حكم قول حسبي ونعم الوكيل على الظالم .. الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المقصود من قول "حسبي الله ونعم الوكيل" عندما يقولها الإنسان تعنى أن الله تعالى يكفيني ما أهمنى وما أصابني من فلان وبذلك يتحصن بالله عز وجل من قوة هذا الظالم الذي ربما أكل حقه أو آذاه.
جاء ذلك فى إجابته على سؤال ورد إليه مضمونه:- حكم الحسبنة على الظالم".
وأوضح "عثمان"، أن قول "حسبي الله ونعم الوكيل" جائزة ولا شيء بها ولا يوجد نهى شرعى عن قولها، فالإنسان إذا ما ظلم له أن يدعو على من ظلمه، ولكن نقول فى النهاية وجب العفو وتفويض الأمر لله أفضل من الدعاء على الظالم. فعل واحد يحل كل المشاكل ويرزقك الله به رزقا عجيبا.. مذكور في سورة نوح معجزة ربانية يوم 27 رجب .. ترقبوها من الآن عجائب آيات الله من فعل ذنوبا كثيرة في رجب.. فعليه بهذا الدعاء انتصف رجب فعليك بعمل واحد قبل أن ينتهي .. انتهز الفرصة ولا تضيعها
وتابع قائلًا :" إذا دعى الانسان على من ظلمه يقول المولى عز وجل فى دعوة المظلوم ":وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " ، فيجوز للإنسان إذا ما ظلم أن يلجأ لله بالدعاء.
دعاء المظلوم
اللهم إني أعوذ بك من عين حاسده قاطعة للرزق ومن ناس لا تخاف من الظلم واسألك أن تبعدهم عنا.
اللهم فرج همي وضيقي وكربى وارفع الظلم عني وعن كل مظلوم يا رب واجبر يا الله بالمنكسر قلوبهم.
حسبي الله ونعم الوكيل فيمن أذاني اللهم بحق جاهك وجلالك وعزتك وعظمتك التي يهتز لها الكون اسألك بعزتك التي يهتز لها العرش ومن حوله اللهم انصرني على من ظلمني اللهم أنك لا ترضى الظلم لعبادتك اللهم أنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم فأنت العدل والعدل قد سميت به نفسك اللهم انصرني على من ظلمني.
اللهم أنت ولي قلبي إذا ضاق، اللهم أنت حسبي إذا ظلمني ظالم ولم يراعي ثقل هذا الظلم على صدري اللهم اشرح صدري، ويسر أمري، وفرج همي، واكشف كربتي.
يا رب انصر الحق واقر العدل وجرعهم من نفس كأس الظلم الذي جرعونا منه اللهم اخذلهم خذلانًا مبينًا.
دعاء المظلوم
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك، اللهم إنى استغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، واستصرخك إذا قعد عنى كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا.
ألا أن نصر الله قريب سبحانه وتعالى وأفوض أمري إلى الله من ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله
اللهم أنت الناصر وأنت المعين وأنت على كل شيء قدير اللهم أهلك الظالمين بالظالمين اللهم سلط عليهم عذابك يا جبار السموات والأرض.
اللهم إنا نشكو إليك وحدك وإنك القادر على كل ظالم وكل من ساهم في الظلم والفساد والطغيان.
دعاء المظلوم المقهور فى جوف الليل
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ونعم الوکیل على من
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تعقد ندوة حول "الزواج بين مفهومي الفضل والحقوق"
عقدت دار الإفتاء المصرية بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوةً بعنوان: "الزواج بين مفهوم الفضل ومفهوم الحقوق والواجبات"، تحدَّث فيها الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، وبحضور الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لتنمية الوعي الديني والثقافي والمجتمعي.
وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: إن الإسلام قد اهتمَّ بالأسرة اهتمامًا بالغًا، فلا تجد عقدًا من العقود التي تناولها القرآن الكريم ببيان أحكامه كما اهتم بعقد النكاح. فقد ذكر القرآن الكريم العديد من العقود، ولكن عقد النكاح تميَّز بأن القرآن الكريم اهتمَّ ببيان أحكامه بنصوص واضحة، وما ذلك إلا لأن عقد النكاح هو أساس الأسرة المسلمة ونواة المجتمع.
وأشار إلى أنه عندما تكون الأسرة مَبنيَّة على كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنها تكون أسرةً ناجحةً تُحقِّق أهدافَها، ويكون فيها أبناء وآباء يؤدون مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه بعضهم بعضًا، ما يؤدي إلى نشوء ذُرية صالحة نافعة لوطنها وأُمَّتها ودينها، وتنجو وتسعَدُ في الدنيا والآخرة.
وتابع الدكتور الضويني قائلًا: "إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد الشباب إلى التماس النكاح والتحصين من خلاله، فلا شيء يُسعِد أهل الإسلام كما يسعدهم اقتفاءُ سُنة رسول الله". وأكد أن دعوة الإسلام للشباب إلى الزواج هي دعوة تربوية، حيث يعدُّ الزواج الطريقَ الصحيحَ لتنشئة الأسرة الناجحة التي تُساهم في تقدُّم المجتمع. ودون الأسرة، لا يمكن تصوُّر مجتمع آمن.
وأوضح أن الزواج هو نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، مشيرًا إلى أن الزواج هو آية من آيات الله ونعمة يجب شكرها بالحفاظ عليها وتحقيق العدل والفضل بين أطرافها.
كما أكد أن الزواج هو السكن، حيث تنتقل المرأة من بيت أبيها إلى بيت زوجها لتسكن إليه ويسكن إليها، والسكن هنا يعني أكثر من مجرد اللقاء، بل هو الراحة والطمأنينة التي يجدها كل طرف في الآخر.
وأضاف أن الله جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وهذه الرحمة تظهر في مختلف المواقف، خاصَّة عندما يتقدَّم الزوجان في السِّن، أو يمرض أحدهما، حيث يقف كل منهما إلى جوار الآخر. واعتبر أن المرأة الصالحة هي زاد المؤمن في بيته، وأن هذا كله لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت هناك تربية صحيحة للفتاة والشاب على تحمُّل المسؤولية وإدارة البيت.
وأشار إلى أنه على الرجل أن يفهم أنه عندما يُقدِم على هذه الخطوة فإنه سيتحمَّل مسؤوليات عظيمة، ويجب أن يكون مسئولًا عن الحقوق التي سيقع عبئُها على كاهله، خاصة حقوق الزوجة التي انتقلت من بيت أبيها إلى بيته. وأكد أن القوامة في الزواج تعني المسؤولية عن البيت والزوجة، بشرط أن يكون الرجل قائمًا على حقوقها.
ولفتَ إلى أهميَّة تربية الفتاة على إدراك واجب الزوجة في أن تكون عونًا لزوجها في بناء أسرة صالحة، وأن يكون لها دور في تربية الأطفال.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور محمد الضويني على أهمية البحث عن ذات الدين في الزواج، حيث إن المرأة المتدينة هي التي تعرف حقوق زوجها وبيتها، وهي الطريق إلى الفوز برضوان الله. وأكد أن دور الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على هذه القيم أمر بالغ الأهمية، حيث يُعِدُّونهم للبيت الذي سيُبنَى بين الرجل والمرأة.
كما دعا إلى أن يكون الاهتمام بالزواج متوازنًا، فلا ينبغي التركيز فقط على الجانب المادي، لأن ذلك قد يضيع الهدف الحقيقي من الزواج. وقال: إن الزواج يُغنِي الإنسان إذا رُوعيت القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام، وأنه يجب أن يُربَّى الشاب على حقوق الزوجة، بينما ينبغي أن تُربَّى الزوجة على حقوق الزوج. بهذه الطريقة يُمكننا الحدُّ من نسبة الطلاق التي تشير الإحصائيات إلى أنها ترتفع بشكل كبير في السنة الأولى من الزواج، مما يعكس أهمية التربية على القيم الإسلامية في بناء أسرة مستدامة ومستقرة.
من جانبه، تحدَّث الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية عن أهمية العلاقة الأسرية في التشريع الإسلامي، مشيدًا بكلمة الدكتور الضويني وبفضيلة المفتي. وأكد فضيلة الدكتور عبد الله النجار أن العلاقة بين الزوجين هي مزيج من داعي الطبع وداعي الشرع. داعي الطبع يتمثل في الحب الذي يزرعه الله في قلوب الرجال، حيث يتقدم الرجل بمشاعر الحب، كما هو الحال في جميع الثقافات. هذا الحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو علاقة تستند إلى الوفاء والحفاظ على العلاقة.
كما أكد فضيلته أن الزواج نعمة من نعم الله عز وجل وليس مجرد متعة يقضيها الشاب، وهذا أول خطأ يفكِّر فيه الشاب؛ إذ إنه يريد أن يرى زهرةً جميلةً يشمها، حتى إذا ما انتهى تركها ومضى إلى حال سبيله، وإنما كل نعمة من الله عز وجل لا بد أن يكون لها عوامل صيانة ورعاية تُبقي عليها وتُنمِّيها.
وأشار إلى أن دواعي الشرع تهدف إلى الحفاظ على استمرارية العلاقة الزوجية من خلال معرفة الحقوق والواجبات والمسؤوليات، سواء كانت مادية أو عاطفية أو اجتماعية.
وأوضح فضيلته أن نصوص الشريعة الغراء التي جاءت في كتاب الله تعالى وسُنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم تدعو الشاب والفتاة والزوج والزوجة إلى أن يكون قوَّامًا بالقسط عند أداء الحقوق والواجبات، وأشار إلى أن الله تعالى غيَّر منظومة الأسرة بسبب الزواج فأنشأ لها صِلة قرابةٍ جديدةٍ.
وفي هذا السياق، أضاف فضيلته أن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة في الإسلام، حيث يكون الرجل والمرأة جزأين يكمل بعضهما بعضًا، ويؤديان معًا دورًا في الحفاظ على الأجيال القادمة ونقل القِيَم الدينية من جيل إلى جيل.
كما تحدث عن أهمية الحفاظ على الأسرة كونها أساسًا لاستمرارية الدين من جيل إلى جيل، وأوضح أن تفشي المشاكل الأسرية يأتي نتيجة لتغيير النظرة التقليدية التي تفترض أن الرجل يأخذ ولا يعطي، وأنه يجب على المرأة أن تطيع فقط دون النظر إلى حقوقها.
وأشار إلى تأثير التفاوت الاجتماعي على الحياة الزوجية، وأنه من المهم أن يحترم كل طرف حقوق الآخر، كما أكد على أهمية التغافل عن المقارنات غير العادلة التي قد تُفسد العلاقة بين الزوجين.
هذا، وقد أدار الندوة الإعلامي/ حسن الشاذلي.
وقبيل ختام الندوة زار الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أشاد بعناوين الموضوعات التي تتناولها الدار في جناحها، والتي تعكس دورها الريادي في معالجة القضايا المجتمعية والفكرية برؤية تجديدية مستنيرة.
كما أثنى وزير الثقافة على التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية المصرية، مشيرًا إلى أن قيادات هذه المؤسسات تحرص على الحضور والمشاركة في أجنحة بعضها بعضًا وفي الندوات المقامة خلال المعرض بما يُسهم في إفادة الجمهور من علومهم وخبراتهم، ويعزز رسالة الدين في نشر القيم النبيلة ومواجهة التحديات الفكرية.