ضربت الولايات المتحدة مواقع في سوريا والعراق، ليل الجمعة السبت، في جولة أولى من الرد الأمريكي على هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن في نهاية الأسبوع الماضي.

واتهمت واشنطن "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بالوقوغ وراء الهجوم، خاصة حزب الله العراقي، لذا فإنها قامت باستهداف 85 هدفا في سبعة مواقع (3 في العراق و4 في سوريا) مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائله.



واستخدمت الولايات المتحدة قاذفات "بي-1" بعيدة المدى، وأطلقت أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، مستهدفة منشآت القيادة والسيطرة والاستخبارات، ومخازن الطائرات المسيرة، ومرافق لوجستية لتوريد الذخائر للجماعات المسلحة التابعة لإيران.


وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن الضربات جرت "خلال نحو 30 دقيقة"، وتم اختيار الأهداف بناء على معلومات استخباراتية ربطتها بهجمات ضد القوات الأمريكية، وبعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المنطقة.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تعرف عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، لكن البنتاغون يجري تقييما للنتائج.

من جانبه، ذكر مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، دوغلاس سيمز، أن "الضربات كانت ناجحة جدا، ما أدى إلى انفجارات ثانوية كبيرة ناجمة عن ضربات أصابت أسلحتهم، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان أي من المسلحين قد قتلوا".

في سوريا، ذكرت "سانا" أن الغارات أسفرت عن سقوط ضحايا، مدنيين وعسكريين، لكن لم تحدد الأعداد.


وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن 23 مسلحا قتلوا نتيجة الضربات، مشيرا إلى أن القتلى ينتمون لمليشيات موالية لإيران.

وتركزت الضربات الأمريكية على مناطق في بادية الميادين بريف دير الزور، التي تقع تحت سيطرة النظام السوري وإيران.

وأشار عبد الرحمن إلى أن 10 قتلى كانوا في دير الزور و13 في الميادين، مبينا أن تسعة منهم سوريون وستة عراقيون ولبنانيان اثنان، دون معرفة جنسيات باقي القتلى، وفقا لـ "الحرة".

ولفت إلى أن من المرجح ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود مفقودين تحت أنقاض المبنى المستهدف في الميادين، وسط تطويق أمني لتلك المنطقة.

وأضاف مدير المرصد السوري أن "سيارات تابعة للمليشيات الموالية لإيران انتشرت في المناطق المستهدفة في دير الزور وريفها وصولا إلى الحدود السورية العراقية مرورا بمدينتي البوكمال والميادين وسط حالة استنفار وإعادة انتشار وتموضع وإخلاء العديد من المواقع تخوفا من مزيد من الضربات خلال الساعات القادمة".

إلى ذلك، أفاد مسؤول أمريكي، رفض كشف هويته، أن التقييم الأولي لأضرار القصف أظهر أن الولايات المتحدة ضربت كل هدف من أهدافها المخطط لها.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة استهدفت عددا قليلا من "الأهداف الديناميكية" التي ظهرت مع بدء المهمة، بما فيها موقع صواريخ أرض-جو ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة.


أما في العراق، فقد أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن الضربات أسفرت عن مقتل 16 شخصا، بينهم مدنيون، وألحقت "أضرارا كبيرة" بالمنازل والممتلكات الخاصة.

ونددت الحكومة بالضربات باعتبارها "انتهاكا للسيادة العراقية"، ووصفتها بـ"العدوان".

من جهتها، أكدت هيئة الحشد الشعبي، أن أحد مقراتها الأمنية تعرض للقصف، وأسفر ذلك عن 16 قتيلا وإصابة 36 بجروح، "فيما لا يزال البحث مستمرا عن جثث عدد من المفقودين".

وأوضح بيان الحشد أن حصيلة القتلى توزعت على: المقر الجوال لعمليات الأنبار وكتيبة إسناد اللواء (7 قتلى و7 جرحى)، موقع مقاتلة الدروع (3 قتلى و10 جرحى)، مستشفى عصام البلداوي التابع للطبابة (5 قتلى)، مقر الدعم اللوجستي (جريح واحد)، موقع المدفعية (قتيل واحد وأربعة جرحى)، موقع كتيبة الدبابات (أربعة جرحى)، وموقعان تابعان للواء 45 (11 جريحا).

وتحدث سكان من قضاء القائم عن أن الجماعات المسلحة تخزن كميات كبيرة من الأسلحة في تلك المنطقة الحدودية.


فيما ذكرت مصادر محلية أن المسلحين غادروا المنطقة واختبأوا في الأيام التي تلت الهجوم في الأردن، وفقا لـ"رويترز".

إلى جانب ذلك، تأكد مقتل مدنيين اثنين في بلدة القائم بمحافظة الأنبار كانوا قريبين من موقع القصف.


وتعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر، تبنتها "المقاومة الإسلامية في العراق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الولايات المتحدة سوريا العراق الحشد الشعبي العراق سوريا الولايات المتحدة البيت الأبيض الحشد الشعبي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی العراق إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تفتح زيارة الشيباني لبغداد صفحة جديدة بين العراق وسوريا؟

بغداد- في أول موقف رسمي لها، أكدت الحكومة العراقية أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للعراق تحمل دلالات كبيرة، مؤكدة أن الرغبة العراقية كانت في إتمامها بوقت مبكر.

وبينما أكد الشيباني تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق وأنه "سيكون في بغداد قريبا"، كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في حديثه للجزيرة نت عن موقف بلاده الرسمي، مؤكدا عدم وجود أي شروط عراقية على سوريا الجديدة.

كما ذكر أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وجه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد في مايو/أيار المقبل، مما يؤكد حرص العراق على مشاركة سوريا في هذا الحدث المهم.

صفحة جديدة

أكد العوادي -خلال حديثه للجزيرة نت- أن العراق وحكومته سارعا إلى الترحيب بالواقع السوري الجديد، وأبديا استعدادهما للتعاون، مع التشديد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، واحترام إرادة الشعب السوري في اختيار قيادته.

وقال العوادي "كانت الرغبة العراقية في إتمام هذه الزيارة في وقت مبكر، إلا أن بغداد آثرت التريث لتبديد مخاوف بعض الدول العربية، ولإتاحة الفرصة للإدارة السورية الجديدة لترسيخ مؤسساتها، وهو ما تحقق خلال الأسابيع الماضية".

إعلان

وبين أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تأتي لتفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين الشقيقين، تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، وتتناول مختلف الملفات المهمة، وعلى رأسها الملف الأمني.

وشدد العوادي أن العراق لا يفكر بمنطق فرض الشروط أو المطالب على سوريا، بل يسعى إلى تعاون جاد بين البلدين في مختلف المجالات، الاقتصادية والاستثمارية والأمنية وغيرها.

منوها إلى أن هناك قلقا عراقيا أمنيا لا يمكن إنكاره "إلا أنه بدأ بالتراجع مع التعاون الأمني الأولى بين البلدين، ومن المؤكد أن اكتمال تشكيل المؤسسات السورية الجديدة سيعزز هذا التعاون، ويحقق الأمن والاستقرار للبلدين".

تباين

رجّح المحلل السياسي صباح العكيلي أن زيارة وزير الخارجية السوري ستتمحور حول بحث تفاصيل القمة العربية المقبلة في بغداد، حيث يرى مراقبون ومختصون أنها قد تشكل فرصة تاريخية لكسر حالة الجمود بين البلدين، وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.

وأشار العكيلي في حديث للجزيرة نت إلى تباين وجهات النظر بشأن العلاقة مع سوريا، فبينما يدعو البعض إلى علاقات متوازنة مع دمشق، يرفض آخرون ذلك، معتبرين أن النظام الحالي في سوريا يفتقر إلى الشرعية.

وأوضح العكيلي أن البعض يرى أن "عدم قطع العلاقات مع سوريا ضروري بسبب الملفات المشتركة، وعلى رأسها الملف الأمني ومكافحة الإرهاب، حيث يعتبر معبر سوريا منفذا رئيسيا لدخول الجماعات الإرهابية"، مؤكدا أن العراق يتجه نحو تنسيق علاقات متوازنة مع سوريا في إطار الظروف الحالية.

وأضاف أنه "على الرغم من المصالح السياسية والاقتصادية العديدة التي تربط العراق وسوريا، والمخاوف المشتركة بشأن الجماعات الإرهابية خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية، فإن العلاقات بين البلدين الشقيقين شهدت فتورا واضطرابا في الفترة الأخيرة، وذلك بسبب تعارض المصالح والانقسام في المواقف السياسية داخل العراق إزاء الوضع السوري الجديد"، مؤكدا أن هذا الأمر دفع العراق إلى التريث في إعلان موقف رسمي من التطورات الأخيرة في سوريا.

إعلان

وأشار العكيلي في حديثه إلى أن دعوة الشيباني لزيارة العراق تأتي في هذا السياق، خاصة مع استعداد العراق لاستضافة القمة العربية، مضيفا أن العراق يسعى من خلال هذه الزيارة إلى تنسيق المواقف مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، خصوصا في ظل وجود ملفات مهمة على جدول أعمال القمة، مثل الملف الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، التي قد تكون حاضرة بقوة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة.

أهداف مشروعة

وفي تحليله لأهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا، أوضح رئيس مركز العراق صلاح بوشي أن ما يهم بغداد في المقام الأول هو تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة، وهي قضية بالغة الأهمية بالنسبة للعراق.

وأشار بوشي في حديثه للجزيرة نت إلى أن فتح المعابر بين البلدين يحظى بأهمية خاصة لدى العراق، معتبرا أن حضور وزير الخارجية السوري إلى بغداد يهدف إلى تعزيز هذه العلاقة الجديدة والثنائية بين الطرفين.

وأكد أن "العراق يسعى إلى استقرار الوضع السياسي والأمني في البلد والمنطقة، وهو حق مشروع له"، وهو يسعى لذلك من خلال تعزيز العلاقات مع الجارة سوريا إلى دعم هذا الهدف، وأوضح أن تقديرات الموقف الأمني والسياسي ستكون هي المحور الأساس في أي حوارات بين البلدين في المرحلة القريبة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • تحالف رباعي يضم العراق وسوريا وتركيا والأردن لملاحقة داعش
  • موقع الخارجية الأمريكية يحذف عبارة مصيرية حول دعم تايوان
  • تداعيات خطة ترامب لتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط على العراق
  • فيديو| 48 قتيلاً بانهيار منجم للذهب في مالي
  • خبير عسكري: الولايات المتحدة الأمريكية هي المستعمر الجديد للشرق الأوسط
  • هل تفتح زيارة الشيباني لبغداد صفحة جديدة بين العراق وسوريا؟
  • أول زبون في أفريقيا…الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن مبيعات عسكرية قياسية للمغرب
  • السوداني والسيناتورة الأمريكية يبحثان التعاون بين العراق والولايات المتحدة
  • الدفاع التركية تعلن قتل 7 عماليين في العراق وسوريا
  • الولايات المتحدة.. تسجيل إصابات في حادث تصادم أكثر من 100 مركبة