع إسرائيل والخروج منها، والتغيرات الطارئة على بيئته المحلية والإقليمية، وسيناريوهات تعافيه وعودته للمواجهة. وأوضح أنها 3 إستراتيجيات مختلفة: الأولى في سياق محور المقاومة التي تقوده إيران، والثانية تعلقت بتوسيع إسرائيل عملياتها في لبنان، فيما تعلقت الثالثة بكيفية الخروج من الحرب.

إسرائيل اضطرت إلى عقد صفقة تبادل لاستعادة أسراها (رويترز) إيران ومحور المقاومة بعد طوفان الأقصى

وتناولت الباحثة فاطمة الصمادي في مقالها: "إيران ومحور المقاومة: إعادة ترتيب الصفوف والأولويات"، شبكة الحلفاء والفسيفساء الدفاعية الإيرانية والأثمان التي دفعتها إيران بعد طوفان الأقصى، معرّجة على سوريا بوصفها "حلقة القوة والضعف" ومآلات الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية الجديدة وإعادة تعريف محور المقاومة.

وحللت الصمادي إستراتيجية إيران الدفاعية على ضوء مفهوم "تصدير الثورة" بعد نهاية حربها مع العراق، فقد سعت طهران إلى بناء تحالف إقليمي يكون بمنزلة قوة ردع تبعد أعداءها في الخارج قبل وصولهم إلى حدودها، فيما جاء طوفان الأقصى ليعصف بكل الإستراتيجيات الدفاعية في المنطقة بما فيها الإستراتيجية الإيرانية، ويجد محور المقاومة نفسه أمام اختبار وجودي.

إعلان سوريا في مرحلة التغيير

وكتب الحواس تقية عن "سوريا الجديدة: إعادة رسم خريطة القوى الإقليمية والدولية"، معرّجا على تغيير المعادلة الداخلية في سوريا والرابحين والخاسرين من ورائها، كما ناقش الفرص والمخاطر المحتملة التي تواجهها القيادة الجديدة.

وأكد تقية على حقيقة أن الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هو عموم الشعب السوري، بغض النظر عن المستفيدين الإقليميين مثل تركيا وقطر والسعودية، فتركيا أصبحت محل ثقة لدى الإدارة الجديدة بعد أن كانت غير مرغوب فيها لدى النظام السابق، فيما استغلت الدوحة رصيدها مع قوى الثورة لإطلاق مشاريع الطاقة وإعادة الإعمار في البلاد، ولم تتأخر السعودية عن قطف ثمار التغيير باعتباره دحرا للمشروع الإيراني في المنطقة.

وفي مقال آخر بعنوان "الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: تفرق الحلفاء وتقارب الخصوم"، تناول الباحث نفسه مكاسب الولايات المتحدة في المنطقة رغم الخسائر المتعددة على أكثر من صعيد، مما يجعل 2025 عاما للفرص والمخاطر معا.

ويرى تقية أن الولايات المتحدة في عام 2024 حافظت على تحالفها الوثيق مع إسرائيل، ووفرت لها الحماية وساهمت في خفض خسائرها، كما نجحت في إضعاف نفوذ إيران في المنطقة دون جرّها إلى حرب إقليمية، لكن إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة يعني بالضرورة إخفاق الولايات المتحدة.

تقّية: الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هو عموم الشعب السوري (الصحافة السورية) تأثيرات الحرب على غزة

وكتب الباحث محمد عبد العاطي عن "أنصار الله وحرب غزة: دعم مؤثر وانخراط غير مسبوق"، متناولا ملامح وأبعاد انخراط جماعة أنصار الله (الحوثيين) في حرب غزة، وإطار الدعم والمساندة الذي انخرطت فيه الجماعة منذ الأيام الأولى، من خلال الضغط الأمني والعسكري على إسرائيل لتوقف عدوانها على قطاع غزة.

وأشار الباحث إلى تعدد الأدوات التي استخدمتها الجماعة، وكيف تدرّجت في التصعيد، كما تطرق لأهم التحديات والعقبات الداخلية والخارجية وجعلها في ثلاثة مستويات: الأول يتعلق بإيران، واحتمال تغير أولوياتها، والثاني يتمثل في الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على الجماعة، أما الثالث فهو التحدي الذي يأتي من إسرائيل التي شنت بدورها عمليات عسكرية في اليمن.

إعلان

وعن تأثيرات حزب غزة والتغيير في سوريا على العراق، جاء مقال الدكتور لقاء مكي الذي حمل عنوان "العراق في مواجهة تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا"، وتناول فيه ما وصفه بجدل الإسناد وانشغال الطبقة السياسية في العراق به، والانقسامات الحادة التي رافقته، مشيرا إلى أن هذا الجدل لم يؤثر كثيرا في انخراط المجاميع المسلحة في حرب الإسناد.

كما عالج مكي تداعيات سقوط نظام الأسد على الساحة العراقية، مشيرا إلى تغير صيغة الخطاب السياسي العراقي باتجاه التأكيد على ضرورة احترام الإرادة الحرة للسوريين، كما أشار إلى الضغوط الدولية لحل الجماعات المسلحة حتى أن رئيس الوزراء العراقي أكد في تصريح متلفز أنه "لا توجد أية شروط لحل الحشد الشعبي".

وختم الباحث بأن العراق يواجه تحديات متعددة، من أبرزها انهيار نظام الأسد في سوريا، وانتشار السلاح لدى جماعات ذات تأثير قوي في الوضع السياسي والأمني، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوجيه ضربات لهذه الجماعات وحتى لإيران عبر، فضلا عن تحدي التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ مبينا أن مقاربات بغداد السياسية للتعامل مع هذه التحديات غير واضحة.

مقالات مشابهة

  • فرق الإطفاء تسيطر على حريق شقة في عمارة بمنطقة الفروانية
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • النشرة المرورية.. سيولة في شوارع وميادين القاهرة والجيزة
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار
  • الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار
  • تطبيق البصمة على اللاعبين.. قرارات مفاجئة من بيسيرو في الزمالك
  • مستشفى تطوان في وضعية مقلقة ومطالب بتدخل وزير الصحة
  • غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات
  • نصائح جمالية للبشرة لا تهمليها في يوم التأسيس السعودي
  • البصمة الامريكية .. فلم يكشف المسئول عن اغتيال الرئيس الصماد .. فيديو