نيويورك تايمز:لن يخمد حريق الشرق الأوسط دون إطفاء مصدر النار إيران
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
آخر تحديث: 4 فبراير 2024 - 9:59 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال الكاتب بريت ستيفنز إن العمليات “الجراحية” التي نفذتها القوات الأميركية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا ردا على الهجوم على قاعدة عسكرية أميركية نائية في الأردن، لن تفي بالغرض لوضع حد للاستفزازات الإيرانية في المنطقة.وفي مقال رأي له في صحيفة نيويورك تايمز، قال ستيفنز إن من المؤكد أن الكثير من وسائل الإعلام ستصف العملية بأنها انتقام للهجوم بطائرة بدون طيار في 28 يناير على قاعدة الرقبان الأميركية التي راح ضحيته ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة 40 آخرين.
وأضاف الكاتب “أن هذا الوصف صحيح – لكنها ليست الحقيقة كاملة!”“الحقيقة الكاملة هي أنه منذ أكتوبر، كان هناك حوالي 160 هجوما على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهي قوات منتشرة في المنطقة بشكل أساسي لمحاربة داعش، وهو عدو مشترك بين إيران والولايات المتحدة.واستطرد سيتفنز بالقول: “وفي أكتوبر، أصابت طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات ثكنة أميركية في العراق. ولم يتم تفادي وقوع إصابات كبيرة إلا لأن المتفجرات لم تنفجر. وفي عيد الميلاد، شنت غارة أخرى بطائرة بدون طيار على قوات أميركية أسفرت عن استقرار شظية من شظايا الانفجار في رأس كبير ضباط الصف غاريت إيلربرون. وهو الآن يتعافى في الولايات المتحدة بعد أن أمضى أياما في غيبوبة.” ويتابع الكاتب: “هذا ناهيك عن الهجمات المباشرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن على سفن البحرية الأميركية التي تحمي الممرات البحرية في البحر الأحمر.. حيث قتل اثنان من أعضاء البحرية الأميركية في يناير خلال محاولة للاستيلاء على سفينة يشتبه في أنها تنقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين.”وقد ردت إدارة بايدن على بعض هذه الهجمات السابقة بضربات دقيقة – كما يقول سيتفنز في الصحيفة- في محاولة لإرسال رسالة إلى طهران على أمل تجنب التصعيد.“لكنها لم تنجح! لتتكيف مع قول مأثور منسوب إلى الزعيم الثوري ليون تروتسكي: “قد لا نكون مهتمين بشن الحرب على إيران ، لكن إيران مهتمة بشن الحرب علينا.” ويتساءل الكاتب: “ما الذي يمكن أن يجعل طهران تتنحى..على الأقل لبعض الوقت؟ عدم مهاجمة وكلائهم.. الذين يقومون الآن بالتأكيد بتشتيت قواتهم تحسبا للضربات الأميركية.”ويطرح ستيفنز نموذجا لردع إيران هو عملية فرس النبي عام 1988، وهي عملية عسكرية أطلقت ردا على لغم إيراني كاد أن يغرق فرقاطة أميركية خلال فترة كانت طهران تهاجم فيها باستمرار شحن النفط في الخليج العربي.وفي ذلك الاشتباك الذي استمر طوال اليوم، أغرقت البحرية الأميركية ست سفن إيرانية ودمرت منشأتين للاستخبارات الإيرانية على منصات نفط قديمة.وينوه الكاتب: لقد فهمت طهران هذه النقطة. ساعدت عملية فرس النبي في إنهاء هجمات إيران على الشحن الدولي، وكانت أحد العوامل التي أقنعت قادة إيران أخيرا بالموافقة على إنهاء الحرب الإيرانية العراقية.ويختم ستيفنز مقال رأيه في نيويورك تايمز بالقول: “استخدمت إيران وكلاءها لإشعال الحرائق في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لن يتم إخمادها حتى يتم القضاء على المرجل ذاته.”
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
22 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تحت مظلة تعقيدات الشرق الأوسط التي تشهد توترات متصاعدة على مختلف الجبهات، تبرز قضية التفاوض الإيراني مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيراً على مستقبل المنطقة.
التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤول الإيراني كاظم غريب آبادي تعكس موقفاً مرناً من طهران، التي ما زالت تبدي استعدادها للتفاوض بهدف رفع العقوبات، رغم المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية.
و تعاني إيران من تأثيرات خانقة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، ما أدى إلى تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإيراني والشعب. هذه الضغوط أجبرت القيادة الإيرانية على إعادة تقييم مواقفها التفاوضية، خاصة في ظل انحسار نفوذها الإقليمي في لبنان وسوريا، مما أضعف من قوتها التفاوضية التقليدية التي اعتمدت على بسط النفوذ الخارجي.
في المقابل، يشير الخبراء إلى أن طهران لا تريد أن تبدو في موقف الضعف؛ بل تسعى لتحقيق مكاسب ملموسة مثل رفع العقوبات قبل أن تبدأ أي جولة تفاوض جديدة.
و يُظهر هذا الموقف لعبة معقدة من المناورات السياسية، حيث تحاول إيران الحفاظ على هيبتها الدولية مع مراعاة الضغوط الشعبية الداخلية.
تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلقاً متزايداً حيال برنامج إيران النووي، خصوصاً مع زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة. هذا التقدم يضع إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية من تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.
رغم هذه المخاوف، فإن إيران تدرك أن استمرارها في زيادة التخصيب يضعها في موقف تفاوضي أقوى، حيث يمكنها استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق تنازلات من الطرف الآخر، سواء في رفع العقوبات أو في تقديم ضمانات أمنية.
اما قرار ترامب بتجميد عضوية الولايات المتحدة في الاتفاق النووي فكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في هذا الملف. فالاتفاق الذي كان يهدف إلى تقليص أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات، انتهى إلى مرحلة من التصعيد المتبادل، حيث أقدمت طهران على تخفيض التزاماتها تدريجياً.
و اليوم، تعود هذه الحقبة لتلقي بظلالها على المفاوضات المحتملة، مع إدراك الطرفين أن العودة إلى الاتفاق القديم لم تعد خياراً واقعياً، بل يجب صياغة تفاهمات جديدة تتماشى مع الواقع الحالي.
مستقبل غامض وحسابات دقيقة
الحديث عن استئناف المفاوضات يتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الانشغال الأميركي بمواجهة الصين وروسيا، وانقسام المواقف الأوروبية حيال التعامل مع طهران. هذه العوامل تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد، حيث تحاول كل من واشنطن وطهران الاستفادة من اللحظة الراهنة لفرض شروطها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts