القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن ضربة جديدة ضد صاروخ للحوثيين يهدد السفن في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) تنفيذ ضربة جديدة صباح الأحد 4 فبراير/ شباط 2024م ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين غداة قصف أميركي وبريطاني طال عشرات الأهداف في اليمن.
وأفادت سنتكوم بأن قواتها نفّذت الضربة ضد الصاروخ الذي كان “معدّا للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر” بعدما اعتبرت بأنه “يمثّل خطرا وشيكا” على السفن العسكرية والتجارية في المنطقة.
منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب.
وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني/يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافا مشروعة”.
وليل السبت الأحد، أصابت ضربات أميركية وبريطانية “36 هدفا للحوثيين في 13 موقعا في اليمن ردا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر”، وفق ما جاء في بيان للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدمت الدعم للضربات.
وأضاف البيان أن “هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء”.
واستهدف الهجوم “مواقع مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة مطمورة بعمق تابعة للحوثيين وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات” حسب البيان.
كما شنّت القوات الأميركية في وقت سابق السبت بشكل منفصل ضربات دمرت ستة صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين “كانت معدة لإطلاقها ضد سفن في البحر الأحمر”، وفق ما أعلنت سنتكوم.
وأعلنت سنتكوم السبت أيضا أن القوات الأميركية أسقطت ثماني طائرات مسيّرة قرب اليمن في اليوم السابق ودمرت أربع مسيّرات أخرى قبل إطلاقها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
جهوزية عالية لمواجهة ترامب.. اليمن ينتقل إلى مرحلة جديدة
يمانيون/ تقارير
تتجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو طريق منحدر ومغامرة غير محسوبة النتائج في التعامل مع أصحاب القرار في اليمن.
ترفع واشنطن عصا “الإرهاب” في وجه “أنصار الله”، فترد القوات المسلحة اليمنية سريعاً بإسقاط طائرة أمريكية من نوع (MQ9) في خطوة لها الكثير من الرسائل والدلالات المهمة.
ويقول وزير الخارجية الأمريكي روبيو في بيان نشره الاثنين 3 مارس 2025م متباهياً: “تنفذ وزارة الخارجية أحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس دونالد ترامب عند توليه منصبه، ويسعدني أن أعلن عن تصنيف الوزارة لأنصار الله، المشار إليهم عادة باسم الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية”.
ويحاول روبيو إعطاء تبرير لهذا القرار، مدعياً أن “الحوثيين” شنوا مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وكذلك أفراد الخدمة الأمريكية المدافعين عن حرية الملاحة، كما تجنب “الحوثيون” استهداف السفن التي تحمل العلم الصيني. حسب روبيو.
بطبيعة الحال، يعرف الجميع أن قرار أمريكا سياسي، أكثر من كونه استراتيجي، وهو ينطلق من محاولة أمريكية لـ”تأديب” اليمنيين، الذين أذاقوا أمريكا ويلات الهزائم في البحر الأحمر خلال معركة “طوفان الأقصى”، وتمكنت القوات المسلحة اليمنية من هزيمة تحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته أمريكا مع عدة دول، في عملية إسناد تاريخية لا مثيل لها نصرة للمظلومين في قطاع غزة الذين تعرضوا على مدى 15 شهراً لحرب إبادة جماعية صهيونية برعاية أمريكية غربية أدت إلى تدمير القطاع، وتحويله إلى أطلال، إضافة إلى ما خلّفته الحرب من كوارث إنسانية لا يمكن نسيانها بسهولة.
ولتفنيد مزاعم روبيو، نؤكد أن اليمن وخلال تعرضه لعدوان أمريكي سعودي على مدى 10 سنوات مضت، لم يلجأ إلى أي أسلوب عسكري للتأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مع أنه كان يعاني من الحصار الخانق، ومع ذلك صبر، وهو يشاهد السفن والقطع البحرية السعودية والأمريكية والإسرائيلية تعبر مضيق باب المندب إلى وجهات متعددة، وهذا يعني أن المزاعم التي ساقتها السعودية وأمريكا منذ عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 بأن “أنصار الله” يهددون الملاحة البحرية في البحر الأحمر عارية تماماً من الصحة.
مرحلة جديدة من المواجهة
الآن، تنتقل اليمن إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع دونالد ترامب، وهي في وضعية مريحة جداً، أكثر من أي وقت مضى، وتمتلك من العزيمة والإرادة، والتنظيم، والإعداد، ما يجعلها قادرة على مواجهة الأخطار المحدقة باليمن.
ووفق المؤشرات، فإن أمريكا قد أوصدت كل الأبواب للتعامل مع صنعاء، وما إدراج قيادات بارزة ضمن لائحة الإرهاب، من بينها رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، إلا دليلا على أن واشنطن قد أشعلت فتيل الحرب، وهي تستعد لإطلاق الرصاصة الأولى، وهي تستند على عملاء ومرتزقة يطربون فرحاً لتفجير الوضع، حتى وإن تساقطت حمم النار على رؤوسهم، وهنا نفهم تحرك بعض المجاميع المسلحة لمليشيا حزب الإصلاح بمحاولة الاختراق في مأرب، وتحقيق إنجاز على الأرض بالتوازي مع الإعلان الأمريكي عن بدء سريان عقوبة الإرهاب على أنصار الله.
أول الرسائل النارية
فضّلت صنعاء الرد على العربدة الأمريكية بالنار، مؤكدة جهوزيتها العالية لأي مواجهة مرتقبة مع الأمريكيين، ووثقت عدسات الكاميرا الطائرة الأمريكية المسيرة (MQ9) وهي تتهاوى وتسقط في محافظة الحديدة غربي اليمن، لتؤكد أن اليمن لن يسمح بأي اختراق لسيادته سواء أكانت في البحر أو البر أو الجو.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان لها الثلاثاء، أن الطائرة كانت تنتهك الأجواء اليمنية وتقوم بمهام عدائية، مؤكدة أن هذه الطائرة هي الخامسة عشرة التي يتم إسقاطها خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي تخوضها القوات اليمنية دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان.
وشددت القوات المسلحة على استمرارها في مهامها الدفاعية للتصدي لأي عدوان على اليمن، مؤكدة جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي تطورات في البحرين الأحمر والعربي.
وإذا كانت واشنطن تزعم بأن اليمن يستهدف طائراتها وسفنها وبوارجها، فإن السؤال الذي يجب أن تبحث له عن إجابة هو: ما الذي جاء بهذه الطائرات والسفن إلى اليمن، ومن الذي أعطاها الإذن بانتهاك أجوائه والمياه الإقليمية، فإذا كان الأمريكي قد اعتاد على العربدة في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، فإن الوضع الآن قد تغير، والقيادة الثورية والعسكرية والسياسية تعتبر انتهاك السيادة اليمنية خطاً أحمر، وهو أمر مرفوض كما أكده وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي قبل أيام.
ونعود لنذكر بما قاله السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب سابق له عندما قال: “في أيام فترة [ترامب] في المرحلة السابقة، في فترة رئاسته لأمريكا، واجهنا العدوان الأمريكي، وشركاء أمريكا الذين اعتدوا على بلدنا، بإمكاناتهم، بأنواع سلاحهم، بمؤامراتهم، بمخططاتهم، ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه الآن بكثير، وأصعب مما نحن فيه الآن بكثير، وضعيتنا اليوم وهي كلها بالاعتماد على الله، والرهان عليه، والتوكل عليه، لن نعجب لا بكثرة، ولا بنوعٍ من الإمكانيات أصبح بأيدينا، كل ذلك فاعليته مع التأييد الإلهي، مع المعونة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مع الرعاية الإلهية”.
يدرك ترامب وكل الأمريكيين أن هزيمة اليمن غير واردة، ولديه تجربة سابقة في التعامل مع اليمنيين، فهو لم يحقق أي إنجاز يذكر، وإذا كان السعوديون يستبشرون خيراً لوعوده تجاه اليمن، فعليهم أن يتذكروا ما حدث لأرامكو، وبقيق وخريص، في عهد ترامب، وأن يستعدوا لسيناريوهات أكثر سوءاً في أي مغامرة مرتقبة.
نقلا عن موقع أنصار الله