فورين بوليسي: الصين تستغل حرب غزة للتقرب من الجنوب العالمي.. ونفاق أمريكا يساعد
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
رغم وقوفها على الهامش وعدم رغبتها، ظاهريا، في التورط بالصراع المتصاعد في الشرق الأوسط على خلفية المعارك بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، بدأت الصين تتحرك أخيرا، مع تزايد الغضب العالمي من العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تركز بكين الآن على تسخير الفجوة الآخذة في الاتساع بين مواقف واشنطن والجنوب العالمي بشأن الحرب لتعزيز طموحات السياسة الخارجية لها.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية وكتبته مراسلتها كريستينا لو، وترجمه "الخليج الجديد".
اقرأ أيضاً
بوليتيكو: أمريكا فشلت في دفع الصين للضغط على إيران لوقف هجمات الحوثيين
السماح لأمريكا بالتورط أكثروينقل التحليل عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الصين "تتراجع الآن في الغالب وتسمح للولايات المتحدة بارتكاب الانتهاكات".
وأضاف: "المصلحة الوحيدة التي تسعى الصين إلى تحقيقها في الشرق الأوسط تقترب الآن بينما ينفتح انقسام أكبر بين الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من الجنوب العالمي".
وكان دعم الولايات المتحدة التام للاحتلال الإسرائيلي وإمداد تل أبيب بالأسلحة والدفاع عن ممارساتها في غزة دوليا ومكافحة تحركات دولية في مجلس الأمن لمحاولة إقرار وقف لإطلاق النار في غزة التي سقط بها ما يزيد عن 27 ألف شهيد، حتى الآن، مثيرا لإحباط وغضب دول الجنوب العالمي .
وتحاول بكين الاستفادة من الانقسام.
اقرأ أيضاً
فورين بوليسي: معضلة الصين في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
إظهار نفاق واشنطنويقول إريك أولاندر، المؤسس المشارك لمشروع الجنوب العالمي الصيني: "إنهم يشعرون أن هذا سيؤدي إلى تقويض الولايات المتحدة بشكل أكبر في أعين بقية العالم، في أجزاء العالم التي يهتمون بها".
ويضيف: "يصب هذا في صالح استراتيجيتهم بالنسبة للصينيين، لإظهار مدى نفاق الأمريكيين، وعزلتهم وعدم تزامنهم مع بقية العالم".
الصين "صانعة السلام"وكجزء من هذه الاستراتيجية، قدمت الصين نفسها علناً باعتبارها صانعة للسلام، فاقترحت خطة سلام من خمس نقاط ودعت إلى عقد مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أرسلت بكين مبعوثها الإقليمي إلى قطر ومصر للحث على وقف إطلاق النار؛ ومنذ ذلك الحين، تعهدت بتقديم نحو 4 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لغزة، واستضافت وفداً من الوزراء العرب والمسلمين، وشاركت في قمة افتراضية لكتلة البريكس (التي كانت تضم آنذاك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على مدار العام.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن تصرفات بكين هي في الغالب أدائية، ولا تؤدي إلى سوى القليل من النتائج الملموسة.
اقرأ أيضاً
تحت ضغط أمريكي.. هل من مصلحة الصين كبح هجمات الحوثيين؟
على سبيل المثال، فشلت قمة مجموعة البريكس في نوفمبر/تشرين الثاني في إصدار بيان مشترك أو خريطة طريق عملية للمضي قدما، كما يشير مارك ليونارد من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مجلة الشؤون الخارجية.
ويرى أحمد عبوده، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي، في ديسمبر/كانون الأول، أن جدية الصين في التوسط في الحرب بين إسرائيل وحماس هي مجرد "دخان"، مشيراً إلى "غموض اللغة الدبلوماسية الصينية والمبلغ الضئيل من الأموال التي تقدمها القوى العالمية".
وبدلاً من التورط في الصراع، ركزت بكين على إثارة الشكوك في واشنطن والمقارنة بين مواقف البلدين، كجزء من محاولتها التشكيك في المصداقية العالمية لإدارة بايدن.
وكانت هذه الجهود واضحة للعيان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في أكتوبر/تشرين الأول بعد انتقاده لعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار؛ كما استخدمت روسيا الفيتو أيضا ضد القرار.
محكمة العدلوتقول الكاتبة إنه في الآونة الأخيرة، انضمت بكين أيضًا إلى الجنوب العالمي في واحدة من أوضح حالات الغضب من تصرفات إسرائيل.. قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
ورغم أن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها، فإن قضية جنوب أفريقيا تعكس الضغوط الدولية المتنامية ضد إسرائيل، التي رفضت الاتهامات ووصفتها بأنها "كاذبة" و"شنيعة".
اقرأ أيضاً
انتقاد الصين لحرب إسرائيل على غزة.. السر في انهيار تعاون حساس
وفي حين أن محكمة العدل الدولية لم تبت بعد في مسألة ما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ومن المرجح أنها لن تفعل ذلك لسنوات، إلا أنها استجابت، نسبيا، قبل أيام، لطلب جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر بتعليق طارئ للعدوان الإسرائيلي.
وفي حكمها، أمرت محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي بـ "اتخاذ جميع التدابير" لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة.
وبعد الإعلان عن القرار، أعربت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن أملها في أن يدفع "بعض الدول الكبرى إلى التوقف عن غض الطرف" عن تصرفات إسرائيل في غزة.
المصدر | كريستينا ليو / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصين العلاقات الصينية الأمريكية حرب غزة الجنوب العالمي نفاق أمريكا مجلس الامن محكمة العدل الدولية الجنوب العالمی فورین بولیسی محکمة العدل اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
تأمل في "تعايش سلمي" مع أمريكا..الصين تهنئ ترامب
وجهت الصين الأربعاء تهنئة إلى دونالد ترامب على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معربة عن أملها في "تعايش سلمي" مع الولايات المتحدة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية "نحترم خيار الشعب الأمريكي، ونعرب عن تهانينا للسيد ترامب على انتخابه رئيساً".وجاء البيان بعد ساعات من تأكيد المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري أن بكين ستواصل "مقاربة العلاقات الصينية الأمريكية وإدارتها على أساس مبادئ الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون للمنفعة المتبادلة".وأضافت "سياستنا تجاه الولايات المتحدة كانت دائماً ثابتة".
ورداً على سؤال عن اتصال الرئيس شي جين بينغ، بترامب لتهنئته، قالت ماو إن الصين ستتصرف وفق "الممارسات المعتادة" و"عقب نشر الإعلان الرسمي للنتائج". ولم تعلق بشكل مباشر على فوز ترامب. وقالت "الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي شأن داخلي للولايات المتحدة.. نحترم خيار الشعب الأمريكي".
وتابعت الصين الانتخابات عن كثب. وبعد ظهر الأربعاء، كانت المواضيع عن انتخاب ترامب على رأس المواضيع المتداولة على نطاق واسع على منصة "ويبو" الصينية.
وجاء في أحد التعليقات "مبروك ترامب! ركّز على بناء بلدك الرائع وكف عن التفكير في التدخل في بلدان أخرى".
وجاء في تعليق آخر على منصة "دوين" الصينية حظي بنحو 800 إعجاب "تعمل عائلتي في التجارة الخارجية وانهار العالم أمامها" مع انتخاب ترامب. وأفاد البعض في بكين، بأن الفائز في الانتخابات الأمريكية لا يهمهم وبأن السياسة الأمريكية "لا تعنيهم".وقال آخرون إنهم لا يعرفون سوى سلوكيات ترامب، وكان من بينهم شاب استعرض إحدى أشهر رقصات ترامب على أنغام أغنية "واي إم سي أيه".
لكن آخرين عبروا عن قناعتهم بأن آخرين من مختلف المجالات في الصين يتابعون عن كثب ولاية ترامب الثانية.
وقال رجل يعمل في قطاع التأمين طلب حجب هويته: "بغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه فإن الناس فعلاً يركّزون عليه وعلى ما سيحدث في الصين، إذا وصل إلى السلطة".
اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بين 10 و 20% على الواردات من الخارج، وبـ 60% على الواردات من الصين.
وقال الموظف في التأمين: "قد يكون الأمر صعباً على بعض شركات التجارة الخارجية.لكن حسب الحكمة الصينية، من الأفضل لك بأن تشعر بالألم سريعاً من أن يأتي مطولاً". قلق
وفي شنغهاي ذات الأهمية الاقتصادية، قال عديدون إنهم لم يتابعوا الانتخابات، مشيرين إلى أن النتيجة لن تؤثر على الصين.
كيف سيتعامل ترامب المتقلب مع أوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط؟ - موقع 24من المتوقع أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، ما يعد بتحولات جذرية على جبهات متعددة في ظل الغموض الذي يسيطر على العالم.وقال تشستر سونغ، وهو مالك مطعم صغير: "لست مهتما أبداً"، لكنه أشار إلى أنه يفضل ترامب على هاريس لأنه رجل أعمال جيد".
ورأت امرأة لم تكشف اسمها أن نتيجة الانتخابات تؤثر على الأمريكيين داخلياً أكثر بكثير من تأثيرها على الشعب الصيني.
أما إيميلي، وهي مهندسة معمارية في الثلاثينيات، فقالت إنها تعتقد أن معظم الناس غير مهتمين وأن هاريس وترامب كانا "على قدم المساواة" عندها شخصياً.
لكنها أشارت إلى أن لديها استثمارات في سوق الأسهم الصينية ولاحظت تراجعها بعد الظهر عندما أعلن ترامب فوزه.
وقالت: "آخر مرة تولى فيها ترامب السلطة، كانت هناك حرب تجارية أثّر ذلك بشكل كبير على سوق الأسهم الصينية".