مصر تعلق إنشاء مخيمات للنازحين بخانيونس.. هل فقدت ثقلها؟
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
زادت حدة الانتقادات الموجهة إلى السلطات المصرية بسبب دورها الضعيف والمترهل في وقف الحرب على قطاع غزة أو احتواء آثارها الكارثية والمدمرة على الشعب الفلسطيني في أعقاب تعليق إنشاء مخيم للنازحين محافظة خانيونس جنوبي القطاع للتخفيف من حجم الأزمة الإنسانية.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت في نهاية العام الماضي، البدء في تجهيز مخيم هو الأول من نوعه لاستقبال النازحين الفلسطينيين، وقال الهلال الأحمر المصري، في بيان، حينها، أن "مخيم إيواء النازحين في جنوب غربي خان يونس يسع أكثر من 6 آلاف شخص، ويتوفر بالمخيم جميع الخدمات الإغاثية والطبية، بجانب توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والمياه بشكل يومي للمقيمين بالمخيم".
وعرضت القنوات المحلية الفضائية وجميع المواقع الصحفية الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة للنظام ومؤيديه، مشاهد من تلك الجهود التي وصفتها بالغير مسبوقة والتي تكشف عن دور مصري كبير في محاولة التخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية على أن يكون ذلك المخيم تحت إدارة مصر وحمايتها وإشراف الهلال الأحمر المصري.
وبعد مرور نحو 40 يوما، بدأت الأخبار عن المخيم المصري تتلاشى شيئا فشيئا حتى كشف مصدر في الهلال الأحمر المصري أنهم علقوا عمليات إنشاء مخيم النازحين المصري في خان يونس؛ بزعم صعوبة الوضع الأمني حول المخيم مع اقترب قصف الاحتلال من محيطه، رغم أنه يقع في منطقة المواصي التي أعلنت سلطات الاحتلال أنها منطقة إنسانية آمنة.
وأوضح المصدر، في تصريحات صحفية لموقع "مدى مصر" أن فرق الهلال الأحمر المصري والفلسطيني نصبوا نحو 370 خيمة من أصل ألف خيمة مستهدف إقامتها، مضيفا أن آخر دخول لفريق الهلال الأحمر المصري إلى خان يونس كان يوم الاثنين 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتمتد منطقة المواصي، التي حددها جيش الاحتلال، من دير البلح وحتى رفح، كمنطقة إنسانية آمنة لا تطالها عمليات القصف، لكن الأخبار الواردة من هناك أكدت بالصوت والصورة أن قصف الاحتلال طال منطقة المواصي وعدد من النازحين فيها أكثر من مرة وخلف شهداء وجرحى.
"استهانة" إسرائيلية
في سياق تعليقه، يقول الصحفي والباحث المختص في شؤون سيناء والشأن الأمني المصري، مهند صبري، أن "ما حدث مع جهود الهلال الأحمر المصري هو إشارة واضحة أن إسرائيل تستمر في منع أي نوع من الإغاثة للشعب الفلسطيني حتى لو كانت محدودة".
مضيفا في حديثه لـ"عربي21": "وهذا حدث أيضا مع المستشفى الأردني ومع المنظمات الدولية والأمم المتحدة، وفي حالة الهلال الأحمر المصري هو إشارة واضحة على استهتار الجيش الإسرائيلي بأرواح المتطوعين المصريين وأيضا استفزاز صريح لمصر".
أما عن المناطق الآمنة، أوضح صبري أن "مصر ليس لها أي سلطة رسمية داخل قطاع غزة، وحدود عملها هي التنسيق مع الأجهزة الفلسطينية والأطراف الدولية للقيام بجهود الإغاثة وهو ما تمنعه إسرائيل بشكل يعكس مدى استهتار حكومة نتنياهو بمصر وحكومتها وجهودها".
خذلان وهوان
بدوره يقول البرلماني المصري، والعضو في العديد من منظمات الإغاثة العالمية والإسلامية، الدكتور جمال حشمت، إن "الموقف المصري من الاعتداءات الصهيونية النازية علي غزة مقارنة مثلا بما تم عام 2012 نجد أن هناك تماهي مع العدوان بالصمت وعدم التدخل الإنساني ودعم صمود أهل غزة ضد التهجير وهو ما يحقق الهدف المعلن من مصر من بداية العدوان".
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "أن أي تقصير في عمليات الإغاثة الإنسانية لضحايا العدوان الصهيوني من الجانب المصري وهو ما يحقق قول سموتريتش الوزير المتطرف الصهيوني أن دخول المساعدات إلى غزة يتناقض مع أهداف الحرب".
وبحسب حشمت، فإن إضعاف مصر اقتصاديا وسياسيا طوال العقد الماضي كبل يدها وقيدها عن تقديم أي دعم أو اتخاذ أي موقف حر من القضية الفلسطينية كما كان في عام 2012، وحتى في عهد مبارك كان يدرك هو ومخابراته بأن حركات المقاومة في قطاع غزة هي حائط الصد الأول المدافع عن مصر وكل العالم العربي".
فقدان ملاذ آمن للنازحين يعكس ضعف مصر
على الصعيد الإنساني والطبي يقول الوكيل بوزارة الصحة المصرية السابق، مصطفى جاويش:"في نهاية شهر ديسمبر 2023 الماضي؛ تم الإعلان بأن القيادة السياسية المصرية، قد وجهت الهلال الأحمر المصري بإنشاء مخيم إغاثي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبأن التوجيهات الرئاسية تأتى في إطار جهود الدولة المصرية الرامية إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الأشقاء الفلسطينيون واستيعاب آلاف النازحين من شمال القطاع وذلك للتصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من داخل أرضه".
وأضاف لـ"عربي21": "وكان من المقرر أن يتم بناء المخيم بحسب المعايير الدولية بحيث يتم توفير كافة الاحتياجات اللازمة للنازحين من خدمات المياه والغذاء والكهرباء؛ ليصبح أول مخيم منظم لإيواء النازحين والذي تم البدء فيه بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني؛ نظرًا للحاجة الكبيرة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لكن بعد مرور أكثر من شهر تم تعليق عمليات إنشاء المخيم بدعوى صعوبة الوضع الأمني حول المخيم، وهو تبرير لا يمكن قبوله من دولة مثل مصر ويمكن قبوله من قبل منظمة أو هيئة على سبيل المثال غير قادرة على حماية نفسها".
ورأى جاويش أن وقف مثل تلك الجهود "هو خسارة كبيرة للمتضررين والنازحين الذين لجأوا إلى المخيم باعتباره آمنا وأن مص رقادرة على حمايتهم، ولكن توقفها يعني بكل أسف تراجع الدور المصري العربي والإقليمي في دعم القضية الفلسطينية ، وذلك لأن القيادة السياسية المصرية قد فشلت في تأمين وحماية خيام الإيواء التي سبق الأمر بإنشائها، وهذا يؤدى إلى المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية قطاع غزة خانيونس الاحتلال مصر خانيونس قطاع غزة الاحتلال خيام النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهلال الأحمر المصری إنشاء مخیم خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ارتقاء الطبيب الفلسطيني أحمد الزهارنة بسبب البرد.. عُثر عليه داخل خيمته بخانيونس
ارتقى الدكتور أحمد الزهارنة، الطبيب في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الصليب الأحمر الميداني، نتيجة البرد القارس، حيث عثر عليه جثة هامدة داخل خيمته في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
صورة للطبيب أحمد الزهارنة من مقطع فيديوالدكتور أحمد الزهارنة