يتجه المشترون العالميون للنفط إلى الأسواق المحلية، بشكل متزايد، بسبب هجمات جماعة الحوثي التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، في البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن مما يجعل الإمدادات النفطية من المناطق الأقرب أكثر جاذبية، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”.

وفي نوفمبر، بدأ الحوثيون قصف سفن في البحر الأحمر، قائلين إنهم “يستهدفون تلك المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في قطاع غزة”، بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى.

وفي مواجهة العنف المتصاعد في البحر الأحمر، تخلت خطوط الشحن الرئيسية إلى حد كبير عن الطريق التجاري الحيوي واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا.

وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، مما زاد المخاوف بشأن التضخم العالمي، بينما أدى إلى حرمان مصر من إيرادات مهمة من شركات الشحن التي تبحر في قناة السويس من وإلى البحر الأحمر.

وفي جميع أنحاء أوروبا، تخلت بعض شركات التكرير عن شراء خام البصرة العراقي الشهر الماضي، وفقا لما ذكره التجار لـ”بلومبرغ”، في حين يقوم المشترون من القارة بشراء الشحنات من بحر الشمال وجويانا.

وفي آسيا، أدت القفزة في الطلب على خام مربان من أبوظبي إلى ارتفاع الأسعار الفورية في منتصف يناير، وانخفضت التدفقات من كازاخستان إلى آسيا بشكل حاد.

وفي الوقت نفسه، انخفضت شحنات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى آسيا بأكثر من الثلث الشهر الماضي مقارنة بشهر ديسمبر، حسبما تظهر بيانات تتبع السفن من شركة “كبلر”.

وتسبب ذلك في صعوبات بالنسبة للدول التي تعتمد على الاستيراد مثل الهند وكوريا الجنوبية لتنويع مصادر إمداداتها من النفط.

وقال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة تحليلات البيانات كبلر: “إن التحول نحو الشحنات الأسهل من الناحية اللوجستية أمر منطقي من الناحية التجارية، وسيظل هذا هو الحال طالما أن اضطرابات البحر الأحمر أبقت أسعار الشحن مرتفعة”.

وأضاف: “إنها عملية موازنة صعبة، حيث يتم الاختيار بين أمن الإمدادات وتعظيم الأرباح”.

في مذكرة صدرت في 30 يناير، أشارت كبلر إلى أن عبور ناقلات النفط عبر قناة السويس انخفض بنسبة 23 بالمئة الشهر الماضي مقارنة بشهر نوفمبر.

وكان الانخفاض أكثر وضوحا بالنسبة لغاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال، فقد انخفضا بنسبة 65 بالمئة و73 بالمئة، على التوالي.

وفي أسواق المنتجات، كانت تدفقات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا، وزيت الوقود الأوروبي و”النافتا” المتجهة إلى آسيا هي الأكثر تأثراً.

و”النافتا” هي مادة خام للبتروكيماويات، والأسبوع الماضي، سجلت أعلى مستوياتها في نحو عامين، وسط مخاوف من أن يصبح من الصعب الحصول عليها من أوروبا.

ويؤثر تأثير هجمات البحر الأحمر على أسعار النفط من خلال ارتفاع تكاليف النقل، مما يشجع مصافي التكرير على التوجه محليا.

وقالت كبلر إن أسعار ناقلات النفط الخام من طراز “سويزماكس” من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا قفزت بنحو النصف منذ منتصف ديسمبر.

وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 8 بالمئة خلال نفس الفترة.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة، حيث يتزايد الإنتاج، بأكثر من دولارين للبرميل على مدى ثلاثة أسابيع في يناير، وفقا لما نقلته “بلومبرغ” عن متداولين مشاركين في السوق.

ومن غير المتوقع أن يؤدي الوضع في البحر الأحمر إلى إعادة ترتيب تدفقات النفط على المدى الطويل، ومن الصعب أيضا رؤية حل للصراع على المدى القريب، بحسب “بلومبرغ”.

وبدلا من ذلك، هناك خطر كبير بحدوث المزيد من الاضطرابات، خاصة بعد الهجوم الحوثي على ناقلة تحمل الوقود الروسي، أواخر الشهر الماضي.

وتشير “بلومبرغ” إلى أن الهجوم كان جديرا بالملاحظة لأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران كانت قد أشارت في السابق إلى أن “السفن الروسية والصينية لن يتم استهدافها”.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشهر الماضی إلى آسیا

إقرأ أيضاً:

أنقرة تندد باستهداف الحوثيين سفينة تركية بالبحر الأحمر

ندّدت أنقرة باستهداف جماعة الحوثي سفينة تركية في البحر الأحمر بحجة عدم امتثالها للأوامر ولاستمرارها في التعامل مع إسرائيل.

وقالت الخارجية التركية -في بيان- مساء أمس الأربعاء إن السفينة "أناضولو إس" المملوكة لشركة تركية وترفع علم بنما تعرضت لهجمات صاروخية.

ولم يوضح البيان ما إذا كانت السفينة قد تعرّضت لأضرار، لكنه أشار إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، من دون أن يحدد تلك التدابير.

وكان الناطق العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع قال أمس في بيان إنه تم استهداف السفينة "أناضولو إس" بعدد من الصواريخ الباليستية والبحرية المناسبة، وتحدث عن تحقيق إصابة دقيقة فيها.

وأضاف سريع أن استهداف السفينة التركية جاء "نتيجة عدم استجابتها لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية، ولانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة".

وتابع المتحدث العسكري اليمني "أكدت القوات المسلحة استمرارها في فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، واستهداف كافة السفن المرتبطة به أو المتجهة إليه، مشددة عزمها على مواصلة استهداف العدو الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة".

ودعما لغزة، يشن الحوثيون منذ عام هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، من ضمنها تلك المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وقد أصابوا سفن شحن عدة وناقلات نفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وهو ما أدى إلى تراجع عمليات الشحن الدولية عبر هذا المسار.

وردا على هذه الهجمات، تشكل ما سمي "تحالف الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، وتشن طائرات التحالف منذ مطلع العام الجاري هجمات على مواقع في اليمن، ودفع ذلك الحوثيين إلى استهداف سفن حربية أميركية وبريطانية في البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين
  • “بلومبرغ”: بايدن يريد شطب 4.65 مليار دولار من ديون أوكرانيا
  • أنقرة تندد باستهداف الحوثيين سفينة تركية بالبحر الأحمر
  • النسخة الثانية من معرض “ماركات الهند” تفتح الأبواب أمام تجار التجزئة والموزعين العالميين لاكتشاف أكثر من 150 شركة تصنيع ملابس هندية
  • حرب الـ8 ساعات وهروب “أبراهام”!
  • الحوثيون يبنون “محور المقاومة” الخاصة بهم
  • العمليات اليمنية تدفع مدمرة إيطالية إلى الانسحاب من البحر الأحمر
  • “فضائح أمريكا” في البحر الأحمر
  • الاتحاد الدولي للبحارة يدعو الحوثيين لإطلاق سراح طاقم “جلاكسي ليدر” بعد عام على اختطافهم
  • هجمات تستهدف سفينة في خليج عدن